إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(8)
إبنتي:
اسعي –إذا لم تكوني من أهله ولم تصبحي– أن لا تنكري مقامات العارفين والصالحين، ولا تعتبري أن معاندتهم من الواجبات الدينية.
كثير مما قالوه موجود في القرآن الكريم بشكل رمزي ومغلق، وقد ورد في أدعية أهل العصمة ومناجاتهم أكثر وضوحاً، ولأننا نحن الجاهلين محرومون منها [المقامات] فإننا نبادر إلى معارضتها.
يقولون: إن صدر المتألهين رأى بجوار المعصومة سلام الله عليها شخصاً يلعنه، سأله:
لماذا تلعن صدرا؟
قال: لأنه يقول بوحدة واجب الوجود.
قال: إذاً، إلعنه.
هذا، حتى إذا كان قصة [لا واقع له] فهو يدل على واقع معين.
وقد رأيت أنا وسمعت قصصاً كانت في زماننا.
أنا لا أريد أن أطهر [أبرّيء] المدعين.
"فكثيراً ما تكون الخرقة مستوجبة النار".
أريد أن لا تنكري أهل المعنى والمعنوية، تلك المعنوية التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة، والمخالفون تجاهلوها، أو تجاهلوهما، أو اعتمدوا التلفيقات العاميّة.
وأنا أوصيكِ أن الخطوة الأولى هي الخروج من حجاب الإنكار السميك، الذي يمنع من أي نموّ وأية خطوة إيجابية.
وهذه الخطوة –الخروج من حجاب الإنكار– ليست كمالاً، إلا أنها تفتح الطريق نحو الكمال، كما أن اليقظة التي تعتبر في منازل السالكين المنزل الأول، لا يمكن حسابها من المنازل، بل هي مقدمة، وفتح للطريق إلى سائر المنازل.
على كل حال لا يمكن مع روح الإنكار، الاهتداء إلى طريق يوصل إلى المعرفة.
أولئك الذين ينكرون مقامات العارفين ومنازل السالكين، ولأنهم أنانيون مغرورون، فكل ما لا يعرفونه لا يحملونه على جهلهم فينكرونه حتى لا تخدش أنانيتهم ويخدش عُجبهم [بأنفسهم].
"نحن في الأصنام، الصنم نفسك"
وما لم تتم إزالة هذا الصنم، والشيطان القوي من الطريق، فلا سبيل إليه جلّ وعلا، وهيهات أن يكسر هذا الصنم، ويروض هذا الشيطان.
نقل عن المعصوم "شيطاني آمن بيدي".
ويعلم من هذا النقل أن لكل شخص مهما كان عظيم الرتبة شيطاناً، وأولياء الله وُفقوا للسيطرة عليه بل لحمله على الإيمان.
تعلمين ماذا فعل الشيطان بأبينا العظيم آدم صفي الله؟
لقد أخرجه من جوار الحق، وبعد وسوسة الشيطان والاقتراب من الشجرة –التي قد تكون النفس أو بعض مظاهرها– جاء أمر {اهبطوا}.
وكان ذلك منشأ جميع أنواع الفساد، وجميع العداوات، وقد تاب آدم عليه السلام إذ أخذ الله بيده، واصطفاه الله تعالى.
أنا وأنت المبتليان بالشجرة الإبليسية، يجب أن نتوب ونطلب من الله تعالى في الخلوة والجلوة –السر والعلن– مستغيثين، أن يأخذ بأيدينا بأي وسيلة أراد، ويوصلنا أيضاً إلى التوبة، لعله يكون لنا حظ من الاصطفاء الآدمي.
وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالمجاهدة وترك شجرة إبليس بكل غصونها وأوراقها وجذورها المنتشرة في وجودنا، وهي كل يوم تزداد قوةً واتساعاً.
بالتعلق بالشجرة الخبيثة وأغصانها وجذورها، لا يمكن –بدون شك– الاهتداء إلى الطريق، إلى الهدف، وإبليس هدّد بهذا ونجح نجاحاً كبيراً.
ولا يستطيع أحد أن يهرب من حيل الشيطان والنفس الخبيثة، مظهر إبليس، إلا معدودون من عباد الله الصالحين، وأيضاً الأولياء المقربون عليهم السلام، وإذا استطاع فإنه لا يستطيع أن يهرب من كل غصونها وجذورها الدقيقة والمعقدة جداً، إلا أن يأخذ الله المتعال بيده كما حرّر صفي الله، ولكن أين نحن من ذلك الاستعداد لقبول الكلمات.
الآية الكريمة في هذا الباب ينبغي التفكير فيها طويلاً حيث يقول سبحانه «فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه».
لم يقل سبحانه "وألقى إليه كلمات" كأن المراد إنه بالسير إليه تلَقَّى، رغم أن في التلقّي إلقاءً أيضاً ولكن بدون السير الكمالي لم يكن القبول ممكناً.
ويجب التفكير أيضاً في الآية الأخرى المرتبطة بهذه القضية يقول سبحانه: «فلما ذاقا الشجرة» وكأن كل ما كان منهما هو مجرد تذوُّق ليس إلا، ومع ذلك فحيث إن ذلك حصل من مثل أبي البشر، كانت له تلك النتائج.
في ضوء هذا يجب أن ننظر في ما نحن عليه، حيث إنّا حتماً مشدودون إلى جميع غصون هذه الشجرة وأوراقها وجذورها.
اسعي –إذا لم تكوني من أهله ولم تصبحي– أن لا تنكري مقامات العارفين والصالحين، ولا تعتبري أن معاندتهم من الواجبات الدينية.
كثير مما قالوه موجود في القرآن الكريم بشكل رمزي ومغلق، وقد ورد في أدعية أهل العصمة ومناجاتهم أكثر وضوحاً، ولأننا نحن الجاهلين محرومون منها [المقامات] فإننا نبادر إلى معارضتها.
يقولون: إن صدر المتألهين رأى بجوار المعصومة سلام الله عليها شخصاً يلعنه، سأله:
لماذا تلعن صدرا؟
قال: لأنه يقول بوحدة واجب الوجود.
قال: إذاً، إلعنه.
هذا، حتى إذا كان قصة [لا واقع له] فهو يدل على واقع معين.
وقد رأيت أنا وسمعت قصصاً كانت في زماننا.
أنا لا أريد أن أطهر [أبرّيء] المدعين.
"فكثيراً ما تكون الخرقة مستوجبة النار".
أريد أن لا تنكري أهل المعنى والمعنوية، تلك المعنوية التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة، والمخالفون تجاهلوها، أو تجاهلوهما، أو اعتمدوا التلفيقات العاميّة.
وأنا أوصيكِ أن الخطوة الأولى هي الخروج من حجاب الإنكار السميك، الذي يمنع من أي نموّ وأية خطوة إيجابية.
وهذه الخطوة –الخروج من حجاب الإنكار– ليست كمالاً، إلا أنها تفتح الطريق نحو الكمال، كما أن اليقظة التي تعتبر في منازل السالكين المنزل الأول، لا يمكن حسابها من المنازل، بل هي مقدمة، وفتح للطريق إلى سائر المنازل.
على كل حال لا يمكن مع روح الإنكار، الاهتداء إلى طريق يوصل إلى المعرفة.
أولئك الذين ينكرون مقامات العارفين ومنازل السالكين، ولأنهم أنانيون مغرورون، فكل ما لا يعرفونه لا يحملونه على جهلهم فينكرونه حتى لا تخدش أنانيتهم ويخدش عُجبهم [بأنفسهم].
"نحن في الأصنام، الصنم نفسك"
وما لم تتم إزالة هذا الصنم، والشيطان القوي من الطريق، فلا سبيل إليه جلّ وعلا، وهيهات أن يكسر هذا الصنم، ويروض هذا الشيطان.
نقل عن المعصوم "شيطاني آمن بيدي".
ويعلم من هذا النقل أن لكل شخص مهما كان عظيم الرتبة شيطاناً، وأولياء الله وُفقوا للسيطرة عليه بل لحمله على الإيمان.
تعلمين ماذا فعل الشيطان بأبينا العظيم آدم صفي الله؟
لقد أخرجه من جوار الحق، وبعد وسوسة الشيطان والاقتراب من الشجرة –التي قد تكون النفس أو بعض مظاهرها– جاء أمر {اهبطوا}.
وكان ذلك منشأ جميع أنواع الفساد، وجميع العداوات، وقد تاب آدم عليه السلام إذ أخذ الله بيده، واصطفاه الله تعالى.
أنا وأنت المبتليان بالشجرة الإبليسية، يجب أن نتوب ونطلب من الله تعالى في الخلوة والجلوة –السر والعلن– مستغيثين، أن يأخذ بأيدينا بأي وسيلة أراد، ويوصلنا أيضاً إلى التوبة، لعله يكون لنا حظ من الاصطفاء الآدمي.
وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالمجاهدة وترك شجرة إبليس بكل غصونها وأوراقها وجذورها المنتشرة في وجودنا، وهي كل يوم تزداد قوةً واتساعاً.
بالتعلق بالشجرة الخبيثة وأغصانها وجذورها، لا يمكن –بدون شك– الاهتداء إلى الطريق، إلى الهدف، وإبليس هدّد بهذا ونجح نجاحاً كبيراً.
ولا يستطيع أحد أن يهرب من حيل الشيطان والنفس الخبيثة، مظهر إبليس، إلا معدودون من عباد الله الصالحين، وأيضاً الأولياء المقربون عليهم السلام، وإذا استطاع فإنه لا يستطيع أن يهرب من كل غصونها وجذورها الدقيقة والمعقدة جداً، إلا أن يأخذ الله المتعال بيده كما حرّر صفي الله، ولكن أين نحن من ذلك الاستعداد لقبول الكلمات.
الآية الكريمة في هذا الباب ينبغي التفكير فيها طويلاً حيث يقول سبحانه «فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه».
لم يقل سبحانه "وألقى إليه كلمات" كأن المراد إنه بالسير إليه تلَقَّى، رغم أن في التلقّي إلقاءً أيضاً ولكن بدون السير الكمالي لم يكن القبول ممكناً.
ويجب التفكير أيضاً في الآية الأخرى المرتبطة بهذه القضية يقول سبحانه: «فلما ذاقا الشجرة» وكأن كل ما كان منهما هو مجرد تذوُّق ليس إلا، ومع ذلك فحيث إن ذلك حصل من مثل أبي البشر، كانت له تلك النتائج.
في ضوء هذا يجب أن ننظر في ما نحن عليه، حيث إنّا حتماً مشدودون إلى جميع غصون هذه الشجرة وأوراقها وجذورها.
12 شهر رمضان المبارك 1404 هجرية
روح الله الموسوي الخميني
روح الله الموسوي الخميني
المصدر: جريدة العهد.
اترك تعليق