مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الحاج محمد رعد في مناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع)

كلمة الحاج محمد رعد في مناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع) في مبنى الجمعيات 25/4/2013م

معالم تربوية من البيت الفاطمي*:
يقول الإمام روح الله الموسوي الخميني(قده): "إنني اعتبر نفسي قاصراً عن الحديث عن الزهراء(ع)"، فكيف بي وأنا غير لائق للحديث عن ابنة رسول الله(ص) لكنه الموضع الصعب الذي استعين به بنصوص الرسالة (أيّ بالأحاديث والروايات) لأتحدث عن سيّدة الرسالة.
فاطمة الزهراء "روحي فداها" بنت بيت النبوة، بيئتها ليست ، معشرها ليست معشرنا، مصدر علمها ليس كمصدر علمنا، أخلاقها ليست كأخلاقنا.
نقرأ الكثير من الروايات والأحاديث عن طهر طينتها، عن سرّ تكوينها، عن عبادتها، عن زهدها، عن إنفاقها، عن تضرعها، عن وقفاتها، لكن كلّ هذه الروايات التي نقرأها في التاريخ إنّما نتناولها من باب الأنس الذي يُسكِّن نفوسنا حينما نتطّلع على تفاصيل حياة الزهراء(ع)، لكن هل نعرف حقيقة الزهراء(ع)؟
في أحسن الأحوال نتعاطى معها كأنّها سيّدة فاضلة مفكِّرة مربية عالِمة، لكن الزهراء(ع) ليست من هذا كلّه.
الزهراء(ع) (حوراء إنسية) ليست من عالم البشر فحسب، هي خليط بين عالم الناسوت وعالم الملكوت. صحِبت الدنيا ببدنٍ روحه معلّقةٌ في الملأ الأعلى، ولذلك كانت ترى ما لا يراه الناس وتسمع ما لا يسمعه الناس. نحن نسمع من بعضنا لكنها كانت تسمع أزيز الوحي.
ليست امرأة عادية. كلّ ما يتصوره ذهن أو خيال للزهراء(ع)هي ليست مثله.
مَنْ مِنّا يعرف روح رسول الله(ص) خاتم الأنبياء سيّد المرسلين(ص)؟ مَن نزل الوحي على قلبه فغيَّر مجرى التاريخ البشري؟
فاطمة الزهراء(ع) هي روح رسول الله(ص)!
إذا كان رسول الله(ص) هو ثمرة وعصارة كلّ الأنبياء والمرسلين، سيّد أولي العزم، هو خاتم وسيّد 124000 نبيّ.
يقول هذا النبيّ الكريم(ص): "فاطمة ثمرة فؤادي".
بعدما نسمع هذا الكلام هل يحقّ لأحدٍ منّا أن يتصور مثالاً لفاطمة الزهراء(ع) في هذه الدنيا؟
حقيقةً أيتها الأخوات بداية معرفة الزهراء(ع) هي معرفة المنهج.
للوصول إلى منهجها نتعاطى مع الزهراء(ع) كأنّها سيّدة متقدمة بين السيّدات.
الزهراء(ع) ليست من هذا العالم. كانت في الجنّة فأنزلها الله سبحانه وتعالى إلى الأرض.
ماذا يعني حوراء؟ أين تُقيم الحور العين؟
حتى لا نتوقف للحظة ونتصور أنها من الحور العين، رسول الله(ص) قال: "حوراء إنسية".
فاطمة الزهراء(ع) ربّاها القرآن الكريم، أحاطت بها الملائكة من كلّ جانب.
كانت تسكن في بيتٍ وضيع لكن كانت عليها السلام ترى الجنّة بآفاقها، كانت تعيش هناك. كان صحبها ملائكة مقرّبون (جبرائيل، إسرافيل، وميكائيل..) وكانت أنيسة رسول الله(ص). كانت تعرف عظمته ودوره ومكانته وتعرف مصدر تواصله ولذلك كانت تحرص على أن تكون في المقام الذي يناسب مقام رسول الله(ص)، فاستحقت هذا المقام.
قال رسول الله(ص): "أمُّ أبيها".
نتحدث عن بيت الزهراء(ع) وهو البيت الذي كان يعيش فيه اثنان محمد(ص) وخديجة(ع).
كان رسول الله(ص) كلما ذُكرت خديجة بكى لأنه كان يستحضر ما فعلته خديجة: "ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي حين كفر بي الناس وصدّقتني حينما كذّبني الناس وشاركتني في مالها حينما منعني الناس"، سيّدة كانت تملك من الشرف والنسب والمال والأعمال ما وضعت كلّ ثروتها في خدمة رسول الله(ص)، جعلته شريكاً متصرفاً في مالها، فقال(ص): "قام الإسلام بمال خديجة وسيف علي(ع)". هذه السيّدة العظيمة في الجاه والشرف والمال والجمال والثروة، كانت ترى فيه النور الذي ينبعث منه إلى السماء، وهو فقير الحال يرعى الإبل، لكن ما أخذته لماله ولا لمكانته، وإنّما استشرفت منه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة.
هناك حديث معلوم عن رسول الله(ص) يذكر فيه أنّ ثالثهما كان عليّ بن أبي طالب(ع).
في حديث لعلي(ع) يصف قربه من رسول الله(ص) قبل البعثة فيقول: "ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيتٌ واحد في الإسلام غير رسول الله(ص) وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة وأشمُّ ريح النبوة"، هذا وكان عليٌّ لا يزال طفلاً، ثمّ يصبح عليٌّ(ع) زوجاً لفاطمة(ع).
إذاً البيئة الحاضنة لفاطمة(ع) كانت بيئة النبوة والقرآن والرسالة.. كلّما قرأنا آية فيها «يا أيها الذين آمنوا»، يكون الخطاب موجهاً للزهراء ولأهل البيت عليهم السلام، لأنهم مصداق للذين آمنوا. وكلّما ورد آية عن أهل الجنة نتمثل الزهراء(ع) وأهل بيتها. كلّ ما يتحدث فيه القرآن والعابدين والزاهدين والمنفقين في سبيل الله يكون المصداق الأول لهذا الحديث هو الزهراء(ع) وأهل بيتها(ع).
نحن لسنا بحاجة لكي نقرأ النصوص عن الزهراء والأئمة عليهم السلام، نحن بحاجة أن نقرأ نصاً ونعمل ونجهد مع أنفسنا حتى نكون مصداقاً لهذا النص.
صح، تتملكنا الطمأنينة والسكينة بأننا من شيعتها ومحبيها. تسكن قلوبنا إلى أننا ستكون الزهراء(ع) شفيعتنا يوم القيامة. وبالمناسبة صداق ومهر الزهراء(ع) هو شفاعتها لأمّة أبيها(ص). لكن أين نحن من الزهراء(ع)، أين نحن من طهرها وعفتها وإخلاصها وتربيتها لأبنائها، من محبتها للناس، من عشقها لله سبحانه.
الحسن(ع) يتحدث عن صلاة الزهراء(ع) يقول: "سمعتها طوال الليل تدعو للمؤمنين بأسمائهم ولا تدعو لنفسها، سألتها عن ذلك قالت(ع): يا بني الجار ثم الدار". إذا وقفت في محرابها أزهرت نوراً لملائكة السماء كما تُزهر الكواكب لأهل الأرض.
إذا كان هدف الإنسان في هذه الحياة أن يبلغ الجنّة والرضوان في عالم الآخرة ما يدلّه على مقامه في هذا السبيل هو نفسه، «بل الإنسان على نفسه بصيرة»، هو يعرف من نيته، من سريرته،من أخلاقه، من تقييمه لنفسه، من علاقاته، من اهتماماته وأهوائه...
لنصارح بعضنا ونحكي بكلّ تواضع: نحن نحبّ الآخرة ولكنها ليست أول همّنا، هي آخر همّنا في سلوكنا العملي.
نحن نقرأ كيف كانت الزهراء(ع) تتعامل مع أبنائها، كيف كانت تغدق عليهم الحنان, ليست لمجرد الحبّ، بل لأنها كانت تعرف مقام أبنائها عند الله سبحانه. حبٌّ مخلوط بالإعظام والتقدير "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة"، "الحسن والحسين قاما أو قعدا"، كيف تتصرف معهما كأنهما أولاد؟ فهما إمامان يختلط الحبّ مع الاحترام والتعظيم فتتعامل معهما بما يفرضه الاحترام من تعامل. حنان السيدة الزهراء(ع) وحرارة حبّها للحسنين عليهما السلام هما اللذان يقوّمان مسيرة الإصلاح والصلاح للبشرية إلى يوم القيامة.
الذي يريد تلمّس حنانها عليها السلام يرى بعد 20 أو 30 سنة من غياب الزهراء(ع)، يرى حنان زينب(ع) مع الحسين(ع) في كربلاء. يرى كم هي عليها السلام حاضرة في نفس زينب(ع) والحسين(ع). في آخر رمق من حياة الإمام الحسين(ع) تصرخ زينب(ع): "سيدي ومولاي أبا عبدالله قف لي هنيهة"، قبّلته في نحره، شمته في صدره، ثمّ توجهت إلى المدينة، وقالت: "سيدتي ومولاتي يا فاطمة لقد أدّيتُ الأمانة". كلّ هذه السنوات لم تنسها وديعة الزهراء(ع).
نحن عندما نخرج إلى العمل والى المطبخ ننسى الزهراء(ع).
إنّ الجامع المشترك لهذا البيت الفاطمي هو الوحي، هو القرآن.
(عظُم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون وهو والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون)، بعد أكثر من ذلك (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)، الإمام عليه السلام في حديثه يقول: "قد براهم الخوف بري القداح" يعني كرأس الرمح، ثم يوصف المتقين (يحسبهم الناس قد خولطوا وقد خولطوا بأمر عظيم). يبدأ موقع الآخرة من هنا عند أهل البيت(ع). يدخل الرسول(ص) على الزهراء(ع) فيراها مجهدة، تطحن الطحين وتخبز وتعجن فيبكي لها: "بنية تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة".
هؤلاء الناس لم يروا من الدنيا إلاّ الآخرة.
فاطمة"ع" ابنة سيّد الكون إذا طلبت لبِّيَ طلبها. لكن ماذا كانت الزهراء(ع) تملك من الدنيا؟ كانت تملك جلد كبش تدير عليه في النهار شؤون بيتها وفي الليل تنام عليه مع علي(ع).
يمرّ رسول الله"ص" كعادته كلما خرج وكلما عاد من سفر، يمر على بيت أهل النبوة، السلام عليكم يا أهل بيت النبوة فيردون عليه السلام وعليك السلام يا رسول الله(ص).
ذات يوم دخل رسول الله(ص) إلى بيت علي والزهراء عليهما السلام من الباب فوجد ستراً قد وضعته الزهراء(ع) (كستارة داخلية غير الستارة الخارجية)، رحّبت به السيِّدة الزهراء(ع) فلاح له إسوارين من فضة في معصمها. ذُهل رسول الله(ص)، صمت هنيهة ثمّ قفل راجعاً، الزهراء(ع) انتبهت عليها السلام لذلك خلعت الاسوارين من يدها، وأنزلت الستر وقالت لولدها الحسن(ع): "إبعث إلى رسول الله وقل له ما استحدث في بيتنا شيء غير هذا"، فيقول(ص): "فداكِ أبوكِ". الرسول(ص) لم يتكلم مع الزهراء(ع) ولكنها انتبهت أنّ شيئاً لم يعجب رسول الله(ص). أخذ رسول الله(ص) السوارين فقطعهما ووزعهما على الفقراء من حوله، وقال(ص): "الدنيا خُلقت لكِ يا فاطمة وأنتِ خُلقتِ للآخرة".
جيّد أن يحدّث الواحد منّا بالنعمة ولكن إذا كانت تنسيه الآخرة تتحول إلى بلاء حتى في اختيار الزوجات والأزواج أين الآخرة بالاختيار؟
صداق الزهراء(ع) كان الشفاعة لأمتها، لكن هناك شيئاً مادياً أمر الله به.
قال رسول الله(ص) "يا علي هل لديكَ شيء أزوجك به؟" قال: "يا رسول الله أنت اعلم بحالي لا أملك إلاّ سيفي ودرعي وناضحتي (راحلتي)"، فقال(ص): "أما سيفك فلا غنى لك عنه تقاتل به الكافرين والمشركين، وأمّا راحلتك تنضح بها عن اهلك وعن نحلك, وأما الدرع فلا حاجة لك به، بِعْهُ وآتني بثمنه".
ذهب علي(ع) بكلّ سرور باع الدرع بـ 850 درهم وجاء الى الرسول"ص" ووضع الثمن بيده. ثلثٌ للجهاز، ثلثٌ ليوم الزفاف، وثلثٌ آخر أودعه عند أمّ أيمن من أجل أن يولم وليمة الزهراء(ع).
نحن بأعراسنا هل هناك وليمة فقط؟
في بيت الزهراء(ع) كان الجهاز ثلث المهر.
هل نقبل أن تدخل الفتاة الى البيت ولا يوجد فيه إلاّ (طرّاحة وكنبة؟) ليس هذا معناه أن نزهد بالدنيا ونطلقها مع انه جيّد, لكن ما نخشى منه اهتمامنا الدنيا أكثر من اهتمامنا بالآخرة.
إذا كانت (الطرّاحة) تجعلني استيقظ على صلاة الصبح فهي أفضل من أثاث يزيّن المنزل ولا نستفيد منه إلاّ لإظهار أنفسنا أمام الناس بمظاهر العز (والفخفخة)..الله تعالى يعرف من أنت!
يوجد أمور ينبغي الالتفات إليها وان نتورع عن التورط فيها لآخرتنا.
نحن نغرق بالدنيا ونقول يا زهراء.
هل تعلمون أنّ الزهراء(ع) لم تكن تطيق أنْ يبقى في بيتها درهم واحد؟
قال أمير المؤمنين"ع": معي أربعة دراهم أريد أن أنفقها قبل أن أعود إلى البيت.
إذا لم نستطع أن نعيش عيشة أمير المؤمنين(ع) لكن ألا نستطيع أن ننهج منهج أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام؟.
أنا أتحدث هذا الكلام وأعني به نفسي.
يجب أن نعيد النظر في أدائنا وخاصة نحن المسؤولين لأنّ المسؤول هو قدوة للمجاهدين.
ندخل إلى بعض البيوت فنجد فيها البذخ والترف والإسراف.
آخر صرعة في الأعراس بعض الموسيقى والأهازيج (العريس يرقص مع عروسه أمام الناس)، لا نتذكر أنّ الله يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها، فهل القصة فقط شعر وهتاف؟.
إذا أردنا أن نتربى من البيت الفاطمي يجب أن ننظر إلى الحلال والحرام ونلتزم به بدقة ويجب أن لا نتساهل لأننا سنصل إلى قعر جهنم.
في الحديث عن الزهراء(ع) يختلط الفرح بالحزن، فرح بولادتها إلى يوم القيامة وحزن لمظلوميتها, عندما اقتحموا دارها، قال بعضهم: "إنّ فيها فاطمة"، فقالوا: "وإن يكن".
إنّ استحضار مظلومية الزهراء(ع) يفيد في تعلم الصبر. بشرها رسول الله"ص" بأنها أسرع الناس لحوقاً به. فقبل أن تحضره الوفاة أسرّ في أذنها فاستبشرت، ثمّ اسرّ بأذنها الأخرى فحزنت؟.
إحدى زوجات الرسول "ص" أصرّت أن تعرف ولكنها عليها السلام تكتمت حتى وافى رسول الله"ص" ربّه، ثمّ رجعت تسألها، فقالت الزهراء(ع): المرة الأولى أسرَّ في إذني اليمنى (إنّي قد نعيت إليَّ نفسي ) فحزنْتُ ثمّ أسرّ في الأذن اليسرى "إنكِ أول الناس لحوقاً بي" فاستبشرْتُ.
من حبّ الله تعالى للزهراء(ع) ومن حبها لرسول الله(ص) أنّ الفارق بين وفاة الرسول"ص" ووفاتها لم يتعدَ الثلاثة أشهر إلاّ قليل. لكن الزهراء(ع) من أول حياتها حتى آخر عمرها مع أنها كانت تعيش هذه اللحظة، لحظة اللقاء بالله تعالى، كانت تربي أبناءها "عليهم السلام" بكلّ هذا الرفق الروحي.
بقي أن أشير إلى مسألة عن الإمام الباقر"ع" تحدث فيها عن جانبين: أنّ الزهراء(ع) ضمنت لعلي(ع) في بيتها أنْ تطحن وتعجن وتكنس البيت، وضمن علي(ع) لها كل ما هو خارج الباب.
يعني كلّ واحد وزّع الأدوار لنفسه. جيد، هذا توزيع ادوار بين الزوج والزوجة، لكن ما نغفل عنه هو مسألة تربية الأبناء، هذه ليست مهمة الزوجة لوحدها أو الزوج لوحده، بل مهمة الاثنين معاً فهما يحوطون أبناءهم بالرعاية والتربية. أولادك هم الأساس.
نحن نقول إنها صدقة جارية ويعود أجرها إلى من ربّى صاحب الصدقة على أدائها.
إذا الولد لم يُرَبَّ التربية الصالحة يصبح عبء عليك في الدنيا بل بالآخرة.
إذا جئنا إلى عبادة الزهراء(ع) فإنّها كانت تنهج في صلاتها، كان نَفَسُها ينقطع في الصلاة لأنها في حضرة القدس الإلهي.. أفرغت نفسها للعبادة.
نحن لا نستطيع وقوف هذا الموقف.
عليٌّ(ع) كان يصاب بالغشية وطالما جاء الصحابة يطرقون باب فاطمة(ع): "لقد مات علي"، فتقول لأحدهم: "كيف وجَدتُّه؟"، فيقول: "كان يصلي ولكنه لم يقم"، فتقول: "إنّها الغشية" أي أنه صار بعالم آخر...
الشهيد مطهري يحكي عن العارف هاشم الحداد (بقي 10 سنوات في النجف) يسأله هذا العارف: "كيف تصلي؟"، فيقول له: "إنني أفكر بكل آية"، واسترسل الشهيد مطهري بالكلام وهو يشرح له لمدة نصف ساعة كيف يصلي وهو مسرور.. وعندما انتهى يسأله العارف: "إذاً أين تصلي؟ ومتى تصلي؟" الصلاة ليست تفكيراً بالآيات، حتى التفكير قد ينأى بكَ عن الصلاة الحقيقية لأنها الصلة بين العبد وربه.
لذلك عندما نقول إنّ الزهراء وعليّ عليهما السلام يصيبهما ما يصيبهما في الصلاة، ذلك لأنهما يخاطبان ربهما.
أهمية الذكر أن يفتح الصلة بالله تعالى وإلاّ يجب أن نراجع أنفسنا لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
نسأله تعالى أن يوفقنا وإياكم لمرضاته، والسلام عليكم. 


*نص المحاضرة التي ألقاها الحاج محمد رعد في مناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع)25/4/2013

 

التعليقات (0)

اترك تعليق