مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الأستاذة أمل قطان (مديرة معاهد سيدة نساء العالمين(ع))

كلمة الأستاذة أمل قطان: حسن تدبير المعيشة: مفهوم إسلامي غائب حاضر في ظل الثقافة الاستهلاكية

كلمة الأستاذة أمل قطان (مديرة معاهد سيدة نساء العالمين(ع)):
حسن تدبير المعيشة: مفهوم إسلامي غائب حاضر في ظل الثقافة الاستهلاكية:

باسمه تعالى

في ظل هجمة الحرب الناعمة التي تتغلغل بهدوء في داخل أسرنا، تواجه الأسرة في مجتمعاتنا تحديات خطيرة تهدد كيانها، ولا نبالغ إن قلنا أنّ المتصدي الأساس الذي يمكنه المواجهة والتصدي، هي المرأة؛ الأم والزوجة.
سوف نعرض هذه التحديات، مع ملاحظة أنها تشكل حلقات متصلة، تؤثر وتتأثر ببعضها البعض:
لقد سعى نظام العولمة القائم على توحيد وصهر المجتمعات البشرية ضمن مجتمع واحد، عبر محاولة إلغاء كل الخصوصيات الثقافية، والاجتماعية، والقيمية للمجتمعات، وجعلها تدور في فلك قيم واحدة، ونمط حياة واحد يتناسب مع مصالح الشركات العابرة للقارات، والتي نراها تسخِّر كل طاقاتها وإمكانيَّاتها من أجل تحقيق أهدافها، ولفرض منظومة قائمة على:
1. تعزيز النزعة الفردية، وفصل الإنسان عن مجتمعه، وثقافته، وقيمه، بما يسهل تبني نمط الحياة المادية الخبيثة، المتمثل بنمط الحياة الأميركي، والذي يتمحور حول جعل الإنسان فرداً سطحياً لا يتحمل المسؤولية مستغرقاً في إشباع شهواته، يتبنى ثقافة الراحة، فيصبح عقله أسير شهواته "وكم من عقل أسير تحت هوى أمير".
2. تعطيل عملية نقل القيم الإنسانية، والدينية، والوطنية، بهدف تذويب هوية الشعوب، وتبنيها لقيم العولمة، القائمة على مراعاة المصالح والمنافع الفردية، حتى لو كانت على حساب مصالح ومنافع الآخرين، فلا يتبقّى اسم ولا رسم لقيم العدالة، والعطاء، والتضحية، والايثار، والغيرة.
3. نشر ثقافة الاستهلاك، والتي توهم الفرد باقتناء الكثير من الكماليات على أنها من الضروريات، بما يزيد من الأعباء المالية على الفرد، ويعزز النزعة الفردية، وينعكس سلباً على القيم التي يؤمن بها. وهذا كله لا يساعد في بناء الأسرة، بل ويهدد استمرارها وتماسكها في حال وجودها.
من هنا نسأل ما هو مفهوم التدبير؟ وأين موقعه في منظومة القيم الإسلامية؟ وما هو تأثيره على الحياة الأسرية والاجتماعية؟ وما هي علاقته بالأمن الأسري موضوع مؤتمرنا؟
التدبير لغة: النظر في العواقب1
وأما معناه اصطلاحاً: فهو حسن إدارة الموارد المتاحة، بما يحقق أعلى منفعة منها، وعدم تعريضها للهدر أو التلف.

ولا يقصد بتدبير المعيشة البعد المادي فقط، بل يشمل كل أبعاد الحياة، فحسن التدبير الذي يساهم في تحقيق الأمن للفرد وللأسرة يحتاج إلى:
1. قاعدة فكرية تتمثل برؤية الفرد وقناعاته حيال الحياة، والهدف من وجوده على هذه البسيطة. بحيث يؤمن بأن الإنسان لم يُخلق على هذه الأرض من أجل الاستغراق في إشباع حاجاته وشهواته، بل قد أودع الله فيه هذه الرغبات والحاجات من أجل أن يتحرك نحو تلبيتها، بما يضمن له استمراره على هذه الأرض -والتي هي فرصة نادرة لا تعوض- للعمل على ضمان وتحقيق السعادة الأخروية للإنسان.
ولذلك على الإنسان أن ينظر إلى كل النعم التي وهبها الله له بعين المسؤولية، والتي سيسأل عنها، وعن كيفية التصرف بها يوم القيامة: "لا تزل قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه..". ولا يقصر نظره إليها على أنها منح وعطايا، يستطيع التصرف بها كيفما شاء. إنها وسيلة يؤدي فيها الإنسان دوره في الخلافة، ويستفيد منها في تنمية الطاقات الإنسانية.

2. تبني منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية المتناسبة والمنسجمة مع رؤية الفرد الكونية، والتي تساهم في إدارة الرغبات وتنظيم الميول. ولعلّه من أهم القيم التي يجب الاهتمام بها، وتربية الأجيال على تبنّيها والإيمان بها، هي قيمة الاعتدال والتوازن، وأهمية أن لا يقع الإنسان في الإفراط أو التفريط في كلّ مناحي الحياة: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ..﴾2، فالاعتدال والتوسّط ضمان لسعادة الفرد والمجتمع، ولا يتصوَّر وجود سعادة وهناء وطمأنينة من دون سيادة العدل، ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ3، فالإيمان بالله لا ينفك عن الانفاق بمسؤولية واعتدال، حيث يقول الله تعالى في معرض بيان صفات عباد الرحمن: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما4 فالإسراف والاقتار طرفا إفراط وتفريط، والقوام هو الاعتدال والوسطية، وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى معيار الاعتدال حيث روي عنه عليه السلام: "ليس فيما أصلح البدن إسراف، إنّما الإسراف فيما أتلف المال وأضرّ بالبدن". ويشير عليه السلام إلى أدنى حدّ من الإسراف فيقول: "إبذالك ثوب صونك (ارتداء الثوب الجيّد والمرتّب في حال القيام بعمل يؤدّي إلى اتلافه وتوسيخه) وإهراقك فضل إنائك (أن يشرب المرء من كوب الماء ويرمي ما تبقّى منه دون أن يستفيد منه) وأكلك التمر ورميك النوى ها هنا وها هنا (فبذرة التمر يمكن الاستفادة منها في التدفئة مثلاً أو ليستفاد من خشبها)5
وتأتي بعدها قيمة القناعة، التي يقول عنها الأمير عليه السلام: "أطيب العيش القناعة"6، وعندما سُئل سلام الله عليه عن الحياة الطيبة التي وردت في قوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً..﴾7 قال: "القناعة" فالبعد عن الترف والرفاهية، والاعتدال في الانفاق والاقتصار فيه على الحاجة الفعليّة، من أهم مقومات الصلاح والارتقاء المعنوي والسعادة الحقيقية، فالرفاهية من أخطر الميكروبات التي تهدّد الحياة المعنويّة للإنسان، وتجعله بعيداً عن حدّ الاعتدال، وتضرب منظومة القيم الإلهية التي تضمن تحقيق العدالة والأمن، عن الرسول الأكرمﷺ وآله: "شرار أمّتي، الذين ولدوا في النعيم وغُذُّوا به، همّهم ألوان الطعام وألوان الثياب، .."، إن الاستغراق في التنعم والإسراف في استهلاك ما يتاح للإنسان استهلاكه، يحوّل الإنسان من خليفة لله على الأرض قائم بإعمارها وإصلاحها، إلى مفسدٍ يُفسد في البرِّ والبحر، ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ8، وقد حدد الإمام الصادق عليه السلام حدود الإسراف بقوله: "قال لقمان لابنه، للمسرف ثلاث علامات، يشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويأكل ما ليس له"9. والجدير ذكره هنا ارتفاع نسب الاستدانة للأمور الكمالية، بهدف إشباع حاجات ثانوية (خلال عام ازداد الاقتراض من المصارف لشراء السيارات مليار دولار، مع ملاحظة أن المنفق على شراء السيارات سنوياً هو 1300 مليون دولار).

3.ضرورة وجود القدوة: وهذا ما قدَّمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام والعلماء والصالحين، وجسَّدوه في حياتهم ومعاشهم، حيث ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: "ما شبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خبز برٍّ ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله"10، وعن الإمام الصادق عليه السلام: "أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية خميس في مسجد قبا، فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعُسٍّ مخيض بعسل، فلما وضعه على فِيه نحَّاه ثم قال: "شرابان يُكتفى بأحدهما من صاحبه، لا أشربه ولا أحرمه، ولكن أتواضع لله، فإن من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذَّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله"11، ويروى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى فاطمة عليها السلام وعليها كساء من أجلَّة الإبل، وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله فقال: "يا بنتاه، تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه، فأنزل الله: "ولسوف يعطيك ربك فترضى"12، وأما أمير المؤمنين عليه السلام، فماذا نروي وماذا ننقل، والصديق والعدو يشهد بزهده وبعده عن الدنيا، وطلب الرفاه، ويكفينا التأمل بما كتبه إلى ابن حنيف الأنصاري عامله على البصرة: ".. ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طُعمه بقرصيه.." وقال: ".. ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفَّى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني طمعي إلى تخيُّر الأطعمة – ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع،.. أوَأَبيت مِبطاناً وحولي بطون غرثى، وأكباد حرَّى، .. أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر.. فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة همُّها علفها.."13، وهذا هو حال جميع الأئمة عليهم السلام في بساطة عيشهم، واقتصادهم في المعيشة، وإذا أردنا أخذ نموذج معاصر اقتدى بالسيرة المحمدية والحياة الفاطمية والزهد العلوي، فلنعرج على حياة الإمام الخميني قدس الله نفسه الزكية، وحياة سماحة الإمام القائد السيد الخامنائي(دام ظله)، فلن نرَ أحداً أقبلت عليه الرياسة والشهرة وأتيحت له الدنيا ومتاعها، يزهد فيها ويأخذ منها دون حاجته كما كان الإمام الراحل، وكما هو إمامنا القائد أطال الله عمره الشريف.

4.مهارات عمليّة مكتسبة تصدر من القناعات الفكريّة والمنظومة القيميّة الإلهيّة: وهنا يمكن الاستفادة من علوم الاقتصاد المنزليّ14، والتدبير المنزليّ، والتي تساعد أفراد الأسرة على إدارة ميزانيّتهم بكفاءة واقتدار، ولعلّه من المناسب هنا الإشارة إلى بعض هذه التقنيّات والمهارات:
وضع ميزانيّة للأسرة تُسجَّل فيها مداخيل الأسرة ومصاريفها، على أن تصنّف المصاريف ضمن 
عناوين: فتوضع المصاريف الثابتة والتي لا يمكن الاستغناء عن دفعها (أجار المنزل، فاتورة الكهرباء، الماء، الهاتف، التنقّل..)، ثم توضع في العنوان الثاني (مصاريف الطعام الأساسيّة، مصاريف التعليم، الضمان الصّحّيّ..)، ثم توضع العناوين الأخرى (ملابس، صيانة، أثاث، تنزّه..).
حسن إدارة الوقت، بما يساهم بتأمين بعض الحاجات، ورفع المستوى العلمي والثقافي مما يتيح تأمين فرص إضافية لتحسين الوضع المعيشي للأسرة.
تصنيع بعض المنتجات والهدايا التي لا تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
امتلاك مهارة التسوّق، وهذه تحتاج إلى مجموعة من الأمور:
  • اعتماد سياسة التسوق كل شهر، أو كل أسبوعين على الأكثر.
  • تحديد أماكن التسوق الأقرب والأرخص.
  • تحديد قائمة المشتريات بدقّة (التسجيل اليوميّ للحاجيات الأساسيّة).
  • تصنيف القائمة حسب ما هو ضروري ومُلحّ، وإبقاء الحاجيات الكماليّة على قائمة أخرى.
  • مراقبة تاريخ صلاحية المواد عند الشراء.
  • عدم اصطحاب مبالغ كبيرة عند الخروج إلى السوق، بل الاكتفاء بأخذ مقدار ثمن الحاجات
  •  المدوّنة على اللائحة.
  • عند التفكير في شراء سلعة باهظة الثمن، من المهم وضع الثمن في حصّالة، وتأجيل قرار الشراء لعدّة أيام، فإذا بقي القرار بشرائها، يكون شراؤها، أما إذا صُرف النظر عنها، فيُكتشف عندها كون هذه السلعة غير ضرورية.
  • لا بدّ من تحصين الفرد والأسرة من هيمنة الدعايات والالتفات إلى أنّ الكثير منها لا تكون على ذلك القدر من المصداقيّة والشفافيّة، بل تضخّم من أهمية ومواصفات السلعة واقعيّاً.
  • الاستفادة من مواسم التنزيلات والعروضات، خصوصاً في الحاجات التي يمكن تأجيلها.
  • الاستفادة من أماكن بيع الجملة وشراء احتياجات الشهر دفعة واحدة، حيث يمكن تحقيق وفر جيد.
  • الاستغناء عن استهلاك السلع الضارة وغير المفيدة، كالدخان والمشروبات الغازية والنرجيلة، حيث أن إنفاق المال على شرائها يعتبر تبذيراً للمال، وهو من الكبائر.

ختاماً:
بناء على ما تقدم، علينا إعادة النظر بأسلوب حياتنا، والالتفات أن الجهاد الاقتصادي على صعيد الفرد والمجتمع من مجالات الجهاد الواجب حسب رؤية الإمام القائد(حفظه الله)، وهو لا يقل أهمية عن جهاد العدو على جبهات القتال، ونختم بإيراد بعض التوصيات:
1. التربية على الاعتدال والتوازن في تأمين متطلبات السعادة في الدنيا والآخرة.
2. التربية على القناعة وبساطة العيش.
3. تأهيل الأسر لتمكينها من تأمين احتياجاتها عن طريق الانتاج وعدم اللجوء إلى الاقتراض.
4. التدريب على مهارات إدارة السلة الاقتصادية للأسرة.
5. التدريب على مهارات التسوق والتدوير والاستفادة القصوى من المواد المستهلكة.
6. تسليط الضوء على بساطة عيش العلماء الربانيين المعاصرين، لأنهم يشكلون مدرسة للأجيال
 بزهدهم وأسلوب حياتهم البسيط الذي يؤمن للإنسان الخروج من هذه الدنيا بأدنى قدر من التعلقات، ويساهم في عمارة آخرته التي تمثل الحياة الحقيقية للإنسان.


والحمدلله رب العالمين


الهوامش:
1 لسان العرب، ج5،ص212
2 سورة البقرة: الآية 143.
3  سورة الحديد، الآية  7 
4  سورة الفرقان، الآية  67 
5 الكليني: الكافي، ج 4، ص56 
6 غرر الحكم 2918 
7 سورة النحل، الآية  97 
8 سورة الروم، الآية 41 
9 العلامة المجلسي: بحار الأنوار، ج  72، ص 206 
10  القمي، عباس: منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، ج1، ص 35  
11  القمي، عباس: منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، ج1، ص 36 
12  القمي، عباس: منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، ج1، ص 191 
13  القمي، عباس: منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، ج1، ص 216 
14  الاقتصاد المنزلي أو كما يعرف باللغة الإنجليزية بـ (home economics)، وهو اقتصاد ربة البيت لإدارة وتدبير شؤون المنزل، من تقييم الحاجيات الضرورية لإستهلاك أهل المنزل، ومقدار المصروفات اللازمة خلال وقت معلوم، وتوفير حاجيات ومتطلبات المنزل في حدود الزمن والموارد المتاحة لربة البيت، وعموما يشمل الاقتصاد المنزلي تدريب الأطفال على حسن الاستهلاك وعدم التبذير، في الملبس والمأكل.

التعليقات (0)

اترك تعليق