مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

کلمة الحاجة عفاف الحكيم في مؤتمر

كلمة الحاجة عفاف الحكيم في مؤتمر فلسطين صحوة الأمم 19-6-2012 بحضور كريمة الامام الخميني (قده)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
الحضور الكريم السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته...
قال تعالى: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ» صدق الله العلي العظيم.
بداية، أود أن أرحب  بضيوفنا الأعزاء؛ أعضاء وفعاليات اتحاد المنظمات الغير حكومية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما الأمين العام للاتحاد السيدة الفاضلة زهراء مصطفوي الابنة البارة للإمام الخميني، والتي، إضافة إلى نشاطها في  جمعية نساء الثورة، نهضت بأعباء الاتحاد، وحملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن القضية التي كانت من أهم القضايا التي شغلت الإمام(رض)، قبل انتصار الثورة وبعدها.
أرحب، أيضاً، بالحضور الكريم من الفعاليات الدينية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، والدبلوماسية... وأخص بالذكر؛ الفعاليات الفلسطينية، وسعادة سفير الجمهورية الإسلامية د. غضنفر ركن آبادي، وسماحة المستشار السيد محمد حسين رئيس زاده، وسائر العلماء الأفاضل, وسماحة نائب الأمين العام  لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وسماحة نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق،  وصولاً إلى راعي مؤتمرنا سماحة الأمين العام لحزب الهل السيد حسن نصر الله أعزه الله.
أخواتي وإخواني الأعزاء...
يوم فجّر الإمام الخميني(رض) ثورته المباركة في إيران، كان التحدي الصهيوني الذي زُرع في فلسطين، في قلب عالمنا العربي والإسلامي، قد قطع ثلاثين عاماً من طغيان، وظلم، وحروب، وتوسع، واحتلال، ومجازر، وتدمير... متحدّياً بجوره دول المنطقة وشعوبها, وموجداً حالة من الحصار والسيطرة القهرية في ربوع الشعب الفلسطيني الأبيّ.
غير أن انتصار هذه الثورة التي طردت، منذ اليوم الأول لقيامها، كل الصهاينة، وأقامت سفارة فلسطين؛ فرضت معادلات مختلفة وطرحت رؤية واضحة وجلية حول دولة الاحتلال، وقدمت منهجاً عملياً حاسماً في التعاطي مع هذا التهديد التاريخي للأمة, مبينةَ للجميع وباختصار أن: "إسرائيل غدة سرطانية يجب استئصالها وزوالها من الوجود".
وكان أن تأسست مرحلة جديدة، بكل معنى الكلمة، في مجرى الصراع مع الكيان الصهيوني، كان  من نتائجها؛ قيام المقاومة الإسلامية على أرض لبنان، التي روّعت العدوّ بتبنيها الحاسم لنهج الإمام الخميني المقدس، تبنيها الإسلام كهوية ثقافية ونهج جهادي، وبتأكيدها العملي على رفض التسويات، والاتفاقات، وعدم الرضوخ للأمر الواقع. وحيث أظهرت، لأبناء الأمة، خيار العمل المقاوم، بعد أن وضعت هدفاً مرحلياً ثابتاً لازمها في كل مراحل جهادها؛ وهو أولوية مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض.
هذه المقاومة التي قضّت مضاجع العدو، توّجت في العام 2000 تجربتها الرائدة بالاندحار الإسرائيلي الكبير، محققةً أول انتصار تاريخي من نوعه منذ وُجد الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين عام 1948م.  ومن ثم تمكنت من  إسقاط،  وتحطيم أهداف عدوان تموز 2006، يوم أعلنت الصهيونية العالمية حربها الغاشمة على لبنان.
لكن، ورغم هول المجازر، وحجم الدمار الهمجي  انتهى العدوان بهزيمة الصهاينة الجبناء، على يد المقاومة البطلة التي، بفضل الله تعالى، وسواعد أبنائها وتضحياتهم، والصمود الأسطوري لأهلها وشعبها، سجّلت انتصارها الحاسم، ملقّنةً العدو درساً قاسياً، لم يحطّم كبرياء، وجبروت، وطغيان الصهاينة وحسب، بل تصاغرت أمامه الإستراتيجية الغربية برمتها، وخاصة الأمريكية منها التي تقف بكل ثقلها خلف هذا الكيان.
إنّه الدرس الذي أبكى نتانياهو، ودفعه إلى القول بأنه "بعد حرب لبنان الثانية 2006 انقلب الاتجاه، وبات واضحاً، الآن، أنّ إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها، وعاد التساؤل حول بقائها يلوح من جديد، ليس فقط لدى أعداء إسرائيل، وإنما لدى أصدقائها".
نعم، بعد عدوان تموز 2006، والعدوان على غزة البطلة عام 2009م، أقّرّ قادة الصهاينة بالهزيمة, وبأن التغلب على إسرائيل بات أمراً ممكناً وليس بالأمر المستحيل، غير أن هذا التغلب الذي بات يُقرأ وتتبدّى معالمه، يحتاج إلى إرادة وعزيمة مليار وأربعمائة مليون مسلم وعربي.
هو بحاجة إلى ترابطهم وتعاونهم، بحاجة إلى نبذ الفتن التي تُصدّر إلى مجتمعاتهم من قبل الصهاينة المنهزمين، بحاجة إلى وحدة الكلمة، ووحدة الصف، وجعله كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً.
هو بحاجة إلى نهوض الفعاليات الواعية في كل بلد من بلداننا، وكل مجتمع وحي من أحيائنا، من أجل تحمل مسؤولياتهم في مواجهة المشروع الصهيوني، وركائزه الإستكبارية، من أجل الوقوف على واجبهم الشرعي الذي يفرضه علينا ديننا؛ وهو المقاومة بكل أشكالها، وحدّها الأدنى المقاطعة للعدو ولمن يسانده، وجعل هذا الأمر الأولوية التي لا تتقدم عليها أولوية أخرى.
وإنّه في هذا السياق، يُقرأ دور الاتحادات والمنظمات الأهلية, وسائر التجمعات في عملية التصدي، والمواجهة للجرائم المتواصلة التي يرتكبها الصهاينة على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان، وبدعم غير محدود من أمريكا وأوروبا والعالم الغربي بأكمله.
في هذا السياق، ينظر إلى دور الفعاليات الواعية في أوطاننا رجالاً ونساء، ونسبة مقاربتهم العملية لفلسطين والقدس الشريف، ككقضية مركزية وأولوية حاسمة وحاكمة على حركة نشاطهم.
فعمليات القتل والهدم، والتدمير اليومي، وتجريف الزيتون، وبناء المستوطنات، والعمل على تهويد القدس الشريف، والتجويع للفلسطينين الشرفاء؛ باحتجاز أحد عشر ألفاً منهم في السجون والمعتقلات لا بد أن يهز الضمائر ويوقظ القلوب، لا بد أن يؤرق الجفون خصوصاً في ديارنا؛ تفاعلاً مع الأحرار المقيدين، مع المجاهدين المحتسبين من رجال ونساء وفتيان فلسطين، تفاعلاً مع النماذج الرفيعة من الأمهات الأبيّات الصابرات والبطلات المضحيات...
أخيراً: بلسان الأمة نثمّن، ونقدر عالياً الدور الكبير الذي تنهض به الابنةُ البارّة للإمام الخميني العظيم السيدة زهراء مصطفوي؛ الأنموذج الفذّ الذي عمل، وبفاعلية كبيرة، من أجل خدمة القضية الفلسطينية، ومن أجل توفير الدعم الذي لم يتوقف للشعب الفسطيني العزيز.
كما نرفع أسمى آيات العرفان، والحب للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ما زالت تواصل نهج الإمام، ودربه بقيادة ولي أمر المسلمين السيد القائد الخامنئي دام ظله الشريف، وتتحمل في سبيل موقفها العقائدي الصارم من مسألة فلسطين، والقدس والأقصى  الكثير من الآلام، والمعاناة، وأشكال التآمر والضغوط المختلفة.
ونختم بأن نسأل الله تبارك وتعالى بأن يصون المقاومة الإسلامية العزيزة في لبنان، وفلسطين وأن  يحفظ سيد المقاومة ورمزها، وأن يجعلنا من الأوفياء لخط، ونهج ودرب الإمام الخميني العظيم، ولخليفته المسدد والمؤيد السيد القائد دام ظله الشريف.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

التعليقات (0)

اترك تعليق