مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشهيد تقوي فر تروي عنه زوجته: كنت أقول له:

الشهيد تقوي فر تروي عنه زوجته: كنت أقول له: "قد تكون أنت من جنود إمام الزمان(عج)".

الشهيد تقوي فر تروي عنه زوجته: كنت أقول له: "قد تكون أنت من جنود إمام الزمان(عج)".

الراوية: بروين مرادي (تقوي فر)*

في العام 1980، في مدينة أهواز تزوجت مع حميد تقوي فر. جاء الحاج حميد برفقة أبيه لطلب يدي. معيار الحاج حميد للزواج الإخلاص والحياة البسيطة. في يوم زواجنا، كان الحاج حميد قد عاد من مهمة. جاء إلي بسيارة بيكان وبثيابه العسكرية. في الطريق، أركب أباه معنا لأنه كان في العمل، وذهبنا إلى مكان العرس، مكتب حرس الثورة للإعلام.
كان السيد شمخاني في تلك الفترة رئيس حرس الثورة الإسلامية في أهواز. وتحدث في مراسم عرسنا عن شخصية علي(ع) والسيدة فاطمة(ع). وقدم آهنكراني وبناهي مسرحية تحت عنوان: المرشد وابن المرشد". ما قدم للضيوف كان بسيط جدا. قدم للضيوف كيسا فيه حلوى وفاكهة.
بعد مراسم العرس، لم يعد الحاج حميد لعدة أيام للبيت، لأن الثورة كانت فتية وكانت المواجهة كبيرة بين الثوريين و(مجموعات) (مجاهدي) خَلْق عرب.
كنا نعيش في الأهواز. بعد عدة أيام رجع الحاج حميد للبيت وقال لي: "أعمل الآن في قرية، ولا يسمحون للنساء المشاركة في صلاة الجماعة في المسجد". طلبوا منا لإقامة صلاة الجماعة والعمل الثقافي في المسجد أن أذهب للقرية. أقيمت جلسة واحدة في المسجد وبقية الجلسات ستعقد في منزلنا.
بعد مرور أسبوعين أو عشرين يوما على زواجنا وبسبب انشغال الحاج حميد سكنا في منطقة "كيان بارس" في الأهواز، تعتبر منطقة كيان بارس منطقة الأثرياء في الأهواز، مع انتصار الثورة الإسلامية، ترك الأثرياء منازلهم والبلاد وهاجروا إلى الخارج. بعد أن استقر الحاج حميد في مكان إعلان الحرس، في باغ معين شارع 24 أهواز، قدم لكتابة السيناريو والقضايا الثقافية. وكان يعمل هناك محمد جمال بور وحسين بناهي.
ومع وقوع الثورة الثقافية في البلاد، حاصر مجاهدو خلق، جامعة الأهواز وتصادموا مع الناس. أجبر حرس الثورة الإسلامية لحماية الناس على التدخل، وإثر إصابة أحد حرس الثورة بحجر فقد بصره. قبض الحرس على عدد من أعداء الثورة وعدد من السيدات. كان حاكم الشرع في أهواز السيد جنتي، طلب مني الحاج حميد أن أقوم بعملية التفتيش في المحكمة، لأن النساء قلة هناك. عارضت الفكرة لأن عملي ثقافي ولا يناسب هذا العمل نفسيتي. ذكر الحاج حميد آيات من القرآن ما معناه، لإجراء أحكام الله لا تدع الخذلان يصل لك. في النهاية قبلت المهمة.
وفي الحكم الصادر سجنت مجموعة من النساء من مجاهدين خلق، وأخذوهن إلى مكان آخر. في الطريق، حدثت صدامات وإطلاق نار، إلى حدّ اضطرارنا للتوقف 20 دقيقة. بعد ذلك، أحضروا فتاة أصيبت بجراح شديدة ولا تستطيع التنفس وأدخلوها إلى داخل الباص، عرفنا فيما بعد أنها عضوة في مجاهدين خلق، وتصادمت مع الحرس لكي تخلص رفيقاتها. كان المشهد صعب جدا عليّ.
قبل بداية الحرب المفروضة، حدث في الأهواز فيضان، جاء السيد إيراني مع زوجته الأمريكية إلى إيران لتقديم المساعدة. ورغم أن عائلته تعيش في إيران، ولكن ولأنهم عارضوا زواجه من أمريكية، لم يقدموا له مكانا، قال الشهيد تقوي فر: "يجب ألا نتركهم". وعلى ذلك دعوناهما إلى بيتنا.
مع بداية الحرب المفروضة، تحول عمل الحاج حميد، إلى حوزة العراق وكان يذهب بصورة مستمرة إلى العراق ويعود. كان يعرف العربية ولهجاتها. بعد نهاية الحرب، قال القائد سليماني للحاج حميد: "لا تأتي إلى العراق، لأنك عرفت هناك وقد يقدمون على قتلك".
في العام 1993 كنت جالسة في بيتي حين تناهى إليّ صوت مهيب من غرفة الضيافة، كانت الغرفة مليئة بالشظايا، عرفت، أن الحاج حميد وقع ضحية عملية اغتيال، بحمد الله، نجى منها. طوال الحرب، كان يخطط لاغتيال صدام وفي ذلك الحدث، أصيب ابن صدام باسم عدي، برجله.
كان زوجي شعبي. قبل أعوام ذهبت معه لزيارة الإمام الرضا(ع) في مدينة مشهد. كنت في الحرم حين اتصل علي وقال لدي صديق معوق يسكن مشهد. كان وقت الصلاة. ذهبت للصلاة في المصلى. بعد الصلاة اتصلت بزوجي لأتأكد هل وصل صديقه أم لا؟ سمعت صوت ملاعق وشوك. بعد خروجي من المصلى، رأيت موظف الفندق يشكر الحاج حميد، عرفت أن الحاج حميد بعد إنهاء صلاته، كان يساعد موظف الفندق في غسل الأطباق والملاعق.
كان الحاج حميد يؤمن بالشهادة ويقول: "يمكن للإنسان أن يدير موته وشهادته". كل مرة يعود فيها من جبهة القتال، يقول: "استشهد صديق لي". وكنت أقول له: "قد تكون أنت من جنود إمام الزمان(عج)".
لم يعطوا الحاج حميد، بعد مرور ثلاثين سنة، فرصة التقاعد. طال الأمر ثلاث سنوات حتى تقاعد. حزن الحاج حميد كثيرا. وحين سألته عن السبب، قال: "لا أحب الجلوس خلف الطاولة. مع تجربة 33 سنة ومعرفتي السياسية والعسكرية للعراق أريد العمل هناك". كان الحاج حميد من ضمن الحشد الشعبي العراقي. في العام 2014 كان أمن زوار الأربعين على عاتقه وكان له دور في وحدة الشيعة والسنة. واستشهد في 27 ديسامبر 2014 في منطقة سامراء، مدينة بلد، إثر عمليات الدفاع عن الحرمين العسكريين.*



_________________________________
*زوجة الشهيد حميد تقوي فر، وهو من قادة حرس الثورة الإسلامية في السنوات الثمان من الدفاع المقدس، واستشهد في العراق في مواجهة مع الإرهابيين الدواعش في سامراء.

*رويت هذه الذكرى في "ليلة ذكرى" في مكتب المركز الفني.




المصدر: التأريخ الشفوي الإيراني.
إعداد: فاطمة مرادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

التعليقات (0)

اترك تعليق