أقامت أمس جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية مؤتمراً بعنوان: "القراءة والنهوض الثقافي: الأفق الممكن"
بعونه تعالى وبمناسبة اليوم العالمي للكتاب وأسبوع المطالعة، أقامت الرابطة اللبنانية الثقافية مؤتمراً في 23 نيسان 2015 بعنوان: "القراءة والنهوض الثقافي: الأفق الممكن"، وذلك برعاية وزير الثقافة اللبناني الأستاذ ريمون عريجي، وبحضور حشد من العلماء والمفكرين منهم سماحة آية الله الشيخ محسن الآراكي أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والدكتور الشيخ علي رضا بي نياز مدير جامعة المصطفى العالمية في لبنان، ورئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله، وحشد من المثقفين والفعاليات النسائية، والأحزاب والتجمعات.
وافتتح المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم،
ثم تحدثت الحاجة عفاف الحكيم رئيسة الرابطة اللبنانية الثقافية وقالت أنه اخترنا لمؤتمرنا هذا العام -كجمعية تُعنى بالشأن الثقافي- أن يحمل هماً أساسياً جامعاً وهو همّ "القراءة والنهوض الثقافي" وأن يأتي في توقيته متزامناً مع اليوم العالمي للكتاب وأسبوع المطالعة،
وقالت أن الثقافة هي الوسيلة الأهم لنقل ثمرات العقل البشري ومنجزاته، وهي تمثل هوية المجتمع المعافى وروحه وكيانه المعنوي الذي أمرت الرسالات السماوية ببنائه وقيامه.
واعتبرت أن عملية النهوض بالشأن الثقافي والعمل على إعلاء قيمة القراءة والكتاب في بلدنا يتطلب تعاوناً من الجميع وذلك من أجل تحقيق شراكة فاعلة بين الجهات الرسمية والمؤسسات التعليمية والجامعية ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب تفعيل دور الآباء والأمهات في الأسر والتركيز تحديداً على تفعيل دور الأم وتعزيز دور المرأة بشكل عام في الحياة الثقافية وتوفير كل ما يشكل منطلقاً للنهوض بالأنشطة الثقافية المتنوعة، كما يتطلب سعياً يمكّن الأجيال الصاعدة من أن تنعم برؤية ثقافية مستقبلية تؤسس لثقافة المحبة والتسامح، واحترام الاختلاف وقبول الآخر المختلف ديناً وطائفةً وفكراً وتقاليد.
كما أكّدت على ضرورة حشد كافة الأدوار وعلى رأسها الأجهزة الإعلامية من صحافة وإذاعة وتلفزيون لتقوم بمسؤولية الترويج للقراءة والكتابة والانفتاح على الآخرين.
وأكدت على أهمية إنجاز حلول سريعة وناجعة على المستويين الرسمي والمدني، للتغلب على العقبات التي تعيق تحقيق التقارب بين كافة شرائح مجتمعنا والكتاب.
ثم كانت كلمة لوزير الثقافة اللبناني ممثلاً بالأستاذ عماد هاشم حيث اعتبر أنه عن طريق القراءة تتحقق أسباب التقدم والنهضة، وقال بأن لبنان –وكذلك الوطن العربي- يعيش مرحلة حاسمة من تاريخه ولا بدّ من هبّة حاسمة وجادة للعمل على تحصين ساحتنا ومؤسساتنا الثقافية ووضع تصور استراتيجي شامل وخطة واضحة وشفافة تترجم إلى برامج وأنشطة تنفّذ على أرض الواقع من أجل النهضة الثقافية المرتجاة في إطار المسؤولية المشتركة ما بين مختلف المؤسسات في المجتمع.
واعتبر بأنّ كل نهضة مدعوة أن تؤلف بين الحداثة وبين الوعي بقيمة التراث الثقافي للأمة والذي يطبع شخصيتنا الفردية والاجتماعية.
كما اعتبر أن مسؤولية التخطيط والتنفيذ ليس حكرا على المؤسسات الرسمية فقط، بل هي واجب المجتمع المدني وهيئاته الناشطة ومؤسساته التربوية والإعلامية وجميع العاملين على الإنسان في هذا الوطن. وأنه يجب أن تتعاون الدولة مع المجتمع الأهلي لإعادة الاعتبار لحياتنا الثقافية، وإعادة تطوير صناعة الكتاب، وتوفير أكبر شبكة من المكتبات في جميع المناطق اللبنانية.
وقال بأنّ وزارة الثقافة تعمل على تطوير المكتبات العامة وتفعيلها وتعميمها في كلّ القرى والمدن في مختلف المناطق اللبنانية، وقد أصبح عددها يناهز الـ 140 مكتبة، كما أن الوزارة تبذل الجهود لإنجاز مشروع المكتبة الوطنية، وهي ترحب بكل مكتبة تنشأ أكانت مرشحة للانضمام إليها أو للشراكة معها.
وفي ختام كلمته شكر منظمي هذا المؤتمر واعتبر أنه إشارة قوية تستدعي منّا الاهتمام والمتابعة، متمنيا أن تكون الخطوات اللاحقة مزيداً من النجاح والتطور ومزيداً من الإنجازات على مختلف الأصعدة التربوية والثقافية.
بعدها تحدث سماحة آية الله الشيخ الآراكي أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية فشكر بداية جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية ورئيستها الحاجة عفاف الحكيم على هذه المبادرة الجيدة والأساسية وتدشين هذا المؤتمر الفكر الثقافي والأساسي. واعتبر أننا اليوم بحاجة ماسة للقراءة وأن القراءة التي تنهض بالشعوب هي قراءة لا بدّ أن تتصف بمواصفات نهضوية. ومن تلك المواصفات التدبّر كما ورد عن أمير المؤمنين علي(ع). وتحدث عن الثقافة من حيث هي منظومة القيم التي ينشأ على أساسها المجتمع وأنه لا بدّ للثقافة من أن تنطلق من فطرة إلهية، من الخلقة الإلهية التي كونت الإنسان على ضوء منظومة من القيم.
واعتبر أنه لو خلي المجتمع البشري لفطرته ولقادته الفطريين والذين هم الأنبياء لرفعوا الإنسان إلى ما يليق به إلى الذروة التي أرادها الله له.
وتحدث عن أزمة السيطرة الإعلاميّة لحكومات الطواغيت في العالم والتي لم تدع البشرية لذا يجب أن نفتح مسامع الإنسان قبل كل شيء وأن نحول دون العوامل التي تسدّ المسامع والأبصار وتحول دون أن يتعقل الإنسان فيما يسمع أو يبصر.
ثم كانت كلمات المحاضرين ضمن البرنامج التالي:
الجلسة الأولى بعنوان: أزمة القراءة والإنتاج الثقافي في عالمنا العربي والإسلامي
- الأسرة وفعل القراءة (المشاكل والدور وسبل المعالجة): سماحة الشيخ حسان عبد الله [رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين]
- التنمية الثقافية وسبل التغيير (دور المؤسسات نموذجاً): سماحة الشيخ الدكتور علي رضا بي نياز [مدير جامعة المصطفى العالمية- لبنان]
الجلسة الثانية بعنوان: كيف نبني مجتمع المعرفة؟ ونحو قراءة إبداعية
- القراءة والتأليف وصناعة الوعي في مواجهة الحرب الثقافية: سماحة الشيخ محمد خاتون [عضو المجلس المركزي في حزب الله]
- المشاريع والبرامج التعليمية: تطوير آليات جديدة لتنمية القراءة الإبداعية: د. حسين يوسف [مدير عام المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، مدارس المهدي]
- أزمة القراءة عبر الأدوات الثقافية الجديدة: د. عباس مزنر [أستاذ في كلية الإعلام، متخصص بالصورة الإعلامية]
الجلسة الثالثة بعنوان: المؤسسات والأدوات الإعلامية والثقافية: المضمون المعرفي وتنمية القراءة الواعية.
- التشجيع على القراءة وأولوية العمل على المضمون المعرفي والقيمي في كتب الأطفال: د. أميمة عليق [أستاذة جامعية وكاتبة للأطفال]
- المكتبات العامة: مواكبة التطورات الثقافية والتقنية السريعة ودورها في الترشيد والتشجيع على المطالعة: د. رندة شدياق [رئيسة جمعية المكتبات اللبنانية والمديرة التنفيذية لمكتبة جامعة الروح القدس]
- تسويق القراءة عبر وسائل الإعلام: د. زينب خليل [أستاذة في كلية الإعلام]
واختتم المؤتمر بإعلان التوصيات.
وقد تضمن المؤتمر ركناً خاصاً عُرض فيه مؤلفات لنساء كاتبات.
اترك تعليق