مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ندوة عن

ندوة عن "دور المرأة في النهضة الحسينية": نظمت الأمانة العامة للعتبة الحسينية، ندوة تحت شعار نفحات من الوفاء لسيد الشهد

تحت شعار نفحات من الوفاء لسيد الشهداء (ع)، نظمت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، في قاعة مجمع الإمام الصادق (ع) في بيروت، ندوة عن "دور المرأة في النهضة الحسينية"، وذلك نهار الثلاثاء الموافق لـ 28/2/2012م، عند الساعة الثالثة عصراً، بحضور عدد من العلماء والشخصيات والمفكرات وجمهور كبير من النساء الفاضلات.
                 
استهلت الندوة بمشاركة طفلتين موهبتين من العتبة الحسينية المقدسة، عرضن قصائد شعرية وأناشيد عن العشق الحسيني.
                
بعد ذلك بدأت الفعاليات من النساء المفكرات والباحثات بالحديث عن دور المرأة في النهضة الحسينية.           
حيث أشارت المستشارة في المركز الأسري في العتبة الحسينية المقدسة، الدكتورة "إيمان الموسوي" إلى ضرورة أن تكون المرأة معطاءة على مستوى الأسرة، وأن تتسلح بجميع الأسلحة وخاصة التقوى، التي برأيها تأتي من خلال العلم.
وتمنت أن تكون المرأة في عصرنا متحملة للصبر، طالبة منها أن:
1- تحدد لها هدفاً أخروياً.
2- لا تكن كباقي النساء اللواتي أصبحن سلعة.
3- لا يكن شغلها الشاغل الاعتناء بأنوثتها فقط.
4- تكون الأخت المؤازرة لأخيها.
5- تكون باحثة ومحققة في العلوم الخاصة بالنساء مثل (النساء الملتزمات بإمام زمانهن، أمهات الأئمة (ع)...).
6- تزيل الأدران التي تمنعها وتحجبها عن الإمام المهدي (عج).
واعتبرت الدكتورة الموسوي أنّ المرأة تحافظ على كيانها كالدر المكنون، وأن المرأة في شخصيتها تكون صابرة، قوية وشجاعة، ومع زوجها تكون حسنة التبعّل.
وأشارت الدكتورة الموسوي إلى تأثير النهضة الحسينية على المرأة في الغرب، عندما لاحظت هذه المرأة السيدة زينب (ع)، الذي لم يمنعها حجابها من الدخول في كل مجالات الحياة.
ثمّ دعت المجتمع لتقديم الدعم المعنوي للنساء اللواتي فقدن أعزاء. ونوّهت بالعتبة العباسية لاهتمامها بالمرأة من خلال إنشاء إذاعة خاصة بها بكافة كوادرها.
وختمت كلامها بالتأكيد على أن العمر لا يقف عائقاً أمام المرأة المحققة والباحثة.
في حين أشارت رئيسة جمعية شؤون المرأة اللبنانية "شهناز الملاح" في كلمتها إلى وجود نوابغ من النساء وليس فقط من الرجال برزن على مر التاريخ.
وأكدت على الدور الكبير والمهم للمرأة في النهضة الحسينية باعتباره لا يقل أهمية عن دور الرجل، بالإضافة إلى دورها في الحركة السياسية والاجتماعية، مشيرة إلى أنّ السيدة زينب (ع) تُمثل الحركة بالنسبة للنساء، فهي ثاني أعظم سيدة من نساء أهل البيت (ع) بل من سيدات البشر، واعتبرت أنّ كل صفحة من صفحات حياتها جديرة بالتحقيق، فهي كانت تدرك عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وكانت حياتها مليئة بالأحداث والوقائع، وكانت قوية الشخصية وسيدة المواقف، وقد أدّت دوراً في القضاء على مؤامرة بني أمية، فهي قد لعبت دوراً إعلامياً بارزاً بعد وقوع الواقعة.
وختمت "الملاح" كلمتها بتوصية إلى العتبة الحسينية بعقد مؤتمر يحمل عنوان السيدة زينب (ع)، كي يضيء للمرأة المسلمة طريقها ولكل امرأة تبحث عن السعادة في الحياة، من خلال إبراز صورة السيدة زينب (ع).

ثم ألقت رئيسة الجمعيّات الثلاث (الرابطة اللبنانية الثقافية، الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي، الأمومة الطفولة) الحاجة عفاف الحكيم كلمة أشارت فيها إلى أنّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تُعد أهم وأعلى فريضة يتعبّد بها المسلم والمسلمة لله تبارك وتعالى، وهذه الفريضة ثورة دائمة ومسؤولية الرجل والمرأة على السواء.
           
وأضافت: إنّ الشريعة الإسلامية لم تجز للمرأة أن تكون هامشية في المجتمع، بل جعلتها ملزمة إلزاماً شرعياً، إلى جانب دورها الأُسري، بأن تؤدي دورها الإسلامي الأصيل في حماية المجتمع وبناته في مختلف الميادين الحياتية، مشيرة إلى أنّه من البديهي أن تحفل النهضة الحسينية بالعديد من النماذج النسائيّة اللاتي كنّ بحق المظهر الصادق للإنسان في ذلك الجو الحالك الحاد.
ومن ثمّ عرضت الحكيم نماذج لنساء لعبن دوراً فعالاً على مر التاريخ، كمارية بنت منقذ العبدية التي جعلت بيتها مكاناً لأحباء الحسين (ع)، فهي قد أتت بكل ما لديها من مال ووضعته أمام محبي الحسين (ع) ودعتهم إلى أخذ حاجتهم منه والذهاب لنصرة الحسين (ع)، والسيدة طوعة التي وقفت إلى جانب مسلم بن عقيل بعد أن تخلى عنه جميع الناس في الكوفة، ودلهم زوجة زهير بن القين التي غيّرت مسار زوجها بعد أم كان مناوئاً للحسين (ع)، بكلمة طيبة خرجت من فمها المبارك، وزوجة حبيب بن مظاهر التي دفعت بزوجها إلى نصرة الحسين (ع)، وغيرهن من النساء المجاهدات اللواتي كان لهنّ الدور البارز في النهضة الحسينية، فهذه النسوة كانت منسجمة مع داخلها، مع إيمانها.
وتابعت الحاجة الحكيم كلامها عن النموذج الرسالي الفذ المتمثّل بالسيدة زينب (ع)، التي شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون رسولةً ولساناً لثورة أبي عبد الله (ع)، فهي قد أدّت دوراً إعلاميّاً سجّل أعلى درجات النجاح.
وأضافت الحاجة عفاف الحكيم: "إنّ زينب (ع) كانت باعثة للثورات بعد الحسين (ع)، بل باعثة لتأصيل الفكر الشيعي".
واعتبرت أنّ: "خطب السيدة زينب (ع) تمكنت من إبلاغ نداء الحسين (ع) إلى العالم وجعلت نهضته تستمر مع استمرار الحياة؛ فهي قد فجرت الموقف في سوق الكوفة".
وتابعت الحاجة عفاف الحكيم: "إنّ كلمات السيدة زينب (ع) كانت حمماً تقذفها على الطاغية، وكانت تتدفق من قمة جبل لا يسده شيء".
وأضافت: "إنّ الحرائر في كربلاء هزّت الضمائر وأيقظت العقول من سباتها وأسقطت الحكم الأموي من خلا خطاباتهن".
وأما تأثير النهضة الحسينية على المرأة في عصرنا الحاضر، قالت الحكيم: "إنّ الثورة الحسينية هي التي صاغت منّا عدداً من النساء المقاومات والشهيدات في لبنان وفلسطين والبحرين والعراق، أمثال الشهيدة أم ياسر والشهيدة بنت الهدى وغيرهن من النساء اللواتي سطّرن التاريخ بدمائهن".
                    
وأخيراً، أشارت الحاجة "عفاف الحكيم" إلى ميزة السيدة زينب (ع) كما يقول السيد القائد علي الخامنئي (دام ظله): "إنّ ميزة السيدة زينب (ع) ليس لأنها ابنة الإمام وأخت الإمام، بل لأنّها امرأة عظيمة تركت زوجها وعائلتها لتقوم بنصرة إمامها مع علمها بكل الصعاب التي ستواجهها".


خاص موقع ممهدات

التعليقات (0)

اترك تعليق