مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الأستاذ عماد هاشم في مؤتمر

كلمة ممثل وزيرالثقافة أ.عماد هاشم في مؤتمر"القراءة والنهوض الثقافي":هذا المؤتمر إشارة قوية تستدعي منا الاهتمام والمتاب


حضرات العلماء.... الأساتذة الكرام، الحضور الكريم، سيداتي سادتي السلام عليكم.
بكل اختصار القراءة هي معدن الثقافة وجوهر المعرفة.
تكمن أهمية القراءة في كونها إحدى الوسائل المهمة في تحصيل العلم والثقافة والمعرفة وفي البناء الثقافي واكتساب العلوم والمعارف والثقافة العامة.
وعن طريق القراءة تتحقق أسباب التقدم والنهضة، والقراءة هي من الوسائل المهمة في الترويح عن النفس وملء الفراغ، وفيها غذاء للعقل وراحة للنفس، وتصفية للذهن.
فللإنسان حياة واحدة وبالقراءة يعيش مجموعة حيوات كما يقول عملاق الأدب العربي عباس العقاد، فالقراءة هي النافذة السحرية التي من خلالها نجوب العالم ونكتسب العديد من المهارات والمعارف في محاولة للاقتراب في حدود الثقافة. لا شك أن تعريف الثقافة وتعريف المثقف يختلف بين مجتمع وآخر. عموما هناك من يرى أن المثقف هو من لديه معلومات مفيدة تُعرف من خلالها أن هذا مفيد أو هذا جيد أو هذا منكر ونتلمس من خلال تلك المعلومة سبل النهوض الأمة وننتبه بها إلى أسباب سقوط الأمم، أو ندرك من خلال المعلومة أهمية تخطيط ورسم الأهداف، والمعلومة هذه موجودة في الكتاب.
أيها السيدات والسادة لا يختلف إثنان على أن لبنان -وكذلك وطننا العربي- يعيش مرحلة حاسمة من تاريخه وهو بحاجة إلى ساعد كل فرد فيه، ولا بد من هبة حاسمة جادة للعمل على تحصين ساحتنا ومؤسساتنا الثقافية ووضع تصور استراتيجي شامل وخطة واضحة وشفافة تترجم إلى برامج وأنشطة تُنفّذ على أرض الواقع من أجل النهضة الثقافية المرتجاة في إطار المسؤولية المشتركة ما بين مختلف المؤسسات في المجتمع، لأن الواقع اليوم لا يعكس الصورة المشرقة التي عاشها وطننا العربي لعدة قرون من حيث لا يمكن أن نتجاهل هذه الأوضاع التي تصفع واقعنا الثقافي، وأصبح من الملح العمل على استدراك ما فاتنا ممواكبة العصر، ونستغل الفرصة التي تتتتيحها المبتكرات التقنية وخاصة الثورة الرقمية التي تعتبر فرصة حقيقية للأمة للنهضة واستدراك ما فاتها. فقد صارت المعلومات والتقنيات المتطورة بسرعة مذهلة أساس المجتمعات المتقدمة وأنشطتها المتنوعة.
ولا يخفى على أحد على أن كل نهضة حق في عالم اليوم مدعوة أن تؤلّف في تطلعها إلى المستقبل بين التكيف مع أكثر الحداثات حداثة والوعي بقيمة التراث الثقافي للأمة الذي يطبع شخصيتنا الفردية والاجتماعية.
ولا يتحقق كلّ ذلك إلّا بتجاوز ثقافة الاستنساخ الثقافي والفكري لتجارب الآخرين بطريقة آلية. ولكن مدى الخسارة يدفعنا إلى ضرورة اخذ العبر ودراسة والواقع ووضع الخطط للمعالجة مع إدراكنا المسبق أنّ هذه العملية تحتاج إلى فترة زمنية طويلة .
إنّ مسؤولية التخطيط والتنفيذ ليست حكرا على المؤسسات الرسمية فقط بل هي واجب المجتمع المدني وهيئاته الناشطة ومؤسساته التربوية والاعلامية وجميع العاملين على الإنسان في هذا الوطن.
يجب أن يتحوّل لبنان كلّه إلى ورشة حقيقية تهدف إلى إعادة الاعتبار لحياتنا الثقافية، وإعادة تطوير صناعة الكتاب، وتوفير أكبر شبكة من المكتبات في جميع المناطق اللبنانية يجب أن تتعاون الدولة مع المجتمع الأهلي في هذا المجال بحيث ننطلق نحو أهدافنا لجعل الكتاب صنو المعرفة وتحويل القراءة إلى أسلوب حياة لأنه يجب أن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمان.
أيها السيدات والسادة إن وزارة الثقافة تعمل على تطوير المكتبات العامة وتفعيلها وتعميمها في كل القرى والمدن في مختلف المناطق اللبنانية، لأنّ المكتبات هي سبيل وصول الكتاب إلى القارئ، وقد أصبح عددها الآن يناهز ال140 مكتبة عامة. كما أن وزارة الثقافة تسارع الخطى من أجل إنجاز مشروع المكتبة الوطنية هي تصبح مؤسسة كبيرة وحديثة وجديرة بهذا الإسم، وهي تفرح لكلّ مكتبة تنشأ أكانت مرشحة للانضمام إليها أو للشراكة معها.
وترى ان قيام المكتبات العامة أو المدرسية، يلبّي حاجة وطنية حقيقية وهي في مقدمة الأولويات الوطنية في مجالي التعليم والثقافة.
في هذه المناسبة التي نعيش معها ومع العالم أبعاد نهضة علمية ومعرفية وثقافية تدفعنا إلى أن نكون أكثر تواصلا مع العالم واقترابا من المنجزات الثقافية الرائدة لذلك لا بد من الاستمرار في تطوير قطاع نشط في لبنان كأولوية استراتيجية ضمن خطة التشجيع على القراءة تكون جزءا من خطة وطنية، تبدأ من الكاتب حتى القارئ ضمن احترام عناصر سلسلية الكتاب.
أيها الحفل الكريم، بالرغم من الأزمات التي تعصف بواقعنا العربي وبلبنان خاصة، إننا إذ نحيّي هذا الشعب الذي حمل مشعل الثقافة فكرا أو تنويرا وابداعا بيد، ومشعل النضال اقداما من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق وتطوير الحياة، واستنهاض مشاريع التنمية والتحديث بيد أخرى، وفي القلب حماسة وأمل ومحبة وإيمان بالله وبالمستقبل المنوّر بالمعرفة وبمطيات التاريخ وإرث وحضارة هزّت الدنيا أبدا، وفي الراهن نتطلع بوعي إلى إشراقة فجر جديد، لعلنا نستعين بالكتاب على كلّ ما عداه، نستعين بالثقافة على كلّ هذا الصخب الموجود.
أشد على أيدي الذين نظموا هذا المؤتمر وهو إشارة قوية تستدعي منا الاهتمام والمتابعة متمنيا أن تكون الخطوات اللاحقة مزيدا من النجاح والتطور ومزيدا من الانجازات على مختلف الصعد التربوية والثقافية من أجل بلد يقرأ بلد يعيش. والسلام عليكم.
 

التعليقات (0)

اترك تعليق