دور الجمعيات في تأهيل وتدريب المتطوعات: كلمة السيدة شهناز ملّاح (عضو المكتب السياسي لحركة أمل) في مؤتمر "العمل التطوعي في الجمعيات الأهلية والنسائية"
دور الجمعيات في تأهيل وتدريب المتطوعات
كلمة السيدة شهناز ملّاح (عضو المكتب السياسي لحركة أمل)
يسعى هذا البحث إلى الوقوف على دور الجمعيات في تأهيل وتدريب المتطوعين، ومعرفة العوامل التي تساعد الجمعيات في استقطاب النساء في العمل التطوعي، وكيفية تطوير أدائها وعملها، بالإضافة إلى بعض المقترحات التي يمكن أن تساهم في بث روح العمل الجماعي والفريقي.
يشكل العمل التطوعي أحد مكونات الحياة الاجتماعية والقوة البشرية الحقيقية لتنمية المجتمع. وقد أصبح العمل التطوعي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع ونشر ودعم قيم التكافل الاجتماعي بين أفراده في أوقات السلم والأزمات، كما يعد وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز والثقة بالنفس مع الاستغلال الأمثل لطاقات الفرد في مجالات مثمرة لمصلحة التنمية الاجتماعية.
ويعتبر العنصر البشري من أهم الموارد التي تحتاج إليها منظمات المجتمع المدني لتؤدي مهامها، حيث يتم الاستفادة من الطاقات الشابة في المجتمع مع إبراز القدرات الكامنة لديهم لتساهم في تنمية المجتمع وتقدمه.
والمعروف أن العمل التطوعي ينتج عنه استفادة متبادلة بين الطرفين المعطي والمتلقي، وينعكس ذلك على روح المجتمع ليسوده التعاضد والتعاون، كما أن الفرد المعطي هو الذي يقود عملية البناء، وإذا توفرت روح الخدمة لدى الأفراد تقدم الفرد والمجتمع.
ويتيح العمل التطوعي في الجمعيات الفرصة للنساء والشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا التي تهم المجتمع، ويوفر فرصة لتأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشكلات بجهدهم الشخصي، والمشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاج إليها المجتمع والذي سيكون له أثر بارز في تنمية مواهب وقدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية، إضافة إلى تعزيز الانتماء والمشاركة في مجتمعهم.
وفي الواقع يحتاج العمل التطوعي وكل أعمال المنظمات الأهلية إلى إعادة نظر... لأنه من الواضح أن مجال التطوع وعدد المتطوعين قد انكمش كثيرا"، لذا من الواجب بذل جهود كبيرة لتشجيع التطوع وإنعاشه.
ولا بد من مقومات وأسباب تأخذ بالعمل التطوعي نحو النجاح، ولذلك من الأهمية بمكان معرفة أسباب النجاح لتفعيلها وتثبيتها، في المقابل معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الفشل والإخفاق، ليتم علاجها وتفاديها خلال العمل.
ومن أهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات هي:
أولا": وضع خطة تتضمن المواصفات المطلوبة والوسائل الآيلة لتحقيق أهداف الجمعية.
ثانيا": حفظ مكانة المتطوع سواء كان فردا"، أو جماعة، ومساندته على التكيف وأداء عمله.
ثالثا": تشجيع المتطوعين وتحفيزهم، بوضع حوافز للعمل التطوعي، وعدم الاعتماد على النيات الحسنة، وحب الناس إلى الخير، فالحوافز لها دور أساس في تدعيم مفهوم التطوع لدى الأفراد.
رابعا": إشراك المتطوع في وضع برامج الجمعية واتخاذ القرارات، لبناء رغبة المشاركة المجتمعية لديه في النهوض والتنمية.
وعليه، فإن من أولى واجبات الجمعيات تعريف المتطوع ما يلي:
1- توضيح رسالة الجمعية وأهدافها.
2- أن يوكل لكل متطوع، العمل الذي يتناسب قدراته وإمكاناته. (وضع المتطوع في العمل الذي يناسب ميوله وقدراته واستعداداته).
3- فهم المتطوع للأعمال المكلف بها والنتائج المتوقعة منها. (تحديد دور المتطوع في الجمعية)
4- أن يلم المتطوع بأهداف ونظام وبرامج وأنشطة الجمعية وعلاقته مع العاملين فيها.
5- أن يجد المتطوع الوقت المطلوب منه قضاؤه في عمله التطوعي في الجمعية.
6- الاهتمام بتدريب المتطوعين على الأعمال التي سيكلفون بها، لتمكينهم من تأديتها بالطريقة التي تريدها الجمعية. (إلحاق المتطوع بدورات تدريبية وتأهيلية).
7- إيضاح الهيكل الإداري للجمعية أو المنظمة أمام المتطوعين.
8- إجراء دراسات تقويمية لأنشطة هؤلاء المتطوعين في المنظمة.
9- الاهتمام بمشكلات المتطوع الأسرية والإدارية لما لها تأثير على العمل التطوعي.
10- إتاحة الفرصة للمتطوع للتعبير عن رأيه.
11- الاهتمام بالنواحي التشجيعية، من خلال تبيان الآثار الإيجابية الكبيرة على المجتمع وأهمية مشاركته عبر دوره في:
أ- تنمية المجتمع في جو من الحب، والتراحم والإيجابية، والعطاء، والإيثار.
ب- سد حاجات المجتمع المتنوعة.
ت- إيجاد مجتمع متماسك متراص كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا".
ث- تحريك الدوافع عند أبناء المجتمع ليساهموا جميعهم بعمل إيجابي لبناء مجتمعهم ونهضته.
ج- القضاء على الفراغ وخاصة عند الشباب، ليساهموا بجهدهم، وأفكارهم، وطاقاتهم، ومواهبهم، وإبداعاتهم نحو ازدهار المجتمع والارتقاء به.
ح- القضاء على الظواهر الاجتماعية السلبية فيه، كظاهرة الفقر، والأنانية، وظاهرة الحسد التي تتفشى في المجتمع.
خ- بأن ما يقوم به هو خدمة وطنية إنسانية لأبناء مجتمعه.
توصيات
1- دعوة الباحثين والمتخصصين للكتابة في العمل التطوعي من كافة جوانبه، وتوثيق تجارب الجمعيات أو المنظمات في لبنان وخارج لبنان، للتدليل على أهمية العمل التطوعي وآثاره النفسية على الفرد والمجتمع.
2- دعوة الجامعات لتدريس العمل التطوعي من ضمن مناهجها، وإعداد أقسام خاصة لتدريس كل ما يخص العمل التطوعي من النواحي الإدارية والمالية وغيرها.
3- دعوة الحكومة لإعطاء المزيد من التسهيلات والإمكانات لقطاع العمل التطوعي، وفتح المجال لافتتاح المزيد من المؤسسات التطوعية في كل المجالات التي تحتاج إليها المجتمعات.
4- دعوة وسائل الإعلام، لتسليط الأضواء على العمل التطوعي، من خلال إبراز أنشطته وبرامجه، وتكريم قياداته، وتسويق مشاريعه؛ ليسهم بشكل فاعل في تحقيق التنمية المنشودة.
5- دعوة قطاع العمل التطوعي للتعاون فيما بينهم، وتبادل الخبرات والتجارب، وتشجيع أفراد المجتمع للمساهمة في الأعمال التطوعية، كل حسب قدرته وطاقاته. وإقامة جو من الحوار والتواصل.
6- الاهتمام بتطوير مؤسسات العمل التطوعي إداريا" وماليا" ووضع الاستراتيجيات، والخطط، والرؤى، والأهداف على أساس إداري، وعلمي.
7- إقامة المزيد من الندوات، والمؤتمرات المتخصصة في العمل التطوعي لتدفع إلى المزيد من الحوار، والالتقاء، وتبادل الخبرات والتجارب، والتنسيق بين المؤسسات التطوعية.
8- إنشاء، وتأسيس عدد من مؤسسات التدريب المتخصصة في تدريب العاملين، والمتطوعين في مؤسسات العمل التطوعي في لبنان.
9- الاستفادة من الشبكة العالمية في مجال الاتصالات والتي تسمى اليوم (بالإنترنت).
10- إجراء المسابقات والبحوث في مجال العمل التطوعي بصفة سنوية، أو دورية، وتوزيع الجوائز التقديرية للمساهمين، لإثراء قضايا، وهموم وتطلعات العمل التطوعي، بالإضافة إلى تكريم رواد العمل التطوعي، ليكون دافعا" لكافة أبناء المجتمع للمشاركة والعطاء.
11- إنشاء مكتبات متخصصة في العمل التطوعي بكافة مجالاته.
اترك تعليق