رسالة السيدة أم جعفر الصدر زوجة الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) تتحدث فيها عن زوجها الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
[...]
السيد الشهيد السعيد هو البحر الزاخر ونور الله في الأرض وسليل الإباء والأجداد الذي مثلهم بخلقه وكلمته وعبادته حبه لأهل البيت وزيارته إلى المراقد المقدسة والتوسل بهم بما كان يجده من مواقف الأعداء والمغرضين والحساد، وقد كان لا يجد ملجأ وملاذا إلا حرم المعصومين(ص).
لقد كان السيد الشهيد السعيد عبقريا في كل شؤونه غير عادي، فكان يمثل حقيقة رجل العلم والتقوى والزهد والعبادة، كما كانت كتاباته رائدة في عصره وفريدة في زمانه ووقته، كذلك في نفس النسبة كانت أخلاقه وسلوكه وتصرفاته، وكان بحق يجسد كل ما يكتبه وهو المصداق الحقيقي للإنسان المتكامل، وكان يمثل في سلوكه خيركم خيركم لأهله وأنا خير منكم لأهلي، وكان في كل مراحل حياته الشريفة مدرسة لأهله ولأمّته على السواء، ولمن يريد أن يكون قويا في إيمانه عزيزا في دينه شجاعا في مواجهة أعداء الدين والإسلام.
عشت معه (18) سنة فما رأيت منه شيء يخل في إيمانه أو تقوى ولكن بالعكس كل يوم وأنا معه، ما يزيد فيه إلا إيمانا واعتزازا وتقديرا، وفي أول اقتراني به وللوضع الصعب الذي كنت فيه من تغير الجو والبيئة، ذهبت لزيارة أمير المؤمنين وبعد التوسل بالإمام ألقى الإمام في روعي أن هذا ليس زوجا عاديا فتحملي الصعوبات، وإنما هو إنسان مقدس وولي من أولياء الله وأستاذا كبيرا.. فانظري إليه بهذا المنظار.
فاتخذته أستاذا ولم أر منه خلال السنوات التي عشت فيها معه إلا ذلك.
اترك تعليق