مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(10)

إلى زوجة سماحة السيد أحمد، السيدة فاطمة الطباطبائي(10)

إبنتي:
نظرة قصيرة إلى ما ورد في غيبة المؤمنين وأذاهم، والبحث عن عيوبهم، وكشف سرهم، واتهامهم، تجعل القلوب التي تُختم بختم الشيطان ترتجف، وتجعل الحياة للإنسان علقماً، وها أنذا ولعلاقتي بك وبأحمد، أوصيك باجتناب الآفات الشيطانية خصوصاً الآفات الكثيرة للسان، واهتمي بحفظه.
طبعاً في البداية سيكون ذلك صعباً نوعاً ما، لكنه بالعزم والإرادة والتفكير في عواقبه يصبح سهلاً.
اعتبري من العبارة المعبّرة جداً للقرآن الكريم حيث يقول: «ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميْتاً فكرهتموه».
لعلها إخبار عن صورة العمل البرزخية، ولعل الحديث المنقول عن حضرة سيد الموحدين في مواعظه الكثيرة التي وعظ بها نوف البكالي، إشارةٌ إلى هذا الأمر بحسب أحد الاحتمالات، في ذلك الحديث طلب من المولى موعظة فقال له: "اجتنب الغيبة فإنها أدام كلاب النار" ثم قال: "يا نوف كذب من زعم أنه وُلد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة".
ونقل عن رسول الله(ص): "وهل يكبّ الناس في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم".
من هذا الحديث ومن الأحاديث التي ليست قليلة، يُستفاد أن جهنم هي الصورة الباطنية لأعمالنا.
إلهي، اللهم ارحمنا بنجاة[منك]، وهذه النسوة والعوائل المرتبطة بنا من الآفات الشيطانية، ولا تجعلنا ممن يؤذون المسلمين بلسانهم وعملهم.
هذه الصفحات كتبتها بناءً لطلب فاطمة، وأنا أعترف أني لم أستطع الهرب من مكايد الشيطان، الأمل أن توفّق لذلك فاطمة التي لها نعمة الشباب.
والسلام على عباد الله الصالحين.

12 شهر رمضان المبارك 1404 هجرية
روح الله الموسوي الخميني


المصدر: جريدة العهد.

التعليقات (0)

اترك تعليق