مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

سلوك الشهيدة بنت الهدى وأخلاقها

سلوك الشهيدة بنت الهدى وأخلاقها

كانت رحمها الله نموذجاً للتقوى والتواضع والصدق والإخلاص ومن عاصرها واقترب منها لم يلحظ فيها سلوكاً قائماً على التكبر والترفع كونها بنت البيت العلمي والديني الذي يكسبها ذلك التميز الرفيع، فلم تتكبر أو تتغير أو تستعلي بل كل من عشرها لمس بساطتها وتواضعها واحترامها وحبها للناس بشكل متساو فكانت تجالس الفقراء والبسطاء وتعطف عليهم وتتفقد زوجات الطلبة وتجالسهن وتعالج مشاكلهن والكل متأثر بخلقها المحمدي الأصيل.
وكمثال لحجم التأثير كتبت بعض المؤمنات ممن عرفن الشهيدة بنت الهدى وما تميزت به شخصيتها من جاذبيه وتأثير.
كتبت (ابتهال البغدادي) مقالاً بعنوان.. بنت الهدى شهيدة محراب العقيدة: "أتحدث عن بنت الهدى الإنسانة الحساسة التي كانت تحمل هموم الأمة والتي ذابت في الناس وعاشت آلامهم ومآسيهم فتفقدت عوائل الشهداء وزارت بيوت الفقراء وطببت جراحاتهم، أتحدث عن تلك الإنسان المؤمنة ذات الأخلاق الحلوة ونسيم التعامل اللطيف الطيب، كانت توقر الكبير وتحترم الصغير، تحدثني إحدى الأخوات أنها كانت مع عائلتها في زيارة لبنت الهدى تقول الأخت حينما انتهت الزيارة وهممنا بالخروج تأخرت وبقيت أربط حذائي وبنت الهدى واقفة معي تنتظرني لا تدخل البيت وكان عمري اثني عشر عاماً ولم تذهب حتى خرجت وهي تودعني".
وهذه آراء بعض المؤمنات ممن عاصرنها سئلن عن الصفات التي أعجبتهن ببنت الهدى.
قالت إحداهن: "عزوفها عن الدنيا وملذاتها".
وأجابت أخرى: "بساطتها وتواضعها وأريحيتها".
وأخرى عقبت: "إنها رغم بساطتها كانت سيدة أنيقة ذات هيئه حسنة حيث كانت تعتني بمظهرها".
وواحدة تقول: كانت تنتقي لكل موقف ما يلائمه، ترد بسرعة بديهة بكلمات موزونة، إذا لم يكن للثرثرة في حديثها مكان، لا يفاجئها سؤال أو استفسار إلاّ وكأنها أعدت الجواب مسبقا في حين نعلم أن المحاورات أو التساؤلات التي كانت تُسـأل فيها تأتى من شرائح مختلفة من المجتمع النسوي ومع ذلك لم تكن تتعثر في منطقها للكلمات حتى لو كانت الأسئلة محرجه في بعض الأحيان.
تحاور بهدوء، تجامل بدون تملق، تنصت من غير ملل، تعطي لكل من في المجلس حقها وكأنها الأم الحنونة التي لا تريد أن تميز بين بناتها، لم تسخر يوماً من سؤال أخت حتى لو كان بسيطاً ولا تجرح ولا تحرج محدثيها بشيء، ابتسامتها الصادقة والبريئة كان تمتص كل نقص تلمسه، كانت تستوعب الجميع، الصغيرة والكبيرة العالمة والجاهلة، تحدث كل واحدة على قدر ما تستوعبه بتواضعها العجيب ارتفعت في عيون من عرفها وبحبها الصادق لهن في الله وليس في غيره كسبت محبة القلوب، ما كانت تدعو لنفسها يوماً، فمن كسبت من أخوات ونساء من مختلف الأعمار كان كسباً لنفسها إنما هو كسب لدرب الهدى الذي كان هي ابنته الدالة عليه. بمثل تلك النية الصافية وبمثل هذا الإخلاص أنشأت جيلاً صاعداً من النساء الملتزمات بدينهن والواعيات في التزامهن.
سلوكها داخل الأسرة:
المهام والوظائف التي تقوم بها تجاه السّيد الشهيد الصدر وما يكلفها به في مجالات متعددة من تدريس وإقامة ندوات أو إشراف مباشر على مدارس دينيه.
- دورها في استقبال الضيوف من النساء والاهتمام بتلبية حاجاتهن الفقهية والفكرية والمساهمة في حل مشاكلهن العائلية والزوجية.
- دورها في تربية بنات السيد الشهيد تربيه لائقة وصحيحة.
- دورها في خدمة والدتها المعظمة -رحمها الله – فقد كان بحاجة إلى المزيد من العناية والاهتمام بسبب كبر السن ولما تعاني من أمراض متعددة.
- دورها في القيام ببعض شؤون البيت بالمساهمة مع السيدة آم جعفر حفظها الله.



المصدر: الشيخ محمد رضا النعماني: الشهيدة بنت الهدى سيرتها ومسيرتها.

التعليقات (0)

اترك تعليق