الباب لم يقفل(4)
30 تموز 2006 ألمانيا
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرغا من إقامة الصلاة، جلسا يتبادلان الأحاديث.
آهٍ يا زياد....
لو كنتُ بينهم لكانت الأيام أخفّ وطأة على صدري، والليالي أقلّ سواداً أمام عيني، فمن يشارك أهله بالأسى والشدة يشعر بتلك التعزية العلوية التي يولدها الإستشهاد، بل ويفتخر بنفسه لأنّه يشاركهم في الجهاد... السائرين في موكب نحو مجد الإستشهاد، بل أنا ههنا وراء البحار السبعة، أعيش في ظلّ الطمأنينة وخمول السلامة، بعيدة عن الحرب وعنهم ولا أستطيع أن أفتخر بنفسي ولا حتى بدموعي.
وماذا عسى يقدر البعيد أن يفعل لأهله؟!!.. وعلا بكاؤهما.
أمسك زياد رأسها مسح دموعها وقال ادعي لهم، إنهم منتصرون. فلنتواصل معهم بقراءة دعاء الجوشن الصغير.
.... افترشوا أرض ذلك المستودع. كلما غفا أحد الأطفال وحاول إلقاء رأسه على أشياء تشبه فراش النوم، صرخ ماما الرائحة. ويسود الجلسة جوّ باكٍ، فقد كان لهؤلاء الأطفال بيت جميل ومريح يجاورهم دار جدّهم، لكن لم يعد هناك بيت...
كان الصعود إلى الطابق الأرضي نهاراً فقط، في أوقات الصلاة، وعند الحاجة لاستعمال دورة المياه.
أما الحاج فقد كان يقضي معظم أوقاته تحت الأشجار الوارفة الكبيرة في الحديقة وعند موعد الصلاة يؤدي الصلاة في المسجد ثم يعود لمجلسه.
كانوا يلتقون في أوقات الصلاة في المسجد، يرجونه للنزول معهم إلى الأسفل وتناول الطعام.
فتح الباب دخل محمد علي. طال العناق، كثرت الأسئلة والإستفسارات.
استعجلتهم الحاجة للنزول وتناول الطعام.
نهض الطفل حسن عن كرسي بجانب والدته، سأل جدته: ماذا سنأكل اليوم يا جدتي؟
- بطاطا.
- بطاطا يا جدتي، كلّ يوم بطاطا.
ضحكت الجدة مستهزئة بألم. وقالت: اليوم بطاطا مسلوقة.
- كرهت البطاطا يا جدتي. وتوجه إلى والدته قائلاً: خذونا إلى بيتنا، لدينا هناك طعام متنوع كثير. لم يدرِ أنّ منزلهم دُمِّر.
أردف الخال: آجركم الله يا خالو، واحتسبكم مع المجاهدين الصابرين.
ثم وقف في وسط المطبخ، أخرج جريدة من كيس كان يحمله، قال: صلوا على محمد وآل محمد.
فتح تلك الصحيفة المؤرخة بالثلاثين من شهر تموز، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أحبائي كان الله بعونكم، لا مذياع لا تلفاز، افتقدنا لكم كثيراً لكن سأوافيكم بأهمّ الأخبار.
سأبدأ بمفاجأة تفرح قلوبكم قبل أخبار المفاجآت العسكرية.
صرخ الجميع عرفناها، خطاب للسيد. قال نعم ومَنْ غيره؟!!
كان له مساء أمس حديث مطوّل على قناة المنار. توجّه في آخره إلى الناس وأجاب عن رسالة المجاهدين له.
أما رسالتكم فهي: وسكت دامع العين.
اغرورقت العيون بالدموع، لهجت الألسنة بالدعاء، أما الأطفال فصاحوا: يا الله يا الله احفظ لنا نصر الله.
يا الله قالها وبدأ:
... أيّها الإخوة والأخوات، أصل إلى المقطع الأخير من كلمتي وفيه كلمة للناس الطيبين الصامدين في مدنهم وقراهم، وللنازحين قهراً عنها، للصابرين المحتسبين، للواثقين بالنصر، للذين أدهشوا العالم بصبرهم وصمودهم وثقتهم وتماسكهم، للشيوخ الكبار والنساء والأطفال والمرضى، للعائلات التي تفترش الأرض وتلتحف السماء دون أن ينال ذلك من إرادتها، شهامتها وشجاعتها، ماذا أقول لكم، وهل هناك قول يفي حقكم ومقاومتكم!
أقول لكم أنا وإخواني، فداؤكم أرواحنا ودماؤنا وأنفسنا فداءٌ لدموعكم وجراحكم وصمودكم وشموخكم.
أيها الأحبة ستعودون إلى الديار، هاماتكم مرفوعة أعزاء كما كنتم وكما أنتم وستبقون، ليس عندنا سوى الوعد بالنصر الذي تحبون، والقول لكم جزاكم الله خيراً في الدنيا وفي الآخرة، يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.
لم يكد علي ينهي قراءته حتى عانق كلّ مَنْ كان بجانبه وعلا البكاء والدعاء للسيد بالسلامة وطول العمر.
وقرّروا ذلك اليوم تناول الطعام في قاعة المطعم وقوفاً قبل النزول إلى المستودع.
مرّت الأيام على تلك الوتيرة، جلوس في المستودع ليلاً، خروج في أوقات الصلاة فقط، عدم الصعود إلى الطابق الأرضي بعد غروب الشمس.
جفا النوم عيونهم، هجرتهم الراحة، أدمى حزن الأطفال قلوبهم، فهم دائماً يكرّرون المقولة ذاتها، في بيتنا أكل كثير، سرير نظيف، ماء، تلفاز، رائحة بيتنا جميلة. الحاجة تحضنهم تطيّب خاطرهم.
خطرت في بالها فكرة، نادت ولدها محمد حسن، تمتمت في أذنه كلمات فخرج.
لم تمضِ دقائق حتى عاد حاملاً بيده سبحات على عدد الموجودين.
قدّم ما حمله لوالدته، أشارت على الجميع بالإنتباه، أتى كلامها بطريقة تجذب الأولاد أولاً.
أحبائي إذا كنتم تحبّون السيد حسن والمقاومين وتأملون الخروج كما قال حفظه الله مرفوعي الرؤوس والهامات، فليمسك كلّ واحد بمسبحة ويصلِّ على محمد وآل محمد عدد حبّاتها، ومَنْ يبلغ رقماً قياسياً له مكافأة إذا خرجنا بخير.
أضفت تلك الفكرة جوّاً من الحيوية والنسيان وبدأ الأولاد من تلك الليلة ينامون على ما كانوا يرفضون الجلوس عليه ببركة محمد وآل محمد.
إلى أن جاء ليل الثاني من شهر آب.
تلك الليلة طالت جلسة محمد حسن خارجاً تحت شجرات السرو، يقرأ القرآن ويتوسل إلى الله بالفرج، وأثناء توجهه نحو المستودع، سمع جرس الهاتف فعاد مسرعاً إلى القاعة، رفع السماعة. إنها أخته فاطمة، عند سماع صوته تنهّدت حامدة الله، ما بكم يا أخي؟ لماذا انقطع الإتصال بكم؟
أجابها: تعلمين يا أختي أنه في الطابق السفلي لا يوجد إرسال هاتفي أصلاً.
ظننت أنكم عند خالي رستم مع العائلة، فأخبرني بوجودكم هنا، وأنه لا يستطيع فتح باب المحل والخروج لأنه مقابل للشارع العام، فذلك يشكّل خطراً.
- أخبريني عنكم يا أختي.
- الجميع عندي بألف خير. حالنا كحالكم مع فرق وجودنا في بيتنا، أما القصف فقد اعتدنا على ذلك وصوت الطيران أصبح يرافقنا، اعتدنا عليه وصرنا على خبرة بالغارة الوهمية أو الحقيقية، نعاني قليلاً مع الأولاد فهم لا ينامون، فأصبحنا نستعمل لهم عقارات السعال لمفعولها المنوّم ونسهر نحن حولهم.
لكن الوحيد الذي ليس للعقار تأثير عليه، هو ولدي صادق. لا ينام ولا يهدأ، فكلّما سمع صوت طائرات يخرج ويشير لهم صارخاً: اضربونا نحن هنا، لا تقدرون يا جبناء.
ولا يدخل إلا بعد انتهاء الغارة وهمية كانت أو حقيقية. ويعلو صراخ الجميع طالبين منه الدخول. إذا كتب الله لنا والتقينا، ذكّرني بأن أريك ما أخذه صادق من صور للغارات على حي الشيخ حبيب وحي العسيرة، وكان أول مَنْ عرف بتدمير بيت خالته مروة وعمّته سمر في حيّ العسيرة.
- لقد أطلنا الحديث يا أختي.
- أرجوك يا أخي بلّغهم سلامي واسألهم إذا كانوا يحتاجون شيئاً فأرسله إليهم مع أخيك، فإنّه كل يوم يمرّ بنا. اسألهم وسأعاود الإتصال، إصعد بسرعة.
في تلك الأثناء سمعت عمّها يتكلم مع صهره على هاتفه الجوّال.
أنهى المكالمة، قال: محمد يسلّم عليكم جميعاً ويسألكم الدعاء. وأخبرني أنّه توجّه من فوقهم سرب طائرات مروحية آتٍ من خلف السلسلة الغربية متوجهاً نحو بعلبك.
عاودت الإتصال وأخبرت أخاها. وأصبحت بعلبك في حال لا تحسد عليها.
... في سكينة الليل هبط، توارى القمر وراء السواد، توشّحت المدينة بنقاب الخيال، وأصبح كلٌّ يسأل الآخر، ما الأمر!!...
كانت ليلة عصيّةً على الوصف، لكن مَنْ كان في حي رأس العين ليس كمن كان بجوار مستشفى دار الحكمة، انقطعت الإتصالات في بعلبك بشكل تام، أسراب من الطائرات الحربية والمروحية تهدر في الأجواء، أنوار بنفسجية برّاقة غريبة أضاءت المدينة، أصوات انفجارات تدوي بشكل متواصل، الكهرباء مقطوعة بشكل تام.
ظنّ الناس بأنّ شركة الكهرباء قصفت، فلم يعودوا يميّزون لكثرة الأنوار في السماء، مشهد يحتاج لعدد كبير من المهندسين وخبراء التصوير والمؤثرات الصوتية، قامت به بضع طائرات فقط.
الجميع في دار الحاج صادق جلسوا في غرفة وسط البيت، أرخوا الستائر، وتحلّقوا حول جهاز تلفاز يعمل على بطارية السيارة.
أوردت قناة الجزيرة الإخبارية نقلاً عن قناة المنار أنّ القوات الإسرائيلية تقوم بعملية إنزال على مستشفى دار الحكمة في محلة تلّ الأبيض شمالي بعلبك وعلى حيّ العسيرة في بعلبك أيضاً.
بينما كانوا يراقبون جهاز التلفاز، أضاء المنزل ضوء بنفسجي برّاق آلَمَ عيونهم، فأوقفوا جهاز التلفاز وتحضّروا لملاقاة المجهول. أما الثلاثة فاطمة، سارة الأخت وسارة زوجة الأخ، ومع كل انفجار تقول الواحدة للأخرى لا بدّ أنّ هذا الصاروخ أصاب أهلك.
تعبن من عدّ الصواريخ، وتوجّهن للصلاة والدعاء وقراءة القرآن، الساعات تمرّ والأصوات تهدر، سارة، فاطمة، فاديا، سارة، يتبادلن كتب الأدعية، كلما انتهت واحدة من دعاء تعطيه للأخرى، إلى أن دنت الساعة الثالثة والربع، كان قد مضى ما يقارب الخمس ساعات وخمس دقائق على بدء العملية. والطفل صادق جالس على رأس المنضدة التي لا يتجاوز عرضها العشرين سنتيمتراً، ممسكاً ركبتيه بكلتا يديه.
نظرت إليه والدته، قالت: منذ ساعة كنت تصفنا بالجبناء، ما بك؟!
قم نصلِ صلاة التوسل بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ونسأل الله العون والفرج.
أجابها صارخاً: وهل أنت مجنونة! كيف سنتوضأ ونتحرك بدون ضوء؟
أعانهما الله، ساعدته ليتوضأ، أقاما الصلاة متابعة، وبعد الفراغ من الصلاة، سكينة برّدت قلبه وأشعرته بالنعاس، فقال لوالدته سأصلي صلاة الفجر.
أنهى صلاته، تنهّد تنهيدة عميقة، قال، شعرت بالنعاس، سأنام أيقظيني عندما يغادرون.
جلست النسوة كلّ بجانب أولادها، بيد تمسك القرآن أو كتاب الدعاء وبالأخرى تمسح رؤوسهم، ولسان حالهن يقول: عادوا أطفالنا، قتلوهم ولا ذنب لهم غير أحلامهم، فليضربوا وليقتلوا، إنّ الروح فيهم جوهر لا يضام، فهم كواكب لا تسير إلى الوراء في النور أو في الظلام.
في حيّ عمشكة استطاع الأطفال النوم أمّا في حيّ الشراونة فكان الوضع أشدّ إيلاماً.
الحاج محسن كان أول الخارجين من المستودع عند الرابعة ليلاً إلى المسجد.
كان كلّ واحد يتوسّل إلى الله لسلامة غيره، إذ توزعت العائلة على أماكن ثلاثة أو أربعة. الشبان في المنزل في حيّ الشيخ حبيب، البنات في حيّ عمشكة والوالدان ومَنْ تبقى من العائلة في مجمّع مبرة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في الشراونة.
عند ملامسة أشعة الشمس خرج الحاج من المسجد، اتجه شمالاً نظر نحو الشارع العام فإذا بتلة صغيرة من الأتربة والأحجار ترتفع أمام محال الحاج رستم وأغراض المحال متناثرة على الطريق.
عاد مسرعاً إلى قاعة الدار وهاتف الحاج رستم اطمأن على سلامته وسلامة زوجته وابنته نسب، وكانوا قد لجأوا إلى غرفة صغيرة خلف المحال بعد تدمير منزلهم في حيّ العسيرة.
شهد ذلك اليوم العودة الأولى إلى حيّ الشيخ حبيب.
عادوا....
عادوا نادمين على الخروج، فالحاجة أضرّت الحساسية صدرها من رائحة المازوت، ومحمد صهرها اشتدّ به المرض بعد تدمير منزله، أما همّهم الأول فكان إزالة سبب خروج الشبان المتكرّر من المنزل.
وصلوا إلى بيت الجدّ "أبو رستم" في حيّ الشيخ حبيب آل إبراهيم إذ كان منزلهم بحاجة إلى الكثير من الترميم والتنظيف.
ترجّلوا من السيارة، عندما خرجوا تركوا الباب مقفلاً سليماً، وجدوه مكسوراً لكنهم لم ينتبهوا لذلك.
كان أول الداخلين ركضاً الأطفال، كمن خرج من سجنه، لكنهم لم يدروا أنهم انتقلوا من سجن إلى سجن آخر مضيء.
دخل الكبار على مهل، ينظرون ويراقبون آثار القصف، عانقوا الجدر بعيونهم، مباشرة توجّه الحاج إلى المكان الذي كان يجلس فيه، وجد الأطفال على الأرض عصفوراً تركوه في قفص معلقاً إلى الحائط، حملوه وتوجهوا به مسرعين إلى الغرفة التي كانوا يلوذون فيها، فوجئوا بخالهم حسين يغطّ في نوم عميق أيقظوه، "رجعنا يا خالو"، لكن....
لم تكن فرحته بهم كفرحتهم به، فرك عينيه نظر إليهم: لماذا رجعتم؟
- اشتقنا لكم.
- أما أنا فلا، لقد ارتحنا من الصراخ والعويل ونمنا مرتاحين. الآن اخرجوا أريد أن أنام، بالأمس لم ننم أبداً.
أخرجت مروة أولادها، سألت علياً: ما به حسين؟
أخبرها بأنهم لم يناموا تلك الليلة، جلسوا كلٌّ يحمل سلاحه ويحمي النقطة التي كان فيها.
لم تكد تعتاد العائلة ثانية على البقاء في ذلك المنزل الفارغ حتى عاد شبح الموت وعاد الرعب من جديد.
غبار كثيف غطّى المنزل، الأحجار تساقطت على المنزل، البقايا تتناثر على الشرفات.
جلا الهدوء دويّ انفجار قوي، صرخت الحاجة ساجدة: يا علي، الضرب على جهة مسجد الإمام علي عليه السلام، أنظر أباك يا علي. وفقدت وعيها.
خرج علي مسرعاً، لم يجد والده، الكرسي الذي كان يجلس عليه غير موجود، هناك قطعة من جدار كبيرة الحجم وبعض الأوراق المتناثرة.
يا ربِّ.... أين والدي؟....
دخل على مهل إلى المنزل، قال لأخته مروة همساً لم أجد والدك مكانه، تعهّدي والدتك بالعناية، سأخرج وأبحث عنه.
خرج من ناحية المطبخ إلى شرفة المنزل الغربية عاين الأضرار، فوجىء بوالده هناك، يحمل المصحف خاصته بين يديه، عانقه علي، قبّل يديه، حمد الله على سلامته.
قال له: أرجوك أسرع كي تراك أمي.
توجّه علي نحو مجلس والده ليفتش بين الأوراق التي رآها على الأرض هناك.
أمسك ورقة مسّدها نظّفها من التراب، فإذا هي صفحة من القرآن الكريم، 388 – 389 من سورة القصص، الجزء العشرين.
أمسكها، قبّلها، بدأ يقرأها، وصل إلى الآية 35: بسم الله الرحمن الرحيم: "قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لك سلطاناً فلا يصلون إليك بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون". صدق الله العلي العظيم.
عند ذاك دخل مسرعاً إلى الغرفة قال لهم: انظروا مهما طالت الحرب ومهما قست علينا الظروف فلن نغادر هذا المكان.
لقد كان القصف على مبنى التعبئة التربوية القديم، فقد تناثر منه عدد من الأوراق الممزقة، ووصل بعض منها إلى الشرفة. وقعت ورقة في المكان الذي كان يجلس فيه والدي وإليكم ما وجدت وقدّم إليهم تلك الصفحة.
عندما قرأوا تلك الصفحة ذُهِلوا لما قاله علي، استقامت الحاجة في جلستها، توجه محمد إلى زوجته مروة، هل عرفت يا مروة لماذا لم أترك ولن أترك أهلك مهما حصل؟عمي حرز علينا جميعاً، والمقاومة منصورة بإذن الله.
--يتبع--
اترك تعليق