مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

زينب تفدي زوجها أبي العاص بقلادة لها

زينب تفدي زوجها أبي العاص بقلادة لها

زينب تفدي زوجها أبي العاص بقلادة لها

قال في الكامل في غزوة بدر: فلما بعثت قريش في فداء الأسرى، بعثت زينب في فداء أبي العاص زوجها بقلادة لها، كانت خديجة رضوان الله تعالى عليها أدخلتها معها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله رق لها رقة شديدة وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا"، فأطلقوا لها أسيرها، وردوا لها القلادة.
ثم قال: فلما كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذوا ما معه، فهرب منهم وأتى المدينة ودخل على زينب، فلما كان الصبح كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر الناس، نادت زينب من صف النساء: إني قد آجرت أبا العاص، فقال النبي صلى الله عليه وآله للسرية التي أصابوه: "إن رأيتم أن تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فئ الله الذي أفاءه عليكم"، فردوا عليه ماله كله حتى الشظاظ(1). انتهى مختصرا. وذكر ذلك كله ابن عبد البر في الاستيعاب(2).
وقال أيضا في الاستيعاب: هبار بن الأسود هو الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حين بعث بها أبو العاص إلى المدينة، فأهوى ونخس بها، فألقت ذا بطنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن وجدتم هبارا فأحرقوه بالنار"، ثم قال: "اقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار"(3).

..............................
1- الكامل في التأريخ 2: 134.
2- الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 4: 126. 
3- الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 3: 609. 


المصدر: مناقب أهل البيت(ع)، المولى حيدر الشيرواني، تحقيق الشيخ محمد الحسون، شوال المكرم 1414، مطبعة منشورات الإسلامية.

التعليقات (0)

اترك تعليق