مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(7)

إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(7)

إبنتي:
سمعت، كنت تقولين، أخشى أن أتأسف أيام الامتحان لأني لم أعمل في أيام التعطيل، هذا التأسف وأمثاله –مهما كان– فهو سهل وسريع الزوال.
ذلك التأسف الدائم والأبدي، هو عندما تعودين إلى رشدك، وتدركين أن كل شيء ترينه ليس إلا هو، وأنّ تلك الأستار لا يمكن أن تزول، وتلك الحجب لا يمكن أن تُرفع.
يقول أمير المؤمنين في دعاء كميل: "فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك".
أنا الأعمى القلب لم أستطع حتى الآن أن أقرأ بجدٍّ هذه الفقرة، وبعض الفقرات الأخرى في هذا الدعاء الشريف، بل أقرأها بلسان علي عليه السلام، ولا أعلم ما هو ذلك الذي الصبر عليه أشد من الصبر على عذاب الله في جهنم، ذلك العذاب الذي [ناره] "تطلع على الأفئدة".
كأن "عذابك" هو "نار الله" التي تحرق الفؤاد.
لعل هذا العذاب فوق عذاب جهنم.
نحن عمي القلوب لا نستطيع إدراك هذه المعاني التي هي فوق الفهم البشري، وتصديقها.
فاضربي الصفح، ولنضرب صفحاً، دعي هذا ولندعه لأهله الذين هم قليلون جداً.
على كل حال، إنّ لكلٍّ من الكتب الفلسفية، خصوصاً كتب فلاسفة الإسلام، وكتب أهل الحال والعرفان أثراً.
الأول: أنها تعرّف الإنسان بما وراء الطبيعة، ولو من بعيد.
الثاني: إنّ بعضها خصوصاً –مثل "منازل السائرين" و "مصباح الشريعة" الذي يبدو أن عارفاً كتبه باسم الإمام الصادق عليه السلام بطريقة الرواية– تهيء القلوب للوصول إلى المحبوب.
وأكثر شيء إثارةً للقلوب، مناجاة أئمة المسلمين وأدعيتهم.
إنهم قادة إلى المقصود، يرشدون ويأخذون بيد طالب الحق ويأخذونه إليهم.
للأسف، ومائة للأسف، أننا هجرناهم وابتعدنا عنهم فراسخ.

12 شهر رمضان المبارك 1404 هجرية
روح الله الموسوي الخميني


 
المصدر: جريدة العهد.

التعليقات (0)

اترك تعليق