في موضع قبر أم النبي(ص) آمنة(ع)
ذكر في كتب الفريقين أنه بعد ما انتقل النور النبوي والنطفة المحمدية الزكية، وظهرت تلك الآيات النيرات والكرامات الباهرات في أيام الحمل والولادة لسيد الكائنات، هاجر عبد الله إلى المدينة وأخذ معه آمنة خوفا من كيد اليهود وغدرهم.
روى محمد بن مسعود الكازروني صاحب كتاب المنتقى: إن عبد الله سعد بابنه مدة من الزمان، أي أنه توفي، وكان عمر النبي(ص) ثمانية وعشرون شهرا، وكان عمر عبد الله خمسة وعشرون سنة، فالقول بأن عبد الله مات وزوجته حاملة بالنبي(ص) ضعيف «وكان موت أبيه بعد ولادته بمدة قليلة»(1).
وكانت وفاة أمه بعد وفاة أبيه بمدة قد تصل إلى ستة سنين. وكانت وفاة عبد المطلب في السنة الثامنة ولا اختلاف فيه إلا نادرا.
وفي المعاني والعلل والبحار في ذيل قوله تعالى «ألم يجدك يتيما فآوى»(2) قال الصادق(ع): إن الله عز وجل أيتم نبيه(ص) لئلا يكون لأحد عليه طاعة(3). واليتيم بمعنى الوحيد الذي لا مثل له، من قولهم درة يتيمة.
وعن البحار سئل الصادق(ع): لم أوتم النبي(ص) عن أبويه؟ فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق(4).
ويستفاد من رواية الواقدي العامي أن آمنة سمعت بوفاة عبد الله وهي في مكة; قال: «واتصل الخبر إلى آمنة بوفاة زوجها، فبكت ونتفت شعرها، وخدشت وجهها، ومزقت جيبها، ودعت بالنائحات ينحن على عبد الله»(5).
وقال في كيفية وفاته: «ثم إن الله أراد قضاه على فاطمة بنت عبد المطلب، فورد عليه كتاب من يثرب بموت فاطمة بنت عبد المطلب، وكان في الكتاب أنها ورثت مالا كثيرا خطيرا، فقال عبد المطلب لولده عبد الله: يا ولدي لا بد لك أن تجيء معي إلى المدينة -وفي رواية بعثه مع أكبر أولاده الحارث- فسار مع أبيه ودخلا مدينة يثرب.. ولما مضى من دخولهما المدينة عشرة أيام اعتل «عبد الله» علة شديدة وبقي خمسة عشر يوما -وقيل شهرا- فلما كان اليوم السادس عشر مات عبد الله فبكى أبوه عبد المطلب بكاءا شديدا، وشق سقف البيت لأجله في دار فاطمة بنت عبد المطلب، وإذا بهاتف يهتف ويقول: قد مات من كان في صلبه خاتم النبيين وأي نفر لا يموت؟».
قال الواقدي: فقام عبد المطلب فغسله وكفنه ودفنه، وبنى على قبره قبة عظيمة..(6) وله مزار معروف في بني النجار.
قال المؤرخ المعاصر: إن آمنة استرضعت للنبي(ص) حليمة السعدية زوجة الحارث، وبقيت مع ابنها ستة سنين، ثم استجازت عبد المطلب في زيارة أخوالها بني عبد النجار واصطحاب النبي(ص) معها ليراه أخواله، فأجازها فخرجت مع أم أيمن، فلما قدمت برسول الله المدينة نزلت في دار النابغة مدفن زوجها عبد الله، فأقامت بها شهرا، ثم رجعت به ، حتى إذا كانت بالأبواء قرب عسفان بين مكة والمدينة توفيت ودفنت هناك، فرجعت به أم أيمن -وكانت تحضنه- ودفعته إلى عبد المطلب جده الموحد المؤمن، فضمه إليه كما يضم الروح العزيزة، وهو يقول: ما رأيت قبله أطيب منه ولا أطهر قط ولا جسدا ألين منه ولا أطيب(7). وازداد عبد المطلب له رقة وحفظا، وبالغ في خدمته، حتى إذا بلغ النبي ثمان سنين وبلغ عبد المطلب مائة وعشرين سنة حضرته الوفاة، فخلع أردان هذه الدنيا الفانية ولبس حلل الدار الباقية، فدفعه إلى أبي طالب بن عبد مناف يكفله.
وكان عبد المطلب عليه سيماء الأنبياء، وكان حجة في قومه، وأبو طالب وصيه فقال: يا أبا طالب! إنني ألقي إليك بعد وصيتي، قال أبو طالب: ما هي؟ قال: يا بني! أوصيك بعدي بقرة عيني محمد(ص)، وأنت تعلم محله مني ومقامه لدي، فأكرمه بأجل كرامة، ويكون عندك ليله ونهاره، ما دمت في الدنيا، الله ثم الله في حبيبه. ثم قال لأولاده: أكرموا وجللوا محمدا(ص) وكونوا عند إعزازه وإكرامه فسترون منه أمرا عظيما عليا... فقالوا بأجمعهم: السمع والطاعة.. ثم أنشأ يقول:
أوصيك يا عبد مناف بعدي * بواحد بعد أبيه فرد
فارقه وهو ضجيع المهدي * فكنت كالام له في الوجد
قد كنت ألصقه الحشا والكبد * حتى إذا خفت فراق الوجد
أوصيك أرجى أهلنا بالرفد(8) * يا بن الذي غيبني في اللحد(10)
ثم قال: انظر أن تكون حافظا لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه، ولم يذق شفقة أمه(11).
أما مزار آمنة بنت وهب فإن قلنا أنه في الحجون من مكة -وهي مقبرة السالفين إلى اليوم، وأهل مكة يزورونها- قرب قبر خديجة سلام الله عليها، فهو يعارض القول بدفنها في الأبواء.
والحق أن السيدة آمنة نقلت إلى الحجون -كما سيأتي- وعلى ضريحها قبة سامية يتلألأ النور من أعلاها، وقبرها مشهور بين البقاع، يقصد لدفع المهمات، ويزار لكشف الملمات.
روى الطبراني وابن مردويه عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله(ص) لما أقبل من غزوة تبوك فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى يرجع إليهم، مذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا، ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه(12) ثم عاد.
وروي عن عائشة أن النبي مر في سفره إلى الحج بالحجون، فبكى كثيرا وبكيت لبكائه، ثم قال: خذي زمام ناقتي، وذهب إلى قبر أمه وعاد مستبشرا ضاحكا، فسألته فقال: سألت الله أن يحيي أمي فأحياها، فعرضت عليها الإيمان فأقرت، ثم عادت إلى نومتها.
وروى البيهقي في مثله عن عائشة، وألف السيوطي رسالة في ذلك، وقال ابن حجر فيه شعرا:
الله أحيا للنبي أباه * للإيمان والأم آمنة الأمينة
وفي حديث الإمامية عن العلل ومعاني الأخبار عن أبي ذر شهادة على وقوع ذلك، وفيه أن رسول الله(ص) أخذ بيد علي بن أبي طالب وخرجا إلى البقيع إلى أن أتيا مقابر مكة، فنادى أباه وأمه فانشقت عنهما الأرض وأقرا بالشهادتين، فسألهما: من وليكما؟
فقالا له: وما الولي؟
قال: هو هذا علي.
قالا: وإن عليا ولينا.
قال لأبيه: ارجع إلى روضتك، وقال لأمه: ارجعي إلى روضتك وحفرتك(13).
وفي تفسير فرات: لما حج رسول الله(ص) حجة الوداع نزل بالأبطح ووضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع يده إلى السماء وبكى بكاءا شديدا ثم قال: رب إنك وعدتني في أبي وأمي أن لا تعذبهم.
قال: فأوحى الله إليه إني آليت على نفسي أن لا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله وأنك عبدي ورسولي، ولكن ائت الشعب فنادهم، فإن أجابوا فقد وجبت لهم رحمتي، فقام النبي(ص) إلى الشعب فناداهم، يا أبتاه، ويا أماه، ويا عماه ، فخرجوا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فقال لهم رسول الله(ص): ألا ترون إلى هذه الكرامة التي أكرمني الله بها؟
فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله حقا حقا، وأن جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق؛ فقال: ارجعوا إلى مضاجعكم، ودخل رسول الله(ص) مكة وقدم عليه علي بن أبي طالب من اليمن، فبشره رسول الله(ص) بذلك فقال علي: الحمد لله(14).
أما الاختلاف في مدفن السيدة آمنة، فحسب ما روي عن طرق السنة والشيعة أنها دفنت أولا في الأبواء، ثم أرادت قريش نبش قبرها وإحراق جسدها الطاهر، فأمر الله ملائكته النقالة فحملوها إلى الحجون إلى حيث قبرها الآن، وقصة الملائكة النقالة من الحكايات المروية والمحسوسة، ولا يمكن إنكار أخبارها المعتبرة، بل إنكارها إنكار لضرورة محسوسة.
الهوامش:
1- البحار 16/ 137 ح 75.
2- الضحى: 6.
3- علل الشرائع 1/ 159 باب 110.
4- البحار 16/ 137 باب 7.
5- البحار 15/ 283 ح 17 باب 3.
6- البحار 15/ 283 ح 27 باب 3.
7- البحار 15/ 143 ح 74 باب 1.
8- في البحار: أوصيك أرجى أهلنا بالرفد * يا بن الذي غيبته في اللحد
9- البحار 15/ 152 ح 80 باب 1.
10- البحار 15/ 143 ح 74 باب 1.
11- المعجم الكبير للطبراني 11/ 296 ح 12049 مسند ابن عباس.
12- البحار 15/ 109 ح 53 باب 1 عن المعاني والعلل والحديث مفصل نقله ملخصا.
13- البحار 15/ 110 ح 66 باب 1 عن تفسير فرات.
المصدر: الخصائص الفاطمية: الشيخ محمد باقر الكجوري، ترجمة: سيد علي جمال أشرف. ط1، انتشارات الشريف الرضي، 1380 ش. ج2.
روى محمد بن مسعود الكازروني صاحب كتاب المنتقى: إن عبد الله سعد بابنه مدة من الزمان، أي أنه توفي، وكان عمر النبي(ص) ثمانية وعشرون شهرا، وكان عمر عبد الله خمسة وعشرون سنة، فالقول بأن عبد الله مات وزوجته حاملة بالنبي(ص) ضعيف «وكان موت أبيه بعد ولادته بمدة قليلة»(1).
وكانت وفاة أمه بعد وفاة أبيه بمدة قد تصل إلى ستة سنين. وكانت وفاة عبد المطلب في السنة الثامنة ولا اختلاف فيه إلا نادرا.
وفي المعاني والعلل والبحار في ذيل قوله تعالى «ألم يجدك يتيما فآوى»(2) قال الصادق(ع): إن الله عز وجل أيتم نبيه(ص) لئلا يكون لأحد عليه طاعة(3). واليتيم بمعنى الوحيد الذي لا مثل له، من قولهم درة يتيمة.
وعن البحار سئل الصادق(ع): لم أوتم النبي(ص) عن أبويه؟ فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق(4).
ويستفاد من رواية الواقدي العامي أن آمنة سمعت بوفاة عبد الله وهي في مكة; قال: «واتصل الخبر إلى آمنة بوفاة زوجها، فبكت ونتفت شعرها، وخدشت وجهها، ومزقت جيبها، ودعت بالنائحات ينحن على عبد الله»(5).
وقال في كيفية وفاته: «ثم إن الله أراد قضاه على فاطمة بنت عبد المطلب، فورد عليه كتاب من يثرب بموت فاطمة بنت عبد المطلب، وكان في الكتاب أنها ورثت مالا كثيرا خطيرا، فقال عبد المطلب لولده عبد الله: يا ولدي لا بد لك أن تجيء معي إلى المدينة -وفي رواية بعثه مع أكبر أولاده الحارث- فسار مع أبيه ودخلا مدينة يثرب.. ولما مضى من دخولهما المدينة عشرة أيام اعتل «عبد الله» علة شديدة وبقي خمسة عشر يوما -وقيل شهرا- فلما كان اليوم السادس عشر مات عبد الله فبكى أبوه عبد المطلب بكاءا شديدا، وشق سقف البيت لأجله في دار فاطمة بنت عبد المطلب، وإذا بهاتف يهتف ويقول: قد مات من كان في صلبه خاتم النبيين وأي نفر لا يموت؟».
قال الواقدي: فقام عبد المطلب فغسله وكفنه ودفنه، وبنى على قبره قبة عظيمة..(6) وله مزار معروف في بني النجار.
قال المؤرخ المعاصر: إن آمنة استرضعت للنبي(ص) حليمة السعدية زوجة الحارث، وبقيت مع ابنها ستة سنين، ثم استجازت عبد المطلب في زيارة أخوالها بني عبد النجار واصطحاب النبي(ص) معها ليراه أخواله، فأجازها فخرجت مع أم أيمن، فلما قدمت برسول الله المدينة نزلت في دار النابغة مدفن زوجها عبد الله، فأقامت بها شهرا، ثم رجعت به ، حتى إذا كانت بالأبواء قرب عسفان بين مكة والمدينة توفيت ودفنت هناك، فرجعت به أم أيمن -وكانت تحضنه- ودفعته إلى عبد المطلب جده الموحد المؤمن، فضمه إليه كما يضم الروح العزيزة، وهو يقول: ما رأيت قبله أطيب منه ولا أطهر قط ولا جسدا ألين منه ولا أطيب(7). وازداد عبد المطلب له رقة وحفظا، وبالغ في خدمته، حتى إذا بلغ النبي ثمان سنين وبلغ عبد المطلب مائة وعشرين سنة حضرته الوفاة، فخلع أردان هذه الدنيا الفانية ولبس حلل الدار الباقية، فدفعه إلى أبي طالب بن عبد مناف يكفله.
وكان عبد المطلب عليه سيماء الأنبياء، وكان حجة في قومه، وأبو طالب وصيه فقال: يا أبا طالب! إنني ألقي إليك بعد وصيتي، قال أبو طالب: ما هي؟ قال: يا بني! أوصيك بعدي بقرة عيني محمد(ص)، وأنت تعلم محله مني ومقامه لدي، فأكرمه بأجل كرامة، ويكون عندك ليله ونهاره، ما دمت في الدنيا، الله ثم الله في حبيبه. ثم قال لأولاده: أكرموا وجللوا محمدا(ص) وكونوا عند إعزازه وإكرامه فسترون منه أمرا عظيما عليا... فقالوا بأجمعهم: السمع والطاعة.. ثم أنشأ يقول:
أوصيك يا عبد مناف بعدي * بواحد بعد أبيه فرد
فارقه وهو ضجيع المهدي * فكنت كالام له في الوجد
قد كنت ألصقه الحشا والكبد * حتى إذا خفت فراق الوجد
أوصيك أرجى أهلنا بالرفد(8) * يا بن الذي غيبني في اللحد(10)
ثم قال: انظر أن تكون حافظا لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه، ولم يذق شفقة أمه(11).
أما مزار آمنة بنت وهب فإن قلنا أنه في الحجون من مكة -وهي مقبرة السالفين إلى اليوم، وأهل مكة يزورونها- قرب قبر خديجة سلام الله عليها، فهو يعارض القول بدفنها في الأبواء.
والحق أن السيدة آمنة نقلت إلى الحجون -كما سيأتي- وعلى ضريحها قبة سامية يتلألأ النور من أعلاها، وقبرها مشهور بين البقاع، يقصد لدفع المهمات، ويزار لكشف الملمات.
روى الطبراني وابن مردويه عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله(ص) لما أقبل من غزوة تبوك فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى يرجع إليهم، مذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا، ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه(12) ثم عاد.
وروي عن عائشة أن النبي مر في سفره إلى الحج بالحجون، فبكى كثيرا وبكيت لبكائه، ثم قال: خذي زمام ناقتي، وذهب إلى قبر أمه وعاد مستبشرا ضاحكا، فسألته فقال: سألت الله أن يحيي أمي فأحياها، فعرضت عليها الإيمان فأقرت، ثم عادت إلى نومتها.
وروى البيهقي في مثله عن عائشة، وألف السيوطي رسالة في ذلك، وقال ابن حجر فيه شعرا:
الله أحيا للنبي أباه * للإيمان والأم آمنة الأمينة
وفي حديث الإمامية عن العلل ومعاني الأخبار عن أبي ذر شهادة على وقوع ذلك، وفيه أن رسول الله(ص) أخذ بيد علي بن أبي طالب وخرجا إلى البقيع إلى أن أتيا مقابر مكة، فنادى أباه وأمه فانشقت عنهما الأرض وأقرا بالشهادتين، فسألهما: من وليكما؟
فقالا له: وما الولي؟
قال: هو هذا علي.
قالا: وإن عليا ولينا.
قال لأبيه: ارجع إلى روضتك، وقال لأمه: ارجعي إلى روضتك وحفرتك(13).
وفي تفسير فرات: لما حج رسول الله(ص) حجة الوداع نزل بالأبطح ووضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع يده إلى السماء وبكى بكاءا شديدا ثم قال: رب إنك وعدتني في أبي وأمي أن لا تعذبهم.
قال: فأوحى الله إليه إني آليت على نفسي أن لا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله وأنك عبدي ورسولي، ولكن ائت الشعب فنادهم، فإن أجابوا فقد وجبت لهم رحمتي، فقام النبي(ص) إلى الشعب فناداهم، يا أبتاه، ويا أماه، ويا عماه ، فخرجوا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فقال لهم رسول الله(ص): ألا ترون إلى هذه الكرامة التي أكرمني الله بها؟
فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله حقا حقا، وأن جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق؛ فقال: ارجعوا إلى مضاجعكم، ودخل رسول الله(ص) مكة وقدم عليه علي بن أبي طالب من اليمن، فبشره رسول الله(ص) بذلك فقال علي: الحمد لله(14).
أما الاختلاف في مدفن السيدة آمنة، فحسب ما روي عن طرق السنة والشيعة أنها دفنت أولا في الأبواء، ثم أرادت قريش نبش قبرها وإحراق جسدها الطاهر، فأمر الله ملائكته النقالة فحملوها إلى الحجون إلى حيث قبرها الآن، وقصة الملائكة النقالة من الحكايات المروية والمحسوسة، ولا يمكن إنكار أخبارها المعتبرة، بل إنكارها إنكار لضرورة محسوسة.
الهوامش:
1- البحار 16/ 137 ح 75.
2- الضحى: 6.
3- علل الشرائع 1/ 159 باب 110.
4- البحار 16/ 137 باب 7.
5- البحار 15/ 283 ح 17 باب 3.
6- البحار 15/ 283 ح 27 باب 3.
7- البحار 15/ 143 ح 74 باب 1.
8- في البحار: أوصيك أرجى أهلنا بالرفد * يا بن الذي غيبته في اللحد
9- البحار 15/ 152 ح 80 باب 1.
10- البحار 15/ 143 ح 74 باب 1.
11- المعجم الكبير للطبراني 11/ 296 ح 12049 مسند ابن عباس.
12- البحار 15/ 109 ح 53 باب 1 عن المعاني والعلل والحديث مفصل نقله ملخصا.
13- البحار 15/ 110 ح 66 باب 1 عن تفسير فرات.
المصدر: الخصائص الفاطمية: الشيخ محمد باقر الكجوري، ترجمة: سيد علي جمال أشرف. ط1، انتشارات الشريف الرضي، 1380 ش. ج2.
اترك تعليق