مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

المنامات المقدسة-11

المنامات المقدسة-11

إذا كانت الإجابة على السؤال التالي بالإيجاب: هل للأولياء معجزة أيضاً؟ يمكن القول أن المعجزة العجيبة للسيد روح الله هي أنه منذ لحظة دخول "قدسي" إلى بيته وحتى خروجه من بيتها وعلى مدى أكثر من نصف قرن، لم تخرج من فمه حتى عبارة واحدة تُشمّ منها رائحة الأمر، بل لم تنبس شفتاه حتى ببعض الطلبات البسيطة.

كانت السيدة قدسي تأتي أحياناً بأطباق المائدة ولا تتمكن من إغلاق باب الحجرة خلفها، وقد يحدث ذلك في الشتاء حيث يلفح الهواء البارد وجه الإمام، فكان ينهض بهدوء وبدون أي تصنّع أو رياء ويغلق الباب. وإذا تكرر هذا الأمر مرتين أو ثلاث أو أكثر خلال دخولها وخروجها، كان ينهض في كل مرة ويغلق الباب.

كان يؤمن أن مصابيح الحجرة يجب أن لا تُضاء بلا مبرر، وكان يلفت انتباه كل من لا يطفئها إلى ذلك، وحينما تنسى السيدة قدسي إطفاء مصباح ما، كان يقوم هو بإطفائه دون أن يلفت انتباهها إلى ذلك.

وحتى في مرحلة شيخوخته أو إبّان مرضه القلبي، لم يأمر زوجته يوماً أن تأتيه بقدح من الماء لتناول أقراص الدواء. كان يملأ القدح بالماء ويشرب منه شيئاً، ثم يضع عليه منديلاً ورقياً كي لا يزعج أحداً في المرة القادمة، لا سيما السيدة قدسي، بل كان يملأ القدح إلى النصف في بعض الأحيان ويأتي به إليها، فتتذكر أنه قد حان وقت تناول الدواء، فتأخذ القدح من يده وتقول بهدوء: سلمت يداك.

وكان لديه بعض الأوامر في بعض الأحيان إلاّ أنه كان يوجهها بذكاء بحيث يتلذذ المأمور بها ويضحك في قرارة نفسه. فعندما ينشق ثوبه أو يسقط أحد أزراره، كان يقول مثلاً: هل يمكن أن تعطوه ليخيطوه؟

المصدر: مجلة المحراب، العدد: 1102، الخميني روح الله ـ سيرة ذاتية.

التعليقات (0)

اترك تعليق