مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مقامات ومشاهد أهل البيت عليهم السّلام في سوريا

مقامات ومشاهد أهل البيت عليهم السّلام في سوريا: أحصى المؤرّخون في أنحائها 49 مقاماً ومشهداً

ربما كان خافياً على الكثيرين أن سوريا هي من أكثر البلاد الإسلاميّة احتضاناً للمقامات والمشاهد المنسوبة لآل البيت النبوي عليهم السّلام وذراريهم. وقد أحصى المؤرّخون في أنحائها 49 مقاماً ومشهداً أغلبها في دمشق ثم في حلب وباقي المدن والمناطق السورية. الأستاذ هاشم عثمان تتبع في كتابه الحديث «مشاهد ومزارات ومقامات آل البيت عليهم السّلام في سوريا» المصادر التاريخية التي تحدّثت عن هذا الموضوع، وبيّن أنه يوجد في دمشق ومنطقتها 20 مشهداً، وفي حلب ومنطقتها 7، وفي اللاذقية ومنطقتها 4، وفي حماه ومنطقتها 4، وفي حمص ومنطقتها 3، وفي مدن الجزيرة (ميافارقين، صفّين، بالس، الرقة، نصيبين)11. والعدد الأكبر من هذه المشاهد منسوب لأمير المؤمنين عليّ عليه السّلام12، ثم للحسين الشهيد عليه السّلام 7، ثمّ لزين العابدين عليه السّلام 4، ثم لبقية آل البيت عليهم السّلام لكل واحد منهم مقام.
 
مقامات ومشاهد مقبرة «الباب الصغير» في دمشق
الباب الصغير هو أحد أبواب سور دمشق القديمة الذي كان قائماً في عهد الدولة الأموية، وكان يقع في الجهة الجنوبية الغربية من السور، وهو يسمّى اليوم باب الشاغور، في حين أن السور لم يعد قائماً. ومنذ ذلك الوقت أقيمت مقبرة مقابل هذا الباب خارج السور سُميت باسمه، وهي من أكبر مقابر دمشق وأشهرها. وقد أصبحت اليوم مع التوسّع العمراني تتوسط المدينة تقريباً، ومدخلها الرئيسي يتفرّع من شارع ابن عساكر عند نقطة باب مصلّى ولها مداخل أخرى.. وما إن تقترب منها حتى تمتد أمام ناظريك مساحة واسعة من الأرض يحيط بها سور طالته عناية حديثة، وفي داخلها تلتصق آلاف القبور التي تشكّل شواهدها غابة كثيفة من الألواح الرخامية أو الاسمنتية المرقّمة. وفي مقدمة المقبرة عند المدخل لجهة الشرق ترتفع مقامات ومشاهد متقنة البنيان متقاربة الشكل ذات قباب مجلّلة باللون الأخضر يغلب عليها عند عامة الناس تسمية مقبرة السبايا. وتُنسَب هذه المقبرة إلى عدد من نساء أهل البيت عليهم السّلام وخاصة سبايا نكبة كربلاء، وكذلك إلى عدد من الهاشميين، كما تضمّ أضرحة بعض زوجات النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وبعض الصحابة والتابعين. وفي مقابل المدخل الرئيسي يقوم منفرداً مقام رؤوس شهداء كربلاء رضي الله عنهم.
ويبعث منظر المقبرة الكبيرة ـالتي تحيط بها أبنية قديمة وحديثة كما يطلّ عليها جبل قاسيون من بعيدـ على التفكّر بجلال الموت ومهابته، كما يوحي بحضور التاريخ الذي يلقي بظلاله عليها، ولا يخلو الأمر من راحة للنظر الذي يجمع معاً كل تلك الصورة للطبيعة ومدينتي الأحياء والأموات المتراميتين.

وقفة مع التاريخ
قبل الجولة الميدانية على مشاهد ومراقد هذه المقبرة وخاصة ما ينسب منها إلى أبناء وأحفاد وسيدات أهل البيت عليهم السّلام، نستعيد باختصار بعض الوقائع التاريخية التي كانت سبباً في وجودها وإقامتها، وجعلها مقصداً للمحبّين والزوّار والذين تعجّ بهم هذه المشاهد الشريفة وخاصة في مواسم الزيارات المعروفة.
فبعدما حدثت نكبة كربلاء في 10 محرم سنة 61هـ، بفصولها المعبرة والمريعة، واستشهد الإمام الحسين عليه السّلام وجميع أصحابه، وفيهم سبعة عشر شهيداً من سلالة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، جاء الأمر من صانع هذه المأساة يزيد بن معاوية في الشام إلى منفّذها عامله في الكوفة عبيد الله بن زياد بتسيير رأس الحسين عليه السّلام ورؤوس الشهداء التي احتُزّت، وكذلك سبايا أهل البيت عليهم السّلام من النساء والأطفال إلى الشام، بطريقة تظهر الشماتة بهم، وتبيّن ما حققه هو من نصر مزعوم. وهكذا بعد عرض الشماتة والانتصار الذي أقامه عبيد الله في الكوفة والذي ارتدّ عليه عاراً ومهانة أمام أهلها بعد استفاقتهم من هول ما فعلوا بذرية النبيّ صلّى الله عليه وآله، كلّف أوّلاً زحر بن قيس في جماعة من أهل الكوفة بأخذ رأس الحسين عليه السّلام ورؤوس ستة عشر من آله وأصحابه إلى دمشق، حيث حملوها على رؤوس الرماح وساروا بهم قبل السبايا، ثم بعد ذلك كلّف بعض قادة جيشه الموغلين في الإجرام والسفه أمثال عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وخولّي بن يزيد وسنان ابن أنس وغيرهم بموافقة السبايا، ومعهم العليل الإمام علي بن الحسين عليه السّلام فحملوهم على الأقتاب، وما لبث موكب السبايا أن التحق بموكب الرؤوس في الطريق الذي يبتدئ من الكوفة متّجهاً إلى الشمال مارّاً ببغداد ثم تكريت ثم الموصل، ثم ينعطف غرباً إلى تل أعفر وسنجار حتى نصيبين وعين الوردة، ثم يمرّ من الرقة ومسكنة حتى حلب، ثم ينحني إلى الجنوب ماراً بقنّسرين وكفرطات وشيزر وحماة وحمص ثم جوسية ثم بعلبك حتى دمشق.
وقد قصدوا من تطويل وتكثير تعرّجاته المرور بأكبر عدد من المدن والبلدان لإعلام أهلها بالنصر الذي تحقق ليزيد على الحسين عليه السّلام وإظهار فرح الناس بذلك. ولكن الأمر تحوّل فيما بعد عكس ما أمّل يزيد وزبانيته حيث وفي كل مدينة دخلها رأس الحسين عليه السّلام والسبايا وفي كل محطة وُضعوا فيها، تحوّل ذلك الموضع الذي ظهرت فيه كرامات إلى مزار ومقام ما زال محلاً للتقديس حتى اليوم.
ولما اقترب موكب الرؤوس والسبايا من دمشق خرج يزيد لملاقاته عند ثنية العقاب، وقد أمر بعدم دخولهم المدينة حتى يتم تزيينها لإقامة الأفراح بالانتصار على سيد شباب أهل الجنة!! ولذلك جيء بالرؤوس والسبايا إلى مقبرة باب الصغير حيث كانت مكاناً مناسباً لإنزالهم، لأنه عبارة عن منطقة حصى وحجارة وليس فيه أيّ بنيان وسكن، فبات السبايا هناك ثلاثة أيام، ولذلك فإنّ ما يُنسب هناك من مراقد للسبايا، إنما هي في الأغلب مشاهد وليست قبوراً لهم مثل مشهد سكينة وأم كلثوم عليها السّلام، إذ ليس هناك أيّ سند تاريخي يشير إلى وفاة هاتَين السيدتَين أثناء وجود السبي في دمشق، أو يشير إلى رجوعهما فيما بعد. وما تعظيم هذه الأمكنة في نظر المحبين لأهل البيت عليهم السّلام وإقامة المشاهد فيها إلاّ بسبب نزول السبايا وإقامتهم المؤقتة فيها، وهم في حالة من الاضطهاد والظلم تقرّح الأكباد.
ثم بعدما أقيمت مراسم الفرح والابتهاج من قبل الأمويين أُذِن للسبايا والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين عليه السّلام بدخول دمشق ومجلس يزيد، ثم أسكنوهم بعد ذلك في خربة شمالي شرق المسجد الأموي عند باب الفراديس، فباتوا فيها عدة أسابيع قبل أن ينقلهم إلى قصره ويعودوا إلى مدينة جدّهم المنوّرة.
أما رأس الحسين عليه السّلام فقد نُصب على باب مسجد دمشق فترة من الزمن ثم أعاده يزيد إلى قصره. وقد ذُكِر في مكان دفنه روايات متعددة، ولكنّ بقية الرؤوس، وبعدما عُلِّقت على أبواب دمشق أياماً، أعيدت إلى مقبرة باب الصغير ودفنت فيها.


مدخل خاص وأضرحة في مقبرة "الباب الصغير"
وننتقل إلى الجهة المقابلة لمقام رؤوس الشهداء، بعد أن نقطع الطريق الفاصل حيث توجد مجموعة أضرحة ومشاهد عائدة لآل البيت عليهم السّلام والصحابة، ونبدأ بالمدخل الخاص الذي يؤدي إلى غرفة قديمة البناء تعلوها قبة خضراء صغيرة، وفوق الباب ثبّتت رخامة نقش عليها عبارة: «هذا ضريح زوجة سيدنا محمد صلّى الله عليه وآله. جدّد بناء هذا المقام المبارك السلطان الغازي عبدالحميد خان ثاني سنة 1327هـ»، وفي مكان آخر كتب: «هذا ضريح السيدة أم حبيبة زوجة سيدنا محمد صلّى الله عليه وآله». والسيدة حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان، هاجرت إلى الحبشة مع زوجها الذي أسلم ثم تنصّر وارتدّ، فخطبها النبيّ صلّى الله عليه وآله من النجاشي ملك الحبشة الذي احتفل بالمناسبة وأصدقها مهراً ثمّ أرسلها للنبيّ صلّى الله عليه وآله.
وتذكر كتب التاريخ أنها توفيت بالمدينة سنة 44هـ، ولا يُعلم سبب وجود ضريح لها في هذه المقبرة.
وهذا ينطبق على الضريح المجاور الذي يشبهه في الشكل والمنسوب إلى السيدة أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية زوج النبيّ صلّى الله عليه وآله بعد ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد، واسمها رملة أو هند. وكانت هي أيضاً قد أسلمت وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة ثم قدما إلى المدينة، حيث تُوفّي عنها، وتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وآله.
كما يوجد في مكان آخر من المقبرة ضريح في غرفة أكثر إتقاناً لحفصة زوج النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ومن بوابة أخرى مجاورة لضريحي السيدتين أم حبيبة وأم سلمة ندخل إلى فناء مقام السيد عبدالله ابن الإمام زين العابدين عليه السّلام. والمقام بناء مرتفع مربع الشكل مبني من الحجر الصخري الأبيض والأسود تعلوه قبة خضراء واسعة وداخله الضريح المغطّى بقفص. والجدران من الداخل كما القبة مزيّنة بنقوش إسلامية وخطوط فنية تتضمن آيات قرآنية وأحاديث شريفة وأسماء المعصومين الأربعة عشر عليهم السّلام. وإلى جوار هذا المقام المحاط بسور منفرد يقع ضريح مؤذن الرسول صلّى الله عليه وآله الصحابي عبدالله ابن أم مكتوم ضمن غرفة مبنية من الحجر الأسود.

مشاهد السبايا وبعض الهاشميين والصحابة
مدخل حديث مبني من الحجر الصخري الوردي نقشت فوق بوابته آية التطهير واسم الجلالة وأسماء أصحاب الكساء عليهم السّلام، يقود إلى مقام السيدتين سكينة بنت الإمام الحسين عليه السّلام وزينب الصغرى الملقبة بأم كلثوم بنت الإمام عليّ عليه السّلام، وهو المقام الأضخم في مقبرة باب الصغير الذي يشاهده الزائر من بعيد، ويميّزه قبابه الثلاثة الكبيرة ومنارته المطلية جميعها باللون الأخضر.
جدران المقام الخارجية مبنيّة من مداميك بيضاء وسوداء من الحجر الصخري، ومدخله مبنيّ من الرخام الوردي الجميل، تعلوه رخامة بيضاء نقش عليها البيتان الشهيران للشافعيّ في مدح آل البيت عليهم السّلام. وتاريخ إعادة تشييد البناء سنة 1330هـ بمساعي المتولّي المرحوم السيّد سليم مرتضى، أما في الداخل فإن القبتين اللتين تعلوان الضريحين المنسوبين للسيدتين وكذلك الجدران كلها مزينة بالزخارف والنقوش الإسلامية البديعة والمقرنصات والمرايا، وبالخطوط التي تحتوي على آيات قرآنية نزلت في أهل البيت عليهم السّلام وأحاديث النبيّ صلّى الله عليه وآله الشريفة بحقهم وأسماء المعصومين الأربعة عشر الأطهار عليهم السّلام.
ونأتي إلى ضريح السيدة سكينة عليها السّلام فنجده مغطى بقماش أخضر مشغول وعليه صندوق خشبي يُذكر أنه صُنِع في العهد العباسي، وقد حفر عليه بالخط الكوفي المشجّر آية الكرسي وآية أخرى وعبارة «هذا قبر سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين وعلى آلهم الطاهرين».
وسكينة عليها السّلام المشهورة بهذا اللقب هي في الواقع آمنة بنت الإمام الحسين عليه السّلام، وهي أخت عبدالله الرضيع وأمهما الرباب. ويؤكد أكثر المؤرخين أنّها توفيت بالمدينة سنة 117هـ، وهناك من ذكر أنها رجعت إلى الشام وهو قول ضعيف.
ووصفها المؤرخون بأنّها كانت سيدة من العقل الوافر والأدب والظرف والسخاء والفضل بمنزلة عظيمة، وقد أكثر المؤرخون الأمويون من الروايات المدسوسة التي تُنسَب إليها بما لا يليق بشأنها من التصرفات بقصد الإساءة إليها وإلى أخيها الإمام زين العابدين عليه السّلام.
وقد حضرت وقعة الطف مع أبيها عليه السّلام وشاهدت مصرعه. وروى ابن طاووس في كتاب الملهوف أن سكينة اعتنقت جسد أبيها عليه السّلام بعد مقتله، فاجتمع عدة من الأعراب حتى جرّوها عنه، وأُخذت بعد ذلك مع الأسرى والرؤوس إلى الكوفة ثم إلى الشام، ثم عادت مع أخيها الإمام زين العابدين عليه السّلام إلى المدينة.
أما ضريح السيدة زينب الصغرى بنت الإمام علي عليه السّلام الملقّبة بأمّ كلثوم، والموجودة تحت القبّة الأخرى فهو مشابه لضريح السيدة سكينة، وقد ذكر أنها كانت زوجة لمسلم بن عقيل مبعوث الإمام الحسين عليه السّلام إلى الكوفة والذي استشهد على يد عبيدالله بن زياد قبل وصول الإمام عليه السّلام إلى كربلاء، ولها منه بنت اسمها حميدة. وقد رافقت أخاها الإمام الحسين عليه السّلام في رحلة الشهادة إلى جنب أختها زينب الكبرى عليها السّلام، وكان لها مواقف وخطب مشهورة أثناء السبي في الكوفة وفي الشام، والتشكيك يطال مدفنها أيضاً في هذا المكان.
ومما يجدر ذكره أن هناك سرداباً تحت أرض المقام يوجد فيه أيضاً ضريحان من الرخام موازيان للضريحين الرمزيين في الأعلى، ولذلك يسود الاعتقاد ـ ويغلب الظنّ ـ بأن هذا المقام وسواه من المقامات قد بنيت تبرّكاً بمكوث السبايا والأسرى وأهل بيته في هذا المكان، وتقديراً وتكريماً لقربهم من الله تعالى ولجهادهم وصبرهم على أذى الأمويين في سبيل الدين، ولذلك فإن زوار هذه المقامات يذكرون بحنين ولوعة واستنكار ما جرى لهنّ ولشهداء كربلاء أثناء تلاوة الزيارة، سائلين المولى أن ينيلهم شفاعتهم وشفاعة الحسين وجدّه صلّى الله عليه وآله وأبيه وأمه عليهم السّلام يوم القيامة.
ونخرج من هذا المقام لنجد لوحة سجّلت عليها أسماء أصحاب القبور أو المشاهد على المدخل المؤدي إليها جميعاً، وهي مقامات تكاد تكون متشابهة في شكل البناء الخارجي، إذ هي غرف كبيرة عالية مبنية من الحجر الصخري الأبيض أو الأسود أحياناً، ومداخلها وردية مقوّسة عليها رخامة تذكر اسم صاحب المقام وتاريخ تشييده، وقبابها مطلية باللون الأخضر. أما من الداخل فإن القباب والجدران مزينة بالزخارف الإسلاميّة وعليها خطوط فنية تتضمن آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة وردت بحق أهل البيت عليهم السّلام، وكذلك أسماء المعصومين: النبيّ صلّى الله عليه وآله والزهراء عليها السّلام والأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام. وفي كل مقام خادم يهتم بالمقام ويرشد الزوار الذين لا ينقطعون عن التوافد في كل الأيام وخاصة في مواسم الزيارة.
وأول ما يطالعنا من هذه المجموعة مقام السيدة فاطمة الصغرى كريمة الإمام الحسين عليه السّلام حيث يوجد ضريحان واحد علوي رمزي وآخر في السرداب. والسيّدة فاطمة كانت عالمة فاضلة تزوجت ابن عمها الحسن المثنى ابن الإمام الحسن عليه السّلام فولدت له عبدالله وإبراهيم وحسناً وزينباً، وذُكر أن الحسين عليه السّلام لما زوّجه إياها قال له: «قد زوجتك فاطمة؛ فإنها أشبه الناس بأمي فاطمة عليها السّلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله»، وكانت من السبايا.
بعده يأتي مقام وضريح السيّد عبدالله بن جعفر الطيار رضي الله عنه، ثمّ مقام يضم ثلاثة أضرحة لنساءٍ هُنّ:
ـ أسماء بنت عُميس زوجة جعفر بن أبي طالب (الطيّار) وهي من المهاجرات السابقات إلى الإسلام، هاجرت إلى الحبشة مع زوجها رضي الله عنه فولدت له عبدالله ومحمداً وعوناً. وبعد عودتهما إلى المدينة استشهد جعفر في مؤتة فتزوّجها أبو بكر، فولدت له محمد بن أبي بكر، ثمّ تزوّجها بعده الإمام علي عليه السّلام فولدت له يحيى وعوناً، وتاريخ وفاتها سنة 65هـ.
ـ السيّدة ميمونة بنت الإمام الحسن بن علي عليه السّلام تاريخ وفاتها سنة 85هـ.
ـ حميدة بنت مسلم بن عقيل وأمها فاطمة الصغرى أم كلثوم بنت الإمام علي عليه السّلام.
.. وأخيراً هناك بناء مماثل يضم ضريحي الصحابيَّين: بلال الحبشي مؤذن الرسول صلّى الله عليه وآله، وكانت وفاته سنة 20هـ، وضريح السيّد عبدالله بن جعفر. وليس معلوماً إن كان هو ابن الإمام الصادق عليه السّلام أو من أحفاده كما يذكر ياقوت الحموي، وتذكر الكتب التاريخية قبوراً أخرى لمتوفَّينَ من آل البيت عليهم السّلام وأحفادهم في هذه المقبرة.


مصدر: شبكة الإمام الرضا (ع)

التعليقات (0)

اترك تعليق