مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رحيل السيدة (مرضية حديدجي)

رحيل السيدة (مرضية حديدجي)

ولدت السيدة (مرضية حديدجي) في 1939 م في مدينة (همدان).
نشأت في أسرة متدينة ومثقفة.
بدأت دراستها في (الكتاتيب)، واستفادت كثيراً من علوم أبيها في تعلم القرآن الكريم ونهج البلاغة.
تزوجت السيد (محمد حسن دباغ) في عام 1954م، فكان هذا الزواج بداية ومنشأ التغيير في حياتها.
سافرت في الأيام الأولى من بداية حياتها المشتركة مع زوجها إلى (طهران)، فأكملت دراستها للعلوم الدينية إلى مرحلة السطوح(شرح اللمعة)، مستعينة بكبار الأساتذة كالمرحوم الحاج آغا(كمال مرتضوي)، الحاج الشيخ(علي الخوانساري)، الشهيد آية الله (محمد رضا سعيدي) والشهيد السيد (مجتبى صالحي الخوانساري).
واصلت السيدة (دباغ) دراستها والانخراط في النشاط السياسي، وهي آنذاك (أُمّاً) (لثمانية أبناء).
بدأت السيدة (دباغ) حركتها وأنشطتها السياسية بتوزيع المنشورات في الأعوام 1961-1962م.
ازداد نشاطها عند دخولها في الخلايا التي يشرف عليها الشهيد (سعيدي) في طهران.
أبدت في تلك الفترة استعدادها للتعاون والتنسيق مع طلاب جامعات: (طهران)، (الوطنية)، (جامعة الشهيد بهشتي)، (آريا مهر)، و(صنعتي شريف)، و(العلوم والتكنولوجيا).
واصلت السيدة (حديدجي) أنشطتها السياسية وعملها التوعوي والدعوي باهتمام شديد بعد استشهاد آية الله (سعيدي) عام 1970 م على يد النظام(الشاه).
وأخيراً ألقي القبض عليها وأودعت السجن في عام 1973 م وتحملت مع ابنتها (رضوانة) أشد التعذيب في (اللجنة الأمنية المشتركة)، وعانت من أقسى الأمراض، وعندما لم يبق لها أمل في البقاء على قيد الحياة والتماثل للشفاء، تم الإفراج عنها، وإخلاء سبيلها من السجن، بينما بقيت ابنتها (رضوانة) في السجن.
أجريت للسيدة(دباغ) عملية جراحية بعد الإفراج عنها، ونجت من الموت المحتّم، وبعد أشهر أعيد اعتقالها وسجنها مرةً أخرى، وفي هذه الفترة من السجن انتفضت بثورة من خلال مواجهة آيديولوجية ضد الجماعات الماركسية، فكانت تجمع النساء المسلمات السجينات حولها.
سافرت السيدة(دباغ) إلى الخارج في عام 1974 م لمواصلة الكفاح والنضال، وبقيت في المهجر إلى حين انتصار الثورة الإسلامية، فتدربّت على السلاح وحرب العصابات وفنون القتال في القواعد والمقرات العسكرية على الحدود الواقعة بين (لبنان) و(سوريا).
مارست نشاطها السياسي مع(جماعة رجال الدين المناضلين) في الخارج تحت إشراف الشهيد (محمد منتظري)، وكانت (سوريا) و(لبنان) هي المركز والقاعدة لهذا النشاط، قامت السيدة (دباغ) بمهامها ومتابعة برامج هذه المجاميع في مختلف البلدان بما في ذلك: (المملكة العربية السعودية)، (بريطانيا)، (فرنسا)، و(العراق).
في كثير من حركات وأنشطة الثوار في الخارج كانت تمارس دوراً فاعلاً ونشطاً في المسيرات الاحتجاجية، التظاهرات، والتحقت بأنصار الإمام (الخميني) بعد هجرته إلى (باريس) في عام 1978م. استلمت مسؤولية إدارة شؤون بيت الإمام (الخميني) قدس سره، وسطَّرت لنفسها تاريخاً مشرقاً ومشرّفاً. كانت السيدة (دباغ) وهي في الخارج تُعرَف بعدة أسماء: كالسيدة(دباغ)، و(زينت أحمدي نيلي)، و(الأخت طاهرة)، و... وهي تعرف حاليا بالسيدة (طاهرة دباغ).
عادت السيدة (طاهرة دباغ) إلى أرض الوطن بعد انتصار الثورة الإسلامية، وتصدت لعدة مناصب ومسؤوليات، كرئاسة الحرس الثوري في (همدان)، ورئاسة قوات التعبئة للأخوات، وتمثيلها أهالي طهران وهمدان في مجلس الشورى لثلاث دورات، مضافاً إلى التدريس في (جامعة العلم والتكنولوجيا)، و(المدرسة العالية للشهيد مطهري)، وتمارس دورها حالياً بصفة قائم مقام في(جمعية المرأة في الجمهورية الإسلامية). 
________________________________________
* من كتاب 23 عاماً وسط الطوفان.. مذكرات المناضلة الإيرانية الحاجة مرضية دباغ (ترجمة ونشر دار الولاية للثقافة والإعلام 2015م) 

التعليقات (0)

اترك تعليق