ماهية وأهمية العمل التطوعي: السيدة جمال هرمز غبريل (رئيسة المجلس النسائي اللبناني) في مؤتمر "العمل التطوعي في الجمعيّات الأهليّة والنسائيّة"
ماهية وأهمية العمل التطوعي:
السيدة جمال هرمز غبريل (رئيسة المجلس النسائي اللبناني)
التطوع هو أن يقوم المرء بتقديم وقت وجهداً دون أن ينتظر مردوداً مادياً لنفسه، وبما أن المتطوع هو ذلك الشخص الذي يعطي من نفسه، فلا بد أن يتحلى بصفات معينة، وإلا فإن ما يسعى إليه هو شيء آخر غير العطاء.
(لقد ثبت بالدراسات أن الجمعيات الأهلية في بعض أحيان تكون جاذباً لبعض السلطويين والمرضى النفسيين)
فالتطوع يجب أن يُنظر إليه من حيث الأداء كالعمل المأجور تماماً، أي أن يكون الالتزام به كاملاً من حيث الوقت الذي وعد المتطوع بإعطائه ومن حيث نوعية العمل الذي تعهد به لأن المسألة الأخلاقية هي أولى الصفات التي يجب أن يتحلى بها المتطوع. فالالتزام بالعمل وقيم المؤسسة أو الجهة المتطوع لديها هي من الأولويات.
كذلك على المتطوع أن يمتلك القدرة على ما يلي:
1. الالتزام.
2. العمل مع أشخاص متنوعي الانتماء.
3. العمل مع أشخاص متنوعي الطباع.
4. العمل ضمن فريق.
5. احترام الآخر.
6. احترام المستفيد.
7. التواضع.
8. النضوج.
9. حسن خدمة الآخرين.
10. حسن الاستماع.
وهذا يعني أن المتطوع يجب أن يكون صاحب قضية.
وفي الغرب يفرض على أي متطوع في أي مجال أن يخضع لتدريب لمدة 3 أشهر في المجال الذي يريد التطوع به.
فعلى سبيل المثال لا يجوز أن يعمل المتطوع مع السجناء، دون الخضوع لدورة تدريبية وامتحان يؤهله للقيام بهذا العمل. صحيح أن المتطوع مستعد لتقديم الخدمة، لكن نوعية الخدمة هي الأهم. وفي غالب الأحيان يطلب إلى المتطوع أن يقدم خدمة من اختصاصه.
ومع أن التطوع هو لخدمة الآخر، لكن ثبت أن التطوع يؤدي إلى فوائد كثيرة على المتطوع منها:
- توسيع شبكة العلاقات.
- تعلم وتعليم مهارات جديدة.
- كسب الخبرات.
- الشعور بالفائدة للآخرين.
- التأثير بالآخرين.
وقد أثبتت الدراسات أن التطوع يؤدي إلى:
- السعادة
- تحسن الصحة والعيش لمدة أطول.
- الثقة بالنفس.
ففي دراسة جرت على المتطوعين لوقت طويل و لوقت أقل والغير متطوعين. ثبت أن المتطوعين بوقت طويل هم الأطول حياة ممن هم أقل نشاطاً أو الغير ناشطين.
كذلك 8 من أصل 10 أشخاص، وخاصة كبار السن، تحسنت لديهم الصحة العقلية بسبب حسن استغلال الفراغ وبناء الصداقات. والشعور بالفائدة حسّن لديهم مستوى السعادة والصحة النفسية، لكن النتائج الأفضل كانت لمن قدّم 500 ساعة في السنة، أما من قدم أقل من 40 ساعة في السنة فالنتائج كانت أقل.
كذلك ثبت أن النتائج الافضل كانت لمن تطوع في الأمكنة التي تسمح ببناء العلاقات الاجتماعية وفي هذه الدراسة المتطوعين الأكثر سعادة هم من عمل لدى المؤسسات الدينية.
أما الشباب، فقد ثبت أن تطوع الشباب في المؤسسات التي تسعى إلى التغيير وبناء مستقبل أفضل رفع لديهم حس المسؤولية المدنية والسياسية وخفف من السلوكيات المعادية للمجتمع.
فالشباب الذين قاموا بعمل تطوعي تدنّى لديهم مستوى التسرّب المدرسي، الهرب من الصفوف والإدمان على المخدرات بنسبة 93 %. لكن تطوعهم في المؤسسات التي تحاول تطويعهم أو تشكيل أفكارهم فقد جاءت النتائج مخيبة. كذلك حسّن تطوع الشباب علاقاتهم بالعائلة المباشرة والممتدة بشكل لافت للنظر.
وأثبتت الدراسات أن تحسّن السلوك المجتمعي لدى الشباب استمر حتى بعد 10 سنوات من التوقف عن التطوع.
وأخير أُثبت أن التطوع هو ضروري لبناء المجتمع المدني لأن من يتطوع يصبح أكثر قدرة على تحمل المسؤولية المدنية والسياسية، فالتطوع هو تعلم قيم وسلوكيات ومواقف متطورة.
اترك تعليق