مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة فضيلة الشيخ الدكتور علي كريميان: إعلامنا وضرورات التخطيط الواعي تحقيقاً للتحصين والسعادة الأسريّة

كلمة فضيلة الشيخ الدكتور علي كريميان (أمين عام اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية): إعلامنا وضرورات التخطيط الواعي تحقيقاً للتحصين والسعادة الأسريّة

إعلامنا وضرورات التخطيط الواعي تحقيقاً للتحصين والسعادة الأسريّة
 
كلمة فضيلة الشيخ الدكتور علي كريميان (أمين عام اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية)
بسم الله الرحمن الرحيم 
مقدمة: 
 من النّافل القول أنّ الأسرة تستمدّ أهميتها من كونها البيئة الاجتماعية الأولى التّي تصنع الإنسان، وهي أهم الجماعات الأوليّة وأقواها تأثيراً في التّنشئة الاجتماعية الّتي تشكّل سلوك الفرد وتبني شخصيّته. فالأسرة تهذّب الفرد، وتجعل سلوكه مقبولاً اجتماعياً عبر غرس العقيدة، والأخلاق، والأفكار، والعادات، والتّقاليد، واكسابه المعايير والاتجاهات والقيم السّائدة حوله(1). ما يعني أنّ الأسرة تشكّل العمود الفقري للنّسق الإجتماعيّ، والخليّة الأساسيّة الّتي يتكوّن منها جسم المجتمع البشريّ؛ فإذا صلُحت صلُح المجتمع، وإذا فسُدت فسد(2). لكن ثورة الاتصال نالت من دور المؤسّسات التّقليديّة ووظائفها في التّنشئة، إذ جعلت من وسائل الإعلام شريكاً فاعلاً يسهم بقدر كبير في عمليّة التّنشئة والتّربية؛ وأصبحت تقوم بدور الأب والمعلم؛ وحتّى بدور الإفتاء والإرشاد(3). ما يعني أنّ وسائل الإعلام باتت من المؤسّسات المرجعيّة الّتي تؤثّر في بناء شخصيّة الشّباب وقيمهم وأفكارهم وممارساتهم من خلال موادهّا الإعلاميّة(4). الأمر الّذي وضع الأسرة وأمنها وتماسكها أمّا تحديات من شأنها أنّ تنعكس على المجتمع ككلّ، بما هي الأسرة المؤسّسة، أو النظام الاجتماعي المركزيّ الّذي يحقّق قيام مجتمعاً قويّاً متكاملاً وفق المرسوم في دستورنا القرآنيّ، وسنّة نبيّ الرّحمة محمّد(صلّ الله عليه وآله الأطهار).
من هنا جاءت هذه الكلمة تحت عنوان: "إعلامنا وضرورات التّخطيط الواعي تحقيقاً للتّحصين والسّعادة الأسريّة"، وقد انتظمت في المباحث الآتية:
المبحث الأول- الأسرة في الإسلام.
المبحث الثاني- تأثير وسائل الاتصال والإعلام على الأسرة.
المبحث الثالث- خاتمة وتوصيات لإشراك الإعلام في وظيفة تحصين الأسرة وسعادتها.
 
المبحث الأول- الأسرة في الإسلام
اهتم الإسلام بالأسرة اهتماماً شديداً، وأولاها عنايةً فائقة، وحرص على تماسكها وحفظها من كل ما يقوّض دعائمها من خلال آيات القرآن الكريم والسّنّة النّبوية الشّريفة، وهو ما نوضحه بعد الوقوف عند مفهوم الأسرة لغة واصطلاحاً.
 
1- 1- مفهوم الأسرة 
1- الأسرة لغة واصطلاحاً:
يشتق لفظ الأسرة في المعجم الوسيط من الأسر، وهو القيد أو الشّدّ بالإسار، يُقال: أسَرَه أسراً وإساراً، قيَّده وأسَرَه. أي أنّه يتضمّن معنى الإحكام والقوّة، ومعناها أيضاً: الدّرع الحصينة، وأهل الرّجل وعشيرته، والجماعة يربطها أمر مشترك(5).
  قال تعالى: ﴿نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا(6).
 فالإنسان لا يكون قوياً، وعزيزاً، إلّا إذا كان في أسرة تحصّنه(7).
وهو ما عكسته التّعريفات الاصطلاحية الّتي تعدّت وتنوّعت على أيدي علماء الاجتماع؛ فهي: جماعة اجتماعية أساسيّة ودائمة، وهي مصدر الأخلاق ودعامة ضبط السّلوك الأولى، والإطار الذي يتلقى منه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية، وهي النظام الاجتماعي الرئيس لوجود المجتمع(8). وهي ا

التعليقات (0)

اترك تعليق