كلمة السيدة إيران ركن آبادي في مؤتمر "الأسرة في فكر الخامنئي": الأبعاد الاجتماعية والأسرية للمرأة من وجهة نظر الخامنئي
الحمد لله رب العالمين
السلام عليکم ورحمة الله وبركاته
[...] إنّ موضوع کلمتي هو "الأبعاد الاجتماعية والأسرية للمرأة المسلمة من وجهة نظر الإمام الخامنئي" وفي المقدمة نقوم بتبيين موقع المرأة في الإسلام، وأبعاد المشاركة الاجتماعية للمرأة المسلمة وأخيراً نقوم بجمع المطالب المطروحة وأخذ النتائج.
المقدّمة:
مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران في سنة 1357هجري شمسي، والمشاركة الواسعة والواعية والمسؤولة للمرأة الإيرانية المسلمة ودورها في انتصار الثورة الإسلامية، وكذلك في حفظ واستقرار وإعلاء نظام الجمهورية الإسلامية، لذا فإن دور المرأة المسلمة الإيرانية بشكل خاص ودور المرأة المسلمة ورسالتها ومسؤوليتها الملقاة على عاتقها اليوم، غدا من المواضيع الأساسية والأمور المهمة لدى قادة الثورة الإسلامية في إيران وعلماء الأمة الإسلامية.
إنّ دور المرأة المسلمة في المجالات السياسية والاجتماعية أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضی؛ حيث جلبت المرأة المسلمة اهتمام العالم حولها. وكان هذا الدور الفعال والواسع والمؤثر للمرأة المسلمة سبباً في أن يسعى النظام السلطوي العالمي إلى "سلب هوية المرأة المسلمة"؛ لكي يقوم بتهميش دور "المرأة المسلمة المتقدمة" في المجتمع الإسلامي ويسوقها إلى هامش المجتمع، ولا يكتفي بمحو الدور البنّاء للمرأة المسلمة، بل يسعى إلى تحويل المرأة المسلمة إلى موجود مسلوب الهوية ومخرّب وعامل لتخدير المجتمع الإسلامي.
ومن هنا، فإنّ الکلام حول"المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي" هو من المواضيع الأساسية والهامة في عالمنا الإسلامي المعاصر، ويُعدّ من إشكاليات التمدن الإسلامي المعاصر. ولذا فإنه مع كل البحوث التي قدمت في مجال المرأة المسلمة، فإنّه من وجهة نظر الإمام الخامنئي تُعدّ مسألة المرأة من المسائل المهمة التي تحتاج إلى مزيد من البحث والتحقيق.
فالإمام الخامنئي يعتقد بأن المرأة ليست تمثل نصف المجتمع الإنساني فحسب، بل إنها يجب أن يكون لها الدور الأساس في تنمية وتطوير المجتمع الإسلامي؛ بل تُعدّ كذلك عاملاً أساسياً في ازدهار وتقدم الرجل وذلك لدورها المتميز في الأسرة باعتبارها الزوجة والأم التي تقوم بتربية الأبناء والتي تضفي الجو العاطفي والحنان في الأسرة. ومن هنا، فإن للمرأة المسلمة الدور الهام والفعال في مستقبل الدول الإسلامية وفي التمدن الإسلامي بصورة أشمل.
ويعتقد الإمام الخامنئي أن الرؤية الموجودة حول المرأة في العالم الإسلامي لا تتناسب مع حقيقة المكانة والمنزلة التي تتمتع بها المرأة المسلمة من وجهة نظر الإسلام العزيز، ويجب أن يتم تحقيق هذا الدور والموقع في إطار البحث المستمر والاجتهاد المتواصل للمرأة المسلمة العالمة والمثقفة.
ومن خلال رؤية الإمام الخامنئي، فإن شأن ومنزلة المرأة المسلمة ورؤية الدين الإسلامي المبين لموضوع المرأة -وذلك في ظل التشخيص العلمي الدقيق والنقد لوضع المرأة في الغرب– يكون اكثر فهماً وإدراكاً.
ويمکن أن يكون عاملاً مساعداً في إعطاء صورة شاملة لدور المرأة المسلمة في المجتمع الدولي وفي حقل التطور والتقدّم. وإن مثل هذا التصور قابل للتطبيق والإجراء حتى بالنسبة إلی المرأة الغربية.
إن الإقبال الواسع للنساء في الغرب على الإسلام والحجاب -والذي صاحب قلق المسؤولين في الغرب- يؤيد صحة ما طرحه الإمام الخامنئي من قدرة نفوذ الفكر الإسلامي بين النساء هناك.
الف) موقع المرأة ومنزلتها في الفكر السامي للإسلام:
1) إن المرأة لها إمكانية وقدرة لبلوغ المراتب العالية وبلوغ أعلى وأسمى مقام في الملكوت الإنساني، وإن الالتفات إلى موقع الزهراء(ع) واحترام الرسول الأكرم(ص) لها موقعها ومنزلتها عند الأئمة الأطهار يبين أن الإسلام يريد للمرأة علو المرتبة والشرف في ظل رعاية القيم والمقررات والأحكام الإسلامية.
2) من خلال الرؤية القرآنية فإن المرأة تعتبر قدوة لكل المجتمع. فعندما يريد القرآن الكريم أن يعرّف قدوة للمسلمين يضرب مثلاً بآسيه بنت مزاحم زوجة فرعون ومريم بنت عمران. «وضرب الله مثلاً للّذين آمنوا إمرأة فرعون» فالخطاب القرآني متوجه«للّذين آمنوا»؛ وهذا يدلل على الموقع الحسّاس للمرأة في الإسلام.
يقول القائد الخامنئي في هذا الخصوص: "إنني أرى أن الله تعالى يريد أن يواجه بلسان نبيه كل التفكير الخاطئ والمتحجر غير الإنساني تجاه المرأة".
والذي يدعو للتأمل أنّ الله تعالى قد عرّف المجتمع الإسلامي بمثالين للنموذج المتعالي للتكامل الإنساني، هذان النموذجان لم يكونا من عظماء الرجال ولا من الأنبياء، ولا حتی من كبار الشخصيات العلمية والدينية؛ بل هما امرأتان: امرأة فرعون ومريم بنت عمران ولم تكونا من أبناء الأنبياء ولا من زوجاتهم، بل إنهما وصلتا إلى هذا المقام من خلال العبودية وتنمية الذات.
3) "أنّ الذي يجعل تأثير المرأة في المجتمع فريداً ومميّزاً ويضفي عليه عظمة خاصة هو التركيب المتزامن بين الحجاب والحياء والعفاف للمرأة مع الإحساس بالتكليف الإيماني"
4) أهمية وأصالة المرأة وعدم التشبّه بالرجال: "إنّ مسألة إعطاء قيمة لأصالة المرأة، كونها امرأة، بالنسبة للمرأة لها قيمة عالية، وهو أصل مهم. ولا قيمة لتشبه المرأة بالرجل أصلاً. وكل منهما له دور وله موقعه أيضاً. وهناك غرض وهدف من خلق الرجال والنساء وإدراك هذا الأمر مهم".
5) المرأة مظهر اللطف والجمال والإحساس المرهف: يقول الامام علي(ع): «المرأة ريحانة ولْيسَت بقَهْرمانَة»
حيث مثّل الحديث المرأة بالوردة المتفتحة. وهذا التشبيه ملهم للمرأة بما يفصح لها عن هويتها الأنثوية وكيفية تعاملها مع الآخرين، وكذلك يوضح للرجل كيفية التعامل مع المرأة، والحديث يمثل رؤية جمالية عميقة للمرأة وهو تكريم حقيقي لها.
6) رؤية القرآن الكريم المتساوية إلی المرأة والرجل في سلوك المراتب المعنوية والدرجات الإنسانية.
في مجال الأمور المعنوية، تُعدّ النساء من المبادرات في مسالة الحركة المعنوية للإنسان باتجاه الرقي والتقدم، لقد خاطب الله تعالى الرجل والمرأة على السواء في الآية 35 من سورة الاحزاب : «إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات...» حيث خاطب الرجل والمرأة على السواء في المراحل العشرة المذكورة.
7) يعتقد الإسلام بالمساواة بين حقوق المرأة والرجل وليس التشابه: "إن ما يطرحه الإسلام هنا بالنسبة إلی المساواة بين الرجل والمرأة هو عبارة عن التعادل، ومراعاة العدالة المحضة بين الرجل والمرأة لا يكون إلاّ على أساس طبيعة ووظيفة ودور كل منهما، وليس المشابهة بين الرجل والمرأة».
8) دفاع الإسلام عن الاستقلال الاقتصادي للمرأة: "تعتبر المرأة فی الإسلام مالكة لثروتها، سواء حصلت على موافقة الزوج أم لا، أو موافقة الأخ والأب أم لا. فالإسلام قد أخبر بذلك قبل 13 قرناً، ونرى أن الغرب قد تنبه لذلك حديثاً قبل60 -70 سنة واعترف رسميا بمالكية المرأة لثروتها».
ب) موقع المرأة في الأسرة:
إن المسألة الأساسية في رؤية الإسلام للمرأة، هي نظرة الإسلام الخاصة لدور المرأة المتميز باعتباره أساس ومحور العائلة، ولا ينظر للمرأة من زاوية فردية؛ بل يرى أن العائلة هي المحور والأساس.
يعتقد الإمام الخامنئي أنّ: "الإسلام يرى أن العائلة ركن أساسي في المجتمع، ولذا فإن سلامة الأسرة باعتبارها مركزاً للتربية الإنسانية له أهمية كبيرة».
ويشير القائد الخامنئي للأسرة بعنوان "الكلمة الطيبة": "العائلة كلمة طيبة، والكلمة الطيبة لها خاصية، وهي أنها أينما حلت يترشح منها الخير والبركة وتؤثر فيمن حولها".
ومن وجهة نظر الإمام الخامنئي فإن "العائلة تعتبر الخلية الحقيقية التي يتشكل منها المجتمع وليس الفرد بشخصه، ومن وجهة نظر الإسلام فإن العائلة تعتبر ركناً أساسياً وكبيراً، فالعائلة هي مكان لتنظيم حياة الإنسان وتجديد القوى والطاقات للإنسان لإدامة واستمرار نشاط وفعالية الحياة، والعائلة مكان للهدوء والأنس والاستقرار النفسي، ومكان لتكامل فردين مع بعضهما الآخر"
ويستند الإمام الخامنئي على هذا الموقع المتميز والفريد للعائلة من وجهة نظر الإسلام والذي أساساً ترجع إليه بقية قوانين الدين الإسلامي المبين والأوامر والنواهي المتوجهة للرجل والمرأة من أجل حفظ وارتقاء الأسرة.
الأمور التي يريد الاسلام تحقيقها في المجتمع الإسلامي:
1) تسخير الغريزة الجنسية وغريزة طلب الزواج من أجل تشكيل الأسرة:
ومما يجب الالتفات له أن الإسلام يرى أن الأصل هو غريزة طلب الزواج حيث يعتبرها أعم من الغريزة الجنسية ويحقق الأصل القرآني «لتسكنوا اليها».
البيت والعائلة أو الزوج والزوجة يعتبر كل واحداً منهم عاملاً للسكينة والاستقرار لبعضهم البعض، وهذا الأمر هو الذي يؤدي إلى تجديد نشاط وقوى أعضاء العائلة، ويشكل بالأساس أسس التربية الصحيحة.
2) تعيين الحدود التي تربط بين الرجل والمرأة في المجتمع من أجل حفظ العائلة:
لقد وضع الاسلام حدودا فاصلة بين الرجل والمرأة لحفظ الهوية الانسانية للمرأة وعدم استغلالها جنسياً من قبل الرجال، وذلك لأن الأصل والأساس هو حفظ العائلة. والرجل والمرأة يجب ان يكونا متحابين فيما بينهما.
3) تعيين الحقوق بنسبة متعادلة بين المرأة والرجل في الأسرة:
"يعتبر الإسلام جنس الرجل والمرأة داخل الأسرة مثل مصراعي الباب أو العينين للإنسان أو جليسين في خندق واحد في جبهة صراع الحياة أو تاجرين شريكين في عمل واحد". ويعترف الإسلام بالاختلافات الطبيعية والاستعدادات الموجودة الخاصة والمميزة لکل من الرجل والمرأة في الأسرة.
4) وضع الاحکام والقوانين لحل الاختلافات داخل الأسرة:
إنّ اهتمام الإسلام بقيمومة الرجل في الأسرة كما ورد في القرآن الكريم: «الرّجال قوامون علىالنساء» لا يعني في نظر الإسلام ممارسة القوة ضد المرأة ولا يعني أن المرأة رعية للرجل، ولا يرى الإسلام أي عذر للرجل في ممارسة الظلم والخشونة ضد المرأة، لأن الإسلام لا يسمح أصلاً بممارسة الظلم والخشونة بين أي شخصين. ويؤكد القرآن الكريم على مبنى التكامل "المودة والرحمة"، حيث يقول تعالى: «وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَودّةً ورَحْمَةً».
5) التأكيد على سهولة الزواج وفي الوقت المناسب:
إن الإسلام يولي أهمية كبيرة للزواج باعتباره يؤدي لتشكيل الأسرة. وذم الإسلام بدوره البقاء على العزوبية.
وأمر الإسلام بالتيسير في أمر الزواج ونهى عن غلاء المهور. ومع ذلك فإن رؤية الإسلام للزواج لا تقتصر على كونه عقداً اجتماعياً أو اقتصادياً؛ بل يعتبره أمراً مقدساً.
ولذا فإننا نرى أنّ صيغة العقد يجريها أحد رجال الدين، ويجري الناس مراسم العقد عادة في المناسبات الدينية، ووضع الشرع المقدس أحكاماً خاصة للزواج، ولذا فإن الزواج له صفة مقدسة في الإسلام.
إن إحدى الخصوصيات الأخرى في نظرية الإمام الخامنئي بالنسبة إلی بحث مسائل المرأة هو موضوع موقع المرأة في الأسرة، فهي لا تضع المرأة في موقع دنيّ فحسب؛ بل إنّها تضعها في موقع الاحترام والتكريم وتعتبر أنها تلعب دوراً لا نظير له في المجتمع.
ويصرّح الإمام الخامنئي بما يلي:
1) المرأة عنصر فاعل في حفظ الأسرة:
"اعلموا أن العنصر الأصلي في تشكيل الأسرة هي المرأة، وليس الرجل. فمن دون الرجل يمكن أن تكون هناك اُسرة...، فالمرأة في الأسرة إذا كانت عاقلة ومدبرة وربة بيت محترمة ستقوم بحفظ الأسرة. وأما إذا أبعدت المرأة عن الأسرة فإن الرجل لا يمكنه حفظ الأسرة. ولذا فإن المرأة هي التي تحفظ الأسرة".
2) المرأة هي الركن الأساس في الأسرة:
"المرأة المسلمة لها وظائف مهمة في الأسرة، وهذه الوظائف تعتبر ركناً أساسياً في الأسرة، والتي تشمل تربية الابناء وتقوية الجانب الروحي عند الزوج".
3) المرأة محور العواطف في الحياة:
"إن مسألة الأمومة والزوجية والبيت والأسرة من الأمور الأساسية والحيوية جداً. وفي كل الخطط التي تباشرها الحكومة نرى أن الأسرة يجب أن تکون أساساً لها".
4) للمرأة الحق الأوفر في مقياس الأسرة:
"إن المرأة في مقياس الأسرة ومن خلال ارتباطها بالأبناء تتمتع بحق أكثر، لأنها تحملت مشاق أكثر، وطبقاً للعدالة الإلهية فيجب أن تتمتع كذلك بحق أكثر من بقية أفراد الأسرة".
5) للمرأة حصة أكثر في إيجاد الجيل:
"وأما بالنسبة لبناء الأسرة: أولاً: إن حصة الرجل والمرأة بشكل طبيعي ليست متساوية، وثانياً: ليس لها المقدار نفسه، يعني ليس لهما حصة متشابهة في بناء الأسرة، وكذلك حصة كل منهما ليست بالمقدار والمعيار نفسه ولكل له مقداره الخاص به. فمثلاً بالنسبة إلی زيادة النوع البشري وإيجاد الجيل، فإن دور الرجل أقل من دور المرأة، ودور المرأة أكثر وأطول"
6) المرأة تتحمل أكبر وأول مسؤولية في إدارة محيط الأسرة الدافئ:
"نحن نعتقد أن المرأة في النظرة الأولى تتحمل أكبر وأول مسؤولية إدارة محيط الأسرة الدافئ والتي نعتبرها أساس التشكيل الاجتماعي لنا، وهذه المسؤولية لا يتحملها الرجل ولا يضطلع بها، ونحن نعتقد أن تركيب وطبيعة المرأة مهيأة لتحمل هذه المسؤولية والوظيفة.
لذا فإن مشاركة المرأة في الجانب الاجتماعي وإن كانت حقاً للمرأة -التي تتحمل مسؤولية ترجيح هذه المشاركة علی إدارة شؤون البيت- وأنّ الجمهورية الإسلامية لا تضغط على النساء بهذا الخصوص، ولكن في منظومة قيم الجمهورية الإسلامية تكون القيمة الأساسية والعمل الأساس للمرأة هو في حفظ محيط الأسرة والمحافظة على جوها الدافئ والمنسجم، وفي رأينا أن هذه القيمة لها أهمية كبيرة".
ج)أبعاد المشاركة الاجتماعية للمرأة المسلمة:
من وجهة نظر الإمام الخامنئي: أن الأصل الكلي بالنسبة إلی النشاطات الاجتماعية للنساء هو أن مشاركة المرأة مسموح بها في جميع الساحات الاجتماعية والسياسية ولكن بشرط أن تحافظ على الحدود الشرعية التي أمر بها الله تعالى. والاهتمام الوحيد للإسلام بعد مراعاة الحدود الإلهية هو التوازن والتعادل بين دور المرأة الاجتماعي ودورها في الأسرة، والأولوية بالأساس في الظروف العادية هو ترجيح دور المرأة في الأسرة كزوجة وأم مربية على جميع الأدوار الأخرى لها، ودور المرأة في الأسرة لا يمكن تعويضه.
وبالنسبة إلی خصوص المشاركة الاجتماعية للمرأة المسلمة في المجتمع، هناك معطيات أساسية من وجهة نظر الإمام الخامنئي، وهي:
1) من خلال الالتفات إلى موضوع أهمية التنمية والتطور وسهم مشاركة النساء باعتبارهن نصف المجتمع، فإن مسألة المشاركة الاجتماعية للنساء أمر ضروري.
2) إن الأصل الأساس الآخر بالنسبة إلی خصوص المشارکة الاجتماعية للمرأة المسلمة هو موضوع" الحجاب والعفاف" ومراعاة الحدود الشرعية الإلهية في الارتباط بغير المحارم من الرجال.
3) مماثلة المرأة للرجل في جميع مجالات المجتمع الإنساني وجميع النشاطات الاجتماعية.
4) الضرورة الملحة لمشاركة النساء في الحقول التي نحتاجها لرفع احتياجات النساء، مثل الاحتياج في عصرنا إلى طبيبة وممرضة ومعلمة وشرطية و...
5) ضرورة مشارکة المرأة في المجالات والأمور العامة مثل: الانتخابات، المسيرات، صلاة الجمعة و...
6) رعاية التعادل والتوازن بين الأدوار الاجتماعية والأدوار المهمة في الأسرة، والأولوية بالأساس لدور المرأة في الأسرة.
ونشير هنا الى خصوص العناوين الأساسية بالنسبة إلی المواضيع الاجتماعية من وجهة نظر الإمام الخامنئي:
1) العمل والتوظيف:
إن مسألة الفعاليات والنشاطات الاقتصادية للنساء وعمل وتوظيف النساء مسموح به؛ ولكن مع مراعاة الحدود والأجواء الإسلامية والحجاب الإسلامي. والإسلام يوصي بحضور المرأة في حقول عمل خاصة أكثر من غيرها من الأعمال، مثل: الطب والتعليم والتمريض.
2) التعلّم:
إن التعلّم واجب على كل رجل مسلم وامرأة مسلمة، ولا يوجد أساساً أي محذور من تعلّم النساء في مجال الدراسات العامة والدراسات العليا، وإن كانت الأولوية لحقل المعارف الإسلامية والإنسانية والطب.
3) مجال الدفاع عن الثورة الإسلامية:
إن موضوع الدفاع عن الثورة الإسلامية والمحافظة عليها باعتبارها منجزاً إلهياً واجب على الجميع، وفي هذا المجال فان النساء يتمتعن بموقعية ممتازة، كما شهدنا ذلك في حضور النساء ومشاركتهن في مختلف المجالات الناجحة للثورة الإسلامية وفي الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
4) مشارکة المرأة في المجالات الاجتماعية العامة:
لا يوجد أي مانع ديني من مشاركة المرأة على المستوى الاجتماعي لإنجاز الفعاليات والنشاطات الاجتماعية ورفع الاحتياجات المعيشية، إلا أنه في مجال المشاركة الاجتماعية من الضروري مراعاة الحدود الإلهية الشرعية والحجاب، ويجب أن لا تؤدي مشاركة المرأة الاجتماعية إلى الانحرافات الاجتماعية.
النتيجة:
في نظرة كلية، فإن رؤية الامام الخامنئي بخصوص مسائل المرأة مستندة على ضرورة مراجعة فكرية مستمرة لدور ومنزلة المرأة في مجتمعنا اليوم، بحيث أن المرأة تعتبر العنصر الأصلي والأساس في المجتمع، ومشاركتها ضرورية في المجالات الاجتماعية والسياسية.
وفي هذا الإطار ومع الالتفات إلى الموقع المركزي للأسرة، فمن الضروري إيجاد التعادل والتوازن بين الأدوار والمسؤوليات المتعددة للنساء في الأسرة والمجتمع، ويجب وضع مصالح الأسرة في الأولوية.
وباختصار، فإنه من منظار الإمام الخامنئي نلاحظ أنه يدافع عن شخصية وحقوق المرأة، إلى جانب التركيز على مصالح الأسرة والمجتمع. فمن جانب نرى أن هذه الخصوصية ناشئة من الرؤية الشمولية، ومن جانب آخر ناشئة من الرؤية التكاملية، الرؤية التي ترى أن الرجل والمرأة موجودان بعضهما مكمل للآخر وليسا متخاصمين، وترى أن علو وتطور أحدهما مرتبط بارتقاء الآخر. وهذه الرؤية تعتبر من نقاط امتياز الفكر الإسلامي في مقابل الفكر الغربي.
وفي الختام، نری أنّ في التفكير الاجتهادي النوعي والفعّال للقائد المعظّم وملاحظته لعنصري الزمان والمكان في موضوع حقوق ومنزلة المرأة المسلمة، قد تم الاجتناب عن تحكيم العرف غيرالمنضبط بالقواعد والمباني العلمية، وأن هناك تصوراً وفهماً للرجوع إلى الزمان والمكان من دون الانفعال بهما ويكون باعثاً لتقوية موقف الدين والأخلاق.
الكاتبة: إيران ركن آبادي
اترك تعليق