مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة راعي مؤتمر

كلمة راعي مؤتمر "العمل التطوعي في الجمعيّات الأهليّة والنسائيّة" معالي وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن

كلمة راعي مؤتمر "العمل التطوعي في الجمعيّات الأهليّة والنسائيّة"
معالي وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار والمنتجبين على جميع الأنبياء والمرسلين لا سيما سيدنا عيسى بن مريم عليه وعلى أمه أفضل الصلاة والتسليم.
السيدات الكريمات، القيادات النسائية السلام عليكن جميعا ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أبدأ كلمتي أود أن أذكر بمناسبتين تمران علينا في هذه الأيام، الأولى مرت بالأمس وقبل الأمس وهي ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). وهو [الإمام] حتى في المجال التطوعي والبلاغة والتثقيف، هو إمام كل الفضائل وفي الجهاد إمام وفي الزهد إمام، في البلاغة إمام وفي الشجاعة إمام، في إدارة الحكم إمام وفي العمل التطوعي إمام، وأول عمل تطوعي له هو مبيته في فراش رسول الله(ص) فداءً له بنفسه، فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًا.
والمناسبة الثانية وذكراها اليوم وهي نكبة فلسطين، وهي التي تمر علينا في عامها السابع والستين ولا أدري كم سوف يمر من الأعوام قبل أن تعود فلسطين، ما حال الأمّة في هذه الأيام! 
أحببت فقط أن أذكّر بهاتين المناسبتين الأولى تمدنا بالعزم والثانية تحثنا على العزم لأجل تحرير فلسطين.
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: «إلاّ الذينَ آمنوا وعملُوا الصالحاتِ» (العصر، الآية: 3)
«وقُلِ اعملُوا فسيرَى اللهُ عملَكُم ورسولُه والمؤمنون» (سورة التوبة، الآية: 105) 
إذًا الحث على العمل والعمل بالدين الإسلامي هو كل أنواع العمل، أي العمل تارةً يُقصد به عبادة، وتارةً يُقصد به الكد في طلب الرزق، وتارةً يُقصد به الجهاد، وتارةً أخرى يُقصد به كل أنواع العمل الاجتماعي سوى مما سوف أذكره.
«ومن تطوّع خيرًا فإنَّ اللهَ شاكرٌ عليمٌ» (سورة البقرة، الآية: 158)  أي هناك عمل بأجر وعمل بلا أجر، طبعًا أجر مادي أي "معاش".
والعمل بلا أجر هو ما يُقصد به التطوع، لن أعدد جميع الآيات لأنها تأخذ وقتاً.
إذًا واضح تمامًا أن مفهوم الدين والعمل بأجر، والعمل بلا أجر واضح في القرآن كأحكام وليس فقط كتوجيهات، أي هناك آيات قرآنية تتحدث عن أحكام وبعضها يتحدث عن توجيهات. كلنا نعرف في الشرع الاسلامي الواجب والمستحب والحلال والمكروه والحرام، الأعمال منقسمة إلى خمسة في الإسلام، هناك شيء واجب، فالعمل واجب في الإسلام، العمل العبادي والعمل المعيشي واجب في الإسلام، أما الأعمال الزائدة تصبح مستحبة والحلال في الوسط والمكروه أي ما يكرهه الله لكن تستطيع فعله... وهناك الحرام.
ولا أدّعي أنّ هذه المفاهيم هي مفاهيم إسلامية فقط؛ فالعمل هو ظاهرة إنسانية كانت قبل الإسلام وبقيت بعد الإسلام، وهي ظاهرة ومفهوم لدى كل العقائد [الأديان والمذاهب الفكرية]، وكل شخص يُقَولِب المفهوم ويقدمه بطريقته وبأحكامه.
إذًا العمل هو ظاهرة إنسانية والتطوع أيضًا هو ظاهرة إنسانية ليست محصورة بالمسلمين، وهناك معروف في الثورات في العالم بكل عقائدها وبكل شعوبها وبكل أديانها وبكل مذاهبها هي ظاهرة إنسانية، هي تنسجم مع الفطرة، فطرة الله التي خلق الإنسان عليها، هذه الفطرة التي خلقها الله في الانسان، وعلى الإنسان أن يعرف كيف ينظمها وكيف يهذبها.
وكثيرةٌ هي أشكال العمل التطوعي لكنّ أعظمها وأنبلها وأكثرها قيمةً وربما أستطيع القول قدسيةً أن يتطوع الإنسان للدفاع عن أرضه أو شعبه أو أمّته فيُستشهد في هذا السبيل وهو عملٌ المقاومة. 
وهو –أي العمل المقاوم- العمل التطوعي الأرقى الأرفع، وأيُّ "معاش" [أجر] يمكن أن يُعطى في مقابله، فحتى لو كان هذا العمل مقابل أجر، فهو أرقى عمل تطوعي حتى لو كان بأجر، أي إذا كان المقاوم يأخذ أجرًا فأيُّ أجرٍ يساوي حياته ودمه، وهناك أشكالاً أخرى عديدة للعمل التطوعي منها العمل النسائي في جميع أشكاله وساحاته [مجالاته]، طبعا عندما أقول عمل نسائي لا أقصد تقسيم المجتمع، لأنه يوجد أنشطة نسائية وحركات نسائية في كل العالم، وبالتالي هناك أنماط للعمل التطوعي عند الرجال وعند النساء أو عند الاثنين معًا. وأشكاله عديدة منها: العمل الطالبي (في الجامعات) وهو أكبر مكان للعمل التطوعي، وأنا كنت مسؤول تربوي في حزب الله وأعرف أنّ أكبر مجال للعمل التطوعي هو في الجامعات، المكان الذي يدرس فيه الطالب هو المكان الذي تُصنع فيه شخصيته، الطالب أو الطالبة، وهنا المساحة الكبرى للعمل التطوعي وهنا أصلا يُصنع الرجال وتُصنع النساء، طبعا العمل الطالبي نقصد به أيضا العمل في الثانويات ولكن بدرجة أقل [...] وبدرجة أقل أيضا في مجالات أخرى، وعمل المعلمين والرياضيين والكشفية ولجان الصلح، طبعا من الممكن أن تتفاجؤوا أن هناك عمل تطوعي عند المصلحين الذين يصلحون بين الناس، ويقول رسول الله(ص) "إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصيام" طبعا المقصود هنا الصلاة والصيام المستحبين وليس الواجبين. 
وبالتالي فإنّ أشكال العمل التطوعي عديدة، طبعا عندما نتكلم عن العمل التطوعي نقصد العمل من دون أجر لأن العمل بأجر يصبح عملا واجبا على الإنسان، العمل التطوعي هو عمل يتطوع له الإنسان وليس واجبا عليه وإن كان في بعض الأحيان يصبح العمل التطوعي واجبا. أي بظروف محددة كالمقاومة التي يصبح فيها العمل التطوعي واجبا لأنه لدينا في الدين الاسلامي ما يُسمى بالتكليف الذي لا يسقط إلا إذا قام به أحد منا، يوجد تكليف عيني أي فردي وتكليف واجب علينا جميعاً، فإذا قام به أحد منا سقط التكليف عن الجميع، وإن لم يقم به أصبحنا جميعا مسؤولين -حتى لا أقول مأثومين-؛ على سبيل المثال لو رأى أحدٌ منّا نارا تشتعل وبقينا جميعا نتفرج ولم يتطوع أحد لإطفاء النار، النار سوف تأكلنا كلنا، فليتطوع أحدنا ويطفأ النار، وكذا إذا وجدنا حجرا في الطريق وهذا الحجر يعيق حركة الناس والسيارات 
وقد يحصل بسببه حوادث، هناك حديث لرسول الله(ص) أن الذي يبعد حجرا عن الطريق فله عند الله سبحانه وتعالى أجراً كبيراً، مع أنه في ذلك لم يكن هناك سيارات كان هناك مشاة ودواب. 
وهنا مثلا في الجلسة التشريعية عندما أقر مشروع تثبيت المتطوعين في الدفاع المدني، الذين كانوا متطوعين منذ عشرين سنة، بعضهم استشهد بالنيران والغرق أو بالسقوط عن عامود.. –"الدولة الحمد لله نعسانة"- [...] الدولة مسؤولة عن التشريع، إلى يومنا هذا لا يوجد قانون ينظم العمل التطوعي في لبنان أو يرعاه، وأنا مطلع إلى حدٍ ما على هذه الدولة –أكثر ما تقوم به الدولة أنها تعطي علم وخبر للجمعيات و"نقطة على السطر". الدولة مسؤولة عن التشريع والتنظيم -الدولة تعطي علم وخبر والجمعيات عندما ينتخبوا مجلس إدارة يعلمون وزارة الداخلية ويأتي مندوب من وزارة الداخلية يحضر الانتخابات ويكتب محضر– مسؤولة إذا عن التشريع وعن التنظيم عن الرعاية والدعم، بعض العقود للجمعيات التي تُعنى مثلا بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، هناك مبالغ كبيرة  تُنفق بهذا الشأن (الصم أو البكم أو الذين لديهم احتياجات خاصة أو سوى ذلك) مبلغ كبير أي مئات مليارات الليرات، الدعم للجمعيات المرصود في وزارة الشؤون الاجتماعية ليس مبلغاً صغيراً لكن من الممكن أن لا يكون كافيا.
 طبعا الدولة في هذا المجال عندها رعاية صحية ولو كان يوجد فيها بعض ثغرات، إذاً الدعم موجود لكنه غير كافٍ وفقا لحاجات المجتمع، قياساً إلى إمكانات الدولة، في لبنان ليس هناك أي شيء غير "مسيس" –[من السياسة]- حتى الهواء مسيس، لكنّ الدولة معنية بهذا الأمر، برأيي هذا ما يجب أن تطالبوا به "أن يكون لدى الدولة استراتيجية وطنية متكاملة في هذا المجال وهو ما لا نملكه" ، أنا وزير الصناعة أقول لكم لا نملك استراتيجية، أنا لدي استراتيجية، الوزير السابق كان لديه استراتيجية والوزير القادم  سيكون لديه استراتيجية، لكن نريد استراتيجية الدولة بشكل إذا ذهب وزير أو أتى وزير أو مات وزير... -طيب هل الدولة مبنية على شخص؟- المدير العام لا يرسم استراتيجية إنما الذي يُمثل الوزارة ومجلس الوزراء هو الوزير وهو الذي يقود الوزارة أما المدير العام هو مدير للوزارة، وبالتالي عندما تكون أي استراتيجية مقرة في مجلس الوزراء وأراد الوزير تغييرها فعليه أن يعود إلى مجلس الوزراء أي إلى الجماعة وليس إلى الفرد إلى المجموعة وليس إلى الشخص. هكذا  يصبح لدينا دولة وبعض الدول تُصدر استراتيجياتها بقوانين ولعشر سنوات، كلمة استراتيجية لا تُعدّ لمدة شهر وشهرين وثلاثة إنما سنوات لأنه هناك مسار.

من هم المتطوعون عادةً؟ 
المتطوعون عادةً أكثرهم شباب، لأنهم يكونون متحمسين، عواطفهم تعمل، حميتهم تعمل، والذي  يقودوهم من المفترض من هم أكبر سنًا، الذين اختبروا الحياة وعرفوا الحياة، ولذلك –أنا سمعت الحاجة عفاف تقول حبذا لو تخصّص ساعة دراسية في التعليم عن التطوع، في مادة التنشئة موجود هذا الأمر لكن المشكلة في لبنان المشكلة ليست إذا يوجد ساعة أو لا يوجد، إنما ماذا نفعل في هذه الساعة وكيف نحوّلها، هل تقوم المدارس بتنظيم زيارة لدار عجزة أو لميتم أو لمؤسسة تُعنى بالصم والبكم أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو أسر شهداء... الساعة موجودة وضرورية لكن الأهم الاحتكاك مع البيئة التي تحتاج إلى تطوع وهذا من الضرورة بمكان، هذا يجب أن نركز عليه فكما  يقومون بزيارة لمصانع أو وسائل الإعلام في بعض الأحيان إذا كان الطلاب يدرسون في كلية الإعلام إلخ، العمل التطوعي يحتاج إلى هذا الأمر.
طبعًا أهم النقاط التي أريد أن أشير إليها وأتوجه بها إلى الجمعيات النسائية وإلى كل الجمعيات هي أن يكون لديها استراتيجية واضحة، وبرامج عمل واضحة وأهداف واضحة، أنا عملت في التعبئة التربوية وأعلم إن العمل التطوعي مرهق للمتطوعين خاصة إذا لم يكن لديهم راتب ولديهم نفقات، وبالتالي لا بد من استراتيجية وبرامج واضحة ولا بد من التوجه إلى ممولين، نعلم تماما أن المجتمع مليء بالخير وليس العكس، نتكلم عن هيئة دعم المقاومة ومؤسسة الشهيد ومؤسسة الإمداد وجمعيات أخرى، هذه الجمعيات تتلقى تبرعات، هذا تطوع بالمال أي الذين يتبرعون بأموالهم، وهناك تطوع بالوقت. والدولة معنية بهذا الأمر كما ذكرنا من قبل.

إلى أين وإلى ما يتوجه العمل التطوعي؟ (أهدافه ولمن هو موجه)
ذكرنا عدة أمثلة من العمل التطوعي باتجاه حالات محددة، هناك جمعيات تُعنى بمعالجة مدمني المخدرات، وجمعيات تُعنى بمعالجة صم وبكم وذوي احتياجات خاصة وأيتام وفقراء ومعوزين إلخ. 
أنا أدعو إلى عدم الاكتفاء بتقديم الخدمة المادية، بل إدخال مفهوم التنمية البشرية والانسانية لدى من نستهدفهم، أن لا نكتفي بأن نقدم لمن نستهدفهم في عملنا التطوعي خدمة مادية، فالتنمية الفكرية والثقافية والنفسية لدى هذا الانسان مهمة ولا أقول أهم. والفقر ليس عيبا لكنه يؤذي والإمام علي(ع) يقول "لو كان الفقر رجلاً لقتلته" الإنسان الفقير يحس يشعر أنه ضعيف لا يريد أكثر من هذا، يجب أن نتكلم معه ونحاول أن نخرجه من هذا الأمر، الإنسان الضعيف هكذا يشعر، ذوي الاحتياجات الخاصة يشعرون أنهم أضعف من الآخرين، وهو ليس كذلك، هذا جزء من التنمية النفسية الإنسانية إذا استطعنا، ربما أتكلم الآن نظرياً، لكن لأنني شاهدت ولمست وخبرت في بعض الأحيان هذه الحالات أدعو إلى تنمية ثقافية إنسانية نفسية، طبعا يمكن أن يكون متعباً للمتطوعين –قد تقلن أنك الآن "تحمّلنا فوق حملنا"– إنني لا أحملكن فوق حملكن لكن من الممكن أن البعض ببسمة، بكلمة ويمكن تحقيق ذلك بطريقة معينة، بمئة وسيلة، ويمكن عبر التواصل. لكن هذا واقع الحال الذي يمكن تكنّ تلامسنه.
لا أحد قيّم شيئاً بحجم العمل التطوعي لأنه كبير إلى حد لا يستطيع أحد تقييمه، لكن أستطيع القول بكل اطمئنان أن العمل التطوعي في أي مجتمع، وتحديدًا في لبنان، قد يكون أكبر وفي الحد الأدنى موازيًا لجهد الدولة –أقولها وأنا مرتاح- وحتى لا أذهب في الكلام بعيداً وأسبب مشاكل، في الحد الأدنى؛ مثلاً إذا تكلمنا عن الحرية والسيادة والاستقلال حتى سنة 2000م، ماذا كان دور الدولة بما يتعلق بالحرية والسيادة والاستقلال؟ إن مئات لا بل آلاف الشهداء هم الذين صنعوا الحرية والسيادة والاستقلال وكانوا من المتطوعين، يوجد شباب في المقاومة يأخذون معاشات، لكن آلاف مقابلهم لا يأخذون أي راتب ويستشهدون وهم متطوعون، ربما في الدولة يوجد كذا ألف موظف متعلق بالشؤون الاجتماعية والانسانية ويوجد في مقابلهم عشرات الآلاف من المتطوعين.
طبعا الدولة تصرف المال -حتى يكون الواحد منا منصفاً وعادلا وشفافا- وحتى المجتمع يصرف المال، وأنا أعرف كم ينفق من المال لخدمة المستضعفين والفقراء والمعوزين وأصحاب الاحتياجات الخاصة على تنوعها من تبرعات ومن حقوق شرعية، بعض المذاهب والطوائف ليس لديهم حقوق شرعية بالمعنى الدقيق للكلمة، لكن لديهم تبرعات في الكنيسة والجمعيات والأوقاف، كذلك أموال الخمس والزكاة. لذلك هذا هو التكامل بين الدولة والمجتمع وتقييمه هو أمرٌ شبه متعادل لأن الكثير منه ما لا يمر بالأطر الرسمية أو يُعلن عنه.

الواقع السياسي:
بالنسبة للواقع السياسي، بالتأكيد المواطنين ونحن جميعًا نأمل في انتخاب رئيس جمهورية قبل 25 أيار، وهذا أكيد لمصلحة البلد، هناك انقسام سياسي في البلد وعدم توافق حتى الآن على انتخاب رئيس، وانتخاب الرئيس يتطلب نصاب 86 وصوت 65 نائب لينتخب الرئيس في جلسة فيها 86 نائب لتأمين النصاب، وهذا يتطلب توافق سياسي، وهذا التوافق السياسي حتى الآن لم يتوفر. لكن إذا لم يتوفر هذا النصاب السياسي لتأمين انتخاب الرئيس، يجب أن نعمل له –العمل لتأمين هذا التوافق السياسي الذي يؤمن الانتخاب- هذا هو المطلوب، المطلوب هو العمل بين القوى والأفرقاء السياسيين لتأمين توافق سياسي يوفّر نصابا سياسيا، نصابا انتخابيا قانونيا لتأمين انعقاد الجلسة، وبالتالي أيضا توفير 65 نائبا إذا لم يكن 86 نائبا إذا لم يكن أكثر لانتخاب الرئيس، أي العملية عملية توافق سياسي أكثر من ما هي عملية حساب أرقام، هذه الأرقام تفرض التوافق السياسي وليس العكس، وبالتالي الاستمرار بـ"مرشحين تحدي" –أيًا يكن مرشح التحدي أو غيره– بالتالي يجب أن نتجه نحو التوافق السياسي.
نحن لدينا مرشحون، ونحن بالتـأكيد عندنا مواصفات معروفة للرئيس الذي نعتبر أنّه يستحق أن ننتخبه، أولها المحافظة على الحرية والسيادة والاستقلال بشكل عملي أي بشكل يحفظ نقاط قوة لبنان  في الدفاع عن لبنان، مثلا منذ أيام كانت حادثة اللبونة وقبلها خروقات يومية للعدو الصهيوني، العدو الصهيوني  يقول أنه أكثر ما يخشى في لبنان هو المقاومة، هو يقول يوميا هذا الكلام -في ناس لا يريدون المقاومة في لبنان، ماذا تريدون؟- تريدون العودة  لمجزرة حولا، لمجزرة صربين بالخمسينات، للأيام التي كان يقصف فيها العدو الصهيوني مطار بيروت ويدمر الطائرات على أرض مطار بيروت ولا يقول أحد له شيء مثل ما حدث في سنة 1968 حيث دخل وقتل في فيردان، هذا هو المطلوب؟ أن يأتي كومندوس إسرائيلي إلى قلب فيردان ويستبيحنا بالطائرات والبوارج.
العدو يعلم تماما أن في مقابله قوةً تؤلمه وتؤذيه هي المقاومة، وتقوم مقام قوة ردع في مواجهة هذا العدو.
إذا هذه أول نقطة نراها نحن في الرئيس، أن يحافظ على مقومات القوة والقدرة في لبنان وهي المقاومة، طبعا لا ننسى ولا ننكر على الإطلاق دور الجيش اللبناني  ودور الشعب اللبناني في مواجهة العدو الصهيوني، لا ننسى ولا ننكر بل نذكر شهداء الجيش بالفضل وبالكرامة التي نذكر فيها شهداء المقاومة.
النقطة الثانية أن هذا الرئيس القادم العتيد، من الطبيعي أن يكون عنده وحدة وطنية، ولا يكون رئيسا  قاسماً للوحدة الوطنية وعليه إشكالات حول مشروعية تأمينه للوحدة الوطنية، رئيس يمثل وحدة البلاد وليس انقسام البلاد وأيضا رئيس لديه رؤية إصلاحية متكاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع وكل نواحي الحياة في لبنان، طبعا نحن عندنا تكتيكنا السياسي والانتخابي وأسلوب إدارة المعركة بالشكل الذي نراه مناسباً.

مبارك للأخوات والسيدات الكريمات هذا النشاط المهم والحيوي والأساسي وأيضا مبارك لكنّ عند الله تعالى وعند المجتمع عملكنّ التطوعي الذي يؤتي أكله وثماره في كل حين بإذن ربكم وربنا الله سبحانه وتعالى.









 

التعليقات (0)

اترك تعليق