مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

دائرة الضياع

دائرة الضياع: من قصة "سراديب الوجع"

دائرة الضياع:
عندما يأتي الليل كانسحاب من ضجيج النهار، يقلني زورقه التائه في سراديب الذكريات إلى معابر الجروح الأليمة.. ولكلٍ منّا ذكرياته.
ثمة من تأتيه الذكرى في أوقات مختلفة من الليل والنهار. وثمة من تحركه المشاهدات والسكنات لتواكبه الذكرى على حين غرّة. وأسأل نفسي، وأنا ألقي برأسي على وسادة الأرق: هل سيأتي يومٌ وتصبح تلك الأيام التي ولّت بزمانها ومكانها ذكريات مجففة في زهرية من الوقت الضائع؟! هل ستصبح مجرد أحاسيس مسبوقةٍ بالفعل الماضي؟! لستُ أدري. ولكن ما أعرفه تماماً، وما أحسّه، أن الذكريات تسكنني، تعيش في داخلي حياةً لا يعتريها يباس، أعيش أيامها وأشعر بأوجاعها، ويعذبني القلق المتعرش في أعصابي ودمي، والخوف اللامع في عيني أغمض عيني في محاولة يائسة لنوم هادئ.. أشعر بيد أمي ترد غطائي عليّ خوفاً من البرد، تتحسسني برفق شديد قبل أن تأوي إلى فراشها، كمن يتفقد أشياءه الثمينة خوفاً عليها من السرقة، أسمعها تحمد الله، فيبقى صوتها صدىً في فؤادي "الحمد لله"..
لو كانت أمي تدري كم حلمت أن ترد الغطاء عليّ.. أن أضع رأسي على صدرها وأغفو كطفلٍ صغير على حديٍّ رقيق عذب عذوبة المياه الصافية... لو تدري أمي "أيّ دف‏ء أحتاج، وأيّ صقيع أنا..".بين معتقل الخيام وهنا، بين نفسي ونفسي، أعيش الغياب الحضور، فأي تباعد بين المسافتين وأي ضياع؟!
تنقضي الساعات الأولى من الليل في قطارٍ من الوقت البطي‏ء، أتمشى في غرف البيت أنظر: أمي.. أختي "خديجة".. أخي "عباس"، والنوم على جفونهم تهدهده أراجيح الأحلام...اقترب من "خديجة"، أمسح على رأسها برفق.. أتأكد من ملامحها: "لقد كَبُرَت.. حين أخذني اليهود وعملاؤهم إلى معتقل الخيام كانت لا تزال صغيرة، أصبحت شابة الآن، و"عباس" أيضاً تبدو الرجولة على تقاسيم وجهه، صقلته الحياة باكراً هذا الفتى، عرف قساوتها فحاربها بها، ورث العزيمة من أبي بلا شك".
آهً.. يا إلهي ما أبعد المسافة بين الزمانين والمكانين!
خارج المعتقل: كل يوم تتجدد فيه الحياة تحسب من عمرك وسنينك.. خارج المعتقل تضحك وأنت تعلم سبب سعادتك، وتحزن وتعرف سبب حزنك..
أما في معتقل الخيام، فأنت في دائرة من الضياع المختزلة من الزمان والمكان، دائرة تختزن كل أنواع المرارة والألم والوحدة..
هناك تعيش المعاناة لتصبحها!!
.. ويمكن القول، إنه في معتقل الخيام قد يتكسر كل شي‏ءٍ في نفسك ويتشظى، إلا شيئاً واحداً، هو أنتَ.. قد تخسر كل شي‏ء سوى ذاتك المصقولة بحب الله والإخلاص له، تبقى لله ولك.وفي معتقل الخيام، تجد التشوه يأكل أحلامك والواقع... إلا عنفوانك يكبر مع صِغَرِ المساحات وضيقها، ويتعرش من الكوات الصغيرة ليمتد عالياً نحو السماء..
"إن أخصب أرضٍ تنبت الطاهرين قلوباً حُرّة مقيدة بالسلاسل..".
أعود إلى فراشي، أبعد الغطاء عني، عساني أجد معنًى لبردي.. من الصعب جداً أن يحويك المكان الذي غادرته روحك.. ومن الصعب أن تجد نفسك سائراً نحو بقعةٍ كان حلمك الخروج منها، ولما غادرتها وجدتها تسكنك.. فأي سجنٍ أضيق: معتقل الخيام بعذاباته ومراراته؟! أم الحرية المقيّدة بالذكريات؟!
وأيّ كلمات هي سطور الحقيقة؟ وكلما هممت بكتابة حرف، صارت الكلمة سجناً والنقاط قيوداً والسطور سياط تعذيب!
وأين المفر من صُوَرٍ أخالها ترتسم عل جدران حياتي، وأصوات ترافق نبض فؤادي، وكلما تكررت، كان طعم القهر جديداً. هل حقاً أن ثمة جراحاً لا يبرئها الزمن بل يزيدها طراوة واتساعاً؟!

كلما أطبقتُ جفني، تعلّقت يدي بالفراغ لتمزّقه، وكأنني ما زلت أتمسك بتيك الكوة الصغيرة في سجن الخيام..
وأعاود الوقوف مرة أخرى، ككل ليلة، على شرفة تطل على الماضي الذي شرّد المستقبل في دروبه.. تلك الأيام.. هذه الأيام.. بكل قساوتها فصولاً تتابع في كتاب حياتي.. وأول ما يستقر عليه الخيال موضع رصاصتين شوهتا الباب الرئيسي لمنزل شقيقي الشيخ علي في القرية.. رصاصتان قتل بهما اليهود والدي..
في ذلك النهار، يوم 1987/1/5، كنت عند عمتي في قرية "قبريخا" المحررة، عندما جاءت بعض النسوة من القرية لتخبرنا أن والدي قُتِل، حينها رحت أركض من غير وعي في الوادي الفاصل بين "قبريخا" و"بني حيان"، وقلبي يسابق خطواتي، وفي ذهني تتردد أفكار وأسئلة بلا أجوبة.. "يا الله، هل مات أبي فعلاً؟! ذاك الطود الشامخ المفعم بالحياة والعطاء، هل غطى السكون وجهه وأطبق الصمت على شفاهه وسلّم الروح إلى بارئها؟! آن لوالدي أن يستريح من عناء العمر بعد سنوات مضنية من العمل والكفاح، لكن ما لم يخطر ببالي أبداً أن يكون الموت هو السبيل لتهدئة روح الحماسة المتأججة في نفسه..".
كان الإسرائيليون وعملاؤهم قد جاؤوا إلى منزلنا لاعتقال أخي الشيخ علي إثر عملية قامت بها المقاومة الإسلامية، وذلك بتهمة التعامل مع المقاومين ومساعدتهم في تنفيذ الخطط. ولكن الشيخ نزل إلى بيروت قبل ذلك، ولما خرج والدي ليستوضح سبب محاصرة البيت، أطلقوا النار عليه فقتلوه..

أبصرتُ من بعيد أهل القرية يجتمعون أمام دارنا، يبكون وينتحبون، وما إن وصلتُ حتى نادت إحدى النسوة: "قم يا أبا طالب، وصلت حبيبة قلبك مريم"، وأطل والدي أمام ناظريّ جثة هامدة والدم لوّن سحنته السمراء..
"أجل يا أبتاه، أتيت أسلّم عليك، فقم. أم تراه جاء اليوم الذي أناديك فيه فلا تجيبني؟! أتيت إليك لأشعر بدف‏ء حنانك، لأستظلّ بظلّك، فهلاّ آويتني إلى حضنك؟!".وبقي السكوت هو الجواب الوحيد والدموع مناديل وداع.. مات والدي، وماتت معه أيام الأمان، فاليهود وعملاؤهم زرعوا دروبنا بالترهيب والتنكيل ظناً منهم أنّ الخوف سيرتدينا، ناسين أنّ الظلم جند من جنود الحق، ودافع للثورة والنضال..

مات والدي الذي علّمني كل شي‏ء في الحياة، أنهى حياته البسيطة المتواضعة العابقة برضا الله وخدمة الناس بهدوء.. فقيراً كان "أبو طالب"، لكنه عزيز النفس، وعزة النفس هي أكثر ما زرعه فينا.. رحل وبقيت إرشاداته منارة لطريقنا، فرحنا نعمل بجدٍّ ونشاط في حقلنا معتمدين على الله وعلى أنفسنا، فإذا ما بزغ الفجر، مشيت و"عباس" و"خديجة" لنوافي الخيرات في أرضنا، فقبل وفاة والدي بسنوات، غادر جميع أخوتي القرية كغيرهم من الشباب في جميع القرى الجنوبية المحتلة، هرباً من التجنيد الإجباري في جيش لحد، ومن معتقل الخيام..
كنّا نعمل بلا ملل وكلل، على الرغم من أن الشتول كانت في بعض الأحيان أطول منّا، وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلّق على علو منخفض فوق رؤوسنا. حصدنا ما زرعه أبي، وهو الذي كان يقول لي عندما يبذر أيّ حبة في التراب: "يدري مين يعيش، يدري مين يلمّ.."، فبَذر وحصدنا..
في أحد الأيام، كنتُ وأبي (رحمه الله) نعمل في الحقل عندما جاءت دورية إسرائيلية مفاجئة إلى القرية ومرت بالقرب منّا، ولما رحلت وجد أبي "طاسة" نسِيَها أحد اليهود على حافة الطريق، فخبأها في كيس أسود، وطلب إليّ أن أخذها إلى البيت. عندما سألته عن سبب ذلك، اكتفى بابتسامة عريضة، ألهبت الفضول في نفسي، خصوصاً، وأني لاحظت أنه يقوم بالبحث وراء كل دورية ليجمع أي شي‏ء من مخلفاتها ويحتفظ بها.. إلى أن قال لي ذات مرة: "يا ابنتي، شباب المقاومة يحتاجون لأي شي‏ء تتركه الدوريات المفاجئة، وقد تنفعهم هذه المخلفات في عملهم..".
ولم ينته الفضول عندي بمعرفة ما قد يحتاج إليه شباب المقاومة، وأنا التي كنتُ أرسم وجوههم بخيالي بين سنابل القمح، وأحلم أن يرتسم ظلهم على وجودي عند انعكاس الشمس. وكثيراً ما كنت ورفيقاتي نتحدث عنهم، ونتساءل عن مدى العذابات التي يلاقونها وهم يقومون بالأعمال الجهادية، كيف تراهم يأكلون؟ كيف ينامون في البراري؟ كيف يختزلون فصول السنة بفصل واحد، هو فصل الجهاد، فلا يثنيهم قرّ ولا حرّ عن إنزال أقسى الخسائر في العدو الإسرائيلي وعملائه؟..
تلك الأحاديث، كنّا نتناقلها بهمسٍ بين بعضنا البعض، ونخبئها أحلاماً تحت أهدابنا المتيقظة للغدر والخيانة من الذين يبيعون كل شي‏ء لأجل حفنة من الدراهم، وما كنّا نتحدث عنه أيضاً هول العذاب الذي يلاقيه من يؤخذ إلى معتقل الخيام، ذاك المعتقل الملي‏ء بشتّى أنواع العذاب والقهر، فكنا ندعو الله أن يفرّج عن ساكنيه، ويخفف عنهم عذاباته، وتقشعر أبداننا من ذكر اسمه، وننتظر إذا ما كانت دوريات مفاجئة آتية لتأسر شابّاً أو فتاة.. فالذهاب إلى معتقل الخيام، كان هاجساً مرعباً يراود جميع من في الشريط الحدودي، حتى العملاء منهم، فما ينالونه من عقابٍ إثر أي خطأ صغير، لا يختلف عن عذاب الآخرين..

كانت الأيام تنقضي، متشابهة، ويكفي أن الحزن الذي خلّفه رحيل والدي كان يكبر يوماً بعد يوم.

تسعة أشهر مرت على استشهاد والدي، ولم أصدق انه لن يعود إلينا يوماً، وكأن الأيام كانت ساعات انتطار لرجلٍ لن يأتي...
في عصر يوم 1987/10/29، وبينما كنتُ أهيئ طعام الإفطار لي ولأهلي، بعد يوم صيام قربةً إلى الله تعالى، جاءت دورية لحدية ترافقها آليات عسكرية حاصرت البلدة، وتوجه المسؤول الأمني "نصري نهرا"1 بسيارته المرسيدس إلى منزلنا..
دخل ومرافقوه الدار من الباب الخلفي، وفتحت "خديجة"، التي لم يكن يتجاوز عمرها ثلاثة عشر عاماً، لهم الباب. سألها "نصري نهرا"1 عنّي، فتوجّهت إليّ لتناديني، إلا أنه تبعها، وتفاجأت به يقف خلفها مباشرةً..

أنتِ مريم؟
نعم..أريد أن أتحدث إليكِ قليلاً.
وأخذني إلى مكان لا يسمعنا فيه أحد..
نريدك لخمس دقائق يا مريم، لذا سلمينا السلاح والجهاز اللذين بحوزتكِ..
أنا لا أملك شيئاً، وهذا البيت أمامك، فتش ما شئت، فلن تجد شيئاً..
نادى أحد جنوده، وطلب إليه أن يأخذني إلى سيارة متوقفة في وسط البلدة قرب الجامع، وتناهى إلى سمعي صوت والدتي وهي تقول ل"نصري نهرا": "دعوها إنها صائمة..".
في هذه الأثناء قام "نصري نهرا "وجنوده بتفتيش البيت وقلبوه رأساً على عقب.. جلست في السيارة مع السائق، وسألته: ماذا تريدون مني؟
لا أعرف، أنا عبدٌ مأمور، ولا أعرف أي شي‏ء عن هذه المهمة..
كلكم تقولون هذا، وأنتم تعرفون المسائل الصغيرة قبل الكبيرة...
قبل يومين من مداهمة منزلنا، كانوا قد اعتقلوا رفيقتي في القرية "مريم جابر"، وأخذوها إلى معتقل الخيام، ولم يسمع أحد أخباراً عنها، هذا ما جعلني أشعر أن الدقائق الخمس قد تطول ساعاتٍ، بل ربما أياماً...
كنتُ أعرف أنهم لم يأتوا لأجلي فقط، بل أيضاً لاعتقال أخي "عباس"الذي صادف وجوده في بيروت لقضاء أسبوع مع أخوتي، فقد قام "نصري نهرا" أمامي بالبحث في الأوراق الخاصة بعباس، الذي كان قد تابع دروسه الدينية عند أخي الشيخ علي أثناء وجود الأخير في القرية، ولكن بعد نزول الشيخ إلى بيروت، انحصرت اهتمامات عباس بالعمل فقط، وكم كانت دهشة "نصري نهرا" وجنوده كبيرة حين عرفوا أن "عباس" الذي أتوا لاعتقاله لا يتجاوز عمره الحادية عشرة سنة..
بينما أنا أجلس في السيارة، رُفع أذان المغرب، وما هي إلا دقائق حتى وصل "نصري نهرا" وجنوده. فأجلس ثلاثة عملاء في المقعد الخلفي من السيارة، وأجلسني بينه وبين السائق في المقعد الأمامي..
وما إن انطلقت السيارة بنا نحو "مركبا"، حتى شعرت بأن قلبي يكاد يتوقف، وأنا أنظر بعيني الخائفتين إلى بيوت قريتنا القديمة التي كان أهلها ينظرون من خلف نوافذها بوجل إلى السيارات والآليات، وكل واحد منهم يخشى أن يأتي دوره غداً.. أو حتى بعد لحظات..
غابت البيوت عن ناظريّ شيئاً فشيئاً، وساد صمتٌ مخيف، فكنت أشعر أن أنفاسي وحتى دقات قلبي فيها مراقبة!
وصلنا إلى "مركبا" في أقل من ربع ساعة، وهناك، نزلت من السيارة وجلست في المقعد الخلفي، وبقي معي المسؤول الأمني والسائق فقط...

قال لي "نصري نهرا": سنأخذك إلى الخيام، لذا أنصحك من الآن أن تقولي لي كل ما عندك..
- ولكني لا أعرف شيئاً..
فبدأ يمطرني بوابل من الأسئلة الشخصية عني، وعن إخوتي، وعن نوعية الدروس التي نتلقّاها في الحسينية، وعن صلاة الجماعة التي نقيمها كل نهار جمعة، ودعاء كميل، وشدد على معرفة الأحاديث التي ينقلها إلينا علماء الدين..
أجبته: إن الدروس هي مجرد دروس دينية في الفقه والسيرة، وأن جميع بنات القرية يحضرنها..
فأجاب بسخرية: دروس دينية أم حجة لتلتقوا وتتحدثوا في الأمور السياسية وأعمال المقاومة، ألا يقوم علماء الدين بتحريضكم علينا؟!
ثم راح يحدثني بأحاديث تحطّ من قيمة المحجبات، وأن أكثر الفتيات اللاتي رافقهن كنّ محجبات، حتى أن هناك امرأة ترتدي العباءة كانت على علاقة معه..
فقلت له باطمئنان كامل: اسمع، هناك الكثير من الناس المدسوسين الذين يعملون على تشويه سمعة مجموعة معينة مقابل المال، وإذا كانت أصابع يديك متشابهة، عندئذٍ فقط، تكون جميع المحجبات متشابهات..
كانت السيارة تسير بنا، وهو يطلب إليّ أن أعترف بكل شي‏ء، وجوابي الوحيد "أنا لا أعرف شيئاً".
وصلنا إلى بوابة معتقل الخيام، أدار رأسه قائلاً لي: إذا دخلتِ إلى هنا قد لا تخرجين، فلماذا لا توفرين على نفسك العذاب وتعترفين لي بكل شي‏ء، عندها أعدكِ بأني سأعيدكِ إلى منزلك وأعتذر لك ولأهلك أمام أهل البلدة كلهم.. اسمعي يا مريم، أنت لا تزالين بعمر الورد، وجميلة، العمر أمامك طويل، فلا تضيّعي سنين عمرك بين هذه الجدران...
أنا أنصع بياضاً من الثلج، وأعرف نفسي جيداً، لذا أقول لك: أنا لا أعرف شيئاً..
- حسنٌ، سأعود بعد يومين إلى هنا لأسأل عنكِ، وإذا لم تعترفي، أعدكِ يا مريم، سأكون أول من يعذبك...


الهوامش: 
1- نصري نهرا: مسؤول أمني في الميلشيات المتعاملة مع العدو الإسرائيلي، صرع على أيدي رجال المقاومة الإسلامية.


المصدر: سراديب الوجع، نسرين إسماعيل إدريس، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. الطبعة: الأولى، أيار 2001م- 1422هـ

التعليقات (0)

اترك تعليق