التل الزينبي في العراق
ومثلهـا مـا انسبـت حـرة وصاحت
على (التل) أو گفت(1) (زينب) وصاحت
نـادت يـخـوتـي يـهـل الحميــة
التل الزينبي علامة شاخصة لدور عقيلة الهاشميين في طف كربلاء، وتيمناً بها سُمي هذا الموضع باسمها.
والمقام عبارة عن مشبك صغير من البرونز داخله أبيات كتبت على القاشاني، وحتى عام 1976 كانت المساحة هي 40 متراً مربع، تبرع بها الحاج عباس الوكيل، وكان المسئول عن تل الزينبية في تلك الحقبة من الزمن هو الحاج عبد الأمير الأسدي، وبقي المقام على حاله مع ترميمات بسيطة إلى عام 2000 م، عندما قام أحد أفراد عائلة بيت آل شبر بالتبرع لتطوير المقام ليصبح كما هو ألان على مساحة تبلغ 100 متر مربع، وقبل مدة قليلة قامت لجنة إدارة العتبات المقدسة بفتح باب ثانية للمقام لغرض استيعاب الكم الكبير من الزائرين، الذين يتوافدون إلى المقام بعد زيارتهم لمرقدي سيد الشهداء وأخيه أبو الفضل(ع). وهناك سور جديد يحيط بالمقام من ضمن التحديثات التي قامت بها لجنة إدارة العتبات.
ويتمتع المقام بمنزلة كبيرة في قلوب جميع الزائرين لما له من دلالات عظيمة، من خلال وقوف الحوراء زينب(ع) على هذا المرتفع ومشاهدتها مصرع الهواشم، حيث يتوافد الناس على المقام بشغف ومحبة محاولين مواساتها بمصابها العظيم والتشفع بها والتقرب إلى الله.
سُمي هذا التل المقدس (بالزينبي) نسبة إلى الحوراء زينب عليها السلام التي شرفته بوقوفها فوقه؛ لكي تشاهد أخاها الحسين(ع) وهو يخوض المعركة المصيرية.
وفي رواية أنها خرجت ساعة وقوع الحسين(ع) من على ظهر جواده صريعاً وهي بكامل حجابها، فخرجت(ع) حتى وصلت هذه البقعة المقدسة، ووقفت عليها تخاطب سيد الشهداء(ع)، ثم توجهت بنظرها صوب المدينة المنورة لتخاطب جدها(ص) وتخبره بقتل أخيها(ع)، فنادت: "واجداه! وامحمداه! هذا حسين في العراء قتيل في كربلاء"، وبعدها صوبت بنظرها نحو الغري منادية: "يا أبتاه!" تخاطب أمير المؤمنين(ع) لتخبره بما جرى.
وقد ظل الصرح شامخاً حتى يومنا هذا، مزاراً يؤمّه المئات من الناس يومياً.
والمقام كان في نهاية القرن الرابع عشر الهجري عبارة عن شبك صغير من البرونز داخله أبيات كتبت على القاشاني. وتوجد في أعلاه أحجار من القاشاني مزينة بصور تمثل معركة الطف، وقد جدد بناؤه سنة 1398 هـ (1978م).
عمارة المقام:
كان وإلى عام 1997 عبارة عن مشبك صغير من البرونز داخله أبيات من الشعر، وبعد ذلك تم توسع المقام لتُجرى عليه ترميمات جديدة عام 2000 م، ولتفتح باب جديدة أخرى للمقام بما يتلائم والتوسعة الجديدة.
التل الزينبي حالياً:
يتقدم الواجهة الأمامية للمقام سياج حديدي بارتفاع 2 متر، تتخلله دعامات كونكريتية مغلفة بالمرمر، وله ثلاث أبواب؛ أحدها تقابل العتبة الحسينية المقدسة مباشرة، والأخرى من جهة المدخل الأيمن للسوق، وقد خصص الباب الأول لدخول النساء، فيما خصص الباب الأخر لدخول الرجال، بعد الفاصل الذي استحدث داخل المقام، ليصير بذلك متشكلاً من قسمين للرجال والنساء، وبشكلٍ عاكسٍ للثقافة الإسلامية الشائعة في عدم الاختلاط بين الجنسين وبخاصة في الأماكن المقدسة.
صحن المقام:
المساحة الإجمالية للصحن تقدر بـ 175م مربع، وقد كُسي بالمرمر، فيما خصصت كشوانية -هو موضع مخصص لوضع الأحذية- تقع على الجانب الأيسر من مدخل الرجال.
المقام الشريف:
وكما تقدم الحديث يقع على التل المعروف، لذلك فإن طبيعة استلزمت وجود سلم صغير كُسي بالمرمر، موصل ما بين الصحن والمقام الذي تعلوه طارمة أمامية مرتكزة على دعامتين، ومن ثم يتم الدخول إلى المقام الشريف عبر باب صنع من خشب الصاج بعرض مترين وارتفاع أربعة أمتار، زُيّن بالآية القرآنية الشريفة: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»(2) أما الحرم الشريف:
فتبلغ مساحته مائة متر تقريباً، قد كسيت جدرانه بارتفاع مترين بالمرمر، تعلوه كتيبة من الكاشي الكربلائي والآيات القرآنية الكريمة.
أما البقعة المقدسة:
وهو الموضع المباشر لوقوف العقيلة زينب، فقد غلف بالمرمر بارتفاع أربعة أمتار، يتوسطه مشبك إسلامي بارتفاع مترين ونصف، يتوسط شباك فضي ذو مصراعين، ونقش عليها جميعها آيات من القرآن الكريم.
وأخيراً فإن البناء تعلوه قبة خضراء مزينة من الداخل بالمرايا وفق الطراز الإسلامي.
1- كلمة فارسية بمعنى: قالت.
2- سورة الأحزاب، الآية: 33.
المصدر: شبكة كربلاء المقدسة.
اترك تعليق