مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أسباب تراجع العمل التطوعي وإمكانية تفعيله
كلمة السيدة هيام البزري شريف (رئيسة لجنة العلاقات العربية)

أسباب تراجع العمل التطوعي وإمكانية تفعيله كلمة السيدة هيام البزري شريف (رئيسة لجنة العلاقات العربية) في مؤتمر "العمل التطوعي في الجمعيّات الأهلية والنسائيّة"

أسباب تراجع العمل التطوعي وإمكانية تفعيله
كلمة السيدة هيام البزري شريف (رئيسة لجنة العلاقات العربية)

يمثل العمل التطوعي قيمة إنسانية أساسية وراسخة في مجتمعاتنا العربية، يساعد على شيوع القيم الدينية التي يحض عليها الدين الإسلامي، وبشكل خاص ما يتعلق بمساعدة الفقراء والتطوع بوصفه عملاً إرادياً دون تقاضي أجر عن هذا العمل وذلك لتحقيق خير الفرد والمجتمع ونظراً لأهمية هذا العمل لتحقيق خير الفرد والمجتمع. ونظراً لأهمية هذا العمل التطوعي، فقد اهتم به المفكرون والفلاسفة منذ القدم لأنه يخاطب مشاعر الخير والعطاء الإنساني، كما اهتم الدين الإسلامي بهذه القضية من خلال الحض على البذل والعطاء.
أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع و نشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع. والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير و العمل الصالح، وهو من حيث الحجم، يقل في فترات الاستقرار والهدوء و يزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب. يوصف العمل التطوعي بصفتين أساسيتين تجعلان من تأثيره قوياً في المجتمع وفي عملية التغيير الاجتماعي وهما:
1. قيامه على أساس المردود المعنوي أو الاجتماعي على المتوقع منه، مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على الفاعل.
2. ارتباط قيمة العمل بغاياته المعنوية والإنسانية.
تشير تجارب الدول المختلفة إلى أهمية الاعتماد على المنظمات التطوعية تشريك استراتيجي لدعم سياسات الإصلاح بالمجتمع. ولقد أصبح العمل التطوعي في عالمنا المعاصر منهجاً يتطلب قدرات و مهارات يتعين على المتطوعين اكتسابها والإلمام بتطبيقاتها العملية. ويأتي العمل التطوعي في مقدمة أولويات جهود التنمية حيث أن أدبيات التنمية الحديثة تصف المشاركة الاجتماعية بأنها رأس مال الحكومات التي تستند إليه لمواكبة الطموحات وتحقيق الإصلاحات والإنجازات بهدف المشاركة في البناء والتنمية وتقوية دعائم المجتمع جنباُ إلى جنب مع جهود الدولة، خاصة في ظل تراجع دور الدولة بفعل التحولات العالمية نحو اقتصاد السوق وتراجع دور الحكومات وتخليها عن العديد من وظائفها الاجتماعية الاقتصادية.
ومن هنا أصبحت الجمعيات الأهلية التطوعية تقوم بدور الشريك الأساسي في صنع وتنفيذ سياسات الرعاية الاجتماعية، وهذا ما أكدت عليه مؤتمرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بداية من قمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل ومروراً بمؤتمر الإسكان والتنمية في القاهرة ومؤتمر المرأة في بكين وانتهاء بمؤتمر التنمية الاجتماعية في كوبنهاغن.
إن العمل التطوعي هو أحد أشكال التكافل الاجتماعي والتطوع هو ركيزة أساسية للمشاركة في إسهام المواطن في تحمل مسؤولياته والقيام بواجباته.
والجمعيات الخيرية بصفتها جزء من حركة المجتمع المدني تتعرض إلى تغيرات تؤثر في بنيانها وآليات ومجالات عملها، أولاً بتأثير عوامل التغيير السريعة التي يشهدها العالم وثانياً العولمة في مقدمة تلك العوامل. وهذه الأحداث و المتغيرات المجتمعية المعاصرة تتطلب أن يكون العمل التطوعي بالشكل الذي يتضمن النمط التقليدي بما يتناسب مع الاحتياجات المتجددة للمجتمع وابتكار وسائل الجذب والتشجيع بما يحقق الدعم والفاعلية لتلك الجمعيات.
إن الجمعيات الأهلية تعاني من محدودية المصادر التي يتم من خلالها الحصول على المتطوعين فضلاً عن عدم وجود برامج وأنشطة تطوعية مقدمة ومعدة من الجمعيات وعدم الاهتمام بالمجال التطوعي بالشكل الذي يتناسب مع الدور المتوقع في تلك الجمعيات والمؤسسات في تحقيق التنمية .ومن الأسباب الرئيسية لتراجع العمل التطوعي عدم وجود الاستقرار الاجتماعي. وقد أشارت بعض الدراسات إلى عزوف الشباب بصفة خاصة عن المشاركة في العمل التطوعي. وقد أرجحت ذلك إلى الظروف الاقتصادية السائدة وانتشار مشكلة البطالة، كذلك عدم السماح لهم بالمشاركة واتخاذ القرارات في المؤسسات، كذلك قلة البرامج التدريبية الخاصة بتكوين جيل جديد من المتطوعين أو صقل مهاراتهم، مما أدى إلى قصور التطوع على الأجيال القديمة وعلى العناصر الميسورة الحال.

التوصيات
بعض المقترحات لتطوير العمل التطوعي من خلال التنشئة الاجتماعية التي تغرس قيم العمل التطوعي.
1- تنشئة اجتماعية سليمة من خلال الأسرة والمدرسة والإعلام في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.
2- أن تضم البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات الدراسية التي ترتكز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي ودوره التنموي.
3- إقامة دورات تدريبية للعاملين في الهيئات والمؤسسات التطوعية لاكتسابهم الخبرات والمهارات المطلوبة.
4- مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيراُ في تعريف المجتمع بماهية العمل التطوعي ودوره في عملية التنمية.
5- الإضاءة على الفوائد التي تعود على الفرد المتطوع نفسه وتؤدي إلى استغلال أمثل لطاقات الأفراد وخاصة الشباب في مجالات غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الاجتماعية.
6- أهمية توظيف واستخدام الاتصال والإنترنت في عمل الجمعيات.
7- فتح أقسام وتشكيل لجان خاصة لتفعيل المشاركة في العمل التطوعي.

آليات التنفيذ:
1. العمل على إدماج الشباب وتعميق انتمائهم للمجتمع.
2.تعميق المعرفة العلمية لمنظومة العمل التطوعي وربطه بقضايا المجتمع العربي المعاصر.
3. تفعيل دور المرأة في خدمة المجتمع.
4. إعلاء قيم التسامح والمساواة والقبول بالآخر.
5. اعتماد مبدأ التنمية في إدارة المشروعات في إطار استراتيجية واضحة بجميع القوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتركيز على بناء وكفاءات محلية لضمان استمرار العمل.
6. بناء وتعزيز القدرة المؤسساتية.
7. الانفتاح على العمل الخارجي والاستفادة من خبرات الآخرين، مع الحفاظ على عناصره الثقافية التي يرى أنها ضرورية لصياغة حاضره ومستقبله ورسم سياسته بأسلوب متطور يجمع بين التقليدية والحداثة.
8. تعظيم الاستفادة من المتطوعين والعمل على جذب متطوعين جدد وتنظيم جهودهم.


المصادر:
- تقرير مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية- شباط 2001 (منشورات الأمم المتحدة).
- تنمية المنظمات/ رشاد أحمد عبد اللطيف.
- آثار عملية التحول الاقتصادي على توجيهات العمل بالجمعيات الأهلية/أحمد السكري.
- الجمعيات الأهلية الإسلامية و علاقتها بالديمقراطي/ عبد الغفار شكر.
- التكافل الاجتماعي في الإسلامي/ محمد أبو زهرة.
- دوافع السلوك التطوعي الخيري وعلاقته ببعض المتغيرات الاجتماعية  والاقتصادية والتعليمية/ محمد المحاميد.
- أساليب الدعوة لعمل الخير العربي المعاصر/ غادة علي موسى.
- المجتمع المدني دراسة نقدية/ عزمي بشارة.
- طريقة تنظيم المجتمع في الخدمة الاجتماعية/ نبيل محمد صادق.
- دور الخدمة الاجتماعية في التنمية/ الفاروق إبراهيم البسيوني


التعليقات (0)

اترك تعليق