مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

بائعُ الورد

بائعُ الورد

كم أفشت عيناه من السّعادة يوم عاد إلى أمّه حاملاً خبر مهنته الجديد. "عمّا قريب سأُصبح بائع ورد!" خفت البريق في عينيه عندما رأى الحنين يذبل في قلب أمّه. فعاهد نفسه أن يُقدّمَ الورد لسيّدة الورد بعدَ كلّ عودة.
يوم العمل الأول؛ عليه أن يعمل بإخلاصٍ كي يقطف الباري ورده، عليه أن يهتمّ ببستانه ويُمطرهُ حبّاً حسينياً خامنائياً علّهُ يُزهر.
مضت أيامُ غيابه ببطءٍ، وإذ به يعود من عمله ليُقابل صبر أمه بالامتنان، ويبادلها الحبّ بالورد! فبعد كلّ غيابٍ يُشعل قلب الحاجة هنا شوقاً وقلقاً، يعود بائع الورد ليكسر الحنين بما ادّخرهُ في سلّته من زاد صبرٍ و وردٍ. يطرقُ باب قلبها طالباً الإذن بالدخول، ثمّ يُقدّمُ لها باقة ورد.
يبسَ الخريفُ من ابتسامة الرّبيع، وأزهرَ معه بستانُ بائع الورد في 15 آذار؛ يومها قطف الله ما نما من وردهِ الخالص، ففاح في فؤاد الحاجة هنا عبيرُ الفخر والعزّ والقليلِ من الحزن.
أقدم عيدُ الأم، ولا زالت الحاجة هنا تنتظرُ الورد وبائع الورد. وإذ بالباب يُطرق، وتُقدّمُ لها باقة وردٍ باسم ولدها أحمد. وردتهُ الأخيرة كانت مختلفة! فقبلَ ذهابه إلى عمله في الدّفاع المقدّس، ذهب أحمد إلى متجر الورد ليختار أجملها، ثمّ أوصى صاحب المتجر أن يُرسلها لأمّه في عيد الأم إن لم يستطع المجيء في الوقت المحدد.
ضمّت الورد، أرخت فيضَ حنينها بسكون، رجت الورد أن تُطمئنها أحوال صاحبها، ثمّ ابتسمت! فذاكَ المختبئ في بوح الورد الخجول "قد شغفها حبّاً"...


 
الشّهيد أحمد علي ديب




المصدر: موقع شهيد.

التعليقات (0)

اترك تعليق