مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة ممثل المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
سماحة السيد حسن التبريزي

تأصيل القواعد الخلقيّة أخلاق العفة وحماية الأسرة (رؤية الإمام الخامنئي (دام ظله)): كلمة ممثل المجمع العالمي لأهل البيت(ع) سماحة السيد حسن التبريزي


تأصيل القواعد الخلقيّة أخلاق العفة وحماية الأسرة (رؤية الإمام الخامنئي (دام ظله))

كلمة ممثل المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
سماحة السيد حسن التبريزي

بســــــــم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين النبي المصطفى محمد بن عبد الله، وآله الطيبين الطاهرين.

عندما نبحث عن مسألة من المسائل التي تهم أي قضية من القضايا الاجتماعية أو الفكرية أو الاقتصادية أو الأسرية وغير ذلك عند الإمام القائد السيد على الخامنئي دام ظلّه الوارف لا بدّ وأن نجد في تأصيل هذه القضايا وسيرة أهل البيت عليهم السلام، لذلك عندما نطرح مفهوماً معيناً نُريد بذلك مفهوم السيد القائد فنجده مؤصّلاً في القرآن الكريم والسيرة والسنّة كما يقيننا وهذا التأصيل نابع من منهجية راسخة عند السيد القائد وكما يردّد دائماً أن المرجع الأساس في بناء الدولة والمجتمع وغير ذلك نابع من هذه المصادر المعرفية التي جعلها الله حقائق نورانية يكتشف العقل من خلالها طريقه الذي يوصله إلى النجاة.
وعندما نتناول قضية من هذه القضايا في فكر السيد القائد وهي أساسية لضبط النظام الاجتماعي والإسلامي الذي انطلق من قناعة راسخة وواضحة أن الحل في مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأسرية وغير ذلك محطة الحل الأساس هي القرآن الكريم والمنهج النبوي الشريف والسيرة العطرة لأهل البيت والعقل السليم، ولما نتناول قضية أخلاقية مهمّة جداً في مجتمعنا الإنساني والإسلامي والأخلاق كما نعلم تبحث عن الوسائط الروحية والسلوكية للتهذيب والأدب والأمان والطمأنينة والسلام في حركة المجتمع.
لقد قدّم القرآن الكريم نماذج من النساء الصالحات وبيّن سلوكهنّ وصفاتهنّ ومن بين هذه الصفات (الحياء)، يقول تعالى ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (القصص، 23-25).
هذه الآيات في سورة القصص كمقدمة الدخول في عوالم المرأة التي استند عليها السيد القائد من حيث حاجاتها النفسية والاجتماعية وكذلك نجد ذلك في جانب مهم في المرأة ومن أهم امتيازاتها وأخلاقها هي العفة ومع الأسف الشديد في عالمنا اليوم نجد الذوبان الكامل لأهم ما يكون من لوازم المرأة  وعناصرها الأخلاقية أصبحت لاشيء في مجتمعاتنا وما فعله الأعداء من الغزو الفكري والثقافي على كلمة أمتنا وهذا بحث يطول في كل تفاصيله وعوامله، من هنا يجب التأكيد على هذه اللوازم والعناصر في حياة المرأة المسلمة والمؤمنة وكانت أحاديث السيد القائد في هذا الاتجاه لما يدرك خطورة المرحلة وتفريغ الأسرة الإسلامية والمؤمنة من هويتها حتى يسهل استسلامها وخضوعها للأجنبي وللكافر وللمطامع المدمرة للأمة وهذا بدأ يحصل من خلال التطور الهائل في الوسائل الاجتماعية ولهذا نغمر شيئاً في عمق هذا البحث المهم والخطير ونقول:
أ‌- العفّة ومعناها: العفّة هي صفة نفسانية في الإنسان يمكن التعرّف عليها (إليها) من خلال آثارها التي تظهر على الإنسان هذه الآثار ذَكَرتهَا بعض الروايات، فعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "الصّبر عن الشهوة عفّة" وعنه عليه السلام (العفاف زهادة) وهي صون النفس وتنزيهها عن كل أمر دنيء وكما ورد عنه عليه السلام "العفاف يصون النفس ويُنزهُهَا عن الدنايا" هذه كلّها من آثار العفة التي تشير إليها.
ب‌- العفة في تشديد الحجاب: يقول تعالى ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
ج- العفة عن الشهرة: يقول الله تعالى ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ وهذه العفة يجب أن تزداد كلما ازدادت المرأة جمالاً وعن الإمام علي عليه السلام "زكاةُ الجمال العفاف".
د- العفة عن أكل الحرام: عن الإمام علي عليه السلام "إذا أراد الله بعبدٍ خيراً أعفَّ بطنه وفرجه"، وهذا ينعكس على طلب الإنسان للدنيا، فعن الإمام علي عليه السلام "على قدر العفة تكون القناعة".
ثمرات العفة:
 أشارت الروايات إلى العديد من الثمرات والبركات التي تترتب على العفة نذكر منها:
1-    حسن المظهر: فعن الإمام علي عليه السلام "من عفّت أطرَقُه حسُنَت أوصافه". وعن الإمام الباقر عليه السلام "أما لباس التقوى فالعفاف إن العفيف لا تبدو له عورة وإن كان عارياً من الثياب والفاجر بادي العورة وإن كان كاسياً من الثياب يقول الله تعالى ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾".
2-    الوقاية: فعن الإمام علي عليه السلام "لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة" هذه الرواية تُشير أن العفة سبب في ترك المعاصي والقرب من الله تعالى بحيث يصبح سلوكه كله طاعة لله تعالى وكأن العفيف ملك من الملائكة وكلمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام "ثمرة العفة الصيانة" تُشير إلى ذلك.
3-    الثواب العظيم: فعن الإمام علي عليه السلام "طوبى لمن تحلّى بالعفاف" وعنه عليه السلام "ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم درجة ممّن قدر فعفَّ".
منافيات الحياء والعفّة:
1-    التشّبه بالرجال: وهي مسألة مهمّة يطرحها الإسلام لما فيها من الفساد الكبير لأن هناك أمور تناسب الرجل وأخرى تناسب المرأة وقد أكدّ الإسلام على ضرورة أن يلتزم كل منهما بما يناسبه، فلا يقتحم الرجل ما يناسب المرأة ولا تقترف المرأة ما يُناسب الرجل ولا يتناسب مع حيائها وعفتها، لأن ما يصلح لأحدهما قد يكون مفسد للآخر وقد شدّد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم على ذلك حتى  لعن المرأة التي تتخلى عما يُناسبها لتتشّبه بالرجال فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله: "لعن الله المتشبّهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبّهين من الرجال بالنساء". وفي رواية الإمام الباقر عليه السلام "لا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجال لأن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن المتشبّهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال". والتشبّه له كثير من النماذج وهو يشمل كل ما خالف طبيعة المرأة ووافق طبيعة الرجل ومن أوضح هذه النماذج التشبّه باللباس بحيث  تلبس المرأة لباس الرجل أو يلبس الرجل لباس المرأة.
2-    تقليد الغرب: يقول السيد الخامنئي دام ظله: "الهجوم الثقافي الأكبر هو أنهم طوال السنوات المتمادية لقّنوا الذّهن وعقائده أننا عاجزون وعلينا أن نتبّع الغرب وأوروبا وهذا هو الهجوم الثقافي إنهم لا يدعوننا نثق بقدراتنا". وهنا نختلف عن اكتساب العلوم واكتساب العلوم لا يعني التقليد كما يؤكد الإمام الخامنئي دام ظلّه "الأوربيّون لديهم إلى ما شاء الله أعمال خاطئة وسلوك قبيح، لماذا علينا أن نتعلّم منهم هذه الأعمال نحن مسلمون وعلينا أن نبقى مسلمين، هم لديهم علم أكثر منّا، جيد، نذهب ونتعلم علمهم ولكن لماذا علينا أن نتعلم العادات والثقافة والسلوك وآداب المعاشرة منهم؟ ما هذا المنطق الخطأ؟ لماذا نقلّدهم في ثيابهم وسلوكهم وآداب معاشرتهم وكلامهم وحتى لهجتهم؟ هذا ضعف نفسي وشعور بالحقارة، لماذا عليّ أن أشعر بالحقارة؟ أنا أفتخر بلغتي، أنا أفتخر بثقافتي، أنا أفتخر بوطني وبلدي وتاريخي لماذا عليّ أن أقلّدهم؟".
لقد كان السيد القائد يضع المرأة في الصدارة في المجتمع كونها النصف الآخر من المجتمع الإنساني ولها مقام عظيم في أصول الإسلام ولما أعطاها الإسلام والقرآن والسيرة النبوية وأهل البيت عليهم السلام لذلك كان الاعتماد وفي حقوق المرأة وما يختص بها يجب أن تأخذ من تعاليم الإسلام الحنيف وأن الحرية التي أعطاها الإسلام للمرأة وصون حقوقها وحفظ عفتها هو تحييد المرأة عن تعاليم الغرب وتقاليده ولما يدّعيه من الحرية للمرأة وكان السيد القائد في هذا المجال شديد الملاحظة والتحقيق في سبيل عدم الارتماء في أحضان الغرب ولذلك كان يُشددّ على أن الغرب إنما يَدعي زوراً أنه يُحقق الحرية للمرأة والإسلام يُقيمها وكما أشار السيد القائد في ذلك يقول: إن إطلاق اسم الحرية على التوجه الموجود في الثقافة الغربية للمرأة، هو اسم كاذب، فهذه ليست حرية إن أساس ثقافة الغرب مبني على جعل المرأة بضاعة لمتعة الرجل في المجتمع فالترغيب والحث على التعرّي يعود إلى هذه الجهة في الغرب نجد أن عذابات المرأة طيلة القرنين الآخرين قد ازدادت ولم تقل، فالتحرر الجنسي والتحلّل الجنسي في الغرب لم يؤدِّ إلى خمود فوران قدر الشهوة البشرية التي هي غريزية وطبيعية وكانوا في السابق يُعلنون أنه كان بين المرأة والرجل علاقة حرّة، فإن الشهوة الجنسية ستضعف ومن الناحية العملية اتضح أن القضية على العكس من ذلك.
ونجد أيضاً في تعبيرات السيد القائد عندما يقول أن الغرب قد استغلّ المرأة بشكل خطير وحوّلها إلى سلعة تجارية ليس فيها أي مضمون آخر سوى ما تنتج من ربح تجاري وكسب مالي وهنا يقول دام ظلّه: "إن نظرة الغرب الاستغلالية حيال المرأة هي بمثابة ظلم بحق البشرية وخيانة عظيمة لحقوق المرأة وقال، إن المرأة هي الجزء الجميل واللطيف والمكنون في الخلق والخطيئة العظمى التي ارتكبها الغرب  هو جعله للمرأة وسيلة دعائية للإعلانات التجارية وكسب المزيد من الأموال وإشباع الغريزة الجنسية بعيداً عن أي نظم وقانون، ما أدّى إلى ابتلاء البشرية بمشاكل مستعصية".
 لقد برهن السيد القائد في خطاباته ووصاياه إن كان على مستوى النظام الإسلامي أو على الاجتماعي والأسري فإنه يؤكّد دائماً أن العفة التي يُراد أن تكون هي الضابط الأخلاقي والسلوكي وبالأخص عند المرأة وهنا يؤكّد السيد القائد في خطاباته على أن قانون الجمهورية الإسلامية معتمد على القانون الإسلامي ولا بدّ من إجراء القانون الإسلامي وتطبيقه في المجتمع الإسلامي وهذا يعني تفعيل القانون وجعله سلوكاً في المجتمع مهما تكون التحديات التي تواجه تطبيق القوانين الإسلامية لأن الأساس قام على ذلك وهذا يستدعي دائما ارتكاز المجتمع وتهيئته على تطبيق القوانين الإسلامية بعد فيها وإيجاد ذهنية وعقل جمعي لدى المجتمع للعمل به والدفاع عن ذلك، وهنا التوجه الذي سلكته الجمهورية الإسلامية على أن المجتمع هويته الإسلامية وهذا يعني ثقافته إسلامية وسلوكه إسلامي من هنا بالدقّة تماماً كان التوجّه الحقيقي لتحييد المجتمع الإسلامي عن كل سلوكيات الغرب ومنطقه وهذا لا يعني عدم التعلم من الغرب في شتى مجال العلوم الإنسانية وأن المورد هنا يتعلّق بالسلوك لا بالعلوم يتعلق بالثقافة والمنهجية لا بالعادات والتقاليد لدى الأمم الأخرى.
من هنا كانت رؤية السيد القائد أن الشعب المسلم في إيران وسائر الدول الإسلامية أن يكون منهج واضح وعملي على منهج القرآن الكريم والسيرة النبوية فكانت القواعد الخُلقية وأخلاق العفة وحماية الأسرة تنبع من منهج القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وآهل بيته عليهم السلام فالعفة عنوان عريض وشامل لكل أنماط السلوك وبالأخص فيما يتعّلق في سلوك الأسرة والمرأة والمهم من ذلك إبعاد أي تقاليد غربية مؤثرة في مجتمعاتنا وعدم التأثير عليها ولما نريد أن نطلق في بيانات أخرى للسيد القائد في خصوص العفاف وبناء الأسرة نجد الكثير الكثير من هذه الموارد والبيانات المهمة لدى السيد القائد دام ظلّه وتحديداً فيما يختص المرأة المسلمة والمؤمنة وكون عفاف المرأة تصير عن استقامة سلوكها ضمن حدود العلاقة المشروعة مع الرجل وحجابها شرط لجسدها إلا عن زوجها ولجمالها إلا عن أرحامها والنساء بما لا يجعلها سهاماً للشيطان والغرائز المحرمّة فإذا ما صانت نفسها والتزمت سترها حجبت انعكاسات جسدها في المجتمع لمصلحة إنسانيتها وعقلها وقدراتها، بل يوجد تلازم بين عفافها ونجاحها في الأسرة والمجتمع وبين حجابها وحضورها الهادف في إعمار الحياة وتنشئة الجميل وبناء المجتمع الآمن والمستقر وتثبيت دعائم الأسرة حيث لا يوجد شكوك وعدم ثقة بين الطرف المرأة والرجل وإنما الصفة تؤمن هذا الجانب وهو الاستقرار النفسي لدى المرأة ولدى الأسرة لنتوجه إلى أقوال السيد القائد في ذلك، يقول السيد القائد دام ظله: "إنّ عظمة المرأة لا تكمن في جذب أنظار الرجال وهوس المهووسين إلى نفسها وليس هذا فخراً للمرأة وليس هذا تعظيماً لها، بل هو تحقير للمرأة، إن عظمة المرأة في تمكنها من الحفاظ على الحجاب والحياء والعفاف الأنثوي الذي أودعه الله تعالى في جبلّتها، فتقوم بجعل هذا كلّه مع العزّة الإيمانية، وتضيق إليه الشعور بالتكاليف والمسؤولية، فتعمل تلك اللطافة في محلها وذاك الحزم الإيماني في محله، فمثل هذا التركيب الدقيق مختص بالنساء فقط، ومثل هذا العمل الدقيق من اللطف والحزم من خصائص النساء، هذا الامتياز الذي أعطاه الله تعالى للمرأة، لهذا يضرب في القرآن مثلاً للإيمان، ليس نموذجاً لإيمان النساء، بل نموذجاً لإيمان كل الناس نساءً ورجالاً وورد في ذلك سورة التحريم آية 11 و12 ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾.
وهذا بيان قرآني واضح مما يؤصّل فكر السيد القائد فيها يعنيه في حقوق المرأة وكيف تكون نموذجاً إنسانياً في كل مجالات الحياة وكذلك عن ارتباط العفة بالمشاركة في الميادين المختلفة يقول السيد القائد دام ظلّه: "فمثلاً إذا أرادت فتاة أن تدرس الطب أو تمارس نشاطاً اقتصادياً، أو أن تعمل في اختصاص علمي أو أن تدرس في الجامعة، أو أن تدخل في أعمال سياسية أو أن تصبح صحافية فإن الفرص متاحة لها لكن شرط أن تلتزم العفّة والعفاف، إذاً عفاف المرأة هو المرأة هو الأصل وكل التفاصيل الأخرى يمكن النقاش فيها، فإذا ما ثبَّت عفافها بدأ طريقها نحو الإرتفاع والكمال وإذا ما خسرت عفافها لا مكان لأي إنجاز، لا في داخل الأسرة ولا في خارجها. يقول السيد القائد دام ظلّه: "كل حركة تسعى للدفاع عن المرأة يجب أن تكون، ولكنها الأساس هو عفة المرأة، فكما قلت، إن الغرب لم يهتم بقضية عفة المرأة ولم يعتنِ بها، فانتهى الأمر بها إلى التهتّك.
فالمرأة في حالة تجاذب بين عفة ترقى بها إلى الكمال، وبين تهتك يُسقطها إلى الهاوية ويستحيل الجمع بين الكمال والهاوية وبالتالي يُستحيل الجمع بين عدم العفة وإمكانية إعطاء المرأة لدورها ومكانتها في المجتمع.
وهذه نقطة جوهرية وأساسية علينا أن نهتم بها ونسلط الأضواء عليها، لأنها المفتاح الأساس لدور ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع لتحصل على حقوقها وما هذا المؤتمر الكريم إلاّ عناية خاصة لهذه القضيّة المهمة في حياتنا كمجتمع وأُسر إسلامية ومؤمنة تريد الحفاظ على هويتها ودينها وثقافتها، إنني أقول وبصدق إن لفت عناية هذا المؤتمر جديرة بالاهتمام وشكر القائمين عليه بالأخص الدكتورة عفاف حكيم الذي جاء اسمها ودورها لتفعيل هذا العنوان المقدّس في حياة كل امرأة عظيمة وكما أشكر كل العاملين على إعداد هذا المؤتمر الموقّر وإلى الكثير من الإنجازات القادمة بإذن الله تعالى.

التعليقات (0)

اترك تعليق