السيدة خديجة(ع) في بعض كتب الرجال
في المفيد في معجم رجال الحديث:
خديجة بنت خويلد: زوج النبي(ص) أول امرأة أسلمت وأول امرأة تزوجها رسول الله(ص) -خير نساء أهل الجنة على ما روي وانها أحد أربعة منهن- جلالتها وعظم شأنها وبذل أموالها في سبيل الاسلام وخدمتها للنبي(ص) أغنانا عن الإطالة في المقال.
في قاموس الرجال:
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي قال: أول امرأة تزوجها النبي(ص) وأول من أسلم من النساء.
وروى الجزري عن النبي(ص) قال: خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد(ص).
وقال الزبير: كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.
وفي السير: أنها كانت قبل النبي(ص) تحت أبي هالة بن زرارة أو هند بن النباش التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عائذ المخزومي، وزوجها من النبي(ص) أبوها.
ونقل البحار عن أبي القاسم الكوفي وأحمد البلاذري والشافي وتلخيصه: أن النبي(ص) تزوجها عذراء.
والمشهور أن خديجة ولدت للنبي القاسم والطيب والطاهر، وأنكر بعضهم غير القاسم.
أقول: أما نسبته إلى البحار النقل عن الكوفي والبلاذري والشافي وتلخيص الشافي فليس كذلك، وإنما نقل البحار عن المناقب النقل عنهم(1). ونسبة البحار إلى المناقب صحيحة، ففيه: "وروى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التلخيص أن النبي(ص) تزوج بها وهي عذراء، يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة"(2) إلا أن نسبة المناقب لم تصح إلا إلى الكوفي الذي كان مختبطا مخلطا فاسد العقل والمذهب، فكان من المخمسة ذكر ذلك في كتاب بدعه في بدع الثالث، ومن خبطه أنه قال: "أما ما روت العامة أن النبي زوج عثمان رقية وزينب... إلخ" فلم يرو أحد تزويجه برقية وزينب، بل برقية وأم كلثوم.
وأما البلاذري فيأتي تصريحه بأن النبي(ص) تزوجها بعد زوجين. وأما السيد والشيخ فأجلان أن يقولا أو يحتملا شيئا على خلاف تواتر السير، ولعلهما أشارا في الكتابين إلى رأي الكوفي.
وبالجملة: السروي وإن كان مستقيما، إلا أنه كالكوفي مخلط، ومن الغريب! تأييده لذاك الرأي بقوله: "ويؤكد ذلك... إلخ" كما مر، فإنه لم يقل أحد غير الكوفي أن عثمان تزوج بزينب بعد أبي العاص.
وأما قوله: "وكانت خديجة قبل النبي(ص) تحت أبي هالة بن زرارة أو هند بن النباش التميمي "فليس بصواب، فلا خلاف في كونها تحت أبي هالة، وإنما اختلف في أبي هالة هل هو ابن زرارة بن نباش، أو ابن النباش بن زرارة؟ كما أن بعضهم لم يذكروا لأبي هالة اسما، وبعضهم جعلوا اسمه "هندا" وظاهر الزبيري كونه نباش بن زرارة.
كما أن قوله: "في السير كانت قبل النبي(ص) تحت أبي هالة، ثم خلف عليها بعده عتيق المخزومي "ليس بصحيح، فبعضها كما قال وبعضها بالعكس، فقال قتادة والطبري(3) وأبو الفرج(4) وابن قتيبة: إنها كانت أولا تحت عتيق(5) وهو ظاهر مصعب الزبيري(6) وصريح الزبير بن بكار على نقل أبي نعيم، ونقل أبي عمر خلافه خطأ، وهو صريح ابن إسحاق أول من كتب في السير(7) فهو الصحيح.
وأما قوله: "ولدت للنبي(ص) القاسم والطيب والطاهر وأنكر بعضهم غير القاسم" فلم ينكر أحد الطيب والطاهر، وإنما اختلفوا هل هما إسمان لاثنين، أو لقبان لواحد وهو عبد الله؟ روى الأول عن الزهري وابن إسحاق(8) وقاله الكليني(9) والطبري(10) وذهب إلى الثاني زبير بن بكار وعمه مصعب الزبيري(11) وكاتب الواقدي(12) والبلاذري(13) وابن الكلبي، وقالوا: يقال لعبد الله "الطاهر والطيب" لأنه ولد بعد الوحي، وأما القاسم فولد في الجاهلية وهو الصحيح ، لأن به يجمع بين الأخبار، ويشهد له خبر الخصال(14) وقرب الإسناد(15) في ما عد له(ص) من الأولاد.
وأما قوله: زوجها من النبي(ص) أبوها فنقل عن الزهري، وفي الطبري قال الواقدي: هو غلط، أبوها مات قبل الفجار، وإنما زوجها من النبي(ص) عمها عمرو بن أسد(16).
هذا، وفي الجزري عن عائشة قالت: كان النبي(ص) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر "خديجة" فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما، فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله! ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء(17).
قلت: ومغزى كلامه(ع) أن أباها كان كافرا ومكذبا حين آمنت خديجة فكيف يدعون أنه كان أول من أسلم أو من أوائلهم، كما كان مغزاه أن أباها لم يكن ممن واساه بماله بعد إسلامه.
وفي الاستيعاب: روي من وجوه أن النبي(ص) قال: يا خديجة ! إن جبرئيل يقرأك السلام، ويروي أن جبرئيل قال: اقرأ على خديجة من ربها السلام، فقالت: الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام(18).
وفي البلاذري: بينا النبي(ص) بأجياد إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح: يا محمد ! أنا جبرئيل، فذعر ورجع سريعا إلى خديجة، فقال: "إني لأخشى أن أكون كاهنا" قالت: كلايا ابن عم، لا تقل ذلك إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وأن خلقك لكريم(19).
هذا، وذكروا لخديجة ابنا من أبي هالة مسمى ب "هند" رووا عنه وصف حلية النبي(ص) وبنتا من عتيق أيضا مسماة بهند.
وفي البلاذري: هي أم محمد بن صيفي ويقال لبني محمد بن صيفي بالمدينة: بنو الطاهرة(20).
وزاد نسب قريش مصعب الزبيري لها بنتا من أبي هالة مسماة بهالة(21).
في معجم رجال الحديث:
خديجة بنت خويلد: زوج النبي(ص)، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأول امرأة أسلمت، وهي إحدى الأربع اللائي خير نساء الجنة، وأفضلهن، على ما رواه الصدوق بسنده، عن ابن عباس، عن رسول الله(ص)(22) وهي أفضل نساء النبي، على ما رواه الصدوق(23) ووضوح جلالتها وعظم شأنها وبذل أموالها في سبيل الإسلام وخدمتها للنبي الأكرم(ص)، أغنانا عن الإطالة في المقال.
في طرائف المقال:
خديجة بنت خويلد زوجة النبي(ص) وهي بعد فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
في جامع الرواة:
خديجة بنت خويلد زوجة النبي(ص) "مح".
في مستدركات علم رجال الحديث:
خديجة الكبرى بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب: أول من آمنت من النساء. وهي من خير نساء أهل الجنة وأفضلهن. وقال الكاظم عليه السلام: إن الله اختار من النساء أربعا: مريم وآسية وخديجة وفاطمة. وقال جبرئيل لرسول الله(ص) ليلة المعراج: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام(24).
وفي مجلس ازدواجها مع الرسول صلى الله عليه وآله لما تكلم عمها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب قالت خديجة: يا عماه إنك لست أولى بي من نفسي. قد زوجتك يا محمد نفسي والمهر علي في مالي، فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وادخل على أهلك - إلخ.
وفي رواية أخرى لما قام محمد(ص) ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة: إلى بيتك فبيتي بيتك وأنا جاريتك(25).
تزوجت مع الرسول وهي بنت أربعين سنة وهو ابن خمس وعشرين سنة.
وقيل: هي ابنة ثماني وعشرين سنة. وهي أول امرأة تزوج بها ولبث بها أربعا وعشرين سنة وأشهرا. وكانت خديجة قبل رسول الله عند عتيق بن عائذ المخزومي. يقال: ولدت له جارية. ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن زرارة فولدت له هند بن أبي هالة. وقيل في الازدواجين بالعكس. ومما يصرح بأن هندا ابن خديجة وأخته لأمه فاطمة الزهراء عليها السلام(26)
وربى رسول الله(ص) ابنها هندا في حجره. وكان وصافا للنبي صلى الله عليه وآله. وكان خالا لأولاد فاطمة الزهراء عليها السلام. ونقل مولانا الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم -كما في العيون- أن الحسن بن علي عليه السلام قال: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله(ص)(27).
ووهبت خديجة جميع ما تملك لمحمد رسول الله(ص)، وقال صلى الله عليه وآله: ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة رضوان الله عليها. وبالجملة توفيت في سنة عشر من النبوة في شهر رمضان بعد أبي طالب بثلاثة أيام وكانت بنت خمس وستين سنة. ودفنت بالحجون.
وفي النبوي صلى الله عليه وآله في وصف حشر فاطمة الزهراء عليها السلام قال لها: ثم تستقبلك أمك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله وبرسوله ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير - إلخ. وأولادها طاهر -وهو عبد الله وهو المطهر- والقاسم وفاطمة ورقية و أم كلثوم وزينب. وقيل: الطيب والطاهر لقبان لعبد الله.
الهوامش:
1- بحار الأنوار : 22 / 191 .
2- مناقب ابن شهرآشوب: 1/ 159.
3- تاريخ الطبري: 3/ 161.
4- مقاتل الطالبيين: 30.
5- معارف ابن قتيبة: 79.
6- نسب قريش: 22.
7- سيرة ابن إسحاق: 1/ 245.
8- سيرة ابن إسحاق: 1/ 245.
9- الكافي: 1/ 439.
10- تاريخ الطبري: 3/ 161.
11- نسب قريش: 21.
12- الطبقات الكبرى: 1/ 133.
13- أنساب الأشراف: 1/ 405.
14- الخصال: 405.
15- قرب الإسناد: 6.
16- تاريخ الطبري: 2/ 282.
17- أسد الغابة: 5/ 438.
18- الاستيعاب: 4/ 1821.
19- أنساب الأشراف: 1/ 104.
20- أنساب الأشراف: 1/ 407.
21- نسب قريش: 22.
22- الخصال: باب الأربعة، أفضل نساء أهل الجنة أربع، الحديث(22).
23- الخصال: باب التسعة، قبض النبي(ص) عن تسعة نسوة، الحديث(13).
24- جد ج 16/ 7 و 11، وكمبا ج 6/ 101.
25- جد ج 16/ 4.
26- ما في جد ج 19/ 58، وكمبا ج 6/ 416، وأمالي الشيخ ج 2/ 78.
27- جد ج 16/ 148، وكمبا ج 6/ 133.
المصادر:
1- المفيد من معجم رجال الحديث: محمد الجواهري، الطبعة الثانية، مكتبة المحلاتي، قم، إيران، 1424.
2- قاموس الرجال: الشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، شوال المكرم 1425. ج12.
3- معجم رجال الحديث: السيد الخوئي، ج24، الطبعة الخامسة، طبعة منقحة ومزيدة، 1413 - 1992م.
4- طرائف المقال: السيد علي البروجردي، مع مقدمة آية الله العظمى المرعشي النجفي، إشراف: السيد محمود المرعشي، ج2، الطبعة الأولى، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة - قم المقدسة، 1410.
5- جامع الرواة: محمد علي الأردبيلي، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، ج2، قم، إيران،1403.
6- مستدركات علم رجال الحديث: الشيخ علي النمازي الشاهرودي، ج 8، الطبعة الأولى، حيدري، طهران، رجب المرجب 1415.
اترك تعليق