الباب لم يقفل(1)
14 تموز 2006 ألمانيا:
... تعيش في منزلٍ زوجيّ حديث العهد، وسط كروم العنب على سفح تلةٍ عاليةٍ. في "أونترتوركهايم" إحدى ضواحي "شتوتغارت" الألمانية.
جوّها صافٍ، هواؤها عليل، منظر الكروم النضرة الخضرة يبعث في النفس شعوراً بالبهجة.
يخرق هدوءها قطارٌ يَعْبرُ مسرعاً نحو أقاصي الدنيا، يقابله نهر "نيكّار Nekar" يتهادى في انسيابه، يحدّان الشارع الذي يقع المنزل على حافته.
.... شقّ الفجر ثوب بعلبك الأسود، تثاءبت ياسمينة دار الحاج محسن فنثرت لآلئها على أترابها، وانتشت ترقب عناقيد تدلّت من عريشة الدار.
المنزل مفتوح على دار بعلبكية الطراز واسعة، تحيطها أحواض الورد، وقطعة صغيرة من الأرض زرع فيها الحاج بعض الخضروات البيتية.
فرغ الحاج من إقامة صلاة الفجر كعادته في باحة الدار، فتح كفّيه على ركبتيه استغفر ربّه، رفع رأسه نحو السماء قائلاً "اللهمّ فرّج عنّا بحق محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم" جمع سجادته وضعها جانباً، وقف يتساءل، أشذّب العريشة أولاً، أم ألتقط أوراق الياسمينة الصفراء؟
في تلك الأثناء خرجت الحاجة إلى الدار، تحمل صينية وضعت عليها فناجين من القهوة وتقدّمت بخطوات هادئة نحوه.
- صباح الخير يا حاج.
- أسعد الله صباحك يا حاجة.
تحية لوّنت أرجاء الدار المزدانة بالورود التي تقابل مسجد الشيخ حبيب آل إبراهيم مباشرة.
قدّم كرسياً وضع أمامها طاولة صغيرة زيّنها بشتلة حبق حديثة، وسألها أن تجلس بجانبه.
- صبّحك الله بألف خير.
- أسعد الله صباحكِ.
- كيف أصبحت، كيف وجدت الورد والزرع؟
- جميلة جداً، تمجّد خالقها.
صبّت القهوة، قدّمت له فنجاناً، بادرته بالسؤال: "هل سنجمع العائلة كعادتنا اليوم؟!".
- أكيد... وما المانع؟!
- ليس هناك من مانع لا سمح الله، ولكن... هل ترى أن جمعنا صحيح في يوم كهذا؟!
- إنه يوم الجمعة وقد درجنا على ذلك، إتكلي على الله، هاتِ ما لديك من أفكار لفطور اليوم.
رنّ... رنّ... رنّ...
قطع جرس الباب حديثهما، توجهت نحو الدار مسرعة لتضع حجابها، قام الحاج ليفتح الباب.
- صباح الخير جدو، صباح الخير بابا
- أهلاً وسهلاً تفضلوا
نادى زوجته: تعالَي إنّها فاطمة وأولادها.
لم تنتظر فاطمة خروج والدتها، دخلت حيّتها. فاجأتها الحاجة بقولها:
- لماذا بكّرتِ في مجيئك؟
- اشتقت إليكم، من الأمس مساءً، ضحكت وقبّلتها.
- أفضل لو تبقين في منزلك هذه الأيام.
- ولماذا أبقى في البيت؟ أنا مشتاقة كثيراً للجلوس مع أختي سارة.
صحيح، أين سارة؟
- لم أوقظها بعد، أظنّها نامت بعد أن أدّت صلاة الفجر. فما زالت متعبة من السفر.
- سأدخل لأفاجئها.
- أيقظيها وتعالَيا نشرب القهوة سوياً.
تعاون الجميع في تحضير الفطور، وجلسوا ينتظرون قدوم الحاج، فقد خرج لإحضار الخبز الطازج.
نادت الحاجة الجميع، محمد علي، زوجته سارة وابنهما محسن (الحفيد).
محمد حسن وزوجته خلود، محمد حسين صغير العائلة، فاطمة وولدَيها زهراء وصادق، سارة (الإبنة) وولدَيها جنى وعلي.
طال جلوسهم حول طاولة الطعام، أخذهم الوقت يتبادلون الأحاديث حول أحداث الساعة، كلٌّ من منظوره الخاص.
تفاوتت درجات الخوف مع اجتماعهم على حقِّ المقاومة في كل ما قامت به.
أما سارة (الإبنة) فبدت مستاءة جداً، هي التي حضرت من ساحل العاج منذ أسبوع فقط لقضاء عطلة الصيف، على أن يوافيَها زوجها بعد شهر.
بكت بحرقة قائلة: كفانا حروباً يا جماعة، ألم يحن الوقت لنعيش بسلام!؟!
لم تكد سارة تنهي كلامها، حتى توالت عليها عبارات الإستغراب والإستنكار.
عندها قطع الوالد النقاش قائلاً: أدعي الله يا سارة ليحفظ المقاومين وينصرهم، وسلّمي يا ابنتي بأنه "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لن"، وكان لا بد من حدوث تلك العملية، حضنها وقبّل رأسها، فابتسمت راضية.
هنا تدخّلت فاطمة قائلة: "أرجوكم أيقظوني، لا أصدق أنّ سارة نطقت بما سمعت، ليتكم رأيتموها عندما سمعنا النبأ أثناء تواجدنا في حارة حريك (في ضاحية بيروت الجنوبية) يوم الأربعاء، الأول من أمس.
أجابتها سارة: أجل، فرحت كثيراً يا أخيّة، ولكنني غير مطمئنة للمستقبل، ولو كنت أعلم لما تركت زوجي وأتيت إلى لبنان.
عادت فاطمة لتسهب في الوصف. ليتكم رأيتم ما رأيناه في الضاحية.
وبدأت: يا جماعة كنّا في تلك اللحظة في منطقة الشياح عندما عَلَت أصوات المفرقعات والألعاب النارية، شعرنا بالخوف للوهلة الأولى، ما لبث أحد الركاب أن قال: لا تخافوا، أظنها مظاهر بهجة وفرح بصدور نتائج شهادات محافظة الجنوب، موعدها اليوم.
ردّ عليه راكب آخر: صحيح فنتائج بيروت صدرت أمس.
وصلت الحافلة إلى مدخل حارة حريك، ترجّلنا أنا والسارتان، أختي وسارة زوجة علي، لتستقبلنا حواجز المحبة وحلقات الفرح والدبكة، المواطنون يوزّعون الحلوى وأصوات مكبرات الصوت تهزّ الأرجاء بأناشيد النصر.
سألنا حاجز محبة على مدخل ساحة الشورى إذ كانت هناك الفرحة الكبرى، وكان منزل مَنْ قصدناهم في رابع مبنى خلف الأمانة العامة.
أقسم لكم يا جماعة، لو لم نكن مضطرين لإيصال الأغراض لآل حرب لما تركنا الإحتفالات في الشارع.
أليس كذلك يا صبايا؟ وتوجّهت إلى سارة بالسؤال.
ردّت سارة: أخبريهم ماذا حدث بعد ذلك وكيف خرجنا من منزل آل حرب.
تحوّلت فرحتنا قلقاً بعد جلوسنا عند الجماعة بقليل، قدّمت لنا صاحبة المنزل القهوة، تناولناها على وقع تبادل أحاديث الفرح، أعطيناهم ما نودّ إرساله إلى حوراء مع صديقتها الحاجة أميرة. عند ذاك رنّ جرس الهاتف، رفع الحاج السماعة فإذا هي الحاجة أميرة تخبرهم بأنها لن تستطيع القدوم إلى بيروت لأنّ طائرات العدو قصفت جسر "طير فلسيه" الذي يربط قضاء النبطية بقضاء صور، وبعده جسر "القاسمية" الذي أدى إلى قطع الطريق الساحلية بين صيدا وصور، وأنا الآن محتجزة في مدينة بنت جبيل. فقال لها: وماذا ستفعلين بسفرك يوم السبت إلى ألمانيا؟!
آمل أن لا يستمر الوضع هكذا حتى يوم السبت فقد اعتدنا على ذلك، يوم يومان وتنتهي إسرائيل من صبّ حقدها.
نتمنى لك الوصول بالسلامة. سلّمي على الجميع عندك.
وضع السماعة من يده بقوة صابّاً جامّ غضبه على شركة الكهرباء فالتيار الكهربائي مقطوع ولم يستطيعوا مشاهدة الأخبار التي أخبرتهم إياها الحاجة أميرة.
تبدّلت الأجواء، سمعنا ما جرى من حديث، راقبنا تقاسيم وجهه سألناه ليخبرنا ماذا أزعجه، هل حدث لهم مكروه؟
وقتذاك سألَنَا أن نستعجل العودة إلى بعلبك لأن ما أخبرته إياه الحاجة أميرة لا يطمئن.
هنا تدخّلت الحاجة ساجدة قائلة، لكن لماذا تركتن الأغراض عندهم؟ ماذا لو ألغت الحاجة أميرة سفرها؟!
لن تلغي سفرها يا أمي، فأولادها في ألمانيا مع أبيهم، وهي مضطرة للعودة.
سلّمها الله لكن ولادة أختك بعد أربعة أيام، ومسحت دمعة ترقرقت في مقلتها.
علا صراخ الأطفال الذين كانوا يلهون خارجاً، دخل كلٌّ منادياً ماما! ماما! إجوا! إجوا! ولاذ كلٌّ بأمه.
إهتزت الأرض، وعمّ الأرجاء هدير قوي فرّق جمعهم، حضنت كل واحدة أولادها في زاوية من المنزل ظنتها الأكثر أمناً.
خرج الحاج محسن من الداخل وقد جهّز نفسه للخروج وأداء صلاة الجمعة في المسجد، تقدّمت زوجته طلبت منه أن يقنع فاطمة بالعودة إلى منزلها برفقة أختها سارة، ظناً منها بأن حيّ رأس العين أكثر أمناً. دار جدال عقيم بينهما انتهى بإصرار فاطمة على البقاء حتى المساء.
دوّى في الأرجاء انفجاران قويان تبعهما هدير مرعب هزّ المكان، علا صراخ الأولاد من جديد، ترافق ذلك مع وصول مروة وأولادها علي وحسن، ما إن رأتها والدتها حتى ارتمت على أقرب كرسي لها وبدأت تبكي وتتساءل: إلهي ماذا حدث؟! ماذا سيحدث؟! ثم توجّهت.. توجّهت إلى مروة بالسؤال حتى أنتِ أتيتِ يا أمي!
لماذا تجمعون الأطفال في مكان واحد؟! تفرّقوا بحق الحسين عليه السلام؟!
فقدت الحاجة هدوءها، وبدأت تتفقّد أولادها.
أين محمد علي، أين محمد حسن، ألم يحدِّد محمد حسين وجهة سيره؟!
أجابتها مروة: اليوم الجمعة، أظنه مع رفاقه في رأس العين.
يا ربّ سترك. واسترجعت.
كانت تسكت تارة، تناجي ربها، وأخرى تنادي البنات أدخِلْنَ أولادكن، دخلت سارة سألت أين أختي مروة؟
أجابتها الوالدة باكية: إنها في الدار، أخرجي ساعديها بإدخال الأولاد.
زوجها يريد أن يكلمها بالهاتف، ناديها.
دخلت مروة رفعت السماعة، بعد التحية والسلام، سألها: ما رأيك أن تأتي أنت وأخواتك والأولاد إلى دار جدي؟ فالبيت فارغ وقد نظّفتُ بركة الماء وأصبحت جاهزة للسباحة. أحضرن ما تحتاجونه.
أحسنت يا محمد، فوالدتي في حالة اضطراب وتوتّر والأولاد يُحْدِثُونَ ضجيجاً غير مقبول.
خرجن كل تمسك بأولادها، اتجهن غرباً نحو دار الجد "الحاج أبو رستم" الذي يبعد قرابة المئتي متر عن منزلهم في حي الشيخ حبيب آل إبراهيم.
قضى الأولاد نهاراً ممتعاً فالحديقة كبيرة والماء وفير والمنزل خالٍ من أي أثاث فالحاج أبو رستم وزوجه توفيا منذ زمن ولا أحد في البيت سوى ولدهما الحاج أحمد يسكن الطابق العلوي وهو مغترب في بريطانيا.
قابل فرح الأطفال قلق الأمهات لما سيجري.
عند المغيب وصل محمد حسين، دخل مبتسماً يطير فرحاً وكانت ابتسامته تتحوّل إلى ضحكات عالية كلّما قَدِمَ أحد الأولاد. فثيابهم مبللة، آثار اللعب بالتراب بادية على وجوههم وأيديهم، تحلّقوا حوله صارخين: "خالو حسين".
أحبائي جئتكم بنبأ سار، صاح الأولاد عرفناه: ... تريد أن تأخذنا إلى مرجة رأس العين.
لا، إنه مشوار العودة إلى البيت. لا........ صرخ الأولاد.
عندما تعرفون السبب ستفرحون، لكن لدي شرط واحد هو، المحافظة على الهدوء لأجل جدو والتاتا. هنا سألته فاطمة: ما رأيك لو بقينا هنا حتى يقرب موعد نومهم نأخذهم فينامون فور وصولنا؟
لا يا فاطمة، أنا أتيت لأجل إخباركن بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيوجّه رسالة إلى الشعب اللبناني عند السابعة والنصف عبر تلفزيون المنار، بعد قصف الضاحية اليوم.
عند ذاك صرخت ماذا؟!... الضاحية؟!.... لماذا؟....
متى حصل ذلك؟
- اليوم بعد خروجكن.
صفقت راحتيها قائلةً لماذا لم نحضر معنا جهاز مذياع؟! يا ربّ ماذا حدث؟!
هيا جهِّزنَ الأطفال بسرعة، استدارت فاطمة لتساعد ولديها على تبديل ملابسهما، ناداها حسين: تعالي يا فاطمة، لا تخبري سارة أختك الآن، انتظري حتى نصل إلى المنزل.
هنا تذكّرت، قلتَ أنهم قصفوا الضاحية، أيّ مكانٍ في الضاحية؟
- لا تسألي، قصفوا أهمّ مكان في الضاحية.
- ماذا؟ صرخت...
- قصفوا المربع الأمني في حارة حريك.
- أمسكت بذراعيه أقسمت عليه بأن يخبرها عن السيد.
قال لها: إنه بألف خير، والآن سترونه. أدخلي واستعجليهما.
وصلوا إلى المنزل، فوجئوا بالوالدة جالسة تبكي، دنت منها فاطمة سألتها: ما بكِ؟
- آخ يا فاطمة، نجا أقرباء الحاجة أميرة بأعجوبة.
- كيف؟ ومَنْ قال ذلك؟
- الحاجة أميرة هاتفتنا وأخبرتنا بذلك.
- وماذا عن سفرها؟
- ستخرج إلى سوريا فور تمكّنها من الوصول إلى بيروت وتسافر من هناك.
- الحمد لله يا فاطمة أنها نجت هي وأقاربها فقد أخبرتني بأن المبنى الذي يسكنونه شَطَرَهُ صاروخ إلى نصفين، وبذلك دُمِّر نصف المنزل، والأغراض التي أرسلناها لأختك في النصف المدمَّر.
- لا!! ....... صرخت ثم انتبهت. نشكر الله على سلامة الجماعة والله يعوض الأغراض.
- الأغراض كلها ليس لها قيمة سوى شيء واحد.
- ما هو يا أمي؟
- إنه حرز الأئمة عليه السلام أرسلته لها لتسهيل ولادتها.
- سلّميها لخالق الأئمة يا أمي، وادعي لها.
دخل وقتذاك الحاج إلى الغرفة حاملاً سجادة الصلاة وطلب من بناته إرسال أولادهن إلى باحة الدار ليقيموا صلاة المغرب.
دقت الساعة السابعة والنصف، تحلّق الجميع حول جهاز التلفاز، بدأ المذيع: السلام عليكم إخوتي أخواتي المشاهدين ورحمة الله وبركاته.
إليكم أيّها الشعب الصامد، رسالة قائد المقاومة تاج المقاومين سماحة السيد حسن نصر الله.
وما إن ظهر السيد على الشاشة حتى رطّبت الدموع التمتمات بالدعاء لسلامته، وعلا صراخ الأطفال: "يا الله يا الله! إحفظ لنا نصر الله". وبدأ: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" صدق الله العليّ العظيم...."
راهنّا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا، ونحن اليوم نقوم بنفس الرهان والنصر آتٍ آتٍ إن شاء الله.
المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن، الآن في عرض البحر في مقابل بيروت، البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين أنظروا إليها الآن تحترق وستغرق ومعها عشرات العسكريين الصهاينة. هذه البداية وحتى النهاية كلام طويل وموعد والسلام عليكم".
عَلَت صرخة هزّت جدران المنزل اللــــــــــه أكـــــــبر.
وأضاءت بعلبك بنيران المفرقعات، خرجت المواكب السيّارة، خرج الجميع إلى الشوارع يهتفون، فقد أصبح ليل بعلبك نهاراً.
خرجوا كلهم إلا الحاجة تسمّرت في مكانها لاهجةً بالدعاء لسلامة السيد والمقاومين.
نهضت لتحضر منديلاً تمسح دموعها، وإذا بجرس الهاتف يرنّ، تقدّمت منه راقبت الرقم على الكاشف، غريب إنه من الخارج.
رفعت السماعة: نعم.
- السلام عليكم. ماما كيف حالكم طمنّونا عنكم.
- لا تشغلي بالك، فالكل بخير، فقد خرجوا يهلّلون مبتهجين بقصف البارجة الحربية الإسرائيلية "حانيت".
- ماما حبيبتي أرجوك، أقبّل يديك، حاولوا أن تجهّزوا مكاناً آمناً خارج الحيّ. ولتسعَ سارة بالعودة إلى ساحل العاج فالوضع على ما يبدو سيصعب عليكم جداً.
أرجوك أقنعي الوالد بضرورة خروجكم جميعاً من الحيّ خصوصاً أنّ إخوتي لن يلتزموا المنزل.
- لا تخافي علينا يا حوراء فالله حامينا، انتبهي لنفسك، هل نسيت فقد اعتدنا، يوم يومان وستنتهي.
لا يا أمي! إنهم يتكلمون عن مخاض طويل.
-يتبع-
اترك تعليق