كيفية مبايعة النبي صلى الله عليه وآله النساء
صفة مبايعة النبي(ص) النساء:
1- عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله(ع): كيف ماسح رسول الله(ص) النساء حين بايعهن؟
قال: دعا بمركنه(1) الذي كان يتوضأ فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى، فكلما بايع واحدة منهن قال: اغمسي يدك فتغمس كما غمس رسول الله(ص) فكان هذا مماسحته إياهن.
2- عن سعدان بن مسلم قال: قال أبو عبد الله(ع): أتدري كيف بايع رسول الله(ص) النساء؟
قلت: الله أعلم وابن رسوله أعلم، قال: جمعهن حوله ثم دعا بتوربرام(2) فصب فيه نضوحا ثم غمس يده فيه، ثم قال: اسمعن يا هؤلاء أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين بعولتكن في معروف، أقررتن؟
قلن: نعم.
فأخرج يده من التور ثم قال لهن: اغمسن أيديكن، ففعلن فكانت يد رسول الله(ص) الطاهرة أطيب من أن يمس بها كف أنثى ليست له بمحرم.
3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز عن رجل، عن أبي عبد الله(ع) في قول الله عز وجل: «ولا يعصينك في معروف(3)» قال: المعروف أن لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ولا يدعون ويلا ولا يتخلفن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا.
4- عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: تدرون ما قوله تعالى: «ولا يعصينك في معروف»؟ قلت: لا، قال: إن رسول الله(ص) قال: لفاطمة(ع): إذا أنامت فلا تخمشي علي وجها(4) ولا تنشري علي شعرا(5) ولا تنادي بالويل ولا تقيمي علي نائحة، قال: ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عز وجل.
5- عن أبان، عن أبي عبد الله(ع) قال: لما فتح رسول الله(ص) مكة بايع الرجال ثم جاء النساء يبايعنه فأنزل الله عز وجل «يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن و أرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم(6)» فقالت هند: أما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا وقالت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله ما ذلك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصينك فيه؟
قال: لا تلطمن خدا ولا تخمشن وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسودن ثوبا ولا تدعين بويل فبايعهن رسول الله(ص) على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك؟ قال: إنني لا أصافح النساء فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم أخرجها فقال: ادخلن أيديكن في هذا الماء فهي البيعة.
الهوامش:
1- المركن: الإجانة التي يغسل فيها الثياب.
2- التور: اناء يشرب فيه. ويرام جبل في بلاد بنى سليم عند الحرة من ناحية البقيع. (المراصد)
3- الممتحنة: 13. أي في فعل الحسن وترك القبيح.
4- خمش وجهه: خدشه.
5- في بعض النسخ [ترخى على شعرا].
6- الممتحنة: 13. قوله تعالى «ببهتان يفترينه» هو أن يلحق بأزواجهن غير أولادهن من اللقطاء ووصف بوصف ولدها الحقيقي من أنه إذا ولد سقط بين يديها ورجليها وقيل: هو الكذب والنميمة وقذف المحصنة.
7- لعل المعنى أن السلام أحسن وأصوب أنواع الاستيذان.
8- في بعض النسخ [فرفعه].
المصدر: الكافي: الشيخ الكليني، تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري. ط3، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1367 ش. ج5.
اترك تعليق