مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من كلمات السيد عباس الموسوي(قده) في حق السيدة الزهراء والسيدة زينب(ع)

من كلمات السيد عباس الموسوي(قده) في حق السيدة الزهراء والسيدة زينب(ع)

السيدة الزهراء (عليها السلام):
كانت السيدة الزهراء (ع) تداوي جراحات رسول الله (ص)، كانت تمسح  دموع رسول الله (ص)، كانت تؤدي دور العطف والأمومة بالنسبة إلى رسول الله (ص)، ولذلك قال رسول الله (ص) بكل صراحة، عنها: "فاطمة أم أبيها". {7/3/1986}
هذه هي فاطمة الزهراء (ع)، تعلمنا كيف نسير بهذه الحياة، كيف نتعامل مع حقوق الأبرياء من الناس، كيف نتعامل مع الحقوق صغرت أم كبرت، هذه هي فاطمة الزهراء (ع)، وهذا هو درسها. {7/3/1986}
كان رسول الله (ص) ينظر إلى فاطمة الزهراء (ع)، كمقياس لرضى الله وغضبه، ومقياس لرضى رسول الله (ص) وغضبه. {12/2/1988}
فاطمة (ع) أم الحسنين (ع)، وأم السيدة زينب(ع)، أنجبت مفاخر العالم، ومفاخر التاريخ، فقد قدمت للبشرية الحسن (ع)، ثم دفعت الحسين (ع)، لثورة تعتبر من أكثر الثورات بركة في التاريخ. {12/2/1988}
لقد دفعت السيدة الزهراء (ع) ابنها الحسين (ع) ثمناً ومهراً لهذه الرسالة وأوصت السيدة زينب (ع) أن تكون الصابرة المحتسبة القادرة على إكمال مسيرته. {12/2/1988}
إقرأوا حياة فاطمة الزهراء (ع) في كل سنوات حياتها، كيف عاشت مع الإسلام منذ طفولتها؟ وكيف تحولت الرسالة إلى جزء من وجودها وقلبها وروحها وعقلها وفكرها؟ {10/3/1989}
السيدة زينب (عليها السلام):
هذا اليوم هو يوم وفاة السيدة زينب (ع) التي نتذكر عندما نذكرها جميع مصائب المسلمين، ونتذكر كل المحن والمصائب التي عاشها الإنسان منذ فجر التاريخ، لأنها أصبحت رمزاً للمصيبة في سبيل الله. {29/4/1983}
في ذكرى السيدة زينب (ع) نقول لها: لقد صبرت، واحتسبت، لكنك لم تكتفي سيدتي بالصبر، ولم تكتفي سيدتي بالدموع، وإنما تعاليت على المصائب، وقلت أمام جسد اخيك الحسين (ع): "اللهم تقبل منا هذا القربان". {29/4/1983}
فلننظر إلى موقف زينب (ع)، إذ تتقدم متغلبة على حزنها، لترفع جسد أخيها الحسين (ع) قليلاً عن التراب، وتقول: "اللهم تقبل منا هذا القربان"، وعندما نزل إلى أرض المعركة، فإنها تعتبر أن هناك مسؤولية إسلامية في عنقها تتجلى في ضرورة متابعة هذه المعركة لتستمر عبر التاريخ. {30/9/1985}
السيدة زينب (عليها أفضل الصلاة والسلام)، هي التي غدت تشكل بالنسبة لنا كمسلمين رمزاًمن رموز الصبر والثبات وواجهة للظلم بكل أشكاله. {17/1/1986}
كلنا نعرف كم عانت السيدة زينب (ع) وظلمت، فقد ارتكبت بحقها، وبحق أخواتها وأهل بيتها جرائم كثيرة قبل كربلاء وبعدها، ولم يعش هذه المعاناة إنسان على امتداد التاريخ، ولكن على الرغم من كل الصعوبات التي عاشتها واعترضت طريقها، بقيت واقفة بثبات وقوة ومسؤولية، حتى استطاعت أن تصل إلى الهدف. {17/1/1986}
لقد كانت السيدة زينب (ع) فوق المشكلة نتيجة لهذه الروحية العالية، إذ استمدت من كربلاء القوة، واعتبرت أن موقف أخيها الحسين يجب أن يستمر بقوة، ولا يجوز أن يضعف ولو للحظة واحدة. {17/1/1986}
السيدة زينب (ع) بعد الإمام الحسين تركت كل شيء، لم تعد زوجة لعبد الله بن جعفر، لم تعد أماً لأولادها، لم تعد ربة بيت تعيش عبر جدران أربعة، إنما أصبحت في كل الوطن الإسلامي تحرك الثورة، أصبحت السيدة زينب (ع) ثائرة متجولة في كل مكان. {8/3/1986}
نقول لسيدتنا زينب (ع): سنعطي من صبرك درساً للعالم بالصبر، وسنعلم العالم كله كيف نصبر، وسنعلن للعالم كيف واجهت السيدة زينب (ع) بالصبر، وكيف نحرك أعداءها بالصبر. {12/3/1987}
دخلت السيدة زينب (ع) إلى الشام مقتحمة، فوقفت حتى في القصر، وفي وجه يزيد بن معاوية تواجهاً لوجه، وتقرعه، وتسخر منه. {9/8/1989}
لم تقف السيدة زينب عليها السلام أمام جثمان أخيها باكية أو نادمة أو ممزقة لأثوابها، وإنما وقفت بجرأة وعزم وإيمان، فقالت: "اللهم تقبل منا هذا القربان"! فهذا هو موقف المرأة التي عرفت حق الإمام الحسين (ع)، ولذلك أول من زار الإمام الحسين (ع) زيارة العارف بحقه. {22/9/1989}.

المصدر: الكلمات القصار (منتخبات من كلام سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي(قده), جمعية إحياء التراث المقاوم, ط 1, بيروت 2011

التعليقات (0)

اترك تعليق