مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مقام أم كلثوم بنت علي(ع)  في دمشق

مقام أم كلثوم بنت علي(ع) في دمشق

هناك أربع شخصيات من بنات علي بن أبي طالب(ع) كُنّين بأم كلثوم، وكنّ مسميات بزينب، ولكن اثنين منهن عُرفتا بزينب واثنين منهما عُرفتا بأم كلثوم، فوصفت التي هي أكبر منهما بالكبرى، والأصغر بالصغرى، فكانت كالتالي حسبما توصلنا إليه:
١- زينب الكبرى بنت علي(ع) وفاطمة(ع) ٥/٥/٦- ١٥/٧/٦٢ﻫ.
٢- أم كلثوم الكبرى بنت علي(ع) وفاطمة(ع) ١٦/٩/٩- ١٦/٧/٦١ﻫ.
٣- زينب الصغرى بنت علي(ع) وأم شعيب المخزومية ٢٣ - ب٦١ﻫ.
٤- أم كلثوم الصغرى بنت علي(ع) وأم سعيد الثقفية ٢٤- ٤٠ﻫ.
فالأولى تزوجت ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار، والثانية تزوجت أيضا ابن عمها عون بن جعفر الطيار، والثالثة تزوجت ابن عمها محمد (الأكبر) ابن عقيل، والرابعة تزوجت ابن عم أبيها كُثير بن العباس بن عبد المطلب، وكلهن لا يناسب أن يكون لهن مرقد في مقبرة باب الصغير، حيث إن الأولى حسب تحقيقاتنا وُريت الثرى في القاهرة، والثانية في رواية في دمشق، والثالثة في المدينة، والرابعة في الكوفة.
وأما هذا المرقد المنسوب إلى أم كلثوم بنت علي(ع) في مقبرة(١) باب الصغير في دمشق والواقع على شرق جادة آل البيت الموازي لشارع آل البيت(٢) فهو حسب تحقيقنا مقام لأم كلثوم الصغرى، أي الثانية، والتي أمها فاطمة الزهراء(ع) حيث رافقت هي وأختها زينب الكبرى شقيقها الأمام الحسين(ع) إلى كربلاء، -على ما توصلنا إليه- ومرّت من هنا في طريق الأسر لتصل إلى قصر طاغية زمانها يزيد بن معاوية الأموي عام ٦١ﻫ[...]، واحتمال أن المقام لزينب الصغرى والتي رافقت أم شعيب إلى كربلاء فمستبعد جدا لما أن للمقام حيثية غير المرقد، نعم إذا كان مرقدا فالقول بدفنها محتمل، ولكن إذا كان مجرد إقامة فالانصراف إلى أنها ابنة فاطمة(ع).
وأما منطقة باب الصغير فإنها تقع خلف شارع الأمين في دمشق على مقربة من محلة الشاغور، وهي تحتوي على مقبرة كبيرة أنشئ حولها عدد من القبور أو المقامات المنسوبة إلى آل الرسول(ص) وعُرفت في فترة زمنية بالفواطم، نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء(ع) كأبرز النساء من آل الرسول، كما يُقال لكل امرأة انتسبت إلى الرسول(ص) بالزينبيات نسبة إلى السيدة زينب(ع).
ويوجد في هذه المقبرة العديد من المراقد والمقامات التي تُنسب إلى أهل البيت النبوي وهي حسب ما رقم عليها بغض النظر عن صحة الأسماء والانتساب:
١- مرقد السيدة أم كلثوم الصغرى بنت علي(ع).
٢- مرقد السيدة سُكينة بنت الحسين(ع).
٣- مقام فاطمة بنت الحسين(ع).[...]
٤- قبر فاطمة الصغرى بنت الحسين(ع).[...]
٥- مرقد خديجة ابنة زين العابدين(ع).[...]
٦- قبر أم الحسن بنت حمزة بن جعفر الصادق(ع).[..]
٧- شاهد أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسين(ع).[...]
٨- مقام فضة جارية فاطمة(ع).
٩- مقام حميدة بنت مسلم بن عقيل رضوان الله عليه.
١٠- شاهد أسماء بنت عميس.[...]
١١- قبر بريهة بنت الحسن بن علي(ع).[...]
وقبل الخوض في تفاصيل هذه المراقد أو تلك لا بأس بسرد بعض الأقوال الواردة في هذا المجال[...]:
قال أبو البقاء(٣): "إن قبر السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع) بمقبرة باب الصغير معروف يُزار"(٤) وهناك قرية يُقال لها رواية مقام بها للسيدة زينب أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب(ع) أمها فاطمة بنت رسول الله(ص)(٥).
وقد أورد كمونة(٦) المقامات ولم يفصّل عنها كثيرا(٧).
نقل ابن الحوراني(٨) عن الهروي(٩): مسجد النارنج بباب الصغير به حجر مشقوق، وله حكاية مع علي بن أبي طالب(ع)، ويُقال بأنه بمقبرة باب الصغير ثلاثة(١٠) من أزواج النبي(ص) وفضّة جارية فاطمة، وقبر سهل بن الحنظليّة(١١) وقبر أم الحسن بنت حمزة بن جعفر، وقبر علي بن عبد الله بن العباس(ع)، وقبر سليمان بن علي بن عبد الله(ع)، وقبر زوجته أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسين ابن فاطمة الزهراء(ع)، وبمقبرة باب الصغير أيضا قبر خديجة بنت زين العابدين، هؤلاء في تربة واحدة، وقبر سُكينة بنت الحسين(ع)، وقبر محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب(ع)، وبها قبور كثير من الأولياء والصالحين لم يعلموا لما قيل من أن مقبرة باب الصغير حرثت وزرعت مقدار مائة عام، فذلك لا تُعرف القبور، والله سبحانه وتعالى أعلم(١٢).
وقال الشيخ فرج(١٣): "وفي صبيحة يوم الأربعاء التاسع من شهر صفر من سنة ١٣٧٧ﻫ جئنا مقبرة الشام والمسجد الأموي وزُرنا المقامات والمزارات الآتي ذكرها:
[...]
مقام فاطم بنت المصطفى حرمٌ                     كالبيت يأمنُ فيه الخوف محرمه
تلك ابنة المصطفى الطُهْرِ فاطمة                  من نورهم أشرقت في الأفق أنجمه
١- قبر عبد الله بن جعفر الطيار.
٢- قبر بلال الحبشي مؤذن رسول الله(ص) وكلاهما في مشهد واحد(١٤)[...].
كما كتب على مقام السيدة أم كلثوم بنت علي(ع) والسيدة سكينة بنت الحسين(ع) ما يلي:
"هذا مقام السيدة سكينة كريمة الإمام الحسين شهيد كربلاء(ع) ومقام السيدة زينب الملقبة بأم كلثوم، ابنة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، شيّدت هذه المقامات المقدسة بمساعي السيد سليم أفندي ابن السيد حسين أفندي مرتضى قائم مقام مراقد أهل البيت(ع) سنة ١٣٣٠ﻫ"(١٥).
ومن مسار التاريخ والتحقيق نرى والله العالم أنّ المرقد المنسوب إلى أم كلثوم بنت علي(ع) وهي الابنة الثانية لعلي وفاطمة(ع)، أي أم كلثوم الكبرى، ولكنه ليس بمرقد بل مقام، وكذلك الحال بالنسبة إلى مرقد سُكينة وفاطمة ابنتي الحسين(ع) حيث أوقفوا الأسرى عند باب من أبواب دمشق لفترة زمنية ليُهيئ الأمويون الناس لاستقبال ركب الأسرى، فكان لكل واحدة منهنّ مقام تعبد فيه ربّها، كما كان لعلي بن الحسين(ع) مقام أيضا على مقربة من مقامهنّ، ونُسب المقام والبئر الواقعة في الجنوب من هذه المقامات إليه(ع)، ومن هنا لا مجال للقول بأنهنّ دُفنّ هنا لأنه يتناقض مع النصوص التاريخية من سير السبايا أولا، وللتصريح بمكان دفنهنّ ثانيا، ومن الطبيعي أن يختلط الأمر على عوام الناس بين مفردة المرقد والمقام[...].
وأما عن تفاصيل المرقد الكلثومي في الوقت الراهن فإنه يحتوي على طابقين.
الطابق الأول هو البناء القديم والذي كان قائما من ذي قبل ويوازي سطح الأرض آنذاك، وبما أن أرض المقبرة المحيطة به قد ارتفعت فأصبح المقام في منخفض فأنشئ عليه طابق آخر[...].
يتوسط المقام ضريح مصنوع من الخشب الصاج، القسم العلوي منه مشبك بارتفاع متر والقسم السفلي منه مزين بالحفريات وقد حفر على الضريح آية التطهير(١٦).
[...]وجدران المرقد في هذا الطابق وسقفه مكسوة بالمرايا الملونة وقد كتب في أعلى الجدران سورة النبأ مع البسملة والتصديقة بخط أسود وتدور بشكل كامل مع جدار الروضتين الكلثومي والسكيني، وقد كتب على المرايا هذه الكتيبة: "الفاتحة على روح السيدة حسن زهرا بنت سيد انتخاب حسين -التماس دعا- المتبرع السيد محمد رضا، السيد باقر رضا، السيدة...."(١٧)، ويظهر أنهم من الجالية الباكستانية أو الهندية، كما كتب على جدار الروضة في الطابق السفلي: "تم انجاز عمل المرايا بمساعي السيد وائل سليم مرتضى(١٨) متولى مقامات أهل البيت ١٤٢٦ﻫ - ٢٠٠٥ﻡ".
هذا وقد كتب على واجهة القوس الذي يفصل بين الروضتين: "هذا ضريح السيدة زينب الصغرى الملقبة بأم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع)"، وفي نهايته كتب الخطاط اسمه إلا أننا لم نتمكن من قراءته.
وللطابق السفلي سلالم للصعود إلى الطابق العلوي وطريق المرقدين منحصر بهذا الدرج، ويقع إلى الجهة الغربية من الروضة وفي منتصفه تقريبا ولكنه يميل إلى جهة الجنوب الذي فيه مقام السيدة سكينة، وقد حفر عند الدرج من الأسفل على رخام أحمر اللون فاتحه: "وضع هذا الرخام بمساعي السيد حسني ابن السيد سليم مرتضى(١٩) مشيد مقامات أهل البيت(ع) حيث إن جدران الروضتين مكسية بالرخام.
وأما في طريق الصعود فقد حفر على الرخام المواجه لنظر النازل إلى الروضة: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»، وفي السطر الثاني: «وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا »(٢٠)، بينما كتب على جانبه الأيسر آية التطهير(٢١)، وينتهي ﺒ: صدق الله العلي العظيم سنة ١٣٧٧ﻫ".
كما كتب في محيط الدرج أيضا: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا»(٢٢) صدق الله العلي العظيم".
ولا يخفى أن السلالم ملاصقة للجدار الغربي. وأما الجانب الآخر فمحجر بالخشب سواءً على حافة السلالم أو على أطراف الفتحة المؤدية إليها وذلك حفظا من السقوط.
وإلى جانبه الجنوبي يوجد ضريح آخر ينسب إلى السيدة سكينة بنت الإمام الحسين(ع) ولكنه منفصل عنه غير أن البناء يضم الضريحين معا. ولا يخفى أن في الطابق السفلي يفصل بينهما قوس وعمودان لتكون المسافة بينهما أضيق.
أما الطابق العلوي الموازي لأرض المقبرة بشكل عام والذي يرتفع عنها بثلاثة سلالمب[...].
تضم الضريحين ولا يفصل بينهما بفاصلة إلا أن هناك نوعا من التحديد والذي استخدم أيضا لأجل استناد السقف والقبتين حيث يوجد عمودان بين مساحة الضريحين، ويتخلل العمودين والجدارين الغربي والشرقي أقواس ثلاثة أوسطها أعرض من الطرفين، كلها منشأة من الحجر المحلي مما زاده جمالا، وقد حُجّر ما بين العمود والجدار من الطرف الغربي بمحجر خشبي لمنع السقوط على الدرج، وأما الطرف الشرقي فقد وضع المحجر الخشبي المماثل لأجل حريم الروضة عند باب الدخول الذي هو في جهة المساحة الجنوبية الخاصة بمقام السيدة سكينة.
وفي[...] المساحة التي تحيط بكل من الضريحين يمكن الطواف حول كل ضريح بشكل مستقل ومريح[...].
ومما يجب الإشارة إليه أنه بخلاف كل الأضرحة فإن عرضه إلى القبلة حيث يفترض أن يكون طوله إليها وربما وضع كذلك لضيق المكان من حيث عرض البناء(٢٣).
والضريح مصنوع من الذهب والفضة والفولاذ، ويحتوي كل من الجانب الجنوبي والشمالي على مشبكين، وأما كل من الجانب الشرقي والغربي فيحتوي على ثلاثة مشبكات، وقد عُوّض عن المشبك الوسط من الجانب الغربي بباب الدخول إلى الضريح وكتب عليه: "هذا ضريح السيدة أم كلثوم بنت الإمام علي(ع) بخط كبير ثم تحته ورد بخط صغير ما يلي: "متولي: السيد محمد سليم مرتضى(٢٤)، متبرع: حاج حسين أكبري راد"(٢٥). أما أرضية الكتيبة فهي من الذهب وجاءت نافرة من جنسها وتحتها ما يلي: "إيران أصفهان نظارت: حاج محمد حسين برورش(٢٦)، سازندكان: حاج محمد حسن(٢٧) وحاج عباس برورش(٢٨)، قلم زني: حسين عباس ﭘور(٢٩)، نجاري: مستاءُ جزان(٣٠) سنة ١٣٧٩ش(٣١).
وكتب على وسط مصراعي باب الضريح كتيبة جاء على الأيمن منها: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا»(٣٢)، وعلى الأيسر: «نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ»(٣٣)، وهما في إطارين بيضاوين.
وتوجد على كل مشبك كتيبة بيضاء على قاعدة خضراء جاء فيها سبع آيات من سورة الحجرات مع البسملة والتصديقة، وقد بدأت من الجانب الغربي وانتهت بنهاية الجانب الجنوبي، وهذه الكتيبة قد قطعت لتكون في أطر مستطيلة نصبت فوق كل مشبك من المشبكات العشرة للضريح.
والضريح كما هو معتاد من الطراز الحديث يتوسع بعد ذلك بمقدار خمسة عشر سنتيمترا من صفائح ذهبية مقعرة ومزركشة بالنقوش النباتية الفاخرة ثم تعلوها كتيبة أخرى بعرض حوالي عشرة سنتيمترات ذات أرضية زرقاء وكتابة مذهبة نافرة جاءت فيها: نصف سورة الإنسان من أولها مع البسملة والتصديقة وكمل الباقي على ضريح السيدة سكينة بنت الحسين(ع). وتبدأ الكتيبة هذه أيضا من جهة الغرب وتنتهي بنهاية جهة الجنوب، ثم يعلوها عدد من الصفائح الذهبية على شكل أوراق نباتية كتب في وسط نصف أعدادها أسماء الله الحسنى، بمعنى كتب في واحدة وتركت الأخرى لتشغل بالورد والزهور، وعددها في كل من طولي الضريح ١١ صفيحة، وفي كل من عرض الضريح: سبع صفائح ليكون مجموعها ٣٦ صفيحة، نصفها كتب فيها أسماء الله تعالى ونصفها أزهار وورود، وأما ما كتب فيها فان قاعدتها زرقاء وكتاباتها باللون الأبيض: وما أمكن قراءته من أسماء الله جل وعلا ما يلي بدءا من الشمال: يا حاكم، يا هادي، يا دائم، يا رازق، يا حنان ، يا مصور، يا برهان، يا مدبر، يا قدوس، يا غافر، يا ستار، يا منور، يا سابق، يا قوي، يا غفار، يا مؤخر، يا قدير، يا قادر.
وفي كل زاوية من الزوايا الأربع يوجد قنديل ذهبي من طبقتين وضع فيها أزهار اصطناعية.
وأما سطح الضريح فيرتفع رويدا رويدا وينحسر ليكون ارتفاعه نحو متر واحد، وانحساره من كل جهة في آخر المطاف نحو متر واحد أيضا وهو مغطى بالقماش الأخضر.
ولا يخفى أن ضريح مقام السيدة سكينة لا يختلف عن هذا الضريح.
والضريح الكلثومي يحتوي عل صندوق خشبي مطعم ومكسي بالقماش الأخضر، ويعلو الضريح بشكل عام عن سطح أرض المقام بمقدار ١٥ سم وهو مكسي بالرخام.
وأما جدران المقام فإنها مكسية بالرخام الرمادي اللون بارتفاع نحو متر ونصف، وما ارتفع من الجدران فإنها مكسية بالجص وبعض قطع المرايا الكبيرة والنقوش الجصية وهي مطلية بالدهان الأبيض بشكل عام إلا بعض النقوش والكتابات.
وفي جدران المرقد عدد من الشبابيك الخشبية التي تتقدمها من الخارج شبكة حديدية، وفي جهة الجنوب يوجد باب مرتفع مؤطر بإطار حجري ذي قوس حجري كان قديما يستخدم للدخول والخروج إلا أنه أغلق كي لا يكون باتجاه القبلة ففتح باب صغير من جهة الشرق وقد كتب على ذلك الباب بشكل مقوس: «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ»(٣٤) مرتان ولكن بشكل معاكس وبخط أحمر.
ويعلو كل ضريح من الضريحين قبة بقطر ثلاثة أمتار تقريبا وارتفاع حوالي ثلاثة أمتار من سطح سقف الروضتين، فالذي على ضريح السيدة أم كلثوم(ع) من داخله مجصص وملون بالنقوش والأطر الهندسية حيث كتب على شكل دائري في قمتها آية التطهير: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»(٣٥).
وعلى الجوانب الأربعة على بعد مسافة قليلة توجد أربع دوائر صغيرة مزينة بالنقوش ثم على مسافة أبعد قليلا توجد أربع دوائر أخرى أكبر منها كتب في كل واحدة منها بالترتيب التالي:

١- الله جل جلاله.
٢- محمد صاحب الشفاعة(ص).
٣- الإمام علي بن أبي طالب(ع).
٤- فاطمة الزهراء البتول(ع).
ثم على مسافة أبعد توجد أطر هندسية شبه مستطيلة كتب فيها أسماء سائر المعصومين(ع) على الترتيب التالي:
١- الإمام الزكي الحسن(ع).
٢- الإمام الشهيد الحسين(ع).
٣- الإمام علي زين العابدين(ع).
٤- الإمام محمد الباقر(ع).
٥- الإمام جعفر الصادق(ع).
٦- الإمام موسى الكاظم(ع).
٧- الإمام علي الرضا(ع).
٨- الإمام محمد الجواد(ع).
٩- الإمام علي الهادي(ع).
١٠- الإمام الحسن العسكري(ع).
١١- الإمام الحجة المهدي(عج).
وقد لونت قاعدتها باللون الأزرق والكتابة جاءت باللون الأبيض.
وجاء بعد هذه الأطر حزام دائري من الكتابة البيضاء على أرضية خضراء أودع فيها سورة يس من أولها مع البسملة وأوردت بقية السورة في الحزام الآخر(٣٦).
ثم بعدها جاءت كتيبة أعرض من تلك بمقدار الضعف متداخلة فيما بينها في قطع صغيرة فيها تتمة سورة يس مع التصديقة.
وكتب على نهايات القبة من الداخل بخط أبيض في ثلاثة أسطر: "تم تجديد ودهان القبة بمساعي السيد محمد سليم مرتضى متولي مقامات أهل البيت"(٣٧).
وجاء فوقها: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»(٣٨).
والمقام من الخارج بشكل عام فهو مبني من الحجر المحلي الأبيض المائل إلى الصفرة وبارتفاع نحو أربعة أمتار ونصف المتر، ويعلوه قبتان خضراوتان، وتقع على الزاوية الجنوبية الغربية منارة على الطراز الشامي بارتفاع عشرة أمتار تقريبا.
والقبتان مبنيتان من الحجر المكسي بالجص والإسمنت المهون باللون الأخضر وقد فتح للمرقد باب من جهة الشرق بعدما كان له باب من جهة الجنوب وأثبتت على مدخل هذا الباب صخرة حفر فيها بيتان للشافعي من بحر البسيط:
يا آل بيت رسول الله حبكم                     فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الشأن أنكم                  من لم يصلّ عليكم لا صلاة له(٣٩)
ثم جاء تحته: "هذا مقام السيدة سكينة كريمة الإمام الحسين شهيد كربلاء(ع) ومقام السيدة زينب الملقبة بأم كلثوم كريمة الإمام علي بن أبي طالب(ع) شيدت هذه المقامات المقدسة بمساعي السيد سليم أفندي ابن السيد حسين أفندي مرتضى قائم مقام مراقد أهل البيت(ع).
ويتقدم هذا الباب مدخل طويل بطول عشرة أمتار تقريبا وبعرض خمسة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار مبني من الحجر المحلي الجميل بلونيه الأبيض والأسود له مدخل يعلوه قوس جميل، وأما من الداخل فإنه بطول مشابه ولكنه بعرض أربعة أمتار وبارتفاع مماثل مزجّج وعلى طرفيه حديقتان بعرض نصف متر ويتصدره باب حديدي مشبك.
وقد كتب على أحد جوانبه فوق صخرة بيضاء محفور عليها: "أنشئ هذا المدخل على نفقة المتبرع الحاج علي المكتبي(٤٠) بمساعي السيد محمد سليم مرتضى متولي مقامات أهل البيت(ع) عام ١٩٧٦ﻡ"(٤١)[...].
وأما على باب المدخل فتوجد قطعة مؤطرة بالخشب المذهب والمزركش بالنقوش كتب في أعلاها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»(٤٢).
السلام عليك يا زينب ويا أم كلثوم يا أخت الحسين الشهيد ورحمة الله وبركاته[...].
وبعدما اتضحت الصورة لا بد من بيان السرد التاريخي بهذا المقام، أعني به مقام أم كلثوم الصغرى بنت علي وفاطمة(ع).
• في أول صفر من عام ٦١ﻫ، وصل ركب الأسر الحسيني إلى باب الصغير(٤٢) الواقع على جنوب مدينة دمشق، ومنت الطبيعي أنهم عندما كانوا منتظرين عند الباب انشغلوا بالدعاء والصلاة والتهجّد إلى الله تعالىـ وبقي بها أثرهم.
وتروي الروايات أن جلاوزة يزيد بن معاوية الأموي لم يدخلوا الأسرى مباشرة إلى دمشق بل أوقفوهم فترة عند الباب قيل ثلاثة أيام وقيل أقل من ذلك، ثم حولوهم إلى باب آخر إلى جهة الشرق(٤٣).
• في شوال سنة ١٣٣٠ﻫ قام سليم مرتضى بإعادة بناء مقام السيدة أم كلثوم بنت علي(ع).
• في سنة ١٣٩٦ﻫ تم إنشاء المخل إلى الروضة.
• في سنة ١٣٧٧ﻫ تم إكساء جدران الطابق السفلي من الروضة بالرخام.
• في سنة ١٣٨٩ﻫ اهدي للمقام لوحة فيها أشعار فارسية.
• في سنة ١٤١٦ﻫ تم وضع ضريح السيدة أم كلثوم في الطابق العلوي.
• في سنة ١٤٢٠ﻫ تم صنع الضريح الكلثومي ونصبه في المقام.
• في سنة ١٤٢٦ﻫ تم تزيين الطابق السفلي من الروضة.
وممن تولى سدانة مقامات أهل البيت في مقبرة الباب الصغير ممن تمكنا التوصل إليهم، وهم:
١- سليم بن حسين مرتضى المتوفي سنة ١٣٤٩ﻫ.
٢- رضا بن سليم مرتضى المتوفي سنة ١٣٧١ﻫ.
٣- حسني بن سليم مرتضى، تولى سدانة المقام سنة ١٣٧١ﻫ.
٤- محمد بن سليم مرتضى الذي كان حيا عام ١٤٢٠ﻫ.
٥- وائل بن سليم مرتضى الذي كان حيا عام ١٤٢٦ﻫ. 


الهوامش:
(١) هناك مقبرتان تاريخيتان في دمشق، وكلتاهما تقعان خارج السور القديم، إحداهما للمسلمين والتي تقع عند مدخل الباب الصغير، والثانية تقع عند باب كيسان وهي تخص المسيحيين، وإحداهما جاءت موازية للأخرى. ويبدو أن المقابر كانت تنشأ خارج السور كما يلاحظ في هاتين المقبرتين ومقبرة الباب الشرقي ومقبرة باب توما وباب الفراديس. 
(٢) لا يخفى أن دمشق والتي مرّ منها آل الرسول(ص) في موكب الأسر فيها آثار خالدة تمثلت بالمراقد والمقامات، وقد حملت شوارعها وساحاتها ومنتدياتها أسماء أهل البيت(ع) فمن شارع علي بن أبي طالب، وشارع الإمام الحسن وشارع الإمام الحسين، وشارع الإمام زين العابدين، وشارع آل البيت، وجادة آل البيت، وشارع الزينبية، وحي زين العابدين، وقضاء الزينبية، وغيرها، وشوارع بأسماء الأصحاب والأنصار الموالين لأهل البيت وشخصياتهم إلى يومنا هذا، كشارع الأمين وحي الأمين المنتسبين إلى السيد محسن الأمين، وشارع علي الجمال نسبة إلى الخطيب الدمشقي المعروف، وشوارع حول مرقد السيدة سكينة في داريا، وأخريات في حلب وشمال حماة.
(٣) أبو البقاء: هو ابو بكر ابن عبد الله بن محمد البدري (٨٤٧-٨٩٤ﻫ) ولد في دمشق، كانت له رحلات إلى القاهرة، حج بيت الله الحرام وفي طريق العودة عندما وصل إلى غزة توفي فيها، عرف بكتابه "نزهة الأنام في محاسن الشام"، كانت له مؤلفات اجتماعية، منها: راحة الأرواح، ونزهة الجليس.
(٤) هامش مراقد المعارف: ١/٣٣٤ عن الإشارات إلى أماكن الزيارات لابن الحوراني: ١٨ عن محاسن الشام لأبي البقاء.
(٥) هامش مراقد المعارف: ١/٣٣٤ عن الإشارات لابن الحوراني: ٣١ عن محاسن الشام.
(٦) كمونة: هو عبد الرزاق بن حسن الحسيني (١٣٢٤-١٣٩٠ﻫ) ولد في النجف ونشأ فيها ودرس على أعلامها الفقه والأصول، كان باحثا نسّابة، من مؤلفاته: سيور التمائم، موارد الإنحاف في نقباء الأشراف، والنفحات القدسية.
(٧) مشاهد العترة الطاهرة: ٩١.
(٨) ابن الحوراني: هو عثمان بن أحمد السويدي حفيد سويح بن سعيد الحوراني، توفي بعد سنة ١١١٧ﻫ، من أهل شاغور في دمشق، كان واعظا في الجامع الأموي، له من المؤلفات: الإرشاد إلى طريق الرشاد، إرشاد الطلاب، وبلوغ المنى.
(٩) الهروي: المكنى بأبي الحسن هو علي بن أبي بكر بن علي (......-٦١١ﻫ)، رحالة مؤرخ أصله من وهران، ولد في الموصل في منتصف القرن السادس الهجري وتوفي في حلب، وكان له فيها رباط، كان يكتب على الحيطان بخطه الجميل وقد امتلأت المدينة من خطه، له من المؤلفات: الخطب الهروية، التذكرة الهروية، ورحلة الهروي.
(١٠) جاء في دليل الأماكن المقدسة في سوريا: ٧٦، أن هناك قبرين ينسبان الى أزواج النبي(ص) أحدهما قبر السيدة أم سلمة هند بنت سهيل المخزومية وثانيهما قبر السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية، وسنأتي على بيان تفاصيلهما. وقد ورد في مذكرات أحمد بن يوسف ظاظا الميداني المولود في دمشق سنة ١٣٣٩ﻫ (١٩٢١ﻡ)، أن القبر الثالث هو لحفصة بنت عمر بن الخطاب العدوي، كما أشار نجله في موقعه الالكتروني.
(١١) سهل بن الحنظلية: هو سهل بن الربيع بن عمر بن عدي الأنصاري الأوسي، والحنظلية قيل هو نسبة إلى أمه أو أم جده، صحابي سكن دمشق وتوفي فيها نحو سنة ٤١ﻫ.
(١٢) زيارات الشام: ٧٧ عن زيارات الهروي: ١٣، وتمام اسم الكتاب "الإشارات الى معرفة الزيارات"، كما أن كتاب ابن الحوراني اسمه الآخر "الإشارات إلى أماكن الزيارات".
(١٣) فرج العمران: هو ابن حسن بن أحمد القطيفي (١٣٢١-١٣٩٨ﻫ) ولد وتوفي في القطيف، درس في مسقط رأسه وفي النجف الأشرف، جال في عدد من البلدان الإسلامية، كان من علماء القطيف البارزين، له مؤلفات جمّة منها: المرقد الزينبي، الروضة الندية في المرائي الحسينية، ووفاة السيدة زينب.
(١٤) انتهى محل الحاجة باختزال - راجع الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية: ٧/٤١ - ٤٣.
(١٥) مزارات أهل البيت(ع) وتأريخها: ٢٢٨.
(١٦) سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.
(١٧) لم نتمكن من قراءتها.
(١٨) وائل بن سليم مرتضى: ممن تولى سدانة مقامات أهل البيت(ع) في مقبرة باب الصغير، والظاهر أن خلف أخاه محمد بن سليم حيث ورد اسمه على المبنى مقرونا بسنة ١٤٢٦ﻫ.
(١٩) حسني بن سليم مرتضى: كانت له مساهمة في تعمير بعض مقامات أهل البيت(ع) في مقبرة باب الصغير، كما هو مثبت على جدران مقام السيدة أم كلثوم، وقد تولى سدانة المقامات بعد وفاة أخيه سنة ١٣٧١ﻫ، ويبدو أنه دفن بجنب أخيه.
(٢٠) سورة الشورى، الآية: ٢٣.
(٢١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.
(٢٢) سورة الدهر (الإنسان)، الآية: ١٢.
(٢٣) وربما وضع الضريح بهذا الشكل يؤكد على أنه مقام للسيدتين الجليلتين السيدة أم كلثوم بنت علي(ع) والسيدة فاطمة بنت علي(ع) وليسا بمكان دفنهما لأن الميت شرعا يجب أن يكون رأسه إلى جهة الغرب ورجلاه إلى جهة الشرق ليكون وجهة إلى القبلة وذلك في مثل هذه المناطق التي تقع القبلة إلى جهة الجنوب.
(٢٤) محمد بن سليم مرتضى: كان هو الآخر سادنا للمقامات المنسوبة إلى أهل البيت في باب الصغير،وقد ساهم في تطوير المقامات في عام ١٤٢٠ﻫ كما هو مثبت على بعض اللوحات المنصوبة في المبنى، ويبدو لأنه تولاها بعد وفاة أخيه السيد حسني والذي بدوره استلم التولية من أخيه السيد رضا المتوفي سنة ١٣٧١ﻫ، كما مثبت على شاهد قبره بمقبرة باب الصغير، والذي ورد في نصه أنه كان ممن تولى السدانة من أبيه السيد حسين مرتضى المتوفي سنة ١٣٤٩ﻫ.
(٢٥) حسين أكبري راد: يبدو أنه أحد تجار اصفهان.
(٢٦) محمد حسين ﭘرورش: لقد أشرف على صناعة الضريح الكلثومي والسكيني في مقبرة باب الصغير، ويبدو أنه المشرف الفني، كما يبدو لنا أنه هو وإخوته يديرون المصنع.
(٢٧) محمد حسين ﭘرورش: والظاهر أنه باشر بصناعة الضريح السابق الذكر، ويبدو لنا أنه شقيق لمحمد حسين وعباس.
(٢٨) عباس ﭘرورش: هو الآخر ممن باشر بصناعة الضريح مع أخويه.
(٢٩) حسين عباس ﭘور: يظهر من النص الفارسي المثبت على باب الضريح انه نقاش فني لمثل الأعمال المختصة بالمعادن الثمينة، ويبدو أنه يعمل مع عائلة ﭘرورش.
(٣٠) مستاءُجزان: نحتمل أنه معمل نجارة حمل لقب صاحبه، وقد تعاون الصاغة معه لإنشاء الضريح المصنوع من خشب الصاج أو الأبنوس عادة، والمكسي بالذهب والفضة والفولاذ.
(٣١) الموافق لسنة ١٤٢٠ﻫ.
ولا يخفى أن السنة الهجرية سنة قمرية أي أنها تعتمد على مدار القمر فأشهرها تكون إما ثلاثون يوما أو تسعة وعشرون يوما ليكون مجموع أيامها في السنة (٥،٣٥٤) يوم، وأما السنة الشمسية فهي أيضا هجرية أي أن التاريخ بدأ بها من هجرة الرسول(ص)، إلا أنها تعتمد على مدار الشمس ليكون أيام أشهرها إما ثلاثون يوما أو واحد وثلاثون يوما ليكون مجموع أيامها في السنة (٥،٣٦٥) يوم، والتاريخ الهجري القمري يستخدم عادة في البلدان العربية بينما التاريخ الثاني يستخدم في إيران وأفغانستان.
(٣٢) سورة الفتح، الآية: ١.
(٣٣) سورة الصف، الآية: ١٣.
(٣٤) سورة الإسراء، الآية: ٨٤.
(٣٥) سورة الأحزاب، الآية:٣٣ .
(٣٦) يمكن رؤية آثار الرطوبة في السقف ممّا ينذر القيّمين بضرورة صيانة القبة أو تحديدها، وبما أن الوافدين في هذه الأيام كثر حيث تتوجه قوافل كبيرة وباستمرار إلى الشام لزيارة العتبات المقدسة فإن من الضرورة بمكان أن تتوسع هذه الأماكن مع المحافظة على التراث القائم.
(٣٧) ولا يخفى أن عائلة المرتضى هم من السادة الأشراف الذين نزحوا من بعلبك في لبنان إلى سوريا وسكنوا دمشق منذ قرون مديدة وقد تولى أجدادهم سدانة المراقد المقدسة في دمشق، فمنهم من تولى سداتة مرقد السيدة زينب(ع) في الرواية ومنهم من تولى سداتة هذه المقامات المتواجدة في مقبرة باب الصغير وكلا الستة من أسرة واحدة وهما من أبناء العمومة.
(٣٨) سورة القدر، الآية: ٥.
(٣٩) ديوان الشافعي: ٧٢.
(٤٠) يعادل ١٣٩٦ﻫ.
(٤١) علي المكتبي: من التجار الإيرانيين المقيمين في لبنان، وهي عائلة تجارية معروفة في الأوساط اللبنانية.
(٤٢) سورة الأحزاب، الآية:٣٣ .
(٤٣) الباب الصغير: سمي بذلك لأنه كان أصغر الأبواب التي كان السور يحتويها، وإنما أنشئ صغيرا لخطر الجهة الجنوبية على دمشق فهي مفتوحة على الصحراء حيث لا توجد أمامها حواجز، ويقال للباب الصغير باب شاغور أيضا.
(٤٤) دخول موكب الأسر كان من باب توما حيث داروا بهم بموازات السور ولكن من خارجه وذلك من الباب الصغير إلى باب توما مرووا بباب شرقي باب كيسان، ثم بعدما دخلوا من باب توما واصلوا طريقهم حتى وصلوا إلى باب جيرون الداخلي حيث كان يزيد في قصره ينظر إلى مشهد دخولهم وهو ينشد من بحر الكامل:
لما بدت تلك الحمول وأشرقت                               تلك الرؤوس على ربى جيرون
تعب الغراب فقلت: صح أو لا تصح                      فلقد قضيت من الرسول ديوني
- راجع: ديوان القرن الأول: ٢/٢٣٩.


المصدر: الكرباسي، محمد صادق محمد: تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره. المركز الحسيني للدراسات، المملكة المتحدة، لندن،١٤٣٠-٢٠٠٩م.ج٥.

التعليقات (0)

اترك تعليق