روايات عائشة عن خديجة(ع)
- عن عائشة أن رسول الله(ص) بشر خديجة -رضي الله تعالى عنها- ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
- عن عائشة قالت: كان رسول الله(ص) إذا ذكر خديجة -رضي الله تعالى عنها- أثنى فأحسن الثناء عليها، قالت: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين، قد أبدلك الله خيرا منها، فقال: ما أبدلني الله -عز وجل- خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء، وفي رواية الشيخين: قد أبدلك الله خيرا منها.
وروى الطبراني والدولابي عنها (عائشة) قالت: كان رسول الله(ص) إذا ذكر خديجة -رضي الله تعالى عنها- لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة، فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة، [...] قال: كيف قلت والله، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وواستني، إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت من الولد إذ حرمتموه.
- عن عائشة قالت: كانت عجوز تأتي النبي(ص) فيهش لها ويكرمها، وفي لفظ "كانت عجوز تأتي النبي(ص) فقال لها: "من أنت"؟
فقالت: جثمامة المدينة.
قال: "بل أنت حسانة المدينة، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟
قالت: بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وفي لفظ: كانت تأتي النبي(ص) امرأة فقلت: يا رسول الله، من هذه؟
وفي لفظ: بأبي أنت وأمي إنك لتصنع بهذه العجوز شيئا لم تصنعه بأحد، وفي لفظ: فلما خرجت، قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال: فقال: "يا عائشة، إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان". وفي لفظ: "وإن كرم الود من الإيمان".
- عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا ذكر خديجة أحسن الثناء عليها، فقلت له يوما: ما تذكر منها وقد أبدلك الله خيرا منها؟! فقال: ما أبدلني الله خيرا منها، صدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله الولد منها ولم يرزقني من غيرها"(1)
حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت بشر رسول الله(ص) خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة(2).
وبالاسناد قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلا، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد امره ربه أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (3)
وبالإسناد قال: حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة من نساء النبي(ص) إلا على خديجة، وأني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله(ص) إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول الله(ص): إني قد رزقت حبها(4).
وبالإسناد قال: حدثنا عبد الله بن حميد(5) أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما غرت للنبي على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط(6).
وبالإسناد قال: حدثنا عبد الله بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لم يتزوج النبي(ص) على خديجة حتى ماتت(7).
وقد نقل مسلم عدة أحاديث في غيرة عائشة وحسدها على خديجة، ومن جملة تلك الأحاديث، ما رواه هشام بن عروة، عن أبي ، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة من نساء النبي(ص) إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله(ص) إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبت يوما فقلت: خديجة؟ قال: إني قد رزقت حبها(8).
- عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يكاد يخرج من بيته حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا، فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: "لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء". قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بسيئة أبدا. انتهى.
- وأخرج البخاري في صحيحه، في باب غيرة النساء من كتاب النكاح عن عائشة، قالت: "ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة، لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله إياها وثنائه عليها، وقد أوحى الله إلى رسول الله، أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب".
وأخرج في باب مناقب خديجة منه، أنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة، وما رأيتها! ولكن النبي كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة وفي رواية قال بعده إني لأحب حبيبها.
وفيه أيضا عن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وآله، فعرف استيذان خديجة، [...] قالت: فغرت، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجايز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها!؟.
الهوامش:
1- مسند أحمد بن حنبل 6: 117 عن شيخه علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، سير أعلام النبلاء 2: 117، كنز العمال 12: 132.
2- صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133.
3- صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133.
4- صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134.
5- وفي المصدر: عبد بن حميد وكذا فيما يأتي.
6- صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134.
7- صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134.
8- صحيح مسلم 4 : 1888 ح 75.
المصادر:
1- كتاب سبل الهدى والرشاد: الصالحي الشامي، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الطبعة الأولى، ج11، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1414 - 1993 م.
2- الإفصاح: الشيخ المفيد، مؤسسة البعثة، الطبعة الثانية، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، طبعت بموافقة اللجنة الخاصة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1414- 199م
3- العمدة: ابن البطريق، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، جمادي الأولى 1407.
4- كتاب الأربعين: محمد طاهر القمي الشيرازي، السيد مهدي الرجائي، الطبعة الأولى، أمير، 1418.
5- مناقب أهل البيت (ع): المولى حيدر الشيرواني،مطبعة منشورات الإسلامية، شوال المكرم 1414.
6- أحاديث أم المؤمنين عائشة: السيد مرتضى العسكري، ج1، الطبعة الخامسة، التوحيد للنشر، 1414 - 1994م
اترك تعليق