مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الامام الخميني بمناسبة ذكرى مولد فاطمة الزهراء(ع) ويوم المرأة بتاريخ 12/ 3/

كلمة الامام الخميني بمناسبة ذكرى مولد فاطمة الزهراء(ع) ويوم المرأة بتاريخ 12/ 3/ 1985

بسم الله الرحمن الرحيم
بحمد الله فقد خطت النساء الإيرانيات في هذا اليوم المبارك، يوم المرأة المعظّم، خطوات عظيمة على طريق الإسلام، وعلى طريق إنقاذ أنفسهن من القيود التي قيّدوهن بها. وأنا انتهز هذه الفرصة لأبارك لجميع النساء لاسيما الحاضرات، هذا اليوم المبارك، وأرجو أن يوفقكن الله سبحانه في مواصلة التزامكن وخدمة هذا البلد الذي دمّره الطغاة الظلمة؛ مثلما كان لكن دور في جميع الأمور المتعلقة بالإسلام قبل هذه الثورة وخلال أحداثها وفي الفترة التي أعقبت انتصارها.
لقد ضيّعوا حقوقكن وحقوق الجميع.. كانوا يريدون أن يمحونا من الوجود.. كانوا يريدون أن يجّروا شبابنا إلى الفساد، وأن يسوقوا نساءنا خلافاً للمسير الذي ينبغي أن يسرن فيه. ولكن الله تبارك وتعالى منَّ علينا جميعاً بنصره وتوفيقه لأن نواصل طريقنا حتى الآن. ونحن نعتبر أن الكثير من النجاحات التي تحققت رهن خدماتكن أيتها النساء.. إنكن، فضلاً عن نشاطكن، تضاعفن من عزم الرجال ونشاطهم.. وأنتن اللاتي تحملتن صنوف التعذيب الروحي والآلام في زمن الطاغوت. وبفضل التزامكن ومقاومتكن تمكنتن بحمد الله من دحر القوة الشيطانية ومحوها من ساحة الوجود، ولم تسمحن بتحقيق تلك الأحلام التي كانت تعشعش في رؤوسهم. ويعلم الله لو لم تكن هذه النهضة، ولم تكن تضحيات الشعب الإيراني من نساء ورجال وشباب وشيوخ وكبار وصغار، لكان هذا الشعب قد فقد كل شيء.
وأنتن أيتها النساء قد تعذبتن وعانيتن وصمدتن في جميع المراحل وأدّيتن دوركن في جميع المجالات الثقافية والاقتصادية، إذ إن شريحة كبيرة من النساء تعمل في الزراعة، وأخرى تمارس نشاطها في المجال الصناعي، وثالثة في مجل الثقافة والأدب والعلم والفن. وأن جهودهن كافّة مشكورة عند الله تبارك وتعالى، وموضع عنايته ولطفه إن شاء الله. ومادمتن أنتن أيتها النساء محافظات على هذا الالتزام فان الله تبارك وتعالى ناصركن.
أيتها النساء اجهدن في تهذيب أخلاقكن، وفي دفع من تلقين به إلى تهذيب أخلاقه. احرصن على أن تصدر منكن ردود فعل تجاه هذه الجرائم التي لحقت بكن. اجهدن في الحفاظ على هذه المنزلة التي هي منزلة المرأة المتسامية، والاقتداء بالمرأة الفريدة السيدة فاطمة الزهراء. ينبغي للجميع الاقتداء بهذه المرأة القدوة. وينبغي لنا جميعاً استقاء أحكامنا الإسلامية من هذه الشخصية الفذة ومن أبنائها.. احرصوا لأن تظهرن بالصورة التي كانت عليها الصديقة الزهراء، واجهدن في كسب العلم والتقوى، لأن العلم لا يقتصر على أحد، بل هو ملك للجميع، كما أن التقوى ملك للجميع. إن طلب العلم والتقوى وظيفتنا جميعاً. وأنا أرجو أن تتعاون الأجهزة الحكومية معكن، وأن تضع في متناول أيديكن جميع الوسائل اللازمة لإغناء ثقافتكن.. وآمل أن تكنّ موفقات ومسدَّدات في جميع المجالات.
وكما أوقفت نساء إيران أرواحهن وشبابهن وأوقاتهن لخدمة الإسلام وحققن للإسلام كل هذا الذي نرفل فيه، أرجو أن تتواصل مساعيهن هذه أكثر فأكثر؛ وكنّ على ثقة مادمتنّ متواجدات في الساحة وملتزمات بالإسلام، وتربين الشباب وتضحين بهم، فان الإسلام بخير وماضٍ في طريقه لقطع أيدي أعداء الدين عن هذا البلد وجميع البلدان الإسلامية.
آمل أن تقتدي النساء المسلمات، أينما كنّ، بكنّ أيتها العزيزات اللاتي لا تألين جهداً في رفع مكانة المرأة، وتلافي الظلم والحيف الذي لحقها في النظام البائد.
أسأل الله أن يوفقكن جميعاً لخدمة الإسلام، وأن يحفظ لكنّ دينكن ودنياكن. وبطبيعة الحال ينبغي أن تلتفتن إلى أن الحجاب الذي سنّه الإسلام هو من أجل الحفاظ على مكانتكن ومنزلتكن؛ إن كل ما سنّه الله تبارك وتعالى وأمر به -سواء للمرأة أو للرجل- هو من أجل الإبقاء على القيم والمثل الحقيقية التي يتمتع بها كل منهما، والتي كان من الممكن أن تضيّع بوحي من الوساوس الشيطانية، أو بأيدي الاستعمار الفاسدة وعملائه وأذنابه.
أسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لخدمة الإسلام وهذا الشعب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر:http://iranwomen.org 

التعليقات (0)

اترك تعليق