مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رسالة الشهيد السيد محمد باقر الصدر(رحمه الله) إلى أولاده

رسالة الشهيد السيد محمد باقر الصدر(رحمه الله) إلى أولاده

أولادي وأحبتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب هذه الكلمات أيها الأحبة وقد مر على فراق أبيكم لكم سنة كاملة تقريباً، ما كان أقساها من سنة على هذا الأب الذي جسّد فيكم آماله وبذل في سبيل تحقيق وجودكم الأفضل عصارة روحه، وقلبه، وعقله جميعاً، وعاش يترقب نموّ أولاده واشتداد سواعدهم في العلم، وتساميهم في الروح، وتكاملهم المستمر في الخلق، والهدي، والدين، وبدأ يحسّ أنّ هؤلاء الأولاد البررة سوف يحققون ظنونه فيهم ويمثلون امتداده الروحي، وإذا به يُفاجأ في لحظة بقدرٍ فرّق بينه وبين أبنائه، وهو أحوج ما يكون عاطفياً وروحياً ودينياً إلى قربهم.
وبالرغم من مرور سنة كاملة على فراق الأب لأبنائه فلا أزال كيوم فارقتكم فيه شعوراً بالألم وشعوراً بالأمل مع شعور ثالث هو حصيلة سنة من الفراق المرير؛ وهو الإحساس بأنّ العائلة مهما تمزقت مكانياً تظل عائلة بكل روابطها العائلية الطاهرة التي تشد الأب إلى أبنائه وتوّحد الأبناء في إطار أبيهم.
إنّ العاطفة وحدها لا تكفي ضماناً مطلقاً لوحدة العائلة وإنّ التبصر وحده لا يكفي ضماناً لوحدة العائلة.
غير أنّ العاطفة والتبصر معاً هما الضمان الأكيد لاستمرار مشاعر الأبوة والبنوة ومواقف الأبوة والبنوة.
رعاكم الله بعينه التي لا تنام والسلام عليكم وعلى هذا الولد الجديد الباقري الذي ابتعد عن أبيه، وبنفسي مشاعركم وأفراحكم وشتى مناسباتكم، والسلام على جميع الأحبة والأعزاء من حولكم ورحمة الله وبركاته.


المصدر: شهيد الأمّة وشاهدها، محمّد رضا النعماني، الشيخ. ج2

التعليقات (0)

اترك تعليق