مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(3)

إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(3)

إبنتي:
العجب والغرور نتيجتان لغاية الجهل بحقارة النفس، وعظمة الخالق.
 إذا فكر {الإنسان} قليلاً في عظمة الخلقة بالمقدار الذي وصل البشر –رغم كل هذا التقدم العلمي– إلى شيءٍ يسير منه، يدرك حقارة نفسه، وكلِّ المنظومات الشمسية والمجرات، ويفهم قليلاً من عظمة خالقها، ويخجل من عُجبه، وأنانيته، وغروره، ويشعر بالجهل.
في قصة حضرة سليمان نبي الله عليه السلام، نقرأ عندما يمر بوادي النمل: «قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون».
النملة تصف سليمان النبي مع مرافقيه بعنوان «لا يشعرون».
والهدهد يقول له: «أحطتُ بما لم تحط به».
وعميُ القلوب لا يستطيعون تحمل نطق النملة، والطير، فضلاً عن نطق ذرات الوجود، وما في السماوات والأرض، التي يقول خالقها: «إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم».
الإنسان الذي يرى نفسه محور الوجود –رغم أن الإنسان الكامل كذلك– غير معلوم أنه كذلك في نظر سائر الموجودات.
والبشر الذين لم يبلغوا الرشد ليسوا كذلك «مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار».
هذا مرتبط بالرشد العلمي باستثناء التهذيب، وقد جاء في وصفه «كالأنعام بل هم أضلّ».

12 شهر رمضان المبارك 1404 هجرية
روح الله الموسوي الخميني
 


المصدر: جريدة العهد.

التعليقات (0)

اترك تعليق