
ما لا نعرفه عن الكرز.. ثمرة الصيف الصحية
لبنان والإنتاج العالمي:
أنتج العالم، بحسب الفاو، حوالي مليوني طن من الكرز عام 2011، وأهم البلاد المنتجة هي تركيا 438556 طنا، الولايات المتحدة الأميركية 303363 طنا، إيران 241117 طنا، إيطاليا 112775 طنا، إسبانيا 80300 طن، روسيا 88000 طن.
انتج لبنان عام 2010 حوالي 38700 طن من الكرز، صدّر إلى الخارج 3420 طنا منها. أما إنتاج لبنان عام 2011 فقد بلغ 21 ألف طن صدّر2611 طن منها، أي بتراجع عن عام 2010. وسنة 2012 تراجع الإنتاج عن العام 2010 بحسب إحصاءات الـ FAO بسبب قطع الأشجار وبناء البيوت مكانها وتراجع التصدير والاهتمام بهذه الشجرة المهمة. كما يتحدث البعض عن قطع أشجار الكرز وسرقتها بسبب زيادة الطلب على أخشابها التي تعتبر من الأخشاب المتينة والجيدة. كما يهدد اشجار الكرز «زيز ابو شوارب» الذي ينخر الشجرة ويهدد حياتها، لا سيما تلك الأشجار المتوسطة الارتفاع. وقد لوحظ ضعف إنتاج الكرز بين باقي الفاكهة مثل التفاح والبرتقال والدراق والعنب...الخ
من مميزات الكرز اللبناني أنه يعيش على ارتفاع بين 1000 و2000 متر عن سطح البحر، حيث ينخفض تلوث الهواء والأرض والمياه إلى المستويات الدنيا. وتصبح النوعية أفضل وأفضل كلما ارتفعت هذه الزراعة أكثر وأكثر عن سطح البحر. مع العلم أن الكثير من المزارعين في هذه المناطق لا يزالون يعتمدون على السماد الطبيعي (الماعز والأبقار) ويعرفون أن من مميزات أرضهم أنها غنية بالمعادن والجزيئات المهمة التي تساهم في نمو المزروعات وجسم الإنسان أيضا.
مميزات القطاف:
ومن مميزات الكرز اللبناني انه يقطف باليد، ويحمل بواسطة العنق ولا تلمس الثمرة بأصابع اليد. بينما في دول كثيرة ولقلة اليد العاملة تستعمل آلات ميكانيكية ترج الشجر بقوة أو بواسطة عشرات القضبان التي تدور وتمسح أماكن وجود الكرز... ويسقط الكرز على قماش من ارتفاعات مختلفة... ويبقى العنق على الشجرة ما يؤثر سلباً في الشجرة والثمار بعد وقوعها على الأرض.
بين الأحمر والأسود:
الكرز بشكل عام نوعان، الكرز الأحمر مع قليل من طعم الحامض، والكرز الحلو ولونه يكون أكثر احمراراً ويقترب من اللون الأسود.
الفرق قليل بين الاثنين، يحتوي الأسود أكثر على المادة الملونة انتوسيانين المفيدة للصحة وعلى نسبة أعلى من الكلسيوم وفيتامين A ، أما الأحمر ففيه نسبة الفسفور وفيتامين K والبوتاسيوم والسكر الفراكتوز والطاقة أكثر قليلاً.
في لبنان الكرز الأسود ينتج أكثر من الأحمر ولكن معظم كمية الفيتامينات في الكرز الأسود متشابه مع الكرز الأحمر الحامض. أما بالنسبة إلى الجزئيات المغذية لخلايا جسم الإنسان: فهناك البوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والمغنيزيوم والصوديوم.
واستناداً الى المواد الموجودة في الكرز نعرف مدى أهميته للصحة.
يساعد على النوم:
يساعد تناول الكرز على النوم لأنه يحتوي على مادة الميلاتونين التي يفرزها جسم الإنسان عند غياب الشمس وتدفع على الشعور بالنعاس، ويساعد في النوم والتخلص من الأرق.
يخفف تناول الكرز من الألم ايضا لأنه يحتوي على مادة الانتروسيانين الموجودة في الأسبرين، لذلك فهو دواء طبيعي للألم وخصوصاً وجع الرأس.
وهو يحتوي على البوتاسيوم، هذه المادة المضادة للأكسدة وينظم ضغط الدم في الشرايين ويحافظ على الأوعية الدموية ويخفض من ضغط الدم ومخاطره.
يساعد وجود الفايبر (الألياف) الكثيف في الكرز، إذا أخذ قبل الأكل، بتخفيف القابلية، وبالتالي يساهم في إنقاص الوزن.
السكر المستحب:
وإذا راجعنا مؤشر الـ «GL» الذي يعتمد على نوع السكر الموجود في الأكل، نجد ان الكرز مثالي. فكلما كانت GL منخفضة كان السكر مصنعا من أكثر من جزء وغير مضر لوجود ألياف معه في نفس المصدر. وبين بعض الأطعمة ذات المؤشر المنخفض: الكرز والبندورة والفطر والملفوف والجزر والتفاح والفول والخيار والعدس والخبز من الحبوب الكاملة، والترمس. أما الأطعمة التي تحتوي على مؤشر عال وتسبب زيادة في الوزن والسكر في الدم فهي: الخبز الأبيض والأرز، المعكرونة، التمر، البطيخ والبطاطا. فالسكر الموجود في هذه المأكولات بالإضافة الى مشروبات الطاقة، هو سكر بسيط ومصنوع من جزء واحد فقط ويتم امتصاصه بشكل سريع ما يتسبب برفع مستويات السكر في الدم بسرعة.
يساعد الكرز في تخفيف نسبة الكوليستيرول في الدم. وكذلك يزيل الترسبات البلورية الملتصقة على مكان ارتباط العضلة مع العظم. لذلك فهو يساعد في علاج ألم العضل والمفاصل وكذلك يخفف آلام الطمث ويحسن الدورة الدموية. كما يمكن ان يفيد الذاكرة لأنه يوصل الغذاء لخلايا الدماغ مادة «الانتوسياتي» تساعد في الهضم وتحوي مادة البكتين. وتساعد على إبطاء عملية الشيخوخة والترهل. مع الإشارة إلى أن نسبة الغذاء الأكبر هي في الكرز الطازج وبعدها يأتي الكرز المجفف.
كما انه يخفف من نسبة اليوريك أسيد uricacid ويخفف من التهاب المجاري البولية والكلى، وكذلك يخفف من تخثر الدم الذي يمكن ان يتسبب بجلطات في الدم.
ان مادتي الفلافونيد والبروسياميدين تهدئان الأعصاب وتزيد إنتاج الاميلويدس Amyloids التي تفيد الكبد وتخفف الحموضة في المعدة لأن الكرز يتحول إلى أملاح قلوية في المعدة.
إفادة من العنق أيضاً:
كما يحتفل لبنان بيوم قطاف الكرز، تحتفل اليابان بيوم تزهر فيه أشجار الكرز، لجمال منظره. بالاضافة الى نشاطات عديدة تحصل حين قطف الثمار او بعد تجفيفها واستخدام اعناقه او عجوه.
تظهر هذه الثمرة مع تباشير الصيف. وفي الأماكن العالية فوق الألفي متر تتأخر أكثر من شهر. ويمكن الاستفادة من أعناقه وذلك بأن يتم غلي 30 غراما منها مع ليتر ماء لمدة 10 دقائق وتزاد على حوالي 300 غرام من كرز مسحوب البذر منه ويشرب ويؤكل مرة في اليوم... وبهذه الطريقة يمكن معالجة المسالك البولية والكلى.
ويمكن الاستفاد من المادة التي تجعل لون الكرز أحمر، لاستخراج المواد التي تحدد نسبة الحموضة والقلوية في السوائل. كما يمكن استخراج مادة انتوسيانين لعلاج مرض السكري النوع الثاني لأنه يساعد على إفراز مادة الانسولين بنسبة 50%. مع العلم باي 20 حبة كرز من 12 إلى 25 ملغرام انتوسيانين.
الفوائد الصحية:
- الكرز غني بالمعادن التي تعتبر مغذيا أساسيا لخلايا الجسم.
- يكثر في الكرز الحديد والبوتاسيوم الذي يفيد الحامل.
- يساعد أكل الكرز على شفاء الجروح لأنه يحتوي على مواد مضادة للالتهابات.
- يساعد الكرز (لا سيما الاحمر) في تخفيف نسبة الكوليستيرول في الدم.
- يعتبر مادة جيدة لصحة اللثة والفم لأنه يحارب البكتيريا التي تحول السكر إلى حامض يفتك بالأسنان ويولد التسوس.
- يخفف من حب الشباب.
- يفيد البشرة ويساعد في الوقاية من أمراض السرطان.
- تساهم مادة الانتوسيانين (Anthocyanin) على تنظيم مستوى السكر في الدم. وتقوم دراسات على إنتاج هذه المادة من الكرز، لأنها تساعد على تكوين الأنسولين في الجسم وتحتوي على مادة Cyanidin التي تقوي دفاع الجسم كونها Antloxident.
المصدر: جريدة السفير.
اترك تعليق