مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ندوة

ندوة "السيد المسيح والإمام الحسين: صوت العدالة الإلهيّة" التي أقامتها الوحدة المركزية للهيئات النسائيّة

"لو كان السيد المسيح(ع) بيننا اليوم لما فوّت لحظة واحدة من الكفاح ضد أقطاب الظلم والاستكبار في العالم" الإمام الخامنئي(قده).

بمناسبة ولادة نبي الله عيسى بن مريم(ع) المتزامنة مع ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع) لهذا العام، أقامت الوحدة المركزية للهيئات النسائية في حزب الله نهار الثلاثاء في 17 كانون الأول 2013، ندوة فكرية تحت عنوان "السيد المسيح والإمام الحسين: صوت العدالة الإلهيّة"، وذلك في قاعة المحاضرات في مجمع الإمام الصادق(ع)، طريق المطار، قرب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بحضور الحاجة عفاف الحكيم (مسؤولة الوحدة المركزية للهيئات النسائيّة في حزب الله)، وحشد من الفعاليات النسائية الاجتماعية والسياسية، وممثلات عن الجمعيات والأحزاب والهيئات النسائية اللبنانية.
قدمت للندوة "الإعلامية وفاء حطيط" وتحدث خلالها على التوالي كل من:
- الأب فادي ضو.
- الأستاذة سحر مصطفى.
- الشيخ علي خازم.
- الأستاذة فضيلة فتال.


المداخلة الأولى كانت للأب فادي ضو تحت عنوان "رسالة الحسين والمسيح لعالمنا اليوم"، الذي اعتبر  أنّ رسالة السيد المسيح والحسين(ع) هي الوقوف بوجه الظلم من أينما أتى، حتى لو كان من داخل البيت، فموقف الحسين(ع) وشهادته هي تعبّر برأيه عن هذه الإرادة الراسخة للخير والعدالة والوقوف بوجه الظلم، والتي نجدها أيضاً عند السيد المسيح، فهو بشخصه كان حتى آخر حياته يعبّر عن هذا الوجه الصارخ بوجه الظلم حتى ولو أتى من الداخل أيضاً، وأشار الأب ضو إلى أهميّة استعادة قيم الإمام الحسين(ع) والسيد المسيح في حياتنا، وإلى الانفتاح والاختلاط وعدم التقوقع، واعتبر أنه يُخطئ كل من يعتقد أنّ الإسلام هو للمسلمين فقط وأنّ المسيحيّة هي للمسيحيّين فقط، فالإسلام هو جزء لا ينفصل عن الهوية الروحيّة والثقافيّة للمسيحيين في هذا الشرق، كذلك فإن المسيحية هي جزء لا تنفصل عن الهويّة الروحية والثقافيّة للمسلمين في هذا الشرق.
وختم كلامه بدعوة مثلّثة الأبعاد حيث قال:
1-  أتمنى على كلّ منّا أن لا يتمسك بهويته الدينيّة على حساب قيمه الدينيّة.
2- أن نكون اليوم رسلاً فِتاحاً وطلاقاً في وجه موجات التّعصب والتطرف باسم الدين.
3- أن نتخالط كما قال الإمام علي(ع) في نهج البلاغة: "تخالطوا فإذا تخالطتم وجدتم من يحن عليكم".

بدورها قدمت الأستاذة سحر مصطفى في مداخلتها مقاربة موضوعيّة بين أنصار الحسين وحواريي المسيح فتناولت أوجه التشابه بين حواريي عيسى(ع)، أو رسل عيسى -كما يسميهم الإنجيل بحسب قولها- وبين أنصار الإمام الحسين(ع)، حيث أشارت في كلمتها إلى أن كلا النموذجين شكلا محطات تاريخيّة مهمة، فكلاهما كانا مستعدين للموت من أجل إيمانهم، ونذروا حياتهم لخدمة الدين والدعوة، وكلاهما استشهد ولكن أنصار الحسين(ع) استشهدوا في زمن قلّ فيه الناصر وأدركوا من الجمال المعنوي حتى صار الموت عندهم أحلى من العسل.
وتابعت الأستاذة مصطفى بالإشارة إلى أنّ كلا النموذجين اشترك في المظلوميّة، بقلتهم مقابل كثرة عدوهم.



وبدوره قدّم فضيلة الشيخ علي خازم رؤية حول الإمام الحسين(ع) وسبب الترديد في زيارة وارث "السلام عليك يا وارث عيسى روح الله..."، وبدأ مداخلته بالحديث عن عناوين ثلاث تشتمل الحياة عليها وكلّ إنسان مجبولة فيه مع بعضها وهي:
1- العنوان الإيماني.
2- العنوان العقلي.
3- العنوان الشعري: لارتباطه بالمشاعر والعواطف.
وأشار إلى أنه في عالم الإيمانيّات قد نختلف كثيراً باعتباره يشتمل على جنبة كثيرة من الغيبيّات التي لا تخضع للإيمان العقلي، أما المسائل العقليّة لا خلاف عليها بين العقلاء، وإذا انتقلنا إلى المجال الشعري (الحب، الكره، ...) نجده مشتركاً أيضاً كما المسائل العقليّة، وبالتالي إذا حسبنا حجم المشتركات سنجده واسعاً جداً، فتبقى الغيبيّات التي لو أعدنا النظر فيها سنجد فيها أيضاً أشياء مشتركة.
وأكدّ من الداخل على الداخل بالعيش المشترك والمتخالط والواحد ولكن على أرضيّة الالتزام بالجانب الإيماني والغيبي الذي برأيه لا يبعدنا عن الآخر.
ثم تحدث عن أوجه الاشتراك والتماثل والوراثة بين الإمام الحسين(ع) والنبي عيسى(ع) منها:
1- النسب.
2- الوجيه: فنحن مثلاً نقول في دعاء التوسل الذي يُقرأ ليلة الثلاثاء "يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله..." وكذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ»(سورة آل عمران، الآية: 45).
3- السبط: أي ابن البنت، فالمسيح(ع) لم يكن له أب ولكنه كان سبطاً لعمران(ع)، والحسين(ع) أيضاً كان سبطاً لرسول الله(ص)، بل إنّ الرسول(ص) يقول عنه: "حسين سبط من الأسباط".
4- الولادة: لم يولد مولود قط لستة أشهر وعاش إلا النبي عيسى والإمام الحسين(ع) عن الحسن بن علي(ع) قال: رأيت فـي المنام عيسى بن مريم(ع) قلت: يا روح اللّه إني أريد أن أنقش على خاتمي فماذا أنقش عليه؟ قال: انقش عليه: لا اله إلا اللّه الملك الحق المبين فإنه يذهب الهم والغم
5- أمهما: تتشابه الأمهات بعدد من الصفات فكلتاهما تعرفان بالصدّيقة والطاهرة وسيدة نساء العالمين...
6- الزكي والمبارك.
7- إنّ الله عز وجل جعل للمسيح(ع) أن يُبرئ الأكمه والأبرص وكذلك جعل الشفاء في تربة الحسين(ع).
8- الشهيد: حيث ورد في القرآن الكريم في النبي عيسى(ع)«وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد» (سورة المائدة، الآية: 117)، وكذلك نعرف أنّ لقب الحسين(ع) هو الشهيد على مستوى الدم وعلى مستوى الإبلاغ وإكمال الرسالة.
وختم الشيخ خازم كلامه بالدعوة إلى التمسك بالأبعاد الأخلاقية في شخصية السيد المسيح كما يرويها المسلمون وتقديمها للأبناء لتكون صورة يتخلقون ويعملون بها.

المداخلة الأخيرة كانت للأستاذة فضيلة فتال التي تناولت فيها مفهوم التضحيّة والفداء لدى المسلمين والمسيحيّين  واعتبرت أنّ مفهوم التضحية والفداء ما هو إلا بمعنى الشهادة وبذل الدم، فالمسيح بحسب رأيها قد فدى بحياته حتى عُرف بالمخلّص والفادي، وتراث الإسلام أيضاً يحضّ على التضحيّة والفداء، وأشارت إلى أنه في كربلاء حكاية مجد ترويها دماء أنارت سبيل الرجال، حكاية مجد للقيم والمثل في التضحيّة والفداء لا تولد إلّا على شفرات السيوف، فاستشهاد الحسين(ع) ترك لنا أمثولة حيّة في تاريخنا عن البسالة والتضحيّة والفداء ومقاومة أعداء الأمّة بكل الوسائل، لقد اختار أن يخوض الصراع بين الحق والباطل فانتصر بشهادته على قاتليه، فكتب بدمائه أنّ العقيدة كالوطن تحييها الدماء.."


محرر موقع ممهدات

التعليقات (0)

اترك تعليق