مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الدكتورة صديقة حجازي مسؤولة القسم النسائي في منظمة الثقافة العالمية
وقد قرأتها*الأستاذة نهى عبدالله (م

كلمة الدكتورة صديقة حجازي: دور الأسرة في تحقيق الأمن الاقتصادي "بحسب رؤية السيد القائد علي الخامنئي (دام ظله)"

كلمة الدكتورة صديقة حجازي مسؤولة القسم النسائي في منظمة الثقافة العالمية
وقد قرأتها*الأستاذة نهى عبدالله (مديرة تحرير مجلة بقية الله):
دور الأسرة في تحقيق الأمن الاقتصادي "بحسب رؤية السيد القائد علي الخامنئي (دام ظله)":

                                    بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على ىسيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء(س)، تزامنا مع ميلاد هذه السيدة العظيمة، المبارك، وتحية متواترة لأرواح الشهداء الطيبة، لا سيما شهداء الدفاع عن الحرم الزينبي الطاهر. في الوقت الذي أتقدم فيه بالشكر والتقدير لمساعي وجهود القائمين بهذا المؤتمر القيّم، خاصة الأخت المجاهدة السيدة عفاف الحكيم، أتطرق باختصار الى بعض المسائل في إطار الموضوع الذي تم تعيينه لي.
أجل، إن هذا المؤتمر المنعقد حالياً بعنوان "الأمن والأسرة"، يتم فيه البحث والنقاش وإلقاء الكلمات حول مسألتين هامتين ومؤثرتين في المجتمع، أي، موضوع أمن والأسرة والعلاقة المتبادلة بينهما، فالعلماء يعرفون جيداً أن الأمن الاقتصادي من المسائل الهامة في موضوع أمن الأسرة، فإضافة إلى أن الأسرة تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في التوعية في هذا المجال، يستطيع الأمن الإقتصادي بنفس الوقت القيام بدور في استحكام الأسرة وتعزيز العوامل المرتبطة بذلك. وبالنظر لأهمية موضوع الأمن الإقتصادي الذي يعتبر اليوم في العالم وبين الدول والساسة، كعامل مؤثر في استقلال وقوة الطاقة الوطنية، أود أن أتحدث حول مسألة الإقتصاد المقاوم ودور النساء في هذا النوع من الإقتصاد.
إن الإقتصاد المقاوم هو من إبداع ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله العالي) ومن الأمور الحديثة. إن من بين المفاهيم الإقتصادية التي لم تؤخذ بعين الإعتبار نظرياً وعملياً، "الإقتصاد المقاوم".
الإقتصاد المقاوم يسعى لتحويل التهديد إلى فرصة وباتخاذ طريقة ملائمة ومنطقية سواء كانت في تنظيم الأولويات، أو الإبتعاد عن استيراد البضائع الكمالية أو دعم الإنتاج المحلي أو جذب رؤوس الأموال الداخلية، يستطيع أن يحصّن البلاد ضد الحظر والعقوبات المفروضة، فبعد انتصار الثورة الإسلامية، الجييدة، في إيران وفشل أمريكا في العمل على انحراف ومصادرة الثورة، كشفت (أمريكا) عن عنادها العميق، حيث ظهر هذا العداء والعناد، وخلال ثلاثين عاماً، بأشكال مختلفة. 
وبالنظر لما اتخذه الغرب تجاه إيران، فإن سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله العالي) عرض بحث الإقتصاد المقاوم واعتبره طريقاً هاماً واستراتيجياً في تغيير مسار الحركة الإقتصادية في البلاد.
إن الجهاد الإقتصادي، العمل والسعي باستمرار له قيمة تعادل الجهاد في سبيل الله وفي الثقافة المبنية على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، أيضاً يعتبر من أفضل وأبرز العبادات، إذا كان هذا الجهاد يؤدي إضافة إلى تلبية الإحتياجات الفردية والعائلية، يؤدي أيضاً إلى تأمين المستلزمات الاجتماعية والمنافع والمصالح العامة، فإن قيمته واعتباره يتزايد أكثر فأكثر. كما تُعتبر الأنشطة الاقتصادية التي تقوم بها النساء إلى جانب دورهن الهام جداً في إدارة البيت والأسرة من العوامل الراسخة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن التواجد الفعال والمؤثر للنساء في الأنشطة الاقتصادية والتنمية الثقافية والسياسية والاجتماعية، مؤثر جداً في تقوية نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقدس، وجعله قوة فعالة ومقتدرة في المنطقة والعالم.
إن النساء -في الوقت الذي يتوجب عليهن الإلتفات إلى مقامهن المعنوي في الأمومة والزواج و...-، يستطعن بل يتوجب عليهن أيضاً، القيام بدور مكمل جنباً إلى جنب مع الرجال في السعي للنجاح في مجال الإنتاج والتطور. وكما ذكرت، فإن اقتصاد إيران والأهداف الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعارض مع منافع الإستكبار العالمي والقوى العظمى، وسيستمر العداء لإيران الإسلامية.
لقد عرّضت عقوبات الأعداء الاقتصادية فضاء بلادنا الاقتصادي إلى تحدٍّ جاد وكبير، وبالنظر لأمر سماحة السيد القائد (دام ظله العالي)، فقد تم عرض نموذج الاقتصاد المقاوم، للتصدي لهذا الوضع، والنساء، كطلائع في هذا المجال يستطعن بتدبير عقلاني، وباتخاذ نموذج صحيح للإستهلاك يقوم على أساس التعاليم الدينية، يستطعن القيام بخطوات ثابتة ومثمرة في هذا المسار.
إن النساء مديرات اقتصادية للأسرة ومربيات للأبناء، ففي العالم التنافسي المعاصر الذي يتوجب فيه على الجميع، السعي لتطور المجتمع، للنساء أيضا حصة في تأمين احتياجات الأسرة، وإضافة إلى دورهن كمديرات في العائلة، يستطعن القيام بأنشطة اقتصادية كذلك، لتأمين معاش لحياة كريمة بالتعاون مع أزواجهن.

أود هنا الإشارة إلى عدة نماذج مما يمكنهن القيام به من دور فعال في إنجاح الاقتصاد المقاوم:
1- في حقل الأسرة:
إدارة اقتصاد الأسرة وتنظيم الميزانية والنفقات مما يتناسب وأولويات العائلة.
تربية أبناء نشطاء ذوي ثقة بأنفسهم، مبدعين ومقتدرين.
الإبتعاد عن الإسراف وإيجاد ثقافة الإنتفاع الأكثر بالنعم والإمكانيات في العائلة.
تعزيز القيم الأخلاقية والمادية مثل: ثقافة القناعة، الإبتعاد عن التنافس المادي السلبي، تعزيز روح المعيشة البسيطة، الإبتعاد عن خصلة التنوع في غير أوانه والكاذب، عدم الركون إلى الإستهلاك المفرط، إيجاد عادة التوفير، تعزيز روح الإنفاق في سبيل الله ومساعدة الآخرين و...

2- في الحقل الاجتماعي:
التواجد والنشاط بجد في مجال التعلّم وإنتاج العلم بهدف المساعدة في خلق الإقتصاد العلمي.
توظيف رؤوس الأموال الفردية في مجال الإنتاج الاقتصادي والإبتعاد عن استهلاكها وإتلافها في سوق الإستهلاك المبهرج.
العمل بنشاط في تعاونيات الإنتاج والمساعدة على تنمية الخلاقية والإبداع في المجتمع.
إيجاد ورشات إنتاج عائلية باستخدام طاقة وقدرة كافة أعضاء الأسرة.
العمل بنشاط في مجال الإشتغال والإنتاج العائلي.
السعي لكسب المهارة الفردية ومهارة أعضاء الأسرة وتنمية قدرات تتماشى واحتياجات المجتمع الاقتصادية.
وكما ذكرت آنفاً، على النساء أن يكن مديرات في عدة حقول، ليس فقط كمديرات اقتصاديات للأسرة، حيث أن لهن دوراً مؤثراً جداً في تخطيط وتنظيم الموارد المالية فيها، بل كمربيات للجيل القادم.. وواجبهن هام جداً في تربية وتوعية الأطفال والأحداث.
يقول سماحة السيد القائد آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله العالي) في هذا الشأن:
"قلنا، الاقتصاد المقاوم، أي إننا إذا اتكأنا على الطاقة الداخلية، وعلى خلاقية الشباب، وعلى أنشطة الأدمغة العلمية، والإعتقادات في الداخل، واستندنا إلى ذلك، يمكننا أن نعتق أنفسنا من غطرسة الأعداء الأجانب ومنّتهم.
هذا هو المسار الصحيح.. فكلما استندنا إلى إبداع واستعداد شبابنا، انبثق من ذلك ينبوعٌ فوَّار يزداد عطاء ونماء، وتقدَّمْنا في عملنا.. في القضايا المتعلقة بالمسائل الذرية، في القضايا المتعلقة بمسائل الأدوية، في أنواع العلاج المختلفة، في الخلايا الجذعية، في (العلوم) النانوية، في البرنامج الصناعي الدفاعي، في أي مكان استثمرنا فيه واتكأنا على هذه القدرة في الشباب التوّاق والمؤمن والمخلص في الداخل، وقدّرنا أعمالهم حصلنا على ذلك.
أجل، فالمسائل الاقتصادية هي هكذا، إن التكافؤ الاقتصادي سواء من حيث المكانة العالمية، أو من حيث الكرامة الوطنية والثقة بالنفس لدى الشعب الإيراني، أو من حيث الأمور المعنوية والأخلاقية والروحية، سيتطور كذلك". (23/2/1393 هـ . ش. الموافق 13/5/2014 م).
"إن الاقتصاد المقاوم، هو، ذلك الاقتصاد المقاوم الذي لا يتلاشى بالمضايقات الاستكبارية، أو الهزات العالمية، أو سياسات أميركا وغير أميركا. إنه اقتصاد يستند على الشعب.
ما هو الإقتصاد المقاوم؟
أولا: هو نموذج علمي يتلائم مع احتياجات بلادنا، -هذا هو الجانب الإيجابي فيه– لكنه ليس حصراً على بلادنا، كذلك. أي إن كثيراً من الدول، اليوم، وبالنظر لهذه الهزات الاجتماعية والإنتكاسات الاقتصادية التي حدثت خلال العشرين والثلاثين سنة الماضية، اتخذت مساراً كهذا يتناسب مع ظروفها الخاصة. لذا فالنقطة الأولى، إن هذه الحركة التي نقوم بها الآن، لا تختص بنا، بل هي أيضا هاجس الدول الأخرى.
ثانياً: قلنا هذا الاقتصاد هو داخلي. ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه ينبع من قلب إمكانيات بلادنا وشعبنا، فنمو هذه الشُجَيْرة يعتمد على إمكانيات بلادنا، هذا ما نعنيه من أنه داخلي، إلا أنه، وفي ذات الوقت، ليس داخلياً، أي إن هذا الاقتصاد المقاوم، لا يعني، أنه يتوجب علينا حصره أو تحديده في إطار بلادنا، كلاّ، إنه نابع من الداخل، ولكنه، يتمدد (إلى الخارج)، يتعامل مع الاقتصاد العالمي، ويواجه بقوة من قبل اقتصاد الدول الأخرى، لذلك، فهو منبثق من الداخل، لكنه لا يتمدد، وينبسط داخلياً، أقول هذا لأنه في هذه الحقول وفي الوقت الراهن، تنشط الأقلام والألسنة والأدمغة المغرضة لإيحاء "أجل، إنهم يريدون التضييق على اقتصاد البلاد وحصره داخلها".
إنهم مشغولون ببث وإشاعة تفاسير متنوعة ومختلفة لصد الشعب والمسؤولين عن هذا المسار الذي هو مسار السعادة، إنني أذكر ذلك لتنوير الرأي العام في بلادنا.
ثالثاً: الاقتصاد الذي يُعرض كاقتصاد مقاوم هو منبثق من الشعب، أي أنه لا يرتكز على الحكومة وليس اقتصاداً حكومياً، فهو اقتصاد شعبي يتحقق بإرادة الشعب، ورأس مال الشعب وتواجد الشعب.
 أما أنه ليس حكومياً، هذا لا يعني أن الحكومة لا تتحمل مسؤولية تجاهه، لماذا؟ لأن الحكومة تقوم بالتخطيط، توفير الأرضية، توفير الإمكانيات والإرشاد والتعاون في ذلك، فالعمل الاقتصادي والنشاط الاقتصادي بيد الشعب وهو ملك للشعب، إلا أن الحكومة، كمسؤول عام، تشرف على ذلك، وترشد وتساعد، وتقف بوجه أولئك الذين يريدون سوء استعمال أو فساد في الاقتصاد، وإن كان هنالك من يحتاج إلى مساعدة، فالحكومة تقدم لهم ذلك، إذن، فإن واجب الحكومة توفير الظروف المناسبة وتسهيلها.
رابعاً: ذكرنا، إن هذا الإقتصاد هو اقتصاد علمي، أي أنه ينتفع بالتطور العلمي، ويرتكز عليه، ويضع الإقتصاد على محور العلم، وهذا لا يعني أن الاقتصاد محصور على العلماء، وأنهم وحدهم يستطيعون أن يلعبوا دوراً فيه، كلاّ، في الاقتصاد المقاوم، التجارب والمهارات، تجارب أصحاب الصناعة، تجارب ومهارات العمال ذوي التجربة والمهارة، كل ذلك، يمكن أن يكون ذا تأثير وأن يلعب دوراً في هذا الاقتصاد.
عندما يُقال أنه يتمحور على العلم، لا يعني، أن العناصر المجرّبة من الصناعيين والفلاحين الذين قاموا بإنجازات كبيرة على أساس ما اكتسبوه من تجارب، خلال سنوات متمادية، لا يعني، أنهم لا يستطيعون لعب دور مفيد وفعال، كلاّ، إنهم يلعبون دوراً هاماً جداً في ذلك.
خامساً: إن هذا الاقتصاد يرتكز على العدالة ، أي أنه لا يكتفي فقط بمؤشرات الاقتصاد الرأسمالي كالتنمية الوطنية وإجمالي الإنتاج الوطني فليس البحث يتعلق بالقول بأن التنمية الوطنية لم ترتفع كما يُرام أو إجمالي الإنتاج الوطني ارتفع كما يُراد، مثلما نشاهد في المؤشرات العالمية والاقتصاد الرأسمالي. في الوقت الذي يزداد فيه إجمالي الإنتاج الوطني لبلاد ما، كثيرا جدا، إلا أنه وفي تلك البلاد من يموت جوعاً! نحن لا نتقبل ذلك.
إذن، فمؤشر العدالة، العدالة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية في المجتمع، من المؤشرات الهامة في الإقتصاد المقاوم، وهذا، لا يعني، عدم الإلتفات إلى المؤشرات العلمية الموجودة في العالم، كلاّ، فالمؤشرات المذكورة، تُؤخذ بنظر الإعتبار، على أن يتم العمل بالتمركز على (العدالة) أيضاً.
العدالة في هذا الموضوع وفي هذا البرنامج لا تعني التقسيم بين الفقراء فقط، وإنما تعني إنتاج الثروة، وزيادة الثروة الوطنية.
سادساً: لا شك، فيما ذكرنا، بأن الاقتصاد المقاوم أفضل طريقة لحل مشكلات البلد الاقتصادية، وهذا لا يعني أنه مُشرف على مشاكل البلاد الراهنة، المشاكل التي يتعلق قسم منها بالحظر، وقسم منها، يتعلق بذلك االبرنامج الخاطئ أو ذاك (مثلا)، كلاّ.
فالمسألة هكذا دائماً، إن الاقتصاد المقاوم يعني إيجاد المقاومة وتثبيت أركان الاقتصاد، فهذا النوع من الاقتصاد سيكون مثمراً وينتفع به الشعب، سواء في ظروف الحظر أو غيرها). (1/1/1393 هـ.ش الموافق 21/3/2014 م). (من كلام لسماحته في الحرم الرضوي الطاهر).
في الختام، أتقدم بالشكر لكل العاملين على إقامة هذا المؤتمر، والضيوف الأعزاء، داعية الله تعالى بالمجد والعظمة والعزة للإسلام والمسلمين.
نرفع أيدينا بالدعاء إلى الله المنان عز وجل، بكل وجودنا، بالفرج وظهور منجي البشرية كلها، الوحيد، الإمام المنتظر المهدي(عج)، ونصرة جيش الإسلام في كفاحه ضد الإستكبار، الصهيونية والتيارات المستحدثة المنبثقة عنهما.

والحمدلله رب العالمين

التعليقات (0)

اترك تعليق