مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رسالة من الشهيدة بنت الهدى إلى الست عزّة

رسالة من الشهيدة بنت الهدى إلى الست عزّة(صديقة لها في لبنان)

«بسمه تعالى
صديقتي العزيزة الغالية الست عزّة.
يا الله ما أخلى مكانك في لبنان وما أخلاه في ربوعها وجبالها، وإن كنت دائماً وأبداً في قلبي وروحي، وخصوصاً هنا في بلدك الرائع، فكلّ شيءٍ هنا يذكّرني بك ويرشدني إليك ويدلّني عليك.
وقد وصلنا لبنان في يوم الأربعاء الخامس من شهر ذي الحجّة الحرام، فاستقبلتنا لبنان وأهلها أحسن استقبال وأروعه، وقد فاجَأْنا بيت السيّد ابن العمّ(1)، فلم نخبرهم بيوم ورودنا، وإن أخبرناهم بأسبوع السفر، وعندما طرقنا الباب أنا وأمّي فتحت لنا الباب فتاة شابّة [...](2) قريبة إلى النفس محبّبة [إلى] الروح، فسألناها هل أنت الست فاطمة فقالت: نعم أنا فاطمة، فالحمد لله الذي حقّق فيها أمانينا، فهي كما نرغب ونريد والشكر لله.
لا أدري هل تذكرين أيّامي كثيراً وهل تستشعرين وحشةً ووحدةً في غيابي عنك كما كنتُ أشعر عندما كنتِ في لبنان؟! أرجو أن تكوني مرتاحة من جميع الجهات وأن تكوني معي في اتّصال دائم مستمر، اكتبي لي عن كلّ جديد في النجف الأشرف، حدّثيني عن كلّ شيء، فأنا كثيرة الحنين لبلادي وأخبارها وشؤونها، ابعثي الرسائل إلى صور باسم السيّد ابن العمّ ثمّ اسم أخي العزيز.
عزيزتي، لم [أرَ] إلى الآن شيئاً من لبنان سوى ما رأيناه في طريقنا من الشام إلى صور، وكان [شيئاً] رائعاً جدّاً وإن كان صعود الجبال لا يخلو من مخاطرة وخوف، ولكنّه خوفٌ لذيذٌ على كلّ حال، وسوف أكتب إليك فيما بعد كلّ ما يجدّ في الأمر.
قلت للستّ فاطمة عروسنا إنّ هناك في العراق عندي صديقة لبنانيّة سوف تفهمين كلامها أكثر من جميع العراقيّين.
وأخيراً تقبّلي سلامي وشوقي وحبّي.
سيّدتي الوالدة تهديك سلامها العاطر وشوقها الكثير، ودمتي للمخلصة لك إلى الأبد.
آمنة الصدر»*.


 
الهوامش:
*هذه رسالة أرسلتها الشهيدة بنت الهدى إلى المرحومة الستّ عزّة [...] بعد أن وصلت الشهيدة مع العائلة إلى لبنان في 5/ذي الحجّة/1381هـ (9/5/1962م) بمناسبة زواج الشهيد الصدر من العلويّة فاطمة الصدر (أم جعفر)، وكانت الستّ عزّة حينها في النجف الأشرف.
1- تقصد السيّد موسى الصدر.
2- ما بين[] أربع كلمات أسقطناها بعد مراجعة أسرة السيّد الصدر) لأنّ بها توصيفاً.

المصدر: دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

التعليقات (0)

اترك تعليق