مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

البر بالأم

البر بالأم

مما يجب على الولد هو أن يبر بأبويه ولكن فرق بين الأم والأب، فان حق الأم أكثر لأنها حملت وأرضعت وربت وسهرت الليال، كل ذلك في سبيل راحة الولد، حتى كبر وشاب، وصار يستلذ بلذة الوجود، والآن حن وقت أداء الحق، فيجب البر بها أكثر فأكثر.
 ـ قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم: أمّك أمّك أمّك! ثم أباك! ثم الأقرب! فالأقرب... غوالي الدرر، حرف الألف، ص ١٣.
٢ـ قال صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم أيضا: الجنّة تحت أقدام الأمهات... المصدر السابق، حرف الجيم، ص ٤٢.
٣ ـ عن عائشة، قالت: قلت: «يا رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم» فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم: أمه... ذرايع البيان، الآفة الثامنة، ص ١٩٧، نقلا عن المستدرك للحاكم.
 ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام والتحيات والبركات، قال: جاء رجل إلى النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم
جاء رجل إلى النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم تسليماً كثيرا كثيرا، فقال يا رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم من أبر؟. قال صلوات الله عليه وعلى آله: أمك، قال: ثم من؟ قال أمّك، قال ثم من؟ أمّك، قال: ثم من؟. قال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم: أباك... الكافي، ج ٢، ١٢٧، باب البر، الحديث ٩.
٥ ـ عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن زكريا بن إبراهيم، قال: كنت نصرانيا سلمت، وحججت، فدخلت على أبي الله عليه ‌السلام، فقلت: أني النصرانية، وأني أسلمت، فقال عليه‌ السلام: وأي شيء رأيت في الإسلام؟ قلت: قول الله عزّ وجلّ: «ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء» فقال عليه‌السلام: لقد هداك الله تعالى، ثم قال عليه ‌السلام: اللهم اهده ـثلاثاـ سل عمّا شئت يا بني، فقلت: إن أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي، وأمي مكفوفة البصر، فأكون معهم، وآكل في آنيتهم؟. فقال عليه‌ السلام: يأكلون لحم الخنزير؟. فقلت لا، ولا يمسّونه، فقال عليه ‌السلام: لا بأس، فانظر أمك فبرّها، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها، ولا تخبرنّ أحدا أنّك أتيتني، حتى تأتيني بمنى إن شاء الله، قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلّم صبيان، هذا يسأله وهذا يسأله، فلما قدمت الكوفة الصفت لأمي، وكنت أطعمها، وأفلي ثوبها ورأسها، وأخدمها، فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟. فقلت: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا، فقالت هذا الرجل هو نبي؟ فقلت: لا، ولكنه ابن نبيّ، فقالت: يا بني إن هذا نبيّ، إن هذه وصايا الأنبياء، فقلت: يا أمّه، إنّه ليس يكون بعد نبينا نبي، ولكنه ابنه، فقالت: يا بنيّ دينك خير دين، أعرضه عليّ، فعرضته عليها، فدخلت في الإسلام وعلمتها، فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل، فقالت: يا بنيّ أعد عليّ ما علمتني، فأعدته عليها، فأقرّت به وماتت، فلمّا أصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها، وكنت أنا الذي صليت عليها، ونزلت في قبرها... الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٨، باب البر، الحديث ١١.
٦ ـ الحسين بن محمد، عن معلّي بن محمد، وعلي بن محمد، عن صالح بن أبي حمّاد، جميعا عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجه سالم بن مكروم، عن معلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه‌السلام، قال: جاء وسأل النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم عن برّ الوالدين، فقال صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم: ابرر أمك، أبرر أمك، أبرر أمك، أبرر أباك، أبرر أباك، أبرر أباك، وبدأ بالأم قبل الأب... الكافي، ج ٢، ص ١٣٠، باب البر، الحديث ١٧.
٧ ـ علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: أتى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم فقال: إني رجل شاب نشيط، وأحب الجهاد، ولي والدة تكره ذلك؟. فقال له النبي صلى‌ الله‌ عليه وآله‌ وسلم: ارجع فكن مع والدتك، فوالذي بعثني بالحق «نبيا» لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة... الكافي، ج ٢، ص ١٣٠، باب البر، الحديث ٢٠.



المصدر: الأثر الخالد في الولد والوالد؛  السيد علي بن الحسين العلوي.

التعليقات (0)

اترك تعليق