أم الشهيدين علي وجهاد حمود "نربي أولادنا على العزة والكرامة، لقد ربيتهم على الخلق الحميد ولكني علمتهم أيضا ألا يرضوا بالظلم أو الذل، فقد كنت أحكي لهم أخلاق آل البيت.
أم الشهيدين علي وجهاد حمود "نربي أولادنا على العزة والكرامة، لقد ربيتهم على الخلق الحميد ولكني علمتهم أيضا ألا يرضوا بالظلم أو الذل، فقد كنت أحكي لهم أخلاق آل البيت.."
"أويها.. ياما اتفقوا علينا حكام العرب وياما ختموا أوراق.
أويها.. ياما عملوا خلوات وكزدروا بالزقاق.
أويها.. ياما قالوا بدنا نقضي على حزب الله.
أويها.. انتصرنا ودعسنا ع الرقاب".
بهذه الزغاريد اللبنانية المميزة، تعبّر أم الشهيدين علي وجهاد حمود عن فرحتها بالنصر الأخير الذي حققه حزب الله ضد إسرائيل في الحرب التي اندلعت بين الجانبين يوم 12 يوليو 2006 في لبنان، واستمرت 33 يومًا وسط غياب شبه تام لأي تحركات عربية لوقف العدوان على البلاد.
وتقيم أم علي بالضاحية الجنوبية وفقدت ابنها الأول "علي" في عام 2005 والثاني جهاد في المواجهات الأخيرة الضارية بين المقاومين والقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وترى أم الشهيدين أن معركتها في الحياة تتمثل في تقديم الشهداء والبقاء على خطى ونهج حزب الله الذي تعتبره "النجاة وسفينة نوح التي يجب أن يقفز إليها من يريد الكرامة"[...].
إن تلك المشاعر تعبر بشكل دقيق عن المنظومة الأخلاقية والدينية التي يلتزم بها كل المنتسبين لحزب الله، حيث تتم تربيتهم وفقا لمنهج إيماني يجمع بين الاهتمام السياسي الذي يضع فلسطين -وفقا لبعض قيادات الحزب- في أولويات العمل السياسي والتربية الثقافية والروحية، وبين التربية الجهادية التي تضع الشهادة نصب عين كل المنتسبين لحزب الله؛ فالأم والأب والأبناء يؤمنون بهذا الأمر وإن تفاوتت درجات التزامهم بذلك.
استشهاد علي وجهاد
ومن هذه الرؤية تنطلق أم علي وجهاد قائلة: "نربي أولادنا على العزة والكرامة، لقد ربيتهم على الخلق الحميد ولكني علمتهم أيضا ألا يرضوا بالظلم أو الذل، فقد كنت أحكي لهم أخلاق آل البيت".
وتضيف: "كنت أحكي لهم أخلاق الإمام علي وبطولة الحسين وشجاعة السيدة زينب، وأقول لهم إن دماءكم ليست أغلى من دمائهم؛ فهم قدموا من أجل الحق وأنتم عليكم أن تكملوا".
وعن استشهاد ابنها الأول تقول إنها كانت فوق سطح دارها تتعبد وتدعو الله وتتوسل بدعاء خاص بها تستنصر فيه الإمام علي(ع)، وكان أن رأت بعده رؤية بينت لها المعركة التي استشهد فيها ابنها بكل تفاصيلها بل وحددت مكان إصابته والتي جاءت بالرقبة وبعض مناطق الجسد، وفقا لروايتها.
وتؤكد أم علي أنها في ذلك اليوم دعت الله بعد أن تيقنت أن ابنها استشهد قائلة: "يا رب أنت أعطيتني إياهم فإذا بدك تاخدهم هم لك، أنا ما جبتهم حتى أعترض".
وتضيف أم علي أنها بعد فترة من هذه الرؤية اتصل بها أحد أصدقاء ابنها ليخبرها أنه بخير، لكنها قالت له: "ابني استشهد وأنا أعرف عنه أكثر منك".
ولم تفلح محاولات صديق ابنها في جعلها تقتنع أنه ما زال على قيد الحياة، مؤكدة أن ما رأته فوق السطح لا يمكن أن يكذب، وهو ما تأكد بالفعل بعد ذلك.
كما تتذكر أم علي اليوم الذي جاء فيه مسئول من حزب الله ليخبرها بنبأ استشهاد ابنها الثاني "جهاد" في المواجهات التي دارت بين المقاومين والقوات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية قبل عدة أسابيع.
وتقول: "رفضت يومها أن أسمح لأي أحد بأن يخرج من البيت أو أن يحمل شيئا من مكانه فقد شعرت أن هناك خبرًا ما سأتلقاه، وبالفعل كان نبأ استشهاد جهاد".
مزيد من الشهداء
وتحمد أم علي وجهاد الله عز وجل على هذا الكرم، وتقول: "عندي ثلاثة أبناء آخرون وسوف أهديهم للمقاومة"، كما أنها على أتم استعداد لأن تزوج رجال بناتها الثلاث من أخريات "لكي ينجبوا أطفالا للمقاومة ولمحاربة الصهاينة". ودعت أم الشهيدين كل أم لتقديم ابنها للمقاومة قائلة: "ما دمنا نستطيع الإنجاب، فليكن أولادنا فداء للدين.. لسنا أفضل من آل البيت".
المصدر: من مقابلة أجرتها "إسلام.أون.لاين.نت" مع ولدة الشهيدين
اترك تعليق