مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الدكتورة فائزة عظيم زاده (أستاذة في جامعة الإمام الصادق(ع))

كلمة الدكتورة فائزة عظيم زاده: العلاقات الأسرية بين النص والتطبيق: أصول تمتين الروابط الأسرية في التعاليم القرآنية

كلمة الدكتورة فائزة عظيم زاده (أستاذة في جامعة الإمام الصادق(ع)):
العلاقات الأسرية بين النص والتطبيق: أصول تمتين الروابط الأسرية في التعاليم القرآنية:

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر المسؤولين على دعوتهم لي لهذا المؤتمر.
أتقدم بالتحيّة والسلام للأخوات وللحاضرين في هذا المؤتمر والأُسر الكريمة اللواتي هنَّ متراس المقاومة والجهاد ضد العدو الخبيث. سلام الله عليكنّ أنتنّ اللواتي عَقَدْتُنَّ حزام الهمّة والعزم لتربية شبابٍ شجعان لمقاومة عدوّ البشرية الخبيثة الإمبرياليّة والصهيونيّة.
موضوع مقالتي: أصول تمتين الروابط الأسرية في التعاليم القرآنيّة ومقايستها مع القوانين الحقوقيّة في العالم.
قبل عرض التعاليم القرآنيّة نمرّ مروراً عابراً على آراء المفكرين الغربيين أرسطو، أفلاطون من عظماء الفلاسفة اليونان يعتبرون أنّ المرأة موقعها في أدنى الهرم في علم الاجتماع، هي في قاعدة هرم المجتمع، وهي لا تنال الترقي والإدراك والتعالي.
أرسطو في كتابه "السياسة" وأفلاطون في كتابه "الجمهورية" كلاهما يعتقد أنه ليس للمرأة إمكانية الرشد والتعالي وأن تصير إنساناً كاملاً، وكذلك "إيمانويل كانط" العالم الحقوقي والعالم الغربي يقول أنّ المرأة مواطن منفصل أي أنها محرومة من الحقوق الأساسيّة والأصليّة من حق الحياة، حق التعلم وحق التمتع من الاستفادة من الإمكانات العامة والاجتماعيّة حسب رؤيته وقد يكون هذا العرض دليل وقوع المرأة في النزاعات المسلحة في الدنيا مورد للتعدي والقتل.
نيتشه الفيلسوف الفرنسي يقول "المرأة حيوان بضفائر طويلة وعقل ناقص" هذه هي رؤية العلماء والغربيين ويرون المرأة عبداً فكريّاً ومتاعاً جنسيّاً ولا يرون لها هوية دينيّة وبشريّة. والمرأة بهذه المواصفات التي يرونها لا يمكن أن تكون عمود الخيمة الأسريّة.
ولكن المرأة في التعاليم القرآنيّة أمانة إلهيّة ويمكنها أن تربي مجاهدين في سبيل الله.

الأصل الأول: إنّ المرأة برعاية العفة والتقوى هي عمود الخيمة الأسرية:
اليوم في العالم الغربي لا وجود لمفهوم الأسرة وحركة النسوية (الفمينيسم) تدعو للابتعاد عن الأسرة ورفضها ولكن في الآيات القرآنيّة الأسرة محل العشق والعاطفة والمحبة.
- النكتة الثانية: إنّ الله عز وجل جعل في المخلوقات كلها جنس المؤنث والمذكر والزوجيّة أودعها في ساحة الخلقة.

الأصل الثاني –أصل المودة مفرد المودة الوّد- ومن أسماء الله عز وجل "الودود":
المودة يعني العشق الباطني أن تحب شخصاً محبة لا يمكنك أن تتفضل عليه أبداً. الله عز وجل يتحدّث عن شرط الوصول للمودة بين الزوجين بـ (جَعَلَ) فإيجاد السكينة والاطمئنان القلبي بين الزوجين (أي لتسكنوا إليها) ضمير الهاء راجع للزواج -التي هي جمع للزوجة والزوج- أي أنّ المرأة سكنٌ للرجل والرجل سكن للمرأة. إذا ما وجدت هذه السكينة في عمق الأسرة فإنّ الله تعالى عز وجل يجعل مودة ورحمة فتكون المرأة اطمئنان وسكون وكذلك الرجل للمرأة ويحل العشق الباطني بينهما﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ حسب التعبير القرآني حيث تكون المودة يكون حفظ الشرف والعزة والشخصيّة لكل منهما وإذا ما وجدت المودة فإنّ الله يغمر ذلك البيت بالرحمة الواسعة.

الأصل الثالث: في تقوية أواصر الأسرة أصل الاعتدال أي الابتعاد عن الإفراط والتفريط:
على المرأة والرجل أن يراعوا في العلاقات والروابط الاجتماعيّة عدم الإفراط والتفريط وعليهم مراعاة الحد الوسط. أمير المؤمنين(ع) يقول: "لا يُرَى الجاهلُ إلا مُفْرِطا أو مُفَرِّطا".

الأصل الرابع: الاحترام المتقابل والكرامة الإنسانيّة:
ورد في الآية خمسة وثلاثون من سورة الأحزاب أنّ الرجال والنساء متساوون في الخصائص الإنسانيّة ولكن اختلاف في التكاليف والواجبات- فالكرامة وحفظ الحرمة والاحترام من لوازم المجتمع الإنساني وعلى المرأة والرجل أن يحترم كلّاً منهما الآخر في الأسرة. ورد في سورة الأعراف ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا
العلامة الطباطبائي(قده) يقول البلد الطيب الأسرة الطيبة تُنتج وتُثمر ثمراً طيباً والأسرة الخبيثة نتاجها خبيث، علامة الطيّب في الأسرة الرزق الحلال والكرامة والاحترام المتقابل وعفة الوالدين والاهتمام بالأصول الأخلاقية والأوامر الدينيّة.
على الأب أن يتعامل في البيت بحيث يقبّل الأبناء يد الأم وهذا بيان السيد القائد الخامنئي(حفظه المولى) وينبغي أن تُكرّم الأم.
سلام الله على الأمهات اللواتي قدمن أولادهن للشهادة كي يرون ثمرة الدين.
سلام الله على العوائل الطاهرة والطيبة المجاهدة في سبيل الله، إنّ المجتمع السليم رهين بالأسرة الناجحة، إن المجتمع السالم، المجتمع المفيد، المجتمع المجاهد، المجتمع المكتفي الغني بنفسه، المجتمع التوحيدي، المجتمع العفيف رهن بالأسرة السالمة، والأسرة الموافقة والأسرة العفيفة.
إنّ الصهيونيّة تخطط اليوم لتدمير الأسرة وقد صوَّبت سهامها لقلب الأسرة وهي الأم كي تستطيع بواسطة كسر العفة والعفاف أن تسوق نساء المجتمع نحو أنارشيه الفوضوية الجنسية أي الهرج والمرج الجنسي.
إننا نُعلن اليوم أنّ المرأة المسلمة يقظة واعية وإنّ المرأة المسلمة ليست لتسعى للمنصب والمقام، المرأة المسلمة العفيفة ومحورها الرجل والمرأة وأولادهم لهم حرمة واحترام في البيت وكل يقوم بوظائفه ويكون البيت هو المعمل ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا﴾ الآية 80 من سورة النحل (هي سكن).
أسأل الله أن تكون بيوتنا وأسرنا سالمة قوية آمنة وبتعبير القرآن أن تكون بيوتنا بلداً طيباً.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته 

التعليقات (0)

اترك تعليق