مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

زواج السيدة نرجس من الإمام العسكري(ع)

زواج السيدة نرجس من الإمام العسكري(ع)

الرسول(ص) يخطبها من عيسى(ع):
فرأيت في تلك الليلة كأنّ المسيح(ع) والشمعون وعدّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدّي، ونصبوا فيه منبراً يباري(1) السماء علواً وارتفاعاً في الموضع الذي كان جدّي نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمد(ص) مع فتية وعدّة من بنيه، فيقوم إليه المسيح(ع) فيعتنقه، فيقول(ص): يا روح الله إنّي جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد(ع) صاحب هذا الكتاب.
فنظر المسيح(ع) إلى شمعون، فقال له: قد أتاك الشرف، فصل رحمك برحم رسول الله(ص).
قال: قد فعلت.
فصعد ذلك المنبر وخطب محمد(ص) وزوّجني منه، وشهد المسيح(ع) وشهد بنو محمد(ص) والحواريون.
فلمّا استيقظت من نومي أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبي وجدّي مخافة القتل، فكنت أسرّها في نفسي ولا اُبديها لهم.
الإفراج عن أسرى المسلمين:
وضرب صدري بمحبة أبي محمد(ع) حتى امتنعت من الطعام والشراب، وضعفت نفسي، ودقّ شخصي، ومرضت مرضاً شديداً، فما بقي في مدائن الروم طبيب إلاّ أحضره جدّي وسأله عن دوائي.
فلمّا برح به اليأس قال: يا قرّة عيني فهل تخطر ببالك شهوة فاُزودكها في هذه الدنيا؟
فقلت: يا جدّي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة، فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدّقت عليهم، ومننتهم بالخلاص، لرجوت أن يهب المسيح واُمّه(ع) لي عافية وشفاءً.
فلمّا فعل ذلك جدّي تجلّدت في إظهار الصحة في بدني، وتناولت يسيراً من الطعام، فسرّ بذلك جدّي، وأقبل على إكرام الأُسارى وإعزازهم.
في لقاء الحبيب:
فلمّا كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمد(ع) في منامي، فرأيته كأني أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك؟
فقال: ما كان تأخيري عنك إلاّ لشركك، وإذ قد أسلمت فإنّي زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان.
فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
قالت السيّدة حكيمة(رضوان الله عليها): «كانت عندي صبية يقال لها نرجس، وكنت أربيها من بين الجواري، ولا يلي تربيتها غيري، إذ دخل أبو محمّد(ع) عليّ ذات يوم فبقي يلح النظر إليها، فقلت: يا سيّدي، هل لك فيها من حاجة؟
فقال: إنّا معشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة، ولكنّا ننظر تعجّباً أنّ المولود الكريم على الله يكون منها.
قالت: قلت: يا سيّدي، فأروح بها إليك؟
قال: استأذني أبي في ذلك، فصرت إلى أخي(ع)، فلمّا دخلت عليه تبسّم ضاحكاً وقال: يا حكيمة، جئت تستأذنيني في أمر الصبية، ابعثي بها إلى أبي محمّد، فإنّ الله عزّ وجل يحبّ أن يشركك في هذا الأمر، فزيّنتها وبعثت بها إلى أبي محمّد(ع)»(2).

الهوامش:
1- يباري: يسابق، (مجمع البحرين) مادّة برأ.
2- دلائل الإمامة: 449.


المصادر:
http://alshirazi.com
http://al-shia.org

التعليقات (0)

اترك تعليق