المنامات المقدسة-13
الإنسان في لحظات الخلوص يبدو كبيراً وجميلاً بحيث يتجلى في لوحة عالم الشهادة كل ما كان في السر والخلوة.
ويكمن رمز مساهمة المرأة بدور أكبر في ثورة كبرى لأول مرة طوال التاريخ، في أنّ رائد هذه الثورة قد دفع للمرأة حقها الشرعي في البيت بشكل كامل، هذا الحق الذي لم يكن يتجلى في عدم توجيه الأوامر إليها فحسب، وإنما في التحابّ الخالص أيضاً، التحابّ الذي لا يبدو أنّ وصالاً فيه.
تعوّد الذهن أن يرى في القصص ممثلاً أصلياً واحداً، في حين نرى في بيت السيد روح الله شخصيتين أصليتين: الزوج والزوجة. ولو ألقينا نظرة دقيقة على البيت لوجدنا الزوجة هي الشخصية الأكثر أصالة فيه. فبعد فترة من رؤيتها لتلك المنامات المقدسة، أصبحت هي الأخرى مقدسة أيضاً إلى درجة أنها لم تكن تلمسها يد الإمام إلاّ وهي متوضئة. والنساء أكثر غيرة من الرجال عادة، وقد أراق الله تعالى من هذه الغريزة مكيالاً أكثر في طينة النساء، بهدف استمرار الحياة. وحينما أدركت أنّ عين الإمام وقلبه أعفّ وأنصع من أن يميلا إلى امرأة أخرى، لم تصرف الغيرة النسائية صوب عمل آخر، لهذا بادرت إلى إزالتها من طينتها بشكل كامل بحيث لم تلقِ نظرة غيرة أو حسد نحو أي شيء وأي شخص.
كانت تتمتع بفنّ رؤية الجمال، فأخذت تدرك من خلاله أن الذي إلى جانبها على درجة كبيرة من الجمال ولهذا هان عندها حب التجمل الذي كانت عليه في أيام طفولتها وصباها. كما كبرت نفسها إلى درجة أضحى الإجلال لديها صغيراً. فحينما تهرع الأمة لإهداء الروح بإشارة من زوجها، كانت تغرق في كمالاته حتى تنسى أنها زوجة تلك الشخصية الفذة.
المصدر: مجلة المحراب، العدد: 1104، الخميني روح الله ـ سيرة ذاتية
اترك تعليق