مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشهيدة بنت الهدى سليلة الزهراء(ع)

الشهيدة بنت الهدى سليلة الزهراء(ع)

فتحت آمنة الصدر عينيها، على قباب الكاظمين(ع) الذهبية، في يوم من أيام عام 1937م (1357هـ)، وسميت آمنة تيمناً باسم أم 
أم الرسول الأعظم محمد(ص) أما سبــب الـتــســمـية بـ(بنت الهدى) فقد استهوى السيدة بنت الهدى إسماً وسلوكا، فنـسبت نفسها الكريم إلى (بنت الهدى) وأصبحت تنادي الفتيات المسلمات من جيل الأمة المسلمة بنات الهدى، فتيات الهدى.
نسب الشهيدة بنت الهدى:
لآل الصدر شجرة نـسب تـتـصل بالإمـام مـوسـى بن جعفر(ع) ومنه إلى رسول الله(ص) حيث يتوارث رجال هذه الأسرة بعناية ودقة حيث تتصل الشهيدة بنت الهدى بـجدها الإمام موسى بن جعفر(ع) أما بمجتهد أو عالم فاضل فكل رجال هذه الأســرة عـلـمـاء أفـاضل أو مراجع كبار وهي ميزة نادرة لهذه الأسرة.
أما النسب: آمنة الصدر بنت السيد حيدر، بن السيد إسماعيـل، بـن الـسيـد صدر الدين، بن السيد صالح، بن السيد محمد، بن السيــد إبراهيم شرف الدين، بن السيد زين العابدين، بن السيد علي نور الديـن، بـن السيد حسـيـن، بـن السيد محمد، بن السيد حسين، بن السيد علي، بن الـسيـد مـحـمـد، بـن السيد تاج الدين، بن السيد محمد، بن السيد عبد الله، بن السيد أحمد، بن السيد حـمــزة، بـن الـسيد سعد الله، بن السيد محمد، بن السيد علي، بن السـيـد بـن الـسيـد عبد الله، بن السيد محمد، بن السيد طاهر، بن السيد الحـسيـن، بــن الـسيــد موسى، بن السيد إبراهيم المرتضى، بن السيد الإمام موسى بن جعفر(ع)*.
عائـلة الشـــهيدة بنـت الهـدى:
- والدها:
السيد حيدر الصدر (رحمه الله):
هــو والـد الــشــهـيــد الـصــدر وكان عالما زاهدا ولد في سامراء في شهر جمادي الأولــى عـــام (1309هـ) وهــاجر بصحبة والده إلى كربلاء في سنة (1314هـ) درس المــــقــدمات والــعـلوم العربية على يد العلماء ثم درس بحث الخارج على يد السيد ابيه اسماعيل الصدر وعلى يـــد حسـيـن الفشاركي، وأصبح من أجل وكبار العلماء المعروفين المشـار إليهم في لبنان وقد ذكره صاحب كتاب الذريعة في أعلام الشيعة في مؤلفه "وقد رأيته مرارا سواء في أيام والده أو بعده، فوقفت على غزارة علمه، وكثرة فضله وكان كثير القراءة، قل ما دخل مجلسا لأهل الفضل حتى يفتح باب الــمــذاكـرة والبـحــث الـعـلـمـي وكان محمود السيرة عند الناس" بالإضافة إلى ما تـميز به كونه غاية في الزهد والتقوى وعدم الإكتراث بالدنيا ومباهجها، وكان جل توجهـه نـحـو العـلــم والـمــعــرفــة والـتـحقق والتقصي في الجوانب العلمية لا يترك فرصة تــمــر علـيــه غلا واسـتثمرها في طلب العلم والمعرفة، فقد روى حجة الإسلام والمسلـمـيـن الـخـلـخـالـي أنـه قـال: "إن الـسيـد حـيــدر الصدر كان يدرس في أثناء إقامته في منطقة الكاظمـية الـكـفـايـة فـاتفق أن أحد أكابر الحوزة العلمية في النجف الأشرف ورد إلى الكاظمية وطلب منه السيد الصدر أن يتباحث معه في الكفاية خلال فترة بقائه في الكاظمية فلم يقبل، وهنا حاول الــسـيـد الصدر أن يطلب ويسخر الأمر بطريقة أخرى فطلب منـه أن يتتلمذ عنده بتدريسه الكفايـة خـلال فـتـرة بـقـائـه فــي الكاظمية فوافق على ذلك فــكان يـدرس السيد الصدر هذا الكتاب (الكفاية) ويحضر عند هذا العالم على أنه طالب يدرس كتاب الكفاية عنده".
أولاده:
خلف السيدر حيد الصدر من بعده ابنين وبنتا هم:
1- السيد إسماعــيـــل الـصدر(قده)
2- آية الله العظمى مفـــجر الثورة الإسلامية في العراق السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله).
3- العلوية الفاضلـة الـــشهيدة آمنة الصدر(بنت الهدى) رضوان الله عليها.
- والدة الشهيدة بنت الهدى:
فـــهـــي الـمــرأة الـزاهـــدة الــعابدة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين.
- آية الله العظمى السيد إسماعيل الصدر(قده):
ولد في الكاظــمـية فــي شــهر رمــضان الــمـبـارك سنة (1340هـ)درس المقدمات والسطح العالي على يد كبار علــمـاء الكاظمية، هاجر الـــى مـــدينة النجف سنة (1365هـ) ودرس على يد أكابر العلماء مـنهم الشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي والــــسيد عبد الهادي الشيرازي، وقد أجاز له الاجتهاد السيد عبد الهادي الشيرازي، واستقر فـي مـنـطقـة الـكـاظـمية، وعمل في التدريس وتبليغ الأحكام وتربية الناس وإمــامـة الـنـاس فـي صلاة المغرب والعشاء في الصــحـــن الـكـاظـمي الـشـريف. ألّف كتابا في الفقه والأصول والتفسير والرجال ما زال مخطوطا، ولم يطبـع فيـها إلا تـعـلـيقه حول كتاب التشريع الجنائي الإسلامي، وله محاضرات مطبوعة في تفسير القرآن توفي سنة (1388هـ) ودفن في النجف الأشرف(2)
ولادتها ونشأتها:
ولـدت الشهيدة آمنة حيدر الصدر عام (1356هـ/1937م) في مدينة الكاظمية من بيـت عـريق مـعـروف بـالـورع والـعـلـم والتقوى والجهاد كانت أصغر أشقائها فهي الأخت الوحيدة لم تــر بـنـت الـهـدى أبـاها ولا تـتـذكر شيـئـا عـنـه لكن الله عوضها بأخويها المرحوم السيـد إسماعيل الصدر والشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سرهما).
نشــأت الـشـهيدة بنت الهدى في رعاية هذه العائلة العلمية المجاهدة وترعرت في كنف الايمان والـتـقـوى، لـم تدخل المدارس الرسمية لا لعدم رغبتها بالعلم وهم أهل العلم والمـعـرفة، بـل لأن بـيـتها هو المدرسة فقد اهتم بها أخواها وأمها ودرسوها المناهج الرسمية إضافة إلى تـــقـــديــم الـدروس الـعـلـمـية، النحو والمنطق والفقه والاصول وغيرها من المـعـــــارف والـــعـــلـوم الإسـلامـيـة إذ وجـدوا فـيـها القدرة والقابلية على اســـتـيـعـاب هــذا الـنـمـط مـن الـعـلـم والـمـعـرفــة وكـان تــعـلـيمها داخل البيت والاسرة وقد أثر فيها بصورة عميقة.
فقد علمــتـها أمها المثابرة المجاهدة القراءة والكتابة والتزم أخواها السيد إسماعيل الصدر والسـيـد الـشـهـيـد تـربيتها ورعايتها وعلمها السيد الصدر من العلوم الدينية والفـقـهـيـة والاجـتـمـاعـيـة الشـــيء الكثيـر حـتـى أصبـحـت رائدة العمل النسوي في العراق.
كانت الشهيـدة بـنت الـهـدى شـديـدة الـحب لـلـــعلم والمعرفة والتعلم فكانت تقرأ كل كتاب يقع تـحت يديها وتقرأ الكتب الاسلامية حول قصص الأنبياء(ع) وحياة النبي محمد(ص) وأهل البـيت(ع) وخصوصا السيدة فاطمة الزهراء(ع) سيــدة نساء العاملين، وزينب بطلة كربلاء(ع)، وتسمع من أمها حكايات أبطال الإسلام وضحايــا الـعـقـيـدة، وأبـطـال الـدين الذين تخرجوا من مدرسة الامام علي(ع)الذيـن بـذلـوا كل غال في سبيل إعلاء راية الإسلام.
حـيـث يـنـقـل عـن والـدتها أنـهـا كانـت تهـتـم بالـقراءة والتركيز وتميل منذ صغرها إلى الانفـراد بـغـرفة خاصة من البيت طلبا للهدوء، وهي ليست غير اجتماعية الطبع بل بالعكس فهي عشريـة الطـبـع لـكـنـهـا لا تـنـظر إلـى الصفة الاجتماعية على أنها هدر الوقت وغنما تميل إلى الانفراد للتأمل والهدوء تمهيدا للعطاء.
هاجر المرحوم السيد إسـمـاعيـــل الـصـدر(قده) إلـى الـنـجف الأشرف عام (1365هـ)مع كـافـة أفـراد أسـرتـه واستـأجـروا دارا متواضعة وسكنوا فيها، وبدأت هذه العائلة رحلتها العلمية على استيعاب المناهج الدراســـيــة والعلمية وأولعت الشـهـيـدة بـالـمـطالعة الواسعة ولم تقتصر قراءتها على الكتب الإسلامية بل تناولت كتبا غير دينية، وكـان أخـواهـا الـعـالـمان الفقيهان قد لاحظا ذلك حيث كانت في أغلب الأحيان تستعير الـكـتب من هنا وهناك في سبيل إرواء تطلعاتها الفكرية لأنها كانت من عائلة محدودة الدخـل، فـكـانـت لا تـشـتري الكتب إلا الضروري منها، وتذكر إحدى الأخوات أنها حدثـتـهـا مـرة بـتـركـهـا الـحاجـات الضــرورية التي تخصص لها مبلغ من المال، وتستغل ثمن هذه الحاجة لشراء كتاب قررت شراءه مسبقا.
وتذكر الشهيدة بنت الهدى عن لسانها "كنت مع أخي في تلك الفترة نجمع ما نحصل عليه من مال قليل فيشتري السيـد بـه كتابا فـنطالـعـه ونستوعبه، ثم يبيع الكتاب ليشتري بثمنه كتابا آخر، وهكذا استمر الحال بعد هجرتنا إلى النجف الأشرف".
وذكـرت الـشـهـيدة مـرة لإحـدى زمـيـلاتـها عنـدما كـنـت صـغـيـرة كانـت حالتهم المادية ضعيفــة وكانت لديها يومية مقدارها "عشرة فلوس" وكانت تجمع هذا المبلغ البسيط وتذهب إلى السوق لـشراء كتاب إسلامي، وكانت لها صديقة تفعل مثل فعلها في جمع المبلغ وشراء الكتب لكنها تشتري كتابا آخر كي تتبادل هي وزميلتها الكتب عندما تنتهي كل واحدة من قراءة كتاب الأخرى وهكذا".


* علما بأن النسب المذكور قد اعتمد به المؤلف على السيد رضا الصدر ابن عم السيد الشهيد.

المصادر:
1- 
www.alhodacenter.net
2- albayaniq.com

 

التعليقات (0)

اترك تعليق