مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

دور الأسرة في مواجهة الحرب الناعمة..

دور الأسرة في مواجهة الحرب الناعمة.. كلمة الحاجة عفاف الحكيم في مؤتمر "الأسرة في مواجهة الحرب الناعمة"

دور الأسرة في مواجهة الحرب الناعمة (قراءة في فكر الإمام الخامنئي دام ظله)
تحدثت الحاجة عفاف الحكيم ضمن كلمتها عن دور الأسرة في مواجهة الحرب الناعمة (قراءة في فكر الإمام الخامنئي دام ظله)
فاعتبرت أنّ الأسرة تتعرض في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لمحاولات قديمة جديدة من أجل صياغتها وإدراجها في مشاريع القوى الاستكبارية التي تُرسم للأمة.                                     
  فالحرب الناعمة تمثل في إطار هذه المشاريع شكلاً جديداً من أشكال الحروب الشيطانية التي تخاض بطرق وأساليب خفية وخبيثة، وصولاً إلى إسقاط الأمة من الداخل بأيدي أبنائها، وذلك بعد تفكيك وتقويض مكامن القوة فيها.
وتطرقت إلى موضوع الحرب الناعمة في كلمات وخطابات السيد القائد الخامنئي (دام ظله)، الذي حدّد التكليف بالمقاومة والصمود في مواجهة هذه الحرب، مبيناً أنه لا بد من التفكير بالسير وفق أساليب وآليات العصر، لا أن يكون الرد وفق أساليب وآليات الرد الثقافي والإعلامي الكلاسيكي. حيث لفت بشدّة إلى أبعاد تلك الوسائل والأساليب الخبيثة وحذّر من نتائجها بقوله: "إنّ وسائل الإعلام في هذا العصر لها قدرة تدميرية تعادل القنبلة الذرية".
وحيث يؤكد وينصح المعنيين في المواقع المتعددة بقوله:
"ينبغي لوسائل الإعلام والنشطاء والسياسيين والمسؤولين الابتعاد عن الخلافات الهامشية غير المبدئية، لأن الأولوية في البلاد اليوم هي  لمواجهة الحرب الناعمة التي يشنها العدو والتي تستهدف بث الفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعب، ومن أهم سبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والمعنوية والأمل في المستقبل".
 و"أن التبليغ الصحيح للإسلام بكل أبعاده وتجلياته يعتبر عنصراً هاماً جداً للتوعية في زمن الفتن".
ثم تطرقت الحاجة عفاف الحكيم إلى مفهوم وأهمية الأسرة في فكر الإمام الخامنئي، حيث أولى سماحته الأسرة اهتماماً كبيراً في كلماته وخطبه، معتبراً أنها أحد أهم نقاط قوة الأمة، وأنها من أهم المرتكزات التي يستهدفها العدو بصورة مستمرة، وصولاً إلى تفكيكها وتغيير نمط عيشها ومسارها وتقويض الثقة واللحمة والترابط الذي يسود بين أفرادها. ولذا يندر أن نسمع خطبة لسماحته في الحشود الجماهيرية، إلّا ويؤكد على مهام الآباء والأمهات ودورهم الرعائي الخطير في تحقيق الوحدة والانسجام والترابط المتين داخل الأسرة.
مبيناً أنه:
"لما للأسرة من أهمية في حياة وتطور المجتمعات اهتم الإسلام ببنائها وتشكيلها، وأبدى نصائحه وإرشاداته وأحكامه، ليس بعد تشكيل الأسرة فحسب، إنّما قبل تشكيلها. فلقد دعا الإسلام العظيم كلاً من الرجل والمرأة إلى الحرص على أن يكون اختيار شريك العمر في رحلة الحياة مناطه الاعتصام بالدين والأخلاق الحسنة، فذلك هو السبيل الأمثل لبناء أسرة قويّة تكون عماداً لمجتمع قوي جدير بالريادة والقيادة والخيرية، والنصوص التي تحض على حسن الاختيار، وتحذر من الاهتمام بالأعراض الزائلة دون الاهتمام بالقيم الخالدة كثيرة".
داعيا المرأة لمزيد من تحصيل العلم وةذلك لتفعيل دورها الصحيح في الأسرة وتنشئة أجيال واعية ومتعلمة، حيث يقول: "أني أؤكد لكّن أيتها النسوة المسلمات والمؤمنات اللواتي اجتمعن اليوم هنا، من كانت منكنّ تدرس، فلتدرس بجدٌ، لكن الدراسة ليست مقدمة للعمل فقط، ليست من أجل العمل وكسب المال. إنّ دراسة النساء أمر مهم جداً بهدف اكتساب المعرفة ومهم من أجل رفع مستوى الرشد الفكري، أما العمل فإنه يأتي في الدرجة الثانية".
كما تطرقت إلى رؤية سماحته في مسألة تحمل لمسؤولياتهما في الأسرة، حيث يؤكّد أنّه "عندما تُشكّل الأسرة فإن الإسلام يعتبر أنّ المرأة والرجل شريكان في الحياة، وعلى كلٍّ منهما أن يعامل الآخر بالمحبّة. فلا يحق للرجل أن يعامل زوجته بالقوّة، ولا المرأة أن تعامل زوجها بالقوّة... الأسرة هي المكان الذي يجب أن تنمو فيها العواطف والأحاسيس"
"إذا كان كيان الأسرة متيناً في المجتمع وراعى كل من الزوج والزوجة حقوق بعضهما بعضاً، وكان لهما أخلاق حسنة وانسجام أحدهما مع الآخر، وواجهوا المشاكل معاً واهتموا بتربية أطفالهما فان المجتمع الذي تكون فيه هكذا أسر سيصلح وسيصل إلى ساحل النجاة".
 معتبرا أنّه "إنّما تتم انتقال الثقافات والحضارات وحفظ الأصول والعناصر الأساسية لحضارة وثقافة المجتمع إلى الأجيال المتتالية ببركة الأسرة"، و"إذا أرادت الأجيال أن تنقل معطياتها الذهنية والفكرية إلى الأجيال التالية وينتفع المجتمع من ماضيه فهذا إنما يتم بواسطة الأسرة والمحيط الأسري".
كذلك يؤكّد على دور الأب والزوج وواجباته داخل الأسرة، ودور الأم والزوجة وواجباتها داخل الأسرة.
ثم تحدثت الحاجة عفاف عن رؤية السيد القائد لدور الشباب ومسؤولياتهم باعتبار أن الشباب هم الشريحة الهامة والثروة الحقيقية للأمة، بل هم مستقبلها وفعالياتها.
وحيث اعتبر السيد القائد أن ميدان جهاد الشباب هو في مواجهة الحرب الناعمة...
ثم ختمت الحاجة عفاف الحكيم بأنه  بخصوص الحرب الناعمة، فقد بات واضحاً من خلال ما تقدّم في هذا البحث أنّ الأسرة مستهدفة بشكل كبير -آباء وأمهات وأبناء- لكونها تشكّل أحد أهمّ مرتكزات القوة الحقيقية للأمة. وعليه فإنَّ استهدافها، وتفكيكها، وتغيير نمط عيشها وتوجّهاتها هو أحد الأولويات الدائمة والمستمرة لهذا العدو، وذلك عبر استخدام وسائل الاتصالات والإعلام المدمّر، بشكل مباشر، وفي أوسع نطاق وبعناوين مختلفة.
أما بخصوص دور الأسرة في مواجهة هذه الحرب فقالت أنّه من البديهي:
أنّ الأسرة المثقلة بمبادئ الإسلام وقيمه عملياً، والمتأسية برسول الله وآل بيته الطاهرين(ص)، وتضحياتهم، وجهادهم، هي أسرة محصّنة وعصّية على الاختراق، بل هي من خلال مزاولتها لأعمالها العبادية اليومية تكون في حال من التدافع، والمواجهة التلقائية مع أي أمر يتعارض مع ما تحمله وتعيشه من مبادئ وأفكار، إضافة إلى أن حال التنبه، واليقظة، والترابط، والوعي بالمسؤولية الذي يسود بين أفرادها يشكل السياج الحساس والرادع.
وعليه، فإن الحديث عن دور الأسرة في المواجهة هو، مع توفر الوعي الديني، مسألة بديهية وحتمية، باعتبار أنّ الأسرة، في إطار الالتزام السليم، ستكون بمثابة الحصن المنيع الذي لا بد أن تتحطم على أعتابه كل المكائد والمخططات الخبيثة والخفية التي يحيكها دعاة الحرب الناعمة.
وقد كشف سماحة الإمام القائد(دام ظله)، بشكل جلي وواضح، عبر تلك الحزمة الهائلة من توجيهاته وإرشاداته الكريمة التي خصّ بها أفراد الأسر من أمهات وآباء وفتية وفتيات، عن مناخ الأسرة الملتزمة، وأجوائها، وأبعاد توجهها، وحضورها، والتزامها، وفعالية دورها، وقدرتها على تحطيم إرادة الأعداء.
وقالت: بأننا وأسرنا، بإذن الله تعالى، سنكون على العهد وسنعمل على حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والمعنوية كما طالب سماحته، وسنواجه ونكشف وندحر كلَّ فنون وأساليب وآليات الحرب الناعمة. وإنَّ هذا العدو، ومهما تعاظمت أدواته وقواه، لن يوهن همتنا ونشاطنا وعزيمتنا عن السعي المتواصل لتعزيز التربية الصالحة، وترسيخ قيم الجهاد والمقاومة في الأسر، وستبقى مسيرتنا مسيرة الصف الواحد والبنيان المرصوص.
وإن الضغط الكبير الذي نتعرض له في هذه المرحلة لا يمكن بحال من الأحوال أن يشعرنا بالضعف والوهن، بل سيكسبنا قوة التحدي وروح المسؤولية للقيام بمهامنا وعلى أكمل وجه. وسنبقى ملتزمين بقول سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله بأنّ "ما هو ضروري هو أن نتعرّف على التكليف، ونعمل من أجل تكليفنا، وأن لا نُدخل فيه أيّ شيءٍ آخر"

التعليقات (0)

اترك تعليق